2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 23/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (23)/ الخميني أمر بإعدام العربي الأحوازي الذي موَّل الثورة الإيرانية!



أثناء الثورة الإيرانية عام 1979 أصدر الزعيم الديني العربي آية الله العظمى محمد عبد الحميد آل شبير الخاقاني فتوى بتحريم العمل في المنشآت النفطية وباقي مؤسسات الدولة واستجاب لها كل العمال والموظفين العرب والكثير من الإيرانيين.. ولكن من أين لهؤلاء العمال والموظفين أن يعتاشوا؟ هذا الأمر لم يغب عن ذهن الإمام المؤمن البطل الخاقاني، فكلَّف شقيقَه الدكتور مهدي عبد الحميد الخاقاني بأن يعمل المستحيل من أجل جمع الأموال من الدول العربية أنظمةً وأحزاباً وقبائلَ وعائلاتٍ وأقارباً ورجالَ أعمال...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (23)
الخميني أمر بإعدام العربي الأحوازي
الذي موَّل الثورة الإيرانية!


حسين احمد صبرا
 نحن لا نستعرض مسرحيةً هزلية قام بها الخميني وأتباعه من الفرس، بل إننا نستعرض مسرحيةً إجرامية دموية عنصرية تماماً كما عادة الفرس عـبر تاريخهم الإجرامي الدموي العنصري على مدى 2500 عام..
بدايةً، دعونا نوضح الأمر: فلقد أَفَضنا سابقاً في الحديث عن أنَّ الزعيم الروحي لعرب الأحواز آية الله العظمى الإمام محمد عبد الحميد آل شبير الخاقاني (بمعيَّة عرب الأحواز) كان هو صاحب الفضل الأول في سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوي وانتصار الثورة الإيرانية حينما أصدر فتواه الشهيرة بتحريم العمل في المنشآت النفطية الإيرانية وغالبيتها العظمى هي منشآت نفطية عربية تقع في أرض العرب في الأحواز، بالإضافة إلى تحريم العمل في باقي مؤسسات الدولة، وأنَّ الخميني نفسه كان عاجزاً عن إصدار مثل تلك الفتوى لمعرفته المسبقة بأنَّ أحداً لن يستجيب لها وخاصةً أنَّه لم يكن له أيُّ وزنٍ كرجل دين داخل إيران حتى بين الفرس أنفسهم، وأنَّ الإمام الخاقاني كان الأحق والأجدر والأكفأ بأن يكون هو المرشد الروحي للإيرانيين بدلاً من الخميني نظراً لإيمانه الحقيقي بالله وفهمه الواعي لجوهر الإسلام..
طيب عال.. أصدرنا فتوى بتحريم العمل في المنشآت النفطية وباقي مؤسسات الدولة واستجاب لها كل العمال والموظفين العرب والكثير من الإيرانيين.. ولكن من أين لهؤلاء العمال والموظفين أن يعتاشوا؟ فقد يستطيعون الصمود شهراً أو شهرين أو حتى عشرة، وبعدها ما الذي يضمن ألاّ يضطر هؤلاء للعودة إلى العمل في المنشآت النفطية والوظائف الحكومية تحت ضغط العَوَز والحاجة؟
هذا الأمر لم يغب عن ذهن الإمام المؤمن البطل الخاقاني، فكلَّف شقيقَه الدكتور مهدي عبد الحميد الخاقاني بأن يعمل المستحيل من أجل جمع الأموال من الدول العربية أنظمةً وأحزاباً وقبائلَ وعائلاتٍ وأقارباً ورجالَ أعمال...
والدكتور مهدي الخاقاني، الذي كان واحداً من كبار المحامين في إيران، هو سليل أسرة الخاقانية المنحدرة من القبيلة العربية الشهيرة "آل خاقان" (وهي القبيلة المنتمية إلى قبيلة "حِمْيَر" العربية والتي يصل نسبها إلى الملك "تُبَّع" جَدِّ الملكة بلقيس)، ويبلغ عدد أفرادها عدة ملايين معظمهم في جنوب العراق.. وهكذا راح الدكتور مهدي الخاقاني (وبالتنسيق أيضاً مع شقيقه الثالث الدكتور الشيخ عيسى عبد الحميد الخاقاني والمستقر حالياً في أبو ظبي) يجمع التبرعات من أعيان أسرته وأسرة زوجه ( من آل العلوي، المنتشرين في البصرة والبحرين) ومن باقي الأسر التي تمُتُّ إلى عائلته بصلة القربى في العراق كعشيرة آل جويبر الخاقانية وآل الصغير وآل القاروني... كما حصل على أموالٍ من نظام صدام حسين في العراق ومن ياسر عرفات في بيروت... وبذا تمكَّن من جمع مالٍ وفير دفعَ منه آية الله العظمى الإمام محمد طاهر الخاقاني رواتبَ للعمال والموظفين العرب الأحوازيين وكذلك الإيرانيين المضربين، الأمر الذي جعل نظام الشاه يتهاوى بسرعة دون أن يتمكَّن من الصمود وإخماد ثورة الشعوب الإيرانية ضده.
عظيم، والآن حان وقت الحساب.. لقد اعتلى الخميني عرشَ الشاهنشاهية "على بارد المستريح"، وعوضَ أن يَفِيَ عربَ  الأحواز بالوعد الذي قطعه أمامهم (حينما كان ما يزال لاجئاً عند صدام حسين في العراق) بإعطائهم الحكم الذاتي إن ساعدوه في الوصول إلى عرش السلطة، قام بارتكاب مجزرة ضدَّهم غاية في الدموية والوحشية والعنصرية، عرضنا لها مراراً في ما سبق من حديث.. فقط نريدكم أن تطَّلعوا على ما فعله الخميني بصاحب الفضل الأول في انتصار الثورة الإيرانية ووصول الخميني إلى السلطة ألا وهو الإمام محمد طاهر الخاقاني، وعلى ما فعله الخميني بصاحب الفضل الثاني في انتصار الثورة (وأيضاً في وصول الخميني إلى السلطة) ألا وهو مموِّل الثورة الإيرانية الدكتور مهدي الخاقاني:
بدايةً، حوصر منزل الإمام محمد طاهر الخاقاني في المحمَّرة (خورمشهر) في 31 أيار/ مايو 1979 وتمَّ اقتحامه بأمرٍ مباشر من الخميني بعد قتل العديد من الشبان العرب الذين كانوا يحرسون المنزل، وتمَّ اقتياد الإمام الخاقاني مكبَّل اليدين إلى سجن المحمَّرة هو وجميع أفراد أسرته ليُصار إلى نقله لاحقاً من الأحواز إلى مدينة قم حيث وضعه الخميني تحت الإقامة الجبرية ومنع عنه الزيارة ومنع عنه الطبابة إلى أن توفي عام 1986.. إنَّ أحد أبناء الإمام الخاقاني مازال حياً يُرزق ألا وهو الشيخ محمد كاظم الخاقاني (مواليد 1954)والذي يعيش الآن في لندن لاجئاً سياسياً ولديه موقع إلكتروني وآخر على "الفيس بوك"، وقد قرأنا إحدى محاضراته التي يقول فيها: "إنَّ البعض حاول إقناع (والدي) كي يسكت عما يجري (في الأحواز)، لكنه كان مصمماً فضحَّى من أجل الحق والحقيقة، فقست عليه الظروف إلى الحد الذي وصلت به الحالة أنَّ الأطباء حينما مرض (في منفاه في قم) امتنعوا عن علاجه خوفاً من الدولة والحكَّام".. ومن المهم جداً أن نشير إلى أنَّ محمد كاظم الخاقاني (إبن الإمام الخاقاني) كان أيضاً من المعارضين للشاه، كما كان من أوائل المعارضين لنظام الخميني، وقد ألقى العديد من المحاضرات في أعقاب انتصار الثورة مطالباً بحقوق العرب وغيرهم من الأقليات القومية والمذهبية، وقد أُبعد مع والده إلى قم، وبعد وفاة والده رفض مسايرة النظام، إلى أن تحيَّن الفرصة للسفر إلى سوريا عام 1998 ظانّاً أن النظام العلوي الأسدي صادقاً في ما يرفعه من شعارات، إلا أنَّ الإستخبارات السورية ما لبثت أن بدأت في مضايقته إلى حد أنهم طلبوا منه عدم الرد عن أي سؤال يتعلَّق بأسباب الخلاف بين والده ونظام الخميني.. حينها اضطر إلى مغادرة سوريا إلى الكويت حيث مكث عدة سنوات ثم غادرها إلى بريطانيا حيث ما يزال يقيم فيها (بعض العرب الأحوازيين يرشحون محمد كاظم الخاقاني ليكون قائداً سياسياً أو زعيماً روحياً لهم).
أما الدكتور مهدي عبد الحميد الخاقاني، والذي وقف بدوره مع مطالب عرب الأحواز عام 1979، فإنَّ الخميني أمر باعتقاله (في أعقاب اعتقال شقيقه الإمام الخاقاني)، وقد تمَّت محاكمته بطريقةٍ هزلية خلال ساعات ليَصدرَ بحقه حكمٌ بالإعدام على الفور بعد توجيه التهمة إليه بالتخطيط لفصل الأحواز عن إيران وضمِّها إلى العراق..
في الحديث المقبل سنتابع ما فعله الخميني بالعربي الأحوازي الذي موَّل الثورة الإيرانية الدكتور مهدي الخاقاني.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 9 كانون الثاني/ يناير  2012، العدد رقم 1525).

الحديث التالي:
الحديث السابق:

***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق