2011/09/26

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ بين الحضارة والبداوة (5 من 5): حزب الله أم الحرس الثوري أم فرق الموت أم شبيحة آل الأسد؟!- مَنْ قَطَعَ رأسَ الإمام الحسين في كربلاء السورية يا زينب الحصني؟!


قبل أي حديث عن جريمة العصر الـتي قام بها أعـتى أعداء الله والإنسانية والبشرية بحق الطفلة السورية المظلومة زينب الحصني ذات التسعة عشر ربيعاً وقد قُطع رأسُها وبُـترت ذراعاها وسُلخ كاملُ جلدها، نريد أن نضع بين أيديكم هذه الحادثة بالغة الدلالة عن طفلة شيعية كندية من أصل لبناني تَمُتُّ بصِلة قرابة إلى كاتب هذه السطور، علَّ هذه الحادثة تُثْبِت لنا كيفية تعامل دول العالم الغربي المتحضِّر مع أطفالها مقارنةً بكيفية تعامل عصابات محور المقاومة والممانعة مع أطفالنا:


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
-->
                           
                                       كتاب
        حوار مع صديقي الإسلامجي
                                                 تأليف: حسين احمد صبرا

                 
                          
                  بين الحضارة.. والبداوة (5 من 5)

                           حزب الله أم الحرس الثوري أم فرق الموت
                                            أم شبيحة آل الأسد؟!
                  مَنْ قَطَعَ رأسَ الإمام الحسين
          في كربلاء السورية يا زينب الحصني؟!

الطفلة السورية المظلومة زينب الحصني (19 عاماً) التي سُلخ جلدها بالكامل وبُترت ذراعاها وقُطع رأسها 




حسين احمد صبرا
قبل أي حديث عن جريمة العصر الـتي قام بها أعـتى أعداء الله والإنسانية والبشرية بحق الطفلة السورية المظلومة زينب الحصني ذات التسعة عشر ربيعاً وقد قُطع رأسُها وبُـترت ذراعاها وسُلخ كاملُ جلدها، نريد أن نضع بـين أيديكم هذه الحادثة بالغة الدلالة عن طفلة شيعية كندية من أصل لبناني تَمُتُّ بصِلة قرابة إلى كاتب هذه السطور، علَّ هذه الحادثة تُثْبِت لنا كيفية تعامل دول العالم الغربي المتحضِّر مع أطفالها مقارنةً بكيفية تعامل عصابات محور المقاومة والممانعة مع أطفالنا:
هذه الطفلة اللبنانية- الكندية الشيعية إسمها "ملاك" وتبلغ من العمر ستة عشر ربيعاً، وقد ولدت في منتريال عام 1995 بعدما غادر والداها جنوب لبنان ولجآ إلى كندا في أواخر الثمانينيات هرباً من كوارث الحرب الأهلية الـتي كانت تُديرها عصابات "محور المقاومة والممانعة"، فحصلا على حق اللجوء السياسي ومن ثُمَّ على الجنسية الكندية..
صور التقطتها الطفلة "ملاك" للفندق في جامايكا 

في كانون الأول/ ديسمبر عام 2010 (أي قبل عشرة أشهر) أُصيبت "ملاك" بمرض السرطان في الدم، وقد كان هذا الخبر بمثابة كارثة حقيقية حلَّت عليها وعلى ذويها وعلى أقاربها وعلى محبِّيها..
نحن هنا أمام طفلة مراهقة معرَّضة للموت في غضون عام، ليس المرض وحده فقط هو الذي شكَّل خطراً على حياتها بل كان الخطر الأكـبر أيضاً في الإكتئاب الشديد الذي لا بد وأن تصاب به حتماً ويُفضي إلى تأثيرٍ بالغ السوء سيشكِّل العائق الأكـبر حيال تجاوبها مع العلاج.. فماذا فعلت السلطات الكندية حيال دعم الطفلة "ملاك" نفسياً؟
لقد عرضت السلطات الكندية على "ملاك" أن تختار فرداً من أقاربها المقيمـين في لبنان، ممن يشكِّل وجودُه إلى جانبها دعماً قوياً لها من الناحية النفسية، ليأتي إلى كندا آكلاً شارباً نائماً على حساب خزينة الدولة الكندية مع مصروف جيب وجواز سفر مجاني وتأشيرة دخول مجانية وبطاقة سفر ذهاباً وعودة مجانية، وذلك لمدة ستة أشهر هي المدة الـتي سيستغرقها العلاج الذي كان الأمل بنجاحه ضئيلاً إن لم يكن مستحيلاً.. وقد قامت "ملاك" فعلاً باختيار إحدى قريباتها من لبنان، إلا أنَّ ظروف عمل تلك القريبة حالت دون سفرها إلى كندا، وخاصةً أنَّ فـترة العلاج كانت ستستغرق ستة أشهر كما ذكرنا.
صور من جامايكا بعدسة الطفلة "ملاك"

باختصار شديد، وفي شهر حزيران/ يونيو 2011، كان الخـبر المفاجأة الذي شكَّل عرساً حقيقياً وفرحة عارمة غمرت الطفلة "ملاك" وذويها وأقاربها ومحبِّيها بالإضافة إلى الفريق الطـبي المعالج.. لقد شُفيت "ملاك" شفاءً تاماً من المرض الخبيث الذي أصابها بفضل قوة إيمان هذه الطفلة بالله تعالى وحبها للحياة وبفضل مؤازرة ذويها وأقاربها ومحبِّيها وبفضل أحدث طرق العلاج التي خضعت لها، وقد شكَّل هذا الأمر مفاجأةً في عالم الطب الكندي بشكلٍ خاص والطب الغربي بشكلٍ عام.
أمام هذه المفاجأة السارة والعمر الجديد الذي كُتِبَ لطفلةٍ كندية من أصلٍ لبناني (شيعي) قرَّرت السلطات الكندية مكافأة "ملاك" على شفائها الفريد من نوعه من هذا المرض الخبيث وعلى صمودها أمامه ومقاومتها وممانعتها له، وقد جاءت المكافأة مضاعفة:
المكافأة الأولى، تحقيقات صحافية وإذاعية وتلفزيونية شاملة عن الطفلة "ملاك" ورحلتها الصعبة مع المرض وشفائها منه، وقد تصدَّرت صورُها صفحات الصحف وشاشات التلفزة الكندية وبُثَّ صوتُها عـبر أثـير الإذاعات المحلية، حتى باتت "ملاك" حديثَ الشارع الكندي وأعجوبةَ عالَم الطب هناك.
في هذا الفندق أمضت الطفلة "ملاك" إجازتها في جامايكا

المكافأة الثانية، قرار السلطات الكندية بمنح "ملاك" وأفراد عائلتها الستة (الأب والأم وشقيقها الوحيد وشقيقاتها الثلاث) إجازة لمدة أسبوعٍ كامل في أي مكان يختارونه في العالم وذلك على حساب خزينة الدولة الكندية.. وقد اختارت "ملاك" الذهاب إلى جزر جامايكا الواقعة في البحر الكاريبي وهي من أجمل وأشهر وأغلى الأماكن السياحية على سطح الكرة الأرضية، وقد ذهبت بالفعل إلى هناك مع أفراد عائلتها في شهر تموز/ يوليو الماضي (2011)، وبعد عودتها نَشرت على صفحتها في "الفيس بوك" مجموعةً كبـيرة من الصور التي التقطتها هناك، ننشر منها بعض الصور العامة للفندق الذي أقامت فيه مع أفراد عائلتها.

                    بين رأس الطفلة ملاك.. ورأس الطفلة زينب الحصني!

كما رأيتم قبل قليل فإنَّ الطفلة "ملاك" قد شاهدها الشعبُ الكندي قبل أقل من ثلاثة أشهر على شاشات التلفزة ونظر إلى صورها في الصحف الكندية، كما شاهدَ أقاربُها وأصدقاؤها ومعارفُها صورَها على صفحات "الفيس بوك"، وقد بدت "ملاك" ورأسُها موصول بجسمها وتقف على رجليها وتحرِّك يديها وهي تهلِّل فرحاً بعدما أنقذت الدولة الكندية حياتها وكُتِبَ لها عمرٌ جديد بفضل الله والحضارة الغربية العريقة..
  
 أشلاء الطفلة المظلومة زينب الحصني


أما على الضفة الأخرى فلقد شاهَدَ العالمُ أجمع قبل بضعة أيام صوراً ومَشاهدَ للطفلة السورية زينب الحصني (من حي باب السباع في مدينة حمص) وقد قُطع رأسُها وبُـترت ذراعاها وسُلِخ كلُّ جلدها.. لقد اعتقلها شبيحة النظام العلوي في 27 تموز/ يوليو 2011 للضغط على شقيقها محمد الحصني ليسلِّم نفسه لعصابات آل الأسد وهو أحد الناشطين السوريين ممن يقودون المظاهرات الشعبية في حمص ضد النظام..

لا حوار مع الجزَّار

نموذج عن جرائم النظام البدوي العلوي

إليكم التالي:
لقد تمَّ اعتقال شقيقها محمد الحصني (البالغ من العمر 27 عاماً) في 10 أيلول/ سبتمبر 2011، أي بعد شهرٍ ونصف الشهر من اعتقالها، ولا ندري إنْ كان قرَّر في النهاية تسليم نفسه لينقذ شقيقته من أيدي عصابات هؤلاء المجرمين.. لكنَّ زينب الحصني قد تمَّ قتلُها مع شقيقها في 13 أيلول/ سبتمبر، أي بعد ثلاثة أيام من اعتقال الشقيق.. ولا يساورنا الشك للحظة بأنَّ الطفلة زينب قد تمَّ اغتصابها على مرأى من شقيقها، كما لا نستبعد أن يكونوا أجبروه على ممارسة الجنس معها (الوقائع تـترى في هذا المجال وقد كان يحدِّثنا عنها في الثمانينيات بعض المعارضين العراقيين ممن تعرضوا للسجن والتعذيب في سجون صدام حسين)، وأغلب ظنِّنا أنه تمَّ سلخ جلدها بالكامل أمام عينيه ثم بـتروا ذراعيها وهم يجبرونه على النظر إليها ثم قطعوا رأسها، وبعدها قتلوه رمياً بالرصاص، ذلك أنَّ أمثال هؤلاء المجرمين المقاومين والممانعين لا يفوِّتون عليهم فرصةً كهذه.. واللافت أنَّ شبيحة النظام العلوي قد تعمَّدوا إخبار ذويه عن مقتله وبأنَّهم وضعوا جثته في مشرحة المستشفى العسكري في حمص، وذلك دون إخبارهم عن مقتل شقيقته أيضاً، فلما ذهبت الأم إلى المشرحة فوجئت بجثة طفلتها وفُجعت برأسها المقطوع وجلدها المسلوخ وذراعيها المبتورتين.. وقد رفض نظام آل الأسد تسليمها الجثة إلا بعد التوقيع على وثيقة تُقّوَّل الأمُّ فيها بأن عصاباتٍ إرهابية مسلحة خطفت طفلتها زينب وشقيقها محمد وقتلتهما.. ولم يكن أمام الأم المفجوعة بولديها سوى الرضوخ لهذا الإكراه فوقَّعت على الوثيقة وأخرجت جثة طفلتها من المشرحة في 17 أيلول/ سبتمبر ومن ثَمَّ جثة إبنها، وبعد عدة أيام نجحت المعارضة السورية في إيصال أمر هذه المجزرة المروِّعة إلى منظمة العفو الدولية التي سارعت إلى الإعلان عنها في 23 أيلول/ سبتمبر.


 
القصاص لزينب عروس الشهادة
المفارقة الأكـبر أنَّ اعتقال الطفلة السورية زينب الحصني في 27 تموز/ يوليو 2011 قد تزامن مع وجود الطفلة اللبنانية– الكندية "ملاك" في جزر جامايكا.. ولاحظوا كيف أنَّ الدولة الكندية المتحضِّرة كانت تستضيف مواطنتها الطفلة "ملاك" في جامايكا مكرِّمةً ومكافِئةً إياها لنجاتها من الموت من بعد ما كانت الدولة الكندية تألَّمت لألمها أثناء مرضها وقرَّرت مؤازرتها ودعمها نفسياً.. في حـين أنَّ النظام البدوي العلوي في سوريا كان يستضيف مواطنتَه زينب في أقبية سجونه ليحطِّمها نفسياً وينتهك عِرضها وكرامتها وإنسانيتها ويستلذ بتألُّمها وبسماع صراخها وبكائها وهو يسلخ جلدها ويقطِّع أوصالها ثم يُنهي حياتها بفصل رأسها عن جسمها..
وفي وقتٍ كانت ترقص الطفلة "ملاك" رقصة الحياة على أنغام موسيقى "الريجي" و"البانك روك" في جامايكا، كانت الطفلة "زينب" ترقص رقصة الموت على أنغام طنبور البلالايكا الروسي والتركي والفارسي والعلوي.  

زينب الحصني: ضحية محور الإجرام والممانعة

وللعلم، فإنَّ سِنَّ الطفولة في تعريف الأمم المتحدة بشكلٍ خاص ومنظِّري علم الإجتماع في العالم الغربي بشكلٍ عام يمتد منذ ولادة الإنسان وحـتى سن الواحدة والعشرين.. أما منظِّرو محور الإجرام والممانعة فلديهم وجهة نظر مختلفة، ذلك أنَّ المسألة عندهم لن تتوقف عند طفولة زينب (19 عاماً) ولا حـتى عند طفولة ملاك (16 عاماً) وإنما سبق لهم وأن اعترضوا على طفولة المظلوم حمزة الخطيب (13 عاماً) الذي تفـنَّن شبيحة آل الأسد في تعذيبه ولَوْيِ ذراعيه ورجليه وقَطْع عضوه التناسلي ثمَّ إعدامه بالرصاص في 25/ 5/ 2011.. لقد اعـترض منظِّرو المحور الفارسي العلوي آنذاك على رفع المتظاهرين السوريين أثناء تشييع حمزة الخطيب لصورٍ إلتُقطت له عندما كان في السادسة من عمره واعتـبروا ذلك غشاً وتزويراً، صارِخين بأعلى صوتهم بأنَّ حمزة الخطيب ليس طفلاً لأنَّ عمره الحقيقي هو 13 عاماً!!

                    مَنْ قَطَع رأس زينب الحصني في كربلاء السورية؟!


مَنْ قطع رأس الطفلة زينب الحصني بعد اغتصابها: حزب الله
أم الحرس الثوري أم فرق الموت أم شبيحة آل الأسد؟!

 حتى الآن ليس هناك ما يُثْبِت أنَّ مرتزقة حزب الله والحرس الثوري الإيراني وفرق الموت العراقية قد شاركت شبيحة آل الأسد في اغتصاب الطفلة زينب الحصني وفي سلخ جلدها وفي بـتر ذراعيها وفي قطع رأسها.. إلا أنه ليس هناك حـتى الآن ما ينفي ذلك أيضاً! كما لا يوجد ما يُثْبِت حـتى الآن أنَّ نظام آل الأسد يوزِّع على هؤلاء المرتزقة حبوبَ الفياجرا للقيام باغتصاب الأطفال والفتيات والنساء السوريات (كما فعل القذافي مع أتباعه ومرتزقته الأفارقة)، مثلما لا يوجد ما ينفي ذلك أيضاً وأيضاً!

بين كربلاء الإنسانية.. وكربلاء الوثنية

لكنْ وفي كل الأحوال، فإنَّ الجميع مشتركون في قطع رأس زينب الحصني في كربلاء سورية تحدُثُ الآن هي مشابهة تماماً لقَطْعِ يزيد رأس الإمام الحسين في كربلاء عراقية قبل 1400 عام.. والفارق أنَّ المرتزقة من الفرس وأتباعهم من الشيعة العرب إنما يقطعون رأس الإمام الحسين الآن وهم يبكون عليه، والسبب في هذه المفارقة الصارخة أنَّ نظام الخميـني قد جَهَدَ طوال أكـثر من ثلاثـين عاماً في تحويل ما تعرَّض له الإمام الحسين من حالةٍ رافضة للظلم بالمطلق إلى مجرَّد طقوس وثنية الهدف منها التعبئة العنصرية واستنفار عصبية الشيعة ضد السنَّة بغية تفتيت المجتمعات العربية تمهيداً للإنقضاض عليها.. أوليست الوثنية بحد ذاتها ديناً إلهياً تمَّ إفراغه من معناه الإنساني؟! يكفي أن تنظروا الآن كيف أنَّ الفرس وأتباعهم من الشيعة العرب محشورون في الدنيا مع شبيحة آل الأسد، وغنيٌّ عن القول مع مَنْ سيُحشَرون في الآخرة يا زينب الحصني.
       (شاهدوا الصور والفيديو في الأسفل)

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، العدد 1512).
         
إقرأوا الحلقات السابقة:



-->
                            ترقبوا قريباً كتاب:
            "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
                                                            (تأليف: حسين احمد صبرا)
************************************************************************
                               فهرس كتاب:       
                  "حوار مع صديقي الإسلامجي"
************************************************************************
                   إقرأ قصيدة "مشايخ ومشايخ"
                                  (شعر: حسين احمد صبرا)
************************************************************************
                             فهرس كتاب:
                  "على هامش ثورة شباب مصر"
************************************************************************
                     إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
                     www.alshiraa.com                         

    إليكم بدايةً بعض الصور التي التقطتها الطفلة اللبنانية الكندية "ملاك" أثناء إجازتها في جزر جامايكا على البحر الكاريبي:





















 وإليكم الحال على المقلب الآخر في ظل النظام البدوي العلوي:






































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق