2017/07/27

مقدمة بقلم حسين احمد صبرا لكتاب "تقارير بوريس نيمتسوف عن فساد بوتين".



مقدمة بقلم حسين احمد صبرا لكتاب "تقارير بوريس نيمتسوف عن فساد بوتين".





إنزل إلى الأسفل لمتابعة القراءة


كتاب

تقارير بوريس نيمتسوف عن فساد بوتين

(تعريب: حسين احمد صبرا)



مقدمة
بقلم: حسين احمد صبرا





حسين احمد صبرا
هذا الكتاب الجديد الذي أضعه بين يدي القراء والباحثين العرب هو عبارة عن سبعة تقارير كتبها زعيم المعارضة الروسية الشهيد بوريس نيمتسوف ما بين عامي 2008 و2015، وقد فنَّد فيها بأسلوبٍ علمي وتحليلٍ منطقي وعقلاني وبلغةٍ سلسة ومبسَّطة فسادَ نظام بوتين بالأرقام والأدلة القاطعة.
هذا الكتاب – التقارير متوافر على شاشة الإنترنت باللغتين الروسية والإنجليزية، ويسعدني ويشرِّفني أنني قمتُ بتعريبه اعتماداً على النسخة الإنجليزية لأكون أول مَنْ يوفِّره للقراء والباحثين العرب باللغة العربية.
وهذا الكتاب أقدِّمُهُ مجاناً، حيث كان بإمكاني أن أعهد به إلى أي دار نشر لينشره في كتابٍ ورقي وأستفيد بعض الشيء مادياً، إلا أنني أصر على أن يتوافر هذا الكتاب مجاناً لجميع القراء والباحثين العرب رغم حالة الفقر الشديد التي أعيش فيها، حيث بُتُّ منذ عامٍ ونصف العام أتقاضى نصف راتبٍ شهري نتيجة الأزمة التي تعيشها الصحافة اللبنانية في وقتنا الراهن، بحيث بات راتبي الشهري يبلغ الآن 850 ألف ليرة لبنانية (566 دولاراً)، وهو أصلاً لم يبلغ عتبة الخمسمائة دولار إلا بعد أن كنت قد بلغتُ الأربعين من العمر... ما يضطرني وأنا في الرابعة والخمسين من العمر الآن إلى البحث عن عملٍ إضافي في الريف حيث أقطن منذ 19 عاماً.. وبما أنني لا أحمل أي شهادة جامعية، فإنه يتعذَّر عليَّ العمل في أي مدرسة خاصة بعد القرار الرسمي الذي صدر منذ عدة أعوام بحتمية وجود شهادة جامعية لدي العاملين في المدارس.. وبما أنَّ وظائف الدولة هنا في الريف حكرٌ على أتباع حركة أمل وحزب الله ومقفَلَة عليهم، فإنه يتعذَّر عليَّ إيجاد وظيفة رسمية حتى ولو وظيفة حاجب.. وهذا ما جعلني أبحث عن أي وظيفة بسيطة كعاملٍ، وقد عثرتُ بالفعل في الصيف الفائت (2016) على وظيفة عامل في جلي الصحون في أحد المطاعم مقابل راتب شهري يبلغ 600 ألف ليرة لبنانية (400 دولار)، إلا أنَّ دوام العمل جعلني أتراجع، حيث يبلغ الدوام 9 ساعات يومياً من الحادية عشرة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، وهذا ما سيجعلني أنتهي ككاتب، بحيث يصبح المنزل الذي أقطن فيه مجرَّد فندق آوي إليه للنوم ولن يتسنَّى لي أي وقت لكتابة أي شيء، ما يجعلني منقطعاً كلياً عن مهنة الكتابة التي أفنيتُ عمري فيها ولم تزدني إلا فقراً على فقر.. وها أنذا مستمرٌ في البحث عن أي عمل يكون دوامه من الصباح حتى بعد الظهر.
وبالعودة إلى الكتاب فإنه الإنجاز الثالث لي بعد كتابَي "بوتين زعيم مافيا" (الذي سيبلغ بعد إكماله أكثر من 800 صفحة، ومن هنا وصفتُهُ بأنه ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)، و"مقالات وتصريحات غاري كاسباروف ضد بوتين".. وذلك ضمن الحملة التي أشنُّها بمفردي ومن تلقاء نفسي على فلاديمير بوتين ونظامه عقب العدوان الروسي على الشعب السوري منذ أواخر أيلول/ سبتمبر عام 2015، مع الإشارة إلى أنَّ هذه الحملة لا يعينني فيها إلا الله وحده.

أما تعريبي لتقارير الشهيد بوريس نيمتسوف عن فساد بوتين فقد امتدَّ على مدى عامٍ كامل، من آذار/ مارس 2016 إلى نيسان/ أبريل 2017، حيث قُمْتُ باستغلال أوقات الراحة في التعريب، حارماً نفسي من الراحة على مدى عامٍ كامل، مع الإشارة إلى أنني أعمل في ما يخص شؤون الكتابة نحو عشر ساعات يومياً..
وفي ما يتعلق بالتقارير فقد كتب نيمتسوف ستةً منها، وقد وضع مسوَّدة التقرير السابع عن الحرب في أوكرانيا قبيل قيام بوتين باغتياله في 27 شباط/ فبراير 2015 بالقرب من أسوار الكرملين في موسكو، وقد ربطت المعارضة الروسية آنذاك بين قتل بوتين لنيمتسوف وهذا التقرير، بمعنى أنَّ بوتين أراد بقتل نيمتسوف الحؤول دون صدوره.. وعلى العموم فإنَّ صديقه إيليا ياشين أكمل هذا التقرير معتمداً على مسوَّدة نيمتسوف، وأدعو الله أن يعينني على تعريبه.
يبقى أن أشير إلى أنَّ مترجم معظم هذه التقارير من اللغة الروسية إلى اللغة الإنجليزية ديفيد إيسِّيل قام بتغيير عنوان التقرير الرابع إلى "بوتين لص"، وذلك في نسخته الإنجليزية، مع الإشارة إلى أنَّ عنوانه بالروسية هو "بوتين والفساد".. وأنا بدوري قمتُ بتغيير عنوان التقرير الخامس إلى "هكذا سرق بوتين 30 مليار دولار من أولمبياد سوتشي"، مع الإشارة إلى أنَّ عنوانه في النسختين الروسية والإنجليزية هو "أولمبياد شتوي في منطقة شبه إستوائية".
وفي الختام أشير إلى أنَّ تقارير نيمتسوف السبعة تعادل كتاباً من حوالى 350 صفحة.


الحديث التالي:
الحديث السابق:














 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق