إذاً، أصبح لدى ميخائيل تريباشكين أدلة
دامغة تدين الإستخبارات الروسية في تفجير المباني السكنية، وجَمَعَ أوراقه وأدلته
تمهيداً لتقديمها إلى المحكمة.. ولكن إليكم ما حصل معه قبل أسبوعين من المحكمة:
لقد تمَّ توقيفه من قبل أحد حواجز الشرطة وهو في طريقه إلى موسكو لتفتيش سيارته،
وقام أحد عناصر الحاجز بوضع سلاحٍ في صندوق السيارة، فتمَّ توقيفه بتهمة حيازة
سلاحٍ غير شرعي!! واللافت أنَّ تريباشكين أُدين من قبل محكمة عسكرية مغلقة بالسجن لمدة
4 سنوات بهذه التهمة وبتهمتين أخريين هما: الكشف عن أسرار الدولة وإساءة استعمال السلطة،
بمعنى أنَّ الأدلة التي اكتشفها ضد الإستخبارات الروسية هي كَشْفٌ عن أسرار
الدولة، كما أن تصريحاته حول الأدلة التي اكتشفها اعتُبرت إساءةً في استخدام
السلطة...
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية النفطية (39)
هكذا وصل بوتين إلى السلطة:
الإستخبارات الروسية سجنت المحقِّق ميخائيل تريباشكين
4 سنوات قبل أسبوعين من تقديم أدلته إلى المحكمة
|
(صورة من فيلم مركَّب وُضِعَ فيه وجه بوتين مكان وجه الملياردير الروسي خودوركوفسكي) |
حسين احمد صبرا
أما الأدلة، التي كان سيقدِّمها
المحقِّق ميخائيل تريباشكين إلى المحكمة، فهي أدلة دامغة حول تورُّط جهاز
الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي"
سابقاً) في تفجير المباني السكنية في روسيا في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1999، والتي
كان الغرض منها شن حربٍ ثانية على الشيشان وإيصال فلاديمير بوتين إلى السلطة.
|
ميخائيل تريباشكين |
وأما ميخائيل تريباشكين (مواليد 1957)
فهو محقِّق ومحامٍ وضابط استخبارات سابق في الـ"كي. جي. بي"، وقد بدأ
العمل في هذا الجهاز عام 1984 بصفة محقِّق في التجارة السرية للقطع الفنية
المسروقة، ثم انتقل في التسعينيات للعمل في قسم الشؤون الداخلية في جهاز
الـ"أف. سي. بي"، حيث كان يعمل تحت إمرة نيقولاي باتروشيف (الذي أصبح عام
1999 مديراً لهذا الجهاز)، وحقَّق تريباشكين في الصلات التي تربط ضباط الإستخبارات
الروسية بالجماعات الإجرامية.. بيد أنَّ تريباشكين لم يلبث أن رفع قضية ضد قيادة
جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" واستقال من عمله عام 1997 بعد
أن كان يعمل على قضية ابتزاز ضد أحد المصارف ثم تبيَّن له أنَّ المبتزِّين هم
عملاء للإستخبارات الروسية، وقد تمَّ الإسراع في الإفراج عنهم (وهو ما سنتحدَّث
عنه بالتفصيل بعد قليل)..
إليكم قصة فلاديمير رومانوفيتش
|
ميخائيل تريباشكين |
|
سيرجي كوفاليوف |
نظراً لهذه المهامّ المشرِّفة التي كان
يتولاها ميخائيل تريباشكين سابقاً في جهاز الإستخبارات، دعاه النائب سيرجي
كوفاليوف عام 2002 إلى الإنتساب إلى لجنته المستقلة للمساعدة في إجراء تحقيقٍ
مستقل في تفجيرات المباني السكنية الروسية التي حدثت عام 1999، ليصبح تريباشكين
واحداً من أبرز أعضاء "لجنة كوفاليوف"..
|
تريباشكين |
ومنذ ذلك الحين وحتى تشرين
الأول/ أكتوبر عام 2003 توصَّل تريباشكين إلى أدلة دامغة وحساسة وفائقة الأهمية
على تورُّط الإستخبارات الروسية في تفجير المباني السكنية الروسية، وما علينا ونحن
نقرأ السطور التالية سوى أن نتذكَّر إسم "فلاديمير رومانوفيتش"، وهو
واحد من عملاء الإستخبارات الروسية، والذي كان سبباً غير مباشر في استقالة
تريباشكين من جهاز الإستخبارات عام 1997.. وبدايةً إليكم قصة فلاديمير رومانوفيتش
هذا:
|
تريباشكين |
ففي عام 1995، كما سبق وذكرنا أعلاه،
كان ميخائيل تريباشكين يحقِّق في قضية ابتزاز يقوم بها جهاز الـ"أف. سي.
بي" ضد مصرف "سولدي" المرتبط بالثائر الشيشاني سلمان رادوييف
(وكانت الشيشان آنذاك قد حصلت على استقلالها).. وفي كانون الأول/ ديسمبر من ذلك
العام قام تريباشكين بمداهمة فرع مصرف "سولدي" في موسكو، وكما قال
تريباشكين فإنَّ المداهمة كشفت عن أجهزة تنصُّت يستخدمها المبتزُّون، بحيث أنَّ
أصول الأرقام المتسلسلة لأجهزة التنصت تلك ترتبط بجهاز الـ"أف. سي. بي"
أو بوزارة الدفاع، وأنَّ إحدى الشاحنات خارج المصرف كانت تراقب أجهزة التنصت
وتتتبَّع ما يدور داخل المصرف.. وبنتيجة هذه المداهمة ألقى تريباشكين القبض على
الشخص الموجود في الشاحنة ويدعى فلاديمير رومانوفيتش، وبعد التحقيق معه تبيَّن أنه
عميلٌ للـ"أف. سي. بي"، وهذا ما حدا بتريباشكين إلى الإعلان عن أنَّ هذا
العميل يعمل مع المجرمين.. فماذا كان رد فعل الإستخبارات الروسية؟! لقد أفرجت
الإستخبارات الروسية عن جميع المعتقلين في هذه المداهمة وعلى رأسهم فلاديمير
رومانوفيتش، ثم قام مدير تريباشكين، نيقولاي باتروشيف، بإقصائه خارج هذه القضية،
وبدلاً من معاقبة المبتزِّين صير إلى التحقيق مع تريباشكين نفسه!!! ولهذا السبب
استقال تريباشكين من منصبه في جهاز الإستخبارات عام 1997 ورفع دعوىً قضائية ضد
قيادة هذا الجهاز..
وبالعودة إلى التحقيق في تفجير المباني
السكنية الروسية فقد اصطدم تريباشكين بفلاديمير رومانوفيتش نفسه مرةً أخرى.. كيف؟!
فالمباني السكنية الأربعة التي تعرَّضت للتفجير
وُضعت فيها المتفجرات داخل إحدى شققها السكنية في الطابق السفلي، وضمن
مجريات التحقيق كان لا بد لتريباشكين من أن يتحرَّى عن مستأجر هذه الشقق، فإذ به
يفاجأ بأنَّ مَنْ استأجر هذه الشقق منذ فترةٍ قصيرة هو عميل الإستخبارات الروسية
فلاديمير رومانوفيتش ليس إلاه!!
|
تريباشكين |
وهنا كان لا بد من عرض صور الأشخاص
المشتبه بهم على سكان البنايات التي تعرَّضت للتفجير واستخدام ذلك في المحكمة، فإذ
بتريباشكين يكتشف أنَّ أحد المشتبه بهم فلاديمير رومانوفيتش قد اختفت صورته
الحقيقية من ملفات التحقيق الرسمي (أي الذي تقوم به الدولة) ووُضعت بدلاً منها
صورة أخرى مركَّبة، بحيث يتعذَّر على سكان البناية التعرُّف عليه، وهذه الصورة
المركَّبة وُضعت لمواطن شيشاني مسكين يُدعى أتشيميز جوتشياييف، يعيش في موسكو منذ
العام 1997 ولا ناقة له في ما حصل ولا جمل، وهو يمتلك شركة صغيرة للمواد الغذائية
في العاصمة، وقد ادَّعت الإستخبارات الروسية بأنَّ هذا المواطن الشيشاني قد استأجر
الطوابق السفلى في المباني المفجَّرة بإسم شركته، وذلك لإلصاق تهمة التفجيرات
بـ"الإرهابيين الشيشان"، وقد هرب جوتشياييف إلى جورجيا، وعلى الأرجح أنه
انتقل في وقتٍ لاحق إلى تركيا..
|
(بطاقة تريباشكين كضابط في جهاز الإستخبارات الروسية) |
ويُذكر أنَّ تريباشكين كانت لديه أدلة كثيرة تدل على
براءة جوتشياييف، ومنها أنه يستحيل أن يقوم باستئجار الطوابق السفلى بإسم شركته كما
ادعت الإستخبارات الروسية لأن ذلك سيكشفه بسهولة، كما استغرب تريباشكين من أنَّ جوتشياييف
ما يزال على قائمة المطلوبين ولم يتم إلقاء القبض عليه رغم أنه الرجل المفترض أنه يستطيع
أن يقول الكثير عن التفجيرات!! وأضاف تريباشكين أنه أرسل طلباً رسمياً إلى الإستخبارات
الروسية للتحقق من المطبوعات الإلكترونية للشرطة والتحقق من أنَّ جوتشياييف قام فعلاً
بالمكالمات الهاتفية المرصودة، إلا أنه وجد العقبات في طريقه!
إعتقال تريباشكين
|
تريباشكين معتقلاً |
إذاً، أصبح لدى ميخائيل تريباشكين أدلة
دامغة تدين الإستخبارات الروسية في تفجير المباني السكنية، وجَمَعَ أوراقه وأدلته
تمهيداً لتقديمها إلى المحكمة، ويُضاف إليها دليلٌ آخر لا يقل أهمية عن الأدلة
الأخرى التي باتت بحوزته، ألا وهو أنه تمَّت إزالة الأنقاض والجثث سريعاً من أمكنة
الإنفجارات قبل إجراء أي تحقيق..
ولكن إليكم ما حصل معه قبل أسبوعين من المحكمة:
لقد تمَّ توقيفه من قبل أحد حواجز الشرطة وهو في طريقه إلى موسكو لتفتيش سيارته،
وقام أحد عناصر الحاجز بوضع سلاحٍ في صندوق السيارة، فتمَّ توقيفه بتهمة حيازة
سلاحٍ غير شرعي!! واللافت أنَّ تريباشكين أُدين من قبل محكمة عسكرية مغلقة بالسجن لمدة
4 سنوات بهذه التهمة وبتهمتين أخريين هما: الكشف عن أسرار الدولة وإساءة استعمال السلطة،
بمعنى أنَّ الأدلة التي اكتشفها ضد الإستخبارات الروسية هي كَشْفٌ عن أسرار
الدولة، كما أن تصريحاته حول الأدلة التي اكتشفها اعتُبرت إساءةً في استخدام
السلطة..
واللافت أيضاً أنه في وقتٍ لاحقٍ نَقَضَت محكمة الإستئناف تهمة حيازة الأسلحة،
وهو دليلٌ على أنَّ التهمة كانت ملفَّقة، بيد أنَّ الإتهامات الأخرى بقيت قائمة! ورغم
أنَّ الدولة أفرجت عن تريباشكين إفراجاً مشروطاً في أيلول/ سبتمبر 2005، إلا أنها لم
تلبث أن أعادت اعتقاله بعد ذلك بأسبوعين لمجرَّد أنه صرَّح بأنه سيعاود العمل في التحقيق
في تفجيرات شقق موسكو!
وقد عانى تريباشكين في السجن من الربو يومياً ومن حكة ناجمة
عن مرضٍ جلدي ومن ألمٍ في منطقة القلب، لكنه حُرم من العلاج الطبي وفق تقريرٍ لمنظمة
العفو الدولية، واحتُجز في زنزانة متجمِّدة عقاباً له، وانتقل إليه مرض السل من المساجين.. وفي هذا التقرير الذي
أَصْدَرَتْهُ أدانت منظمة العفو الدولية اعتقال تريباشكين، وأبرز ما جاء فيه:
"هناك أسبابٌ جدية للإعتقاد بأنَّ ميخائيل تريباشكين اعتُقل وأُدين بتُهَمٍ
جنائية مزوَّرة، والتي قد تكون ذات دوافع سياسية، وذلك لمنعه من الإستمرار في عمله
التحقيقي والقانوني المتعلِّق بتفجيرات المباني السكنية في موسكو ومدنٍ أخرى عام
1999"..
رسالة تريباشكين من السجن
|
آنَّا بوليتكوفسكايا |
نقرأ في مقالٍ للصحافية الروسية
المعارضة آنا بوليتكوفسكايا (التي اغتالها بوتين في 7/ 10/ 2006) والذي نشرته في
30 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2003 في صحيفة "نوفايا جازيتا" المستقلة،
أنَّ ميخائيل تريباشكين تمكَّن من إرسال رسالةٍ مطوَّلة إليها من زنزانته واصفاً
لها كيفية اعتقاله، ذاكراً أنَّ سبعةً من عناصر شرطة المرور أوقفوه بينما كان يقود
سيارته على طريق "ديمتروف" السريع في طريقه إلى موسكو، وراحوا يفتشون
سيارته..
|
تريباشكين يقود سيارته |
وأضاف تريباشكين في رسالته: "وفي سياق التفتيش سحب الضابط، الذي
يُدعى كورسكي، من تحت سترته كيساً من حجم 20 أو 30 سنتمتراً وحاول وضعه تحت المقعد
الخلفي لسيارتي، فتمكنتُ من سحب المقعد فسقط الكيس أرضاً، فأمسكتُ به وأعطيته
لكورسكي قائلاً له: "توقَّف عن هذه الوقاحة، هذا الكيس ليس لي، خُذْهُ
ثانيةً". فأمسك الضابط بالكيس وفتحه وأخرج منه مسدساً وطوقاً مليئاً
بالخرطوش". ثم يتابع تريباشكين قائلاً: "بعد كل ما جرى أسرع ضباط الشرطة
باقتيادي إلى أحد مراكز شرطة المرور حيث كان الشهود الذين أعدُّوهم لهذه الغاية
متواجدين هناك. واستطعتُ أن أسمعهم يتجادلون مع بعضهم البعض حول أي نوع مسدس عليهم
أن يذكروه في التقرير، واستنتجتُ أنَّ لديهم مسدسين اثنين مختلفين. أحد الضباط أفاد
أحدهم بأنهم قد أوقفوا السيارة وعثروا فيها على مسدس".
ثم يقدِّم تريباشكين الدليل على أنَّ
ما جرى معه هو مؤامرة محبوكة من قبل جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي.
بي"، فيقول: "كان قائدهم شاباً صغير السن وقد سلَّموا المسدس إليه. إنه
ضابط في وزارة الداخلية من قسم "ديمتروف"، وقد اعترف في حديثه معي بأنَّ
هذه القضية قد تمَّت بتحريضٍ من قسم الـ"أف. سي. بي" في موسكو وضواحيها،
وقال إنه كان من الأفضل لجهاز الإستخبارات الروسية أن يقوم بهذا العمل القذر في
داخل مدينة موسكو وليس في منطقتهم (أي منطقة ديمتروف)".
الإفراج عن تريباشكين
بعد 4 سنوات
|
تريباشكين |
في 30 تشرين
الثاني/ نوفمبر 2007 أُطلق سراح ميخائيل تريباشكين مع انتهاء فترة سجنه لمدة 4 سنوات..
وبعد الإفراج عنه كشف تريباشكين أنَّ المشرفين عليه في السجن وكذلك أعضاءً في جهاز
الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" تعهَّدوا له بعدم إلقاء القبض عليه
إذا ما غادر "لجنة كوفاليوف" (التي كانت تحقق في التفجيرات) وبدأ العمل
مع الـ"أف. سي. بي" ضد ضابط الإستخبارات الروسي المنشق ألكسندر ليتفيننكو، بيد أنَّ تريباشكين رفض
ذلك رفضاً قاطعاً..
|
ألكسندر ليتفيننكو على فراش الموت بعد تسميمه |
وكان تريباشكين قبل اعتقاله قد حذَّر ليتفيننكو عام 2003 من
تهديد الــ"أف. سي. بي" له، حيث نقل تريباشكين ما قاله الضابط في الإستخبارات الروسية فيكتور شيبالين من أنَّ كل مَنْ شارك
في نشر كتاب "تفجير روسيا" سيتم قتله (وهو الكتاب الذي ألَّفه ليتفيننكو
مع المؤرِّخ الأميركي من أصلٍ روسي يوري فيلشْتنسكي عام 2001 وعرضنا له سابقاً - راجع الحلقة 34 من هذه السلسلة)،
وأنَّ الـ"أف. سي. بي" أرسل إلى بوسطن في الولايات المتحدة ثلاثة من
عملائه لاغتيال فيلشْتنسكي..
أدلة لا تنتهي
|
تريباشكين |
هناك دليلٌ آخر كان بحوزة ميخائيل
تريباشكين ضمن الأدلة التي لا تنتهي حول تورُّط الإستخبارات الروسية في تفجير
المباني السكنية في روسيا عام 1999، ومن ضمنها ما ورد في رسالةٍ وجَّهها تريباشكين
قبل اعتقاله إلى أولجا كونسكايا (زوج المخرج الوثائقي أندريه نكراسوف)، وفيها كتب تريباشكين
أنه قبل وقوع التفجيرات ببعض الوقت ألقت "المديرية المناطقية في موسكو ضد الجريمة
المنظمة" (RUOP) القبض على عدة أشخاص يبيعون مادة الهكسوجين المتفجِّرة
(والهكسوجين هو المادة التي تمَّ استعمالها في تفجير المباني السكنية، ولا يتم
تصنيعه في روسيا إلا في مصنعٍ عسكري واحد موجود في مدينة بِيرْم ويخضع لحراسة
عسكرية مشدَّدة).. وبعد ذلك جاء ضباط من الـ"أف. سي. بي" من إدارة نيقولاي
باتروشيف إلى مقر المديرية وصادروا الأدلة وأمروا المحققين بإطلاق سراح المعتقَلين!
وأضاف تريباشكين أنه عَلِمَ عن هذه القصة أثناء لقائه بعددٍ من ضباط الـ " RUOP" في عام
2000، والذين قالوا له إنَّ زملاءهم ممكن أن يقدِّموا رواياتٍ لشهودٍ عيان في المحكمة،
وعرضوا أن يقدِّموا شريط فيديو بحوزتهم فيه أدلة ضد تجار الهكسوجين.. لكن تريباشكين
لم يعلن عن هذا الإجتماع خوفاً على حياة الشهود وأُسرهم..
وقبل أن نختم نذكر أنَّ بوتين وصف في
16 آذار/ مارس عام 2000 المزاعم حول تورُّط الـ"أف. سي. بي" في التفجيرات
بأنها "هراءٌ هذياني"، وأضاف: "ليس هناك من شخصٍ في الإستخبارات الروسية
من شأنه أن يكون قادراً على مثل هذه الجريمة ضد شعبه، إنَّ الزعم نفسه هو غير أخلاقي"..
أما عن عميل الإستخبارات الروسية
فلاديمير رومانوفيتش فقد توفي في وقتٍ لاحقٍ بعدما صدمته سيارة مجهولة الهوية في قبرص..
(نُشر هذا
الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 27 شباط/ فبراير 2017 – رقم
العدد 1788).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
x
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق