2016/04/14

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 9/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (9)/ النفط الإيراني هو نفط عربي منهوب!



كم كان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي صريحاً وهو يغازل عربَ الأحواز في حملته الإنتخابية الأولى أثناء معركة رئاسة الجمهورية عام 1997،حينما قال مخاطباً هؤلاء العرب: "إنَّ إيران تحيا بخوزستان"..




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول

تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (9)
النفط الإيراني هو نفط عربي منهوب!


حسين احمد صبرا
كم كان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي صريحاً وهو يغازل عربَ الأحواز في حملته الإنتخابية الأولى أثناء معركة رئاسة الجمهورية عام 1997،حينما قال مخاطباً هؤلاء العرب: "إنَّ إيران تحيا بخوزستان"..
ومحافظة خوزستان، كما ذكرنا في ما مضى من حديث، ليست سوى أرضٍ عربية إسمها الحقيقي هو الأحواز (عربستان، وهي مقسمة الآن إلى ثلاث محافظات: خوزستان وبوشهر وهرمزكان)، وقد كانت دولةً معترَفاً بها من قبل عصبة الأمم إلى أن احتلَّها شاه إيران رضا بهلوي عام 1925 بالتآمر مع الإستعمار البريطاني (تماماً كما احتل اليهود الصهاينة فلسطين) فتمَّت الإطاحة بآخر أمرائها العرب الشيخ خزعل بن جابر الكعـبي، وهو الزعيم العربي القوي الذي كان طامحاً لأن يتولى عرش العراق بعد الحرب العالمية الأولى.. وباحتلال الشاه إقليم الأحواز وضمِّه إلى إيران (بلاد فارس في ذلك الحين) حقَّق الإستعمار البريطاني الأهداف التالية:
الهدف الأول، وهو هدف جانبي وآني، والقَصْدُ منه الحؤول دون وصول التمدد الشيوعي البلشفي الروسي نحو المياه الدافئة في الخليج العربي، مع التذكير بأن الروس  كانوا قد تمددوا داخل إيران نفسها أثناء الحرب العالمية الأولى.
الهدف الثاني، وهو الهدف الأساس، ألا وهو الحؤول دون قيام دولة عربية قوية مؤلفة من الأحواز والعراق معاً، مع الإشارة إلى أنَّ الأحواز من الناحية الجغرافية والسكانية والتاريخية هي امتداد طبيعي للعراق وصولاً إلى الساحل الشرقي للخليج العربي حتى مضيق هرمز (أي عند النقطة المقابلة لسواحل رأس الخيمة في دولة الإمارات)، ومع إعادة التذكير بأنَّ أياً من الغزاة عـبر التاريخ القديم والحديث لم يستطع احتلالَ الأحواز لفـترةٍ طويلة من الزمن وبالأخص الغزاة الفرس، نظراً لما تتيحه جغرافيا تلك البلاد وطبيعة أهلها العرب من قدرة على مقاومة المحتل والإنتفاض بوجهه والتصدي له دون كللٍ أو تقاعس، حـتى أن الشاه الفارسي إسماعيل الصفوي الذي أَطلقَ عليها تسمية عربستان مطلع القرن السادس عشر ونشر فيها المذهب الشيعي عنوةً، سرعان ما اضطر للإنسحاب منها.. دون أن ننسى أنَّ دولةً عربية قوية قد قامت فيها على مدى ما يقرب من 500 عام (منذ عام 1436 وحتى احتلالها عام 1925).
الهدف الثالث، أنَّ كمياتٍ كبـيرة من النفط والغاز قد اكتُشفت فيها ومنذ وقت مبكر (عام 1908)، ولا نشك للحظة في أنَّ الإستعمار البريطاني قد وجد في ضمِّها إلى بلاد الفرس (بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي) مُعيناً إقتصادياً كبـيراً يُعِيْن الفرس على لعب الدور الإستراتيجي المراد لهم منذ ذلك الحين لبناء دولة فارسية قوية تحمي المصالح الغربية في المنطقة فتتصدى للمد الشيوعي من ناحية، وتمارس عدوانيتها ضد العرب من ناحيةٍ أخرى.. وهنا مربط حديثنا الآن.
إنَّ الكلام الذي قاله الرئيس محمد خاتمي (إيران تحيا بخوزستان) لم يكن من قبيل المجاملة للعرب على الإطلاق وإنما لخَّص الحقيقة بجملة مختصرة وبشكلٍ فائق الدقة.. لماذا؟
الجواب الذي قد يفاجىء الكثـيرين منا، نحن العرب،هو أنَّ ما بين 80 إلى 90% من النفط الإيراني إنما يتم استخراجه من إقليم الأحواز العربي المغتصَب (تماماً كما هي فلسطين مغتصَبة)..
هذا النفط العربي الذي وضع الفرسُ أيديهم عليه باحتلالهم الأحواز منذ العام 1925 هو الذي يجعل إيرانَ اليوم تملُكُ ثانيَ احتياطيٍّ من النفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية، وقد وصل مخزون النفط العربي المنهوب من الأحواز إلى ما يفوق 130 مليار برميل، بمعـنى أنَّ النفط العربي المنهوب هو الذي يجعل إيرانَ الآن تملك 10% من الإحتياطي العالمي من النفط.. وأنّ النفط العربي الذي ينهبه الفرس من الأحواز هو الذي جعل نظامَ الخميـني رابعَ منتجٍ للنفط في العالم بعدما رفع هذا النظام من وتـيرة نهبه لنفط الأحواز في الثلاثين عاماً الأخـيرة ليصل إنتاجه حالياً إلى ما يقرب من 4 ملايين برميل يومياً ..وأنَّ النفط العربي المنهوب من الأحواز هو الذي يُدخل إلى خزينة نظام الخميـني ما بين 100 إلى 200 مليار دولار سنوياً (حسب تذبذب سعر برميل النفط حالياً).. وبمعنى أوضح فإنَّ عائدات هذا النفط العربي المنهوب هي الـتي تشكِّل ما يقارب 80% من كل عائدات صادرات إيران.. وبمعـنى أكـثر وضوحاً فإنَّ النفط العربي المنهوب من الأحواز هو الذي يشكِّل ما يقرب من 50% من ميزانية نظام الخميني على أقل تقدير..
هذا عن النفط.. فماذا عن الغاز الطبيعي، والـثروة المائية، والـثروة السمكية، والطاقة الكهربائية، والتمور الإيرانية، وزراعة القمح والأرزّ وقصب السكر والحمضيات... وكلها ثروات أحوازية عربية مغتصَبة تعتاش كلُّ إيران منها، وبدونها لا يساوي الفرسُ "نِكْلة"! وهذا ما سنتابعه في الحديث المقبل.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 12 أيلول/ سبتمبر 2011، العدد رقم 1509).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.com

x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق