2016/11/24

كتاب "البكاء السياسي عند الشيعة"/ عند الفرس المتشيِّعين: لا أحد يعلم الغيب إلا الله والإمام علي!



نتابع سَرْدَ أدلَّتنا على أنَّ الفرس المتشيِّعين جعلوا الإمامَ علي أهم من النبي محمد، وها هم الآن قد جعلوه مثله مثل الله، بحيث ادَّعوا بأنَّ الإمامَ عليّ كان يعلم الغيب، وأنه كان يُخْبِر بالغائبات والكائنات قبل كونها، أي مثله مثل النبي عيسى، الذي قال وفق النص القرآني: "...وأُنَبِّئُكم بما تأكلون وما تَدَّخِرُون في بيوتكم" (آل عمران، من الآية 49)، وإن كنا نفهم من النص القرآني أنَّ النبي عيسى كان ينبِّىء بما حدث وليس بما سيحدُث، لكنَّ الإمام علي، وفق الفرس المتشيِّعين كان ينبىء بما سيحدث، أي مثله مثل الله! وإليكم عَيِّنة من المبالغات، كما هي عادة الفُرس عبر التاريخ:



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
البكاء السياسي عند الشيعة
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015)

(تصدياً لمخطط نشر التشيُّع الفارسي بين العرب المسلمين)



الإهداء
إلى كل شيعي لا يؤمن بعصمة الأئمة ولا بولاية الإمام علي


الفصل السادس

البكاء سياسي.. والإيمان بنبوَّة الرسول أيضاً سياسي (7 من 11)
عند الفرس المتشيِّعين:
لا أحد يعلم الغيب إلا الله والإمام علي!
    





حسين احمد صبرا
نتابع سَرْدَ أدلَّتنا على أنَّ الفرس المتشيِّعين جعلوا الإمامَ علي أهم من النبي محمد، وها هم الآن قد جعلوه مثله مثل الله، بحيث ادَّعوا بأنَّ الإمامَ عليّ كان يعلم الغيب، وأنه كان يُخْبِر بالغائبات والكائنات قبل كونها، أي مثله مثل النبي عيسى، الذي قال وفق النص القرآني: "...وأُنَبِّئُكم بما تأكلون وما تَدَّخِرُون في بيوتكم" (آل عمران، من الآية 49)، وإن كنا نفهم من النص القرآني أنَّ النبي عيسى كان ينبِّىء بما حدث وليس بما سيحدُث، لكنَّ الإمام علي، وفق الفرس المتشيِّعين كان ينبىء بما سيحدث، أي مثله مثل الله! وإليكم عَيِّنة من المبالغات، كما هي عادة الفُرس عبر التاريخ:
الدليل الواحد والستون، أنَّ الفرس المتشيِّعين ادَّعوا بأنَّ الإمامَ عليّ قال في إحدى خطبه: "سَلوني قبل أن تفقدوني، فوالله ما تسألونني عن فئةٍ تُضِلُّ مائةً وتَهدي مائةً إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة".. وهكذا جعل الفُرسُ الإمامَ عليّ يعلم بكل ما سيجري من أحداثٍ على الكرة الأرضية من زمنه وحتى يوم القيامة، وقد جمعوا تنبؤاته تلك في كتابٍ حَمَلَ اسم "سلوني قبل أن تفقدوني"..
الدليل الثاني والستون، أنَّ الإمام علي كما يدَّعي الفرس المتشيِّعون كان يجلس بذي قار في العراق يأخذ البيعة، فإذ به يقول: "يأتيكم من قِبَلِ الكوفة ألفُ رجلٍ لا يَزيدون رَجُلاً ولا يَنْقَصُونَ رَجُلاً، يبايعوني على الموت".. وقد نَسَبَ الفُرسُ إلى عبد الله ابن عبّاس (إبن عم النبي وابن عم الإمام علي) أنه راح يحصي هؤلاء الذين أتوا من الكوفة ليبايعوا الإمام عليّ فإذ به يُحصي 999 رجلاً، فقال ابنُ عباس لنفسه: "إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا حَمَلَهُ على ما قال!" (أي ما الذي دفع به إلى أن يقول ما قاله).. وبعد قليل جاء رجلٌ يبايع الإمامَ علي ليكتمل العدد وليصبح عدد المبايعين ألف رجلٍ، ولِتَصْدُقَ بذلك نَبُؤَة الإمام علي..
الدليل الثالث والستون، أنَّ الإمامَ عليّ وبفضلِ عِلمه للغيب كما يدَّعي الفرس المتشيِّعون استطاع معرفة أنَّ الخارجِيَّ عبد الرحمان بن مَلْجَم سوف يقتله، وراح الفرس ينسجون الروايات، تارةً أنه خَطَبَ بأنصاره في شهر رمضان الذي قُتل فيه سنة 40ه، قائلاً: "ألا وإنَّكم حَاجُّوا العامَ صفاً واحداً، وآية ذلك أنّي لستُ فيكم".. وتارةً أخرى أنه كان في ذلك الشهر يتعشَّى ليلةً عند ابنه الحسن وليلةً عند ابنه الحسين وليلةً عند عبد الله بن جعفر، وكان يكتفي بأكل ثلاث لُقَم، فلما سألوه عن السبب أجاب: "يأتيني أمرُ ربّي وأنا خَمِيصٌ (أي جوعان)، إنما هي ليلةٌ أو ليلتان"، ثم أصابه ابن ملجم بخنجره في آخر تلك الليلة.. وتارةً ثالثة أنه في الليلة التي طُعِنَ في صبيحتها لم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على عادته، فقالت له ابنته أم كلثوم: "ما هذا الذي قد أَسْهَرَك؟"، فقال الإمام علي: "إني مقتولٌ لو أَصْبَحْت".. ثم أتاه أحدهم يطلب منه أن يَؤُمَّهم في الصلاة، فخرج الإمام علي معه ومشى بضع خطوات ثم عاد إلى بيته خشية أن يقتله عبد الرحمان بن ملجم، ثم غيَّر رأيه قائلاً: "لا مَفَرَّ من الأجل"، وخرج إلى المسجد، فإذ به يجد عبدَ الرحمان بن ملجم في طريقه نائماً وقد سهر طوال الليل منتظراً خروج الإمام علي فنَعَسَ ونام، فحرَّكه الإمام علي برجله قائلاً له: "الصلاة"، فنهض ابنُ ملجم وطعن الإمامَ علي.. وتارةً رابعة أنَّ الإمام علي سَهِرَ ليلةَ طعنه وكان يُكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول: "والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وُعِدْتُ بها"، ثم يُعاود إلى مضجعه، فلما طلع الفجر شدَّ إزارَه وخرج من بيته وهو يقول: "اشدد حيازيمك للموت فإنَّ الموتَ آتيكَ، ولا تجزع من الموت إذا حلَّ بِواديكَ"، فلما خرج إلى صحن الدار استقبَلَتْهُ الإِوَزُّ فصاحت في وجهه، فراح مَنْ في الدار يطردها، فقال لهم الإمام علي: "دعوها فإنها صوائحُ تَتْبَعُها نوائح"، ثم خرج فطعنه ابنُ ملجم... وغيرها من الروايات، التي أصرَّ فيها الفرس المتشيِّعون على أنَّ الإمام علي يعلم الغيب.. فمن أين للإمام علي أن يعلم الغيب، والله تعالى يقول في القرآن: ""قُل لا يعلمُ مَنْ في السماواتِ والأرضِ الغَيْبَ إلا اللهُ..." (النمل، من الآية 65)/ "فقل إنما الغيبُ لله..." (يونس، من الآية 20)/ "وعندَهُ مَفَاتِحُ الغيبِ لا يعلمها إلا هُوَ..." (الأنعام، من الآية 59)/ "وللهِ غَيْبُ السماواتِ والأرضِ..." (هود، من الآية 123- النحل من الآية 77)/ "له غيبُ السماوات والأرض..." (الكهف، من الآية 26).. بل حتى لمّا كان الكافرون أو أهل الكتاب أو أتباع النبي يطلبون منه التنبؤ بالغيب أو الإتيان بأعمالٍ خارقة، أنزل اللهُ الآية التالية رداً على ما يطلبه هؤلاء، طالباً من الرسول بأن يقول التالي: "قل لا أملِكُ لِنَفسي نَفْعاً ولا ضَرّاً إلا ما شاء الله، ولو كنتُ أعلمُ الغيبَ لاستكثَرْتُ من الخير وما مسَّني السوء، إنْ أنا إلا بشيرٌ ونذيرٌ لقومٍ يؤمنون" (الأعراف، الآية 188).. وفي آيةٍ أخرى: "ولا أقولُ لكم عندي خزائنُ اللهِ ولا أعلمُ الغَيْبَ..." (هود، من الآية 31).. وبذا نحن أمام النتيجة التالية: الله جَلَّ شأنُه هو الوحيد الذي يعلَمُ الغيب، ولا أحدَ يعلم الغيب سواه، والله هو الذي أمر النبيَّ في القرآن الكريم بأن يقول إنه لا يعلم الغيب.. بيد أنَّ الفرس المتشيِّعين والتابعية الشيعية يصرُّون على أنَّ الإمامَ علي شريكٌ لله في صفة علم الغيب (وكذلك باقي الأئمة الشيعة) دون النبي محمد ودون كافة المخلوقات.. مع فارق جوهري وهو أنَّ النبي محمد لو كان يعلم الغيب لكان استكثر من الخير وما مسَّه السوء، فمثلاً لو أراد أحدٌ قتلَ الرسول لكان علم بذلك كونه يعلم الغيب وتفادى أن يقع تحت مرمى سلاحه أو لَأَلْقَى القبضَ عليه مسبقاً وقتله أو سَجَنَهُ قبل أن يقوم المجرم بقتله، أي لَتَغَدَّى به الرسول قبل أن يتعشّى الآخرُ به.. لكنَّ الإمام علي (كما "يُفَشِّط" الفُرسُ في رواياتهم و"يُفَنِّصون") أكبر وأعظم من أن يستكثر من الخير وغير آبهٍ إنْ مَسَّهُ السوء حتى ولو كان في هذا السوء مَقْتَلُهُ..

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 22 حزيران/ يونيو 2015 – العدد 1702).

الحديث التالي:

الحديث السابق:


 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق