2017/02/13

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (8)/ هل قَتَلَ بوتين منافسه على الرئاسة بوريس نيمتسوف؟!



بدورنا رحنا نجمع الأدلة التي من الممكن لها أن تدين بوتين بعملية اغتيال نيمتسوف، وإليكم التالي:
أولاً، أنَّ السلطات الروسية سارعت وبلمح البصر إلى اتهام ثلاثة من الشيشان في شمال القوقاز باغتيال نيمتسوف...
ثانياً، ووفقاً لصحيفة "كوميرسانت" الروسية فإنه في وقت الجريمة تمَّ انتزاع جميع كاميرات المراقبة بحجة الصيانة، رغم أنَّ المنطقة في مكان الحادث ومحيطه هي منطقة أمنية بامتياز حيث مقر الكرملين والساحة الحمراء...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)


الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)




الطامع في ثروة سورية النفطية (8)

هل قَتَلَ بوتين منافسه على الرئاسة
بوريس نيمتسوف؟!




حسين احمد صبرا
أشرنا في الحديث السابق إلى أنه في 27 شباط/ فبراير 2015 اغتيل المعارض الروسي البارز بوريس نيمتسوف بأربع رصاصاتٍ من الخلف أصابت الرأس والقلب والكبد والمعدة ما أدى إلى مقتله على الفور وذلك بينما كان يعبر جسر البولشوي في موسكو على مقربة من جدران الكرملين والساحة الحمراء، حيث كان متواجداً في موسكو للتحضير في المشاركة بعد يومين (أي في 1/ 3/ 2015) في مسيرة سلمية ضد التورط الروسي في الحرب في أوكرانيا والأزمة المالية في روسيا.
فلاديمير ميلوف وبوريس نيمتسوف
المعارضة الروسية سارعت إلى اتهام بوتين بعملية الإغتيال، وقال فلاديمير ميلوف، الذي كان سابقاً نائب نيمتسوف عندما كان الأخير وزيراً للطاقة، وهو زميله الشخصي في المعارضة، ومشاركاً له في كتابة بعض تقاريره عن فساد بوتين: "ليس لدي أدنى شك في أنَّ الدولة هي وراء اغتيال بوريس نيمتسوف"، ذاكراً أنَّ الهدف هو "زرع الخوف"..
ألكسي نافالني وبوريس نيمتسوف
(في أقصى اليسار زوج نافالني)
   أما المعارض الروسي البارز ألكسي نافالني فقال إنَّ نيمتسوف فضَّل أن يعمل بدلاً من انتظار سقوط النظام، وهذا ما جعله مؤثراً وخطيراً على النظام..



جثة الشهيد نيمتسوف بعد اغتياله على جسر البولشوي في موسكو
   ولاقت عملية اغتيال نيمتسوف ردود فعلٍ عالمية مندِّدة بالجريمة وعلى أعلى المستويات، إذ وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما اغتيال نيمتسوف بـ"القتل الوحشي" ودعا إلى إجراء "تحقيق فوري ونزيه وشفاف"..
مظاهرة حاشدة للمعارضة الروسية في ذكرى اغتيال نيمتسوف،
وقد حملوا يافطةً كُتب عليها بالروسية: "البطل لا يموت"
   وأدان الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج قتل بوريس نيمتسوف، قائلاً: "لقد كان صوتاً قوياً من أجل الديمقراطية، وندعو إلى إجراء تحقيقٍ نزيه في هذه الجريمة البشعة".. كما أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بشدة قتلَ نيمستوف، ووصفه بأنه "جريء ومدافعٌ عن الديمقراطية دون كلل أو ملل، ومقاتل حازم ضد الفساد"..
... ورفعوا صورةً لبوتين كتبوا عليها: "الخائن.. هذا رأيي التقديري"
   أيضاً أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل قتلَ نيمتسوف ووصفت الحادث بأنه "جريمة قتل حقيرة"، وحثَّت السلطات الروسية على إيجاد المسؤولين عنها ومعاقبتهم.. أما رئيس الوزراء البريطاني  ديفيد كاميرون فقال إنه "صُدِمَ ومَرُضَ" من عملية قتل نيمتسوف، التي وصفها بـ"القاسية"، وأضاف "يجب أن يكون التحقيق في جريمة القتل كاملاً وبسرعة وشفافية، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة"..
إبنة نيمتسوف جانَّا تبكي والدها أثناء دفنه

   هذا واعتمد البرلمان الأوروبي في 12 آذار/ مارس قراراً يدعو إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في مقتل بوريس نيمتسوف...





أدلَّة ضد بوتين

    بدورنا رحنا نجمع الأدلة التي من الممكن لها أن تدين بوتين بعملية اغتيال نيمتسوف، وإليكم التالي:
   أولاً، أنَّ السلطات الروسية سارعت وبلمح البصر إلى اتهام ثلاثة من الشيشان في شمال القوقاز باغتيال نيمتسوف، ففي 8 آذار/ مارس 2015 ألقت القبضَ على اثنين منهم هما أنزور غوباشيف وزاور داداييف، فيما فجَّر الثالث نفسه أثناء اقتحام الشرطة لشقته في غروزني.. وادَّعت السلطات الروسية أن داداييف اعترف بعملية القتل، إلا أنه ووفقاً لوسائل الإعلام الروسية تراجع في وقتٍ لاحق عن اعترافاته.. وكانت الحجة المساقة في توريط الشيشان أنَّ نيمتسوف هاجم التطرف الإسلامي، رغم أن نيمتسوف كان دائماً من أشد المهاجمين للجرائم التي اقترفتها الدولة الروسية في الشيشان.
   ثانياً، ووفقاً لصحيفة "كوميرسانت" الروسية فإنه في وقت الجريمة تمَّ انتزاع جميع كاميرات المراقبة بحجة الصيانة، رغم أنَّ المنطقة في مكان الحادث ومحيطه هي منطقة أمنية بامتياز حيث مقر الكرملين والساحة الحمراء، ولم يُلتقط الحادث سوى من كاميرا تلفزيون "تسنتر"، إلا أنَّ المسافة كانت بعيدة.. والأنكى أنه في حين كان من المفترض أن تلتقط هذه الكاميرا الحادثَ إلا أنَّ سيارة تابعة لبلدية موسكو وقفت عائقاً أمام الكاميرا لحظة الإغتيال!
   ثالثاً، أنه في 10 شباط/ فبراير 2015، أي قبل 17 يوماً من اغتياله، كتب نيمتسوف في صحيفة "سوبيسيدنيك" الروسية المعارضة أنَّ والدته البالغة من العمر 86 عاماً كانت تخاف من أن يقوم فلاديمير بوتين بقتله، وأنها تخشى أيضاً على حياة المعارضَين الروسيين ميخائيل خودوركوفسكي وألكسي نافالني.. ولاحقاً عندما سُئل نيمتسوف إن كان هو نفسه يخشى على حياته أجاب: "نعم، لا بقوة كما والدتي، ولكن ما زلت أخشى".. كما قال: "أخشى من أن يقوم بوتين بقتلي، وأعتقد أنه هو مَنْ أشعل الحرب في أوكرانيا، ولم يعد باستطاعتي أن أكرهه أكثر"..
يفجينيا ألباتس مع نيمتسوف
رابعاً، أنه أيضاً وقبل أسبوعين من اغتياله التقى نيمتسوف بصديقةٍ قديمة هي يفجينيا ألباتس، رئيسة تحرير مجلة "نيو تايمز". وعقب الإغتيال قالت ألباتس إن نيمتسوف "كان خائفاً من التعرض للقتل"، لكنه كان يحاول إقناع نفسه بأنَّ بوتين لا يريد جعل قَتْلِهِ سابقةً، وخاصةً أنَّ نيمتسوف كان في السابق عضواً في الحكومة الروسية (أيام بوريس يلتسين) ونائبَ رئيس مجلس الدولة.
إيليا ياشين يعلن عن إصدار تقرير نيمتسوف "بوتين - الحرب"
خامساً، نلاحظ أنه وفي اليوم التالي لاغتياله قامت الشرطة بمداهمة شقة نيمتسوف في شارع ملايا في موسكو وصادرت أوراقه وكتاباته وأقراص الحاسوب الصلبة (سي دي) وجميع المواد المتعلقة بأنشطته التجارية والسياسية!! مع الإشارة إلى أنَّ نيمتسوف وقتَ مقتله كان يُعِدُّ تقريراً يثبت فيه وجود الجيش الروسي في شرق أوكرانيا (لاحقاً قام أصدقاء نيمتسوف بنشر جزءٍ من هذا التقرير في أيار/ مايو 2015 أي عقب اغتيال نيمتسوف بثلاثة أشهر وجاء بعنوان "بوتين - الحرب" وكشف فيه عن وجود أكثر من 200 جندي روسي يعملون حالياً في أوكرانيا).
   سادساً، وهي مفارقة مأسوية تستخدمها كل الأنظمة الدكتاتورية، أنَّ لجنة التحقيق الحكومية أصدرت بياناً ذكرت فيه أنها على قناعة تامة بأنَّ نيمتسوف "قُتل من قِبَل شخصٍ من حركته المعارضة ليصنعوا منه شهيداً"!! كما أنَّ ديمتري بيسكوف، المتحدِّث بإسم بوتين، وصف عملية اغتيال نيمتسوف بأنها "إستفزاز"!! 

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 8 شباط/ فبراير 2016، العدد رقم 1735). 

الحديث التالي:
الحديث السابق:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق