2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 22/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (22)/ الخميني اعتقل أستاذه الخاقاني مكبَّل اليدين ووضعه في الإقامة الجبرية في قم ومنع عنه الطبابة ورفض دفنه في الأحواز!



إياكم الإعتقاد بأنَّ معمر القذافي و بشار الأسد و بلطجية الحزب الوطني في مصر هم أوَّل مَنْ ابتكر جريمة الإمتناع عن معالجة المواطنين المصابين في المستشفيات (جراء أعمال القمع الوحشي) واعتقال الجرحى من داخل المستشفيات وتصفيتهم جسدياً، بل إنَّ الخميني هو أوَّل من ابتكر هذا الأسلوب الوحشي المجرم والمعادي للإنسانية والمعادي للإسلام والمعادي لله حينما راحت عصاباته الفارسية العنصرية وبعد أقل من أربعة أشهر على انتصار الثورة الإيرانية تمنع الجرحى من المواطنين العرب الأحوازيين (أصحاب الأرض الأصليين) من دخول المستشفيات في الأحواز وتقوم عوضاً عن ذلك باعتقالهم وتصفيتهم...

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (22)
الخميني اعتقل أستاذه الخاقاني مكبَّل اليدين
ووضعه في الإقامة الجبرية في قم ومنع عنه الطبابة
ورفض دفنه في الأحواز!



حسين احمد صبرا
إياكم الإعتقاد بأنَّ معمر القذافي و بشار الأسد و بلطجية الحزب الوطني في مصر هم أوَّل مَنْ ابتكر جريمة الإمتناع عن معالجة المواطنين المصابين في المستشفيات (جراء أعمال القمع الوحشي) واعتقال الجرحى من داخل المستشفيات وتصفيتهم جسدياً، بل إنَّ الخميني هو أوَّل من ابتكر هذا الأسلوب الوحشي المجرم والمعادي للإنسانية والمعادي للإسلام والمعادي لله حينما راحت عصاباته الفارسية العنصرية وبعد أقل من أربعة أشهر على انتصار الثورة الإيرانية تمنع الجرحى من المواطنين العرب الأحوازيين (أصحاب الأرض الأصليين) من دخول المستشفيات في الأحواز وتقوم عوضاً عن ذلك باعتقالهم وتصفيتهم، وقد حدث ذلك أثناء المجزرة الدموية التي ارتكبها الخميني ضد عرب الأحواز في مدينة المحمَّرة (خورمشهر) وغيرها من المدن الأحوازية في 29- 30- 31 أيار/ مايو عام 1979، الأمر الذي دفع بالكثيرين من الجرحى العرب إلى عدم التوجه إلى المستشفيات ما أدى إلى وفاة معظمهم جراء النزف، ناهيك عن قيام الأهالي بسحب جثث قتلاهم من الشوارع ودفنهم سراً..
ونعود لنذكِّر بأنَّ مجزرة المحمَّرة هذه قد جاءت رداً على قيام عرب الأحواز بمطالبة الخميني ليس بالإنفصال والإستقلال وإنما فقط بالحكم الذاتي استجابةً للوعود التي كان قد قطعها الخميني نفسه أمام الزعيم الروحي للعرب الأحوازيين آية الله العظمى الإمام محمد طاهر آل شبير الخاقاني (أحد أساتذة الخميني في الحوزات الدينية) وذلك فور اندلاع ثورة الشعوب الإيرانية ضد الشاه في أواسط عام 1977، بأنْ ساعِدوني في الوصول إلى السلطة أُعطيكم الحكمَ الذاتي، وهذا ما حدا بالإمام الخاقاني لأن يُصدر فتواه التاريخية الشهيرة بتحريم العمل في المنشآت النفطية (غالبيتها في أرض الأحواز العربية المغتصَبة)، الأمر الذي أدى إلى السقوط السريع والمفاجىء لنظام الشاه..
الآن اعتلى الخميني عرش الشاهنشاهية، وعاد وفد العرب الأحوازيين خاليَ الوفاض بعد مقابلته الخميني هذا، الذي اصطنع أمامهم أُذُناً من طين وأخرى من عجين، وأوعز إلى "عينه اليمنى" الجنرال أحمد مدني بأن يتصرَّف.. وهكذا بدأ الفرس مخطَّطهم في استفزاز العرب، فكان أحمد مدني يرسل عملاءه من اللجان الثورية (الحرس الثوري لاحقاً) لوضع عبواتٍ ناسفة في مصافي النفط في الأحواز، فإذا ما انفجرت اتَّهمَ العربَ بها وجعلها حجَّةً لإعتقال العديد منهم وإعدامهم على الفور دون محاكمة.. وقد اكتشف الإمام الخاقاني هذه الحيلة وقام بإرسال العديد من الرسائل إلى الخميني يكشف فيها المؤامرة التي يقوم بها "عينُه اليمنى" أحمد مدني، إلا أنَّ الخميني أبقى على أُذُنَيْه: الأولى من طين والثانية من عجين!
ظلَّت الأوضاع تتفاقم في الأحواز خلال شهر أيار/ مايو 1979 إلى أن ظهر عباس أمير انتظام (نائب رئيس الوزراء آنذاك) على شاشة التلفزيون الإيراني الرسمي ليقول: "كل مَنْ يقول أنا عربي أو يصرّ على أنَّ هناك شعباً عربياً في خوزستان (الأحواز) سنكسِّر أسنانَه ونلقيه في مياه الخليج الفارسي".
قامت الدنيا ولم تقعد في الأحواز، وخرج العرب الأحوازيون في تظاهرات حاشدة عمَّت جميع المدن الأحوازية، وتوجَّهت جموعٌ كبيرة منهم إلى المحمَّرة، عاصمة الأحواز السياسية والدينية والتاريخية، وتجمَّعوا بدايةً أمام مقر المنظمة السياسية العربية الأحوازية، تلك التي كانت قد تشكَّلت في أعقاب انتصار الثورة الإيرانية، وبعد ذلك توجَّهوا إلى مسجد الإمام الخاقاني.. وهنا خطب فيهم الإمام الخاقاني متَّهماً نظام الخميني بأنه نظام صهيوني يتَّخذ من الإسلام ستاراً لتحقيق مآربه وأنَّ هكذا نظام هو أعجز من أن يطبِّق قوانين الإسلام وأبعد من أن يطبِّق ما وعدَ به الوفدَ العربي الأحوازي في ما يتعلَّق بالحكم الذاتي.. وكشف الإمام الخاقاني بأنَّ تهديداتٍ قد وصلته من قبل نظام الخميني باغتياله وأولاده، وهدَّد بدعوة العرب العاملين في صناعة النفط إلى الإضراب (الأمر الذي كان سيؤدي في حال حصوله إلى إصابة الإقتصاد الإيراني بالشلل التام)، كما هدَّد بترك مدينة المحمَّرة والتوجُّه إلى البحرين ما لم تتحقَّق مطالب الشعب العربي الأحوازي، وبحيث يمكنه من هناك فضح هذا النظام وإيصال صوته ومطالب شعبه إلى العالم بأسره..
سارع العديد من المسؤولين الإيرانيين إلى الوقوف على خاطر الإمام الخاقاني، وكان أول المتصلين به للتضامن معه الشيخ الكبير الراحل محمود الطالقاني (وهو أصلاً عربي أحوازي)، وجاء رئيس الحكومة مهدي بازركان بنفسه من طهران إلى المحمَّرة للقاء الإمام الخاقاني مصطحباً معه عباس أمير انتظام ليقدِّم للخاقاني اعتذاراً رسمياً بإسم الحكومة ومن خلاله للشعب العربي الأحوازي، وقد حاول بازركان إظهار موقف أمير انتظام على أنه موقف شخصي وليس رسمياً، واعداً الإمام الخاقاني بدراسة المطالب العربية وتنفيذها..
بعدها مباشرةً افتعل الفرس مشكلةً أخرى بحيث قرروا إخلاء مقر المنظمة السياسية العربية الأحوازية في المحمَّرة إلى مبنى آخر في المدينة، ما أثار غضب العرب الأحوازيين ولقي اعتراضاً واسعاً من قبلهم، فطلب أحمد مدني من الإمام الخاقاني يومَ الثلاثاء في 28 أيار/ مايو 1979 أن يتوسَّط لإجراء مفاوضات لدى العرب لإخلاء مبنى المنظمة وتمَّ الإتفاق معه على أن تُستأنف المفاوضات في اليوم التالي.. ولم يكن الأمر إلا عبارة عن خديعة من قبل الخميني وأتباعه من الفرس، ذلك أنَّه في اليوم التالي (أي الأربعاء في 29 أيار/ مايو 1979) أمر الخميني أتباعه بارتكاب المجزرة التي باتت تُعرف بمجزرة المحمَّرة أو مجزرة الأربعاء الأسود والتي استمرت ثلاثة أيام وراح ضحيَّتها أكثر من 800 قتيل و1500 جريح ناهيك عن مئات المعتقلين الذين تمَّ إعدام معظمهم في محاكمات صورية.. وقد خُتمت هذه المجزرة بمحاصرة منزل الإمام المؤمن البطل الخاقاني واقتحامه بأمرٍ مباشر من الخميني وذلك في يوم الجمعة في 31 أيار، مايو 1979، وبعد قتل العديد من الشبَّان العرب الذين كانوا يحرسون بيته اقتيد الإمام الخاقاني مكبَّل اليدين إلى سجن المحمَّرة هو وجميع أفراد أسرته، ومن ثمَّ نُقل سراً إلى مدينة الأحواز ليلاً، وبعدها نُقل إلى مدينة قم بواسطة طائرة عمودية حيث وضعه الخميني تحت الإقامة الجبرية ومنع عنه الزيارة  كما منع عنه الطبابة (بشهادة إبنه الشيخ محمد كاظم الخاقاني)، إلى أن توفي عام 1986.. وقد حالَ الخميني دون دفنه في مسقط رأسه المحمَّرة تخوُّفاً من ثورة عربية ضدَّه وأصرَّ على دفنه في قم، وحوصرت جنازتُه بأعدادٍ كبيرة من الحرس الثوري الإيراني وهم مدجَّجون بالأسلحة الرشاشة خوفاً من أي ردة فعل..
في الحديث المقبل سنرى ماذا فعل الخميني بشقيق الإمام الخاقاني الدكتور مهدي عبد الحميد الخاقاني، وهو العربي الأحوازي الذي موَّل الثورة الإيرانية!

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 2 كانون الثاني/ يناير  2012، العدد رقم 1524).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق