بعد وقوع الإنفجارات في عددٍ من
المباني السكنية في روسيا في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1999 ما لبث أن ظَهَر كتابٌ
بعنوان "تفجير روسيا – الإرهاب من الداخل" في عام 2001، قام بتأليفه
المعارض الروسي المنشق عن الإستخبارات الروسية ألكسندر ليتفيننكو بالإشتراك مع
مؤرِّخٍ أميركي من أصلٍ روسي هو يوري فيلشْتنسكي وقدَّما فيه الكثير من القرائن
والأدلة والبراهين حول تورُّط جهاز الإستخبارات الروسية بهذه التفجيرات، سبق أن
عرضنا للكثير منها في الأحاديث السابقة.. وقد وصف المؤلفان – في كتابهما – تفجيرات
المباني السكنية في روسيا عام 1999 كعملية كاذبة استُخدمت كحجة لتبرير الحرب الشيشانية
الثانية والمجيء بفلاديمير بوتين إلى السلطة...
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية النفطية (34)
هكذا وصل بوتين إلى السلطة:
ليتفيننكو وفيلشْتنسكي أصدرا كتاباً اتَّهَما فيه
الإستخبارات الروسية بتفجير المباني السكنية
حسين احمد صبرا
بعد وقوع الإنفجارات في عددٍ من
المباني السكنية في روسيا في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1999 والتي ذهب ضحيَّتها 294 قتيلاً
و651 جريحاً من المواطنين الروس الأبرياء، وُجِّهَت الإتهامات إلى جهاز
الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي"
سابقاً) بالوقوف وراءها لتبرير الحرب ضد الشيشان لثاني مرة، وبنتيجتها رَفْع مستوى
شعبية فلاديمير بوتين لإيصاله إلى رأس السلطة..
وما لبث في عام 2001 أن ظَهَر
كتابٌ بعنوان "تفجير روسيا – الإرهاب من الداخل"، قام بتأليفه المعارض
الروسي المنشق عن الإستخبارات الروسية ألكسندر ليتفيننكو، والذي كان قد لجأ إلى
لندن قبلها بأشهر، بالإشتراك مع مؤرِّخٍ أميركي من أصلٍ روسي هو يوري فيلشْتنسكي
(له عدة مؤلفات في التاريخ الروسي)، وقد قام المؤلِّفان بتقديم الكثير من القرائن
والأدلة والبراهين حول تورُّط جهاز الإستخبارات الروسية بهذه التفجيرات، سبق أن
عرضنا للكثير منها في الأحاديث السابقة..
وقد وصف المؤلفان – في كتابهما – تفجيرات
المباني السكنية في روسيا عام 1999 كعملية كاذبة استُخدمت كحجة لتبرير الحرب الشيشانية
الثانية والمجيء بفلاديمير بوتين إلى السلطة، ووجَّها الإتهام إلى بوتين مباشرةً
قائلَين: "نحن لا يمكننا أن نخرج إلى العلن ونقول إنَّ الرئيس الروسي (فلاديمير
بوتين) هو قاتلٌ جماعي، ولكن من المهم أننا نعرف ذلك".. وذكر المؤلفان أنَّ
جهاز الإستخبارات الروسية عمل على
استيلاد مؤامرة للعودة إلى الرعب الذي كان السمة المميِّزة لجهاز الإستخبارات
السوفياتية السابق الـ"كي. جي. بي".. مع الإشارة إلى أنَّ الكتاب استند
إلى خبرة ليتفيننكو لمدة 20 عاماً عمل خلالها في جهاز الـ"كي. جي. بي"
ثم جهاز الـ"أف. سي. بي".
الشهيد ألكسندر ليتفيننكو حاملاً كتابه "تفجير روسيا" |
طبعات مختلفة لكتاب "تفجير روسيا" بالإنجليزية والروسية |
يوري فيلشتنسكي حاملاً كتابه "تفجير روسيا" |
من اليسار: الشهيد يوري شيكوتشيخين من اليمين: عدد جريدة "نوفايا جازيتا" المنشور فيه كتاب ليتفيننكو |
وبما أنَّ صحيفة "نوفايا
جازيتا" الروسية المستقلة تولَّت نشر العديد من الوقائع التي تثبت تورُّط
الإستخبارات الروسية في تفجير المباني السكنية في روسيا، فإنها تحمَّست لكتاب
ليتفيننكو وفيلشْتنسكي، وقام رئيس تحريرها يوري شيكوتشيخين بإصدار هذا الكتاب عبر
صحيفته بأن طَبَعَهُ في عددٍ خاص من الصحيفة في آب/ أغسطس عام 2001، وقد جاء
الكتاب باللغة الروسية تحت عنوان "جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" يفجِّر روسيا"،
وقد لاقى الكتاب صعوبةً في النشر في الغرب حيث لم يقدِّر أحدٌ قيمته، إلى أن قام
الملياردير الروسي المعارض لبوتين واللاجىء إلى لندن، بوريس بيريزوفسكي، بتمويل
عملية النشر حيث صدرت الطبعة الأولى منه في كتابٍ عام 2002..
وقد قال الكاتب
الأميركي من أصلٍ روسي ألكسندر جولدفارب إنَّ "شبح هذا الكتاب سيطارد بوتين
طوال الطريق مثلما طارد شبحُ الطفل المقتول تساريفيتش القيصرَ بوريس جودونوف
(أواخر القرن السادس عشر)"..وقد قامت الإستخبارات الروسية ووزارة الداخلية
في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2003 بمصادرة أكثر من 4 آلاف نسخة من الكتاب كانت مرسلة
إلى مدير وكالة أنباء "بريما" ألكسندر بودرابينيك، وذلك بحجة
"إفشاء أسرار الدولة"! (لاحقاً أدرجت السلطات الروسية الكتابَ في
"اللائحة الإتحادية للمواد المتطرِّفة" عام 2015 وهي لائحة رسمية، ومُنع
أي شكل من أشكال نشره في روسيا).. ورداً على مصادرة الكتاب أعطى ليتفيننكو
وفيلشْتنسكي الحقَّ بطباعة الكتاب مجاناً لمن يرغب..
ومنذ ذلك الحين وإلى الآن
نُشر الكتاب في أكثر من 20 بلداً وتُرجم إلى 20 لغةً، وطبعاً ليس من بينها اللغة
العربية، ذلك أنَّ العرب نائمون في سابع نومة (سنقوم شخصياً بتعريب هذا الكتاب في
المستقبل القريب ونَشْره مجاناً في الإنترنت).. مع الإشارة إلى أنَّ الطبعة
الثانية من هذا الكتاب صدرت بالإنكليزية عام 2007، أي عقب اغتيال الإستخبارات
الروسية لألكسندر ليتفيننكو (عام 2006)، حيث لاقت الطبعة الثانية سهولةً في النشر
في الغرب عقب وفاة ليتفيننكو مسموماً.
من اليسار: ألكسندر جولدفارب، ليتفيننكو وفيلتشينسكي في لندن عام 2003 |
الطبعة الثانية من الكتاب (2007) |
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية بتاريخ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 – العدد 1775).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق