2017/03/19

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (40)/ لماذا تراجع الشاهد نيكيتا تشيكولين؟!



   لقد فوجئنا ونحن نجمع المعلومات عن نيكيتا تشيكولين (موضوع حديثنا الآن) أنه أولاً عاد من بريطانيا إلى روسيا بشكلٍ مفاجىء في نيسان/ أبريل عام 2004 دون أن يُمَس بأي أذىً، بل ويتراجع عن اتهام الإستخبارات الروسية بالتورُّط في تفجير المباني السكنية.. وثانياً، قيامه في السنوات اللاحقة بتأليف عددٍ من الكتب ينافق فيها كلاً من بوتين والإستخبارات الروسية، ويهاجم فيها عدوَّهما الأول الملياردير والمعارض الروسي بوريس بيريزوفسكي...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)


الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)




الطامع في ثروة سورية النفطية (40)

هكذا وصل بوتين إلى السلطة:
لماذا تراجع الشاهد نيكيتا تشيكولين؟!





حسين احمد صبرا
في الحلقة الــ 33 من هذا الكتاب تحدثنا عن شهادة نيكيتا تشيكولين، الذي توجَّه عام 2002 إلى بريطانيا طالباً اللجوء السياسي بغية حمايته من أي أذىً ممكن أن يتعرَّض له من بعد ما سيكشفه من معلوماتٍ ووثائق حول تورُّط الإستخبارات الروسية في سرقة كمياتٍ كبيرة من المتفجرات بين عامي 1999 و2000 من مركز البحوث الذي كان يترأس إدارته، وأنَّ هذه المتفجرات التي تحتوي على مادة الهكسوجين استُعمل بعضٌ منها في تفجيرات المباني السكنية في روسيا في أيلول/ سبتمبر عام 1999..
نيكيتا تشيكولين في لندن (2003)
ونُذَكَّر بأنَّ تشيكولين كان عضواً في "لجنة كوفاليوف" ونائباً لرئيسها، وهي اللجنة التي تشكَّلت برئاسة البرلماني سيرجي كوفاليوف عام 2002 لإجراء تحقيقٍ مستقل حول مدى تورُّط الإستخبارات الروسية في تفجير المباني السكنية في روسيا، وقد عَرَضْنا سابقاً ما حلَّ بأبرز أعضاء هذه اللجنة:

1- تمَّ اغتيال النائب سيرجي يوشنكوف أمام منزله برصاصةٍ في الصدر في 17 نيسان/ أبريل عام 2003.
2- تمَّ تسميم الصحافي يوري شيكوتشيخين بمادة الثاليوم المشعَّة في حزيران/ يونيو 2003، وما لبث أن توفي في 3 تموز/ يوليو من ذلك العام.
3- تمَّ اعتقال ضابط الإستخبارات السابق والمحامي والمحقِّق ميخائيل تريباشكين في تشرين الأول/ أكتوبر 2003 بتهمة ملفَّقة وهي حيازة أسلحة بشكلٍ غير شرعي، ما لبث أن بُرِّىء منها، فلُفِّقت له تهمة إفشاء أسرار الدولة، وبقي معتقلاً أربع سنوات منذ العام 2003 وحتى العام 2007، مع الإشارة إلى أنه كان قد توصَّل إلى أدلة دامغة حول تورُّط الإستخبارات الروسية في تفجير المباني السكنية (عَرَضنا لها في الحديث السابق)، لكنه اعتُقل قبل أسبوعين من تقديم أدلته إلى المحكمة.
تشيكولين مع بوريس بيريزوفسكي في لندن (2003)
4- لقد فوجئنا ونحن نجمع المعلومات عن نيكيتا تشيكولين (موضوع حديثنا الآن) أنه أولاً عاد من بريطانيا إلى روسيا بشكلٍ مفاجىء في نيسان/ أبريل عام 2004 دون أن يُمَس بأي أذىً، بل ويتراجع عن اتهام الإستخبارات الروسية بالتورُّط في تفجير المباني السكنية.. وثانياً، قيامه في السنوات اللاحقة بتأليف عددٍ من الكتب ينافق فيها كلاً من بوتين والإستخبارات الروسية، ويهاجم فيها عدوَّهما الأول الملياردير والمعارض الروسي بوريس بيريزوفسكي، الذي كان يقيم في لندن وعُثر عليه في شقته ميتاً في ظروفٍ غامضة عام 2013 بعدما كان اختلف مع بوتين وفرَّ من روسيا عام 2001، مع الإشارة إلى أنَّ تشيكولين كان من المقرَّبين من بيريزوفسكي وألكسندر ليتفيننكو أثناء تواجده في لندن!! وهذا يعني لنا: إما أنَّ الإستخبارات الروسية اشترت سكوت تشيكولين مقابل الحفاظ على حياته، ثم استمالته إليها لاحقاً حتى بات بوقاً من أبواقها وأبواق النظام الحاكم وعلى رأسه فلاديمير بوتين، وهذا ما نستبعده! وإما أنَّ تشيكولين كان منذ البداية عميلاً مدسوساً من قبل بوتين والإستخبارات الروسية للتجسس على بيريزوفسكي وليتفيننكو وباقي أفراد المعارضة الروسية اللاجئة إلى بريطانيا، وهذا ما نرجِّحه!    

مؤلفات تشيكولين

تشيكولين وبيريزوفسكي
من خلال مواقع الكتب عثرنا على عدة كتب قام نيكيتا تشيكولين بتأليفها وصدرت باللغة الروسية، وأولها كان عام 2006، أي بعد عودته إلى روسيا بسنتين، وجاء تحت عنوان "لغز الملياردير أم العدالة البريطانية – سردٌ وثائقي"، وفيه قدَّم تشيكولين ما أسماه وثائق عن كيفية نجاح المعارض الروسي الملياردير بيريزوفسكي في العمليات الإحتيالية التي قام بها مستخدماً نظام العدالة في بريطانيا ليصبح لاجئاً سياسياً ويتجنَّب تسليمه إلى السلطات الروسية حتى ذلك الوقت..
نيكيتا تشيكولين
ويقول تشيكولين بأنه أتيحت له الفرصة ليشهد عن قرب استفزازات بيريزوفسكي المرتبطة بالدعوة إلى محاكمة بوتين والإستخبارات الروسية بتهمة تورُّطهما في تفجيرات المباني السكنية في روسيا عام 1999.. كما أثنى تشيكولين على تصريحات بوتين في ما سبق أن سمَّاه "سياسة الكيل بمكيالين" متهماً بريطانيا باتباعها في السنوات الأخيرة تلك! 
غلاف كتاب
"بيريزوفسكي - هذه ليست لعبته الخاصة"
وفي عام 2011 صدر لنيكيتا تشيكولين كتابان ضد بيريزوفسكي أيضاً، مع إعادة التذكير بأن الأخير كان المعارض الأبرز لبوتين والإستخبارات الروسية وعدوهما الأول.. وقد جاء الكتاب الأول بعنوان "بيريزوفسكي – هذه ليست لعبته الخاصة"، وركَّز فيه تشيكولين ملياً على اتهام بيريزوفسكي بأنه مجرَّد رجل أعمال هارب من العدالة في روسيا وفي بريطانيا، وأنه يقوم بأنشطة معادية لروسيا لا يمكن أن يُقْدِم عليها إلا إذا كان مدعوماً من أجهزة الإستخبارات البريطانية، وأنه ما يزال يواصل القول بأنَّ بوتين وصل إلى رأس السلطة بسبب أخطائه هو (أي أخطاء بيريزوفسكي، وخاصةً أنه كان الرجل الأقوى في روسيا زمن الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين)، وأنه الآن يريد القضاء على بوتين..
غلاف كتاب
"ويكيليكس - بيريزوفسكي
وقتل ليتفيننكو"
أما الكتاب الثاني (عام 2011) فجاء تحت عنوان "ويكيليكس – بيريزوفسكي وقتل ليتفيننكو"، والنص الإلكتروني لهذا الكتاب منشور بالكامل باللغة الروسية في الإنترنت، وفيه يكشف تشيكولين القناع بشكلٍ فاضح عن عمالته للإستخبارات الروسية ودفاعه المستميت عن نظام بوتين، حيث يتبنَّى فيه ادعاءات بوتين والإستخبارات الروسية بأنَّ بيريزوفسكي والإستخبارات البريطانية هي التي كانت وراء اغتيال ضابط الإستخبارات المنشق والمعارض الروسي الشهيد ألكسندر ليتفيننكو عام 2006 في لندن، وأنَّ توجيه الغرب الإتهام إلى بوتين باغتياله ليس سوى حملة افتراء غربية ضد روسيا!!



تشيكولين مع ألكسندر ليتفيننكو في لندن (2003)
   (نعيد التذكير بما سبق ونشرناه مطوَّلاً في كتابنا هذا عن أنَّ المحكمة البريطانية العليا قد أصدرت حكمها النهائي في 21 كانون الثاني/ يناير 2016 حول وقوف الإستخبارات الروسية وراء اغتيال ليتفيننكو بمادة البولنيوم 210 المشعَّة عبر عميلين لها هما أندريه لوجوفوي وديمتري كوفتون، وما يزال بوتين يرفض تسليمهما للعدالة).

نذكر أنَّ تشيكولين ألَّف ثلاثة أفلام وثائقية ضد بيريزوفسكي أيضاً وجاءت تحت عنوان "سر حكم الأوليجارشية (القِلَّة التي كانت تحكم زمن يلتسين)"، "سر الأوليجارشية أو العدالة البريطانية"، و"حكم الأوليجارشية الدموي والعدالة الروسية"..

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 6 آذار/ مارس 2017 – رقم العدد 1789).

الحديث التالي:
- بوتين اغتال الصحافية المعارضة آنَّا بوليتكوفسكايا.
الحديث السابق:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق