2017/03/17

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (38)/ الإستخبارات الروسية اغتالت الصحافي شيكوتشيخين بالسمّ ثم رفضت تشريح الجثة.



لم يكتف يوري شيكوتشيخين بالكتابة فحسب عن قضية "الحيتان الثلاثة"، بل قام خلال شهر حزيران/ يونيو 2003 بالإتصال بجهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" والحصول على تأشيرة ذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية لمناقشة قضية "الحيتان الثلاثة" مع مكتب التحقيقات الفدرالي الـ"أف. بي. آي".. وفجأةً، في 3 تموز/ يوليو 2003، توفي شيكوتشيخين بمرضٍ غريب قبل الذهاب إلى الولايات المتحدة...

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)



الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)




الطامع في ثروة سورية النفطية (38)

هكذا وصل بوتين إلى السلطة:
الإستخبارات الروسية اغتالت الصحافي شيكوتشيخين
بالسمّ ثم رفضت تشريح الجثة





حسين احمد صبرا
راحت الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً) تصفِّي أعضاء "لجنة كوفاليوف" المستقلة الواحد تلو الآخر، وهي اللجنة التي أُنشئت عام 2002 للتحقيق في تورُّط الـ"أف. سي. بي" في تفجيرات المباني السكنية في روسيا في أيلول/ سبتمبر عام 1999 بغرض إيصال فلاديمير بوتين إلى السلطة في عملية انقلابٍ واضحة جداً.. وقد تحدَّثنا سابقاً عن اغتيال نائب رئيس "لجنة كوفاليوف" سيرجي يوشنكوف بالرصاص في 17 نيسان/ أبريل 2003.. والآن، وبعد أقل من ثلاثة أشهر، تمَّ اغتيال عضوٍ آخر في اللجنة هو الصحافي يوري تشيكوتشيخين بمادة الثاليوم السامَّة في 3 تموز/ يوليو 2003..

يوري شيكوتشيخين

يوري شيكوتشيخين
كان يوري شيكوتشيخين (مواليد 1950) كاتباً ومحقِّقاً صحافياً في جريدة "نوفايا جازيتا" الروسية المستقلة ونائباً لرئيس تحريرها، كما كان نائباً ليبرالياً في البرلمان الروسي، وقد لمع نجمُهُ في عالم الصحافة بفضل كتاباته ضد الجريمة المنظَّمة والفساد في روسيا، وألَّف العديد من الكتب كان آخرها كتابٌ بعنوان "عبيد الكي جي بي"، والذي دار حول الأشخاص الذين عملوا كمخبرين لجهاز الإستخبارات السوفياتية السابق الـ"كي. جي. بي"، كما كان معارضاً بشدة لحرب الشيشان الأولى والثانية..
   في السنوات الأخيرة قبل اغتياله أشار شيكوتشيخين في كتاباته في "نوفايا جازيتا" إلى دور جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" في تفجير المباني السكنية في روسيا في أيلول/ سبتمبر عام 1999، ونقرأ في الموقع الإلكتروني لصحيفة "موسكو تايمز" أنَّ شيكوتشيخين قال في آذار/ مارس 2000 في إتصالٍ مع صحيفة "موسكو تايمز" إنَّ لديه أدلة جديدة حول محاولات الـ"أف. سي. بي" للتغطية على تفاصيل "المناورات التدريبية" وأنه يخطط لنشرها قريباً، مشيراً بذلك إلى اكتشاف المتفجِّرة الخامسة في أحد المباني السكنية في مدينة ريازان الروسية في 22 أيلول/ سبتمبر 1999، وادِّعاء الـ"أف. سي. بي" بأنه إنما كان يُجري "مناورة تدريبية" (وقد توقَّفت تفجيرات المباني السكنية في روسيا بعد افتضاح أمر هذا التفجير الخامس في ريازان، وادَّعى مدير الـ"أف. سي. بي" بأنَّ أكياس المتفجرات التي عُثر عليها إنما تحتوي على مادة السُكَّر فحسب!)..
يوري شيكوتشيخين
   وأضاف شيكوتشيخين لــ"موسكو تايمز" بأنَّ كل مَنْ له علاقة باكتشاف متفجرة ريازان قد تمَّ إبعادُهُ إلى الشيشان حيث كان بوتين يشن الحرب الثانية ضد هذا البلد، قائلاً: "أولئك الذين كان لديهم أي صلة في "المناورات التدريبية" هم الآن يخدمون في القوات المسلحة في الشيشان، بمن في ذلك المتخصصون في المتفجرات والجنديان اللذان كانا يحرسان المخزن" (راجع عن أمر هذين الجنديين في الحلقة 32 من هذه السلسلة، واللذان كانا يحرسان المخزن العسكري حيث وُضعت فيه "أكياس السُكَّر" المستعملة في "مناورة" ريازان، ولما أرادا تحلية الشاي بالسكَّر المزعوم اكتشفا أنه مواد متفجِّرة، بمعنى أنَّ المبنى السكني في ريازان كان سينفجر بفعل هذه العبوة لولا اكتشافها من قبل أحد المواطنين صدفةً، وعقب هذا الإكتشاف ادَّعى الـ"أف. سي. بي" بأنها كانت مناورة تدريبية!).

الحيتان الثلاثة

يوري شيكوتشيخين
آخر ما كتبه يوري شيكوتشيخين في جريدة "نوفايا جازيتا" مقالٌ بعنوان "الحيتان الثلاثة"، وذلك في 2 حزيران/ يونيو 2003، وقد اطَّلعنا على هذا المقال باللغة الروسية في الموقع الإلكتروني للصحيفة، وسنورد أهم ما جاء فيه، إذ أشار شيكوتشيخين إلى تورُّط ضباطٍ رفيعي المستوى في جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" في فضيحة فساد متعلِّقة بغسل الأموال من خلال بنك "أوف نيويورك" وذلك عبر لجنة "الحيتان الثلاثة" المختصة بالجمارك، ويلخِّص المسألة بدءاً من العنوان: "قضية الحيتان الثلاثة: يهدِّدون القاضي، وعزلوا المدَّعي العام، وقتلوا الشاهد"..
مقر لجنة "الحيتان الثلاثة" الجمركية
   ثم يقول في عنوانٍ فرعي: "يحدث كل هذا على الرغم من أنَّ القضية هي تحت الإشراف الشخصي للرئيس (فلاديمير بوتين)".. ثم يبدأ مقاله بالتالي: "قضية الحيتان الثلاثة معروفة بالنسبة إلى الرئيس. نعم أنا أتحدَّث عن فلاديمير بوتين. إنه مثل سلفه بوريس يلتسين، تولَّى أكثر من مرة التحقيق في القضايا البارزة تحت إشرافه الشخصي، والحقيقة أنَّ هذا الإشراف قد وصل إلى نهايته كما هو معروف. ولكن في قضية "الحيتان الثلاثة"، التي رافقت سنوات رئاسته الثلاث، فإنه ذهب إلى كلماتٍ لا معنى لها حول "الإشراف الخاص": إذ عيَّن مدَّعٍ عام للتحقيق في القضية هو فلاديمير لوسكوتوف، الذي هو وفقاً لصحيفة "نوفايا جازيتا" الصديق الشخصي (لبوتين) منذ أيام الدراسة في بطرسبورج. وما الغريب في ذلك؟ لا شيء، لا شيء طبعاً!".
شيكوتشيخين
ثم يتحدَّث شيكوتشيخين عن قتل أحد الشهود في القضية، قائلاً: "مساء يوم الثلاثاء الماضي، وضمن سلسلة "الحيتان الثلاثة"، قام أحد القتلة باختراق الحراسة الأشبه بالحصن المنيع حول المستشفى العسكري، وصعد إلى الطابق الرابع حيث قسم جراحة المخ والأعصاب، وفتح باب الغرفة وأطلق رصاصتين من بندقيته المزوَّدة بكاتم الصوت على رئيس جمعية "التجارة في الأثاث" وقائد البحرية السابق سيرجي بيريفيرزيف، البالغ من العمر 43 عاماً!". ويوضِّح شيكوتشيخين أمر بيريفيرزيف بالقول: "في 4 حزيران/ يونيو كان من المفترض أن يتقدَّم سيرجي بيريفيرزيف بشهادته كشاهد دفاع أثناء محاكمة موظفَي لجنة الجمارك الحكومية وهما فولكوف وفايزولين، اللذين اتَّهما زعيم "الحيتان الثلاثة" سيرجي زوييف بإساءة استخدام السلطة. وكان بيريفيرزيف قد تحدَّث بصراحة في مقابلةٍ مع صحيفة "موسكوفسكي كومسومولتس" في 2 نيسان/ أبريل (2003) عن تعرُّضه للتهديد بالقتل". ويتابع: "في 14 أيار/ مايو (2003) تعرَّض سيرجي بيريفيرزيف لحادث سيرٍ في أحد طرقات موسكو، قُتل فيه شخصٌ واحد وجُرح ثلاثة، بينهم بيريفيرزيف نفسه، وقد نُقل إلى المستشفى العسكري. وفي 27 أيار/ مايو تعرَّض لإطلاق النار في جناح المستشفى".
شيكوتشيخين
ثم ينتقل شيكوتشيخين إلى تهديد القاضي سيرجي أنجيروفيتش: "وفي الوقت نفسه، فإنَّ القاضي سيرجي أنجيروفيتش، الذي كان من المفترض أن يتولَّى المحاكمة، تلقَّى مذكرةً ورد فيها التالي (وهي تحتوي على تهديد بأذية إبنه): "عزيزي سيرجي أنجيروفيتش، يبدو أنَّ لديك أعصاباً قوية جداً، أو أنك لم تتلقَّ الحرف الأول. قد تفكِّر في أنَّ هذه الرسالة هي تهديد، ولكن صدِّقني، فمن السهل تنفيذ هذا التهديد. أنتَ وأنتَ فقط مَنْ سيقرِّر أن يكون إبنُك معك جنباً إلى جنب، أو أن تجعله يجلس في غرفة من الغرف الشيشانية مربوطاً بسلسلة، وبالكاد يستطيع أن يخرج، وإذا ما كان هذا سيكون أمراً ممكناً، فإنَّ إبنك سوف يمضي بقية حياته على كرسي متحرِّك، وبالإمكان توفير مثل هذا الكرسي له. لذا، لا تتَّخذ قراراتٍ غير ضرورية وغير مناسبة في قضية "الحيتان الثلاثة". ونأمل أن تكون قادراً على اتخاذ القرارات الصائبة وأن تقوم بالإستنتاجات الهامة".. ويعلِّق شيكوتشيخين على هذا التهديد بالقول: "هل أنَّ هذه المذكرة كانت ربما من أجل تبرئة موظَّفَي الجمارك؟ لا أعتقد أنَّ الأمر كذلك، بل على العكس، فإنَّ المذكرة تريد أن يصار إلى إدانة هذين الموظَّفَين" [من أجل تبرئة زعيم الحيتان الثلاثة سيرجي زوييف].
بافل زايتسيف، المدعي العام المقرَّب من بوتين
ثم ينتقل إلى إدانة المدعي العام (المقرَّب من بوتين) للمحقِّق بافل زايتسيف، الذي كان يحقق في قضية "الحيتان الثلاثة"، فيقول: "مثل هذا التهديد حصل بالضبط مع المحقِّق في قضايا ذات أهمية وهو بافل زايتسيف، رئيس لجنة التحقيق التابعة لوزارة الشؤون الداخلية في الإتحاد الروسي: فمن أجل أن ينسى عملية اختلاس ملايين الدولارات من قبل "الحيتان الثلاثة"، قدَّم مكتب المدعي العام دعوى ضد المحقِّق الذي حقَّق في القضية. وحتى عندما برَّأت محكمة مدينة موسكو زايتسيف، فإنَّ المحكمة العليا – بعد احتجاج المدَّعي العام – ألغت حكم البراءة، وهذا الإلغاء كنتُ على علمٍ به قبل أربعة أيامٍ من الحكم".
   ويطرح شيكوتشيخين في مقاله هذا السؤال: "مَنْ هو السيد بوتين؟ أتذكر أنني شخصياً سمعت هذا السؤال مراراً من زملائي الأجانب عندما ظهر فجأةً في الجزء العلوي من السلطات الروسية. لقد مرَّت ثلاث سنوات وأنا ما زلت لا أستطيع العثور على الإجابة الدقيقة عن هذا السؤال".



الموتُ فجآةً!





جثمان يوري شيكوتشيخين
   لم يكتف يوري شيكوتشيخين بالكتابة فحسب عن قضية "الحيتان الثلاثة"، بل قام خلال شهر حزيران/ يونيو 2003 بالإتصال بجهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" والحصول على تأشيرة ذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية لمناقشة قضية "الحيتان الثلاثة" مع مكتب التحقيقات الفدرالي الـ"أف. بي. آي".. وفجأةً، في 3 تموز/ يوليو 2003، توفي شيكوتشيخين بمرضٍ غريب قبل الذهاب إلى الولايات المتحدة..
جنازة شيكوتشيخين
أما عن أعراض المرض الذي أصاب شيكوتشيخين فهي تشبه نمط التسمم بالمواد المشعة، وكانت مشابهة للأعراض التي سبق وأن أصابت ضابط الـ"كي. جي. بي" المنشق نيقولاي خوخلوف (والذي حاولت الإستخبارات السوفياتية تسميمه بمادة الثاليوم في ألمانيا عام 1957)، وحارس بوتين الشخصي، رجُلُ الأعمال رومان تسيبوف، والذي كان يمارس أعمال الفساد والإجرام (وما أن خرج عن طوع بوتين حتى سممته الإستخبارات الروسية عام 2004 بعدما زار أحد مكاتبها في بطرسبورج وتناول فيه فنجان من الشاي)، والسجين الشيشاني الثائر ليتشا إسلاموف في السجن الروسي (عام 2004)، وألكسندر ليتفيننكو (بمادة البولونيوم 210 المشعَّة في لندن عام 2006)..
عائلة شيكوتشيخين أثناء الجنازة
   وقد شكَّت عائلة شيكوتشيخين والمقرَّبون منه، بالإضافة إلى المعارضة الروسية، في أن يكون قد تعرَّض للتسميم بسم الثاليوم، حيث أنَّ من الأعراض الأولية لهذه المادة تَنَمُّل أصابع الرِجلين مع أوجاعٍ شديدة وصعوبة في الحركة والتنقُّل، مصحوبةً بالتقيؤ والإسهال وسقوط الشعر من كافة أجزاء البدن والإنخفاض المفاجىء في خلايا الدم البيضاء..

ملاحظات حول الوفاة

نسوق في ما يلي ملاحظاتنا حول الوفاة:
ألكسندر ليتفيننكو
الملاحظة الأولى، ووفقاً للمعارض الروسي وضابط الإستخبارات المنشق ألكسندر ليتفيننكو، بالإضافة إلى تقارير إخبارية أخرى، فإنَّ وفاة شيكوتشيخين هي اغتيال بدوافع سياسية.

جثة سيرجي يوشنكوف
الملاحظة الثانية، أنَّ وفاة شيكوتشيخين جراء مرضٍ غامض قد حصل في 3 تموز/ يوليو 2003، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر على اغتيال زميله في "لجنة كوفاليوف" سيرجي يوشنكوف بالرصاص في 17 نيسان/ أبريل 2003.


يوري شيكوتشيخين
الملاحظة الثالثة، أنَّ وفاة شيكوتشيخين في 3 تموز/ يوليو عام 2003 جاءت بعد 16 يوماً من معاناته من هذا المرض الغامض، بمعنى أنَّ المرض الغامض قد ألم به في 18 حزيران/ يونيو 2003، أي بعد عدة أيامٍ فقط من ذهابه إلى أحد مكاتب الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" لطلب تأشيرة الذهاب إلى الولايات المتحدة لتقديم معلوماته للـ"أف. بي. آي" حول قضية "الحيتان الثلاثة"، الذين هم مسؤولون كبار في جهاز الإستخبارات الروسية.
الملاحظة الرابعة، أنَّ شيكوتشيخين قد تلقَّى العلاج في المستشفى المركزي حيث خضع لرقابة مشدَّدة من قبل الإستخبارات الروسية على أساس أنه يُعامَل معاملة المسؤولين الروس من أعلى الرتب! أي كما لو أنَّ الغرض هو التكتُّم على شيءٍ ما!
الملاحظة الخامسة، أنه أُعلن رسمياً أنَّ شيكوتشيخين توفي جراء أحد أمراض الحساسية!
   الملاحظة السادسة، أنَّ الإستخبارات الروسية حَرَمَت أقارب شيكوتشيخين من الإطلاع على التقرير الطبي الرسمي لمعرفة سبب مرضه، وما تزال السجلات الطبية المتعلقة بوفاته سرية، كما منعتهم في البداية من أخذ عيناتٍ من أنسجته لإجراء فحصٍ طبي مستقل.
   الملاحظة السابعة، أنَّ بعض وسائل الإعلام الروسية ذكرت أنَّ بوتين أصدر في أيلول/ سبتمبر 2006، كجزءٍ من الصراع على السلطة في الكرملين، أمراً بإقصاء 19 ضابطاً رفيعي المستوى من الـ"أف. سي. بي" متورطين في قضية وفاة شيكوتشيخين، إلا أنَّ هؤلاء الضباط ما يزالون مستمرين في عملهم.
قبر شيكوتشيخين
الملاحظة الثامنة، أنه في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2007 (أي بعد مرور أكثر من 4 سنوات على وفاة شيكوتشيخين)، وبناءً على طلبٍ من موظفي صحيفة "نوفايا جازيتا"، قامت لجنة التحقيق التابعة للمدعي العام الروسي بإعادة فتح التحقيق في وفاة شيكوتشيخين، وفي نيسان/ أبريل 2008 قال مسؤولٌ في لجنة التحقيق إنه سيكون هناك إجراء اختبار آخر على الأنسجة للتأكد مما إذا كانت حالة الوفاة ناجمة عن التسمم، وقد تمكَّن صحافيون من "نوفايا جازيتا" من إرسال عينات من أنسجته إلى متخصصين أجانب كبار، إلا أنَّ الخبراء لم يتوصلوا إلى نتيجةٍ قاطعة.. وبناءً على ذلك أغلق المدعي العام الروسي ملف الدعوى الجنائية في نيسان/ أبريل 2009 بعد فشل الإختبار في إثبات التسمم أو الموت العنيف.. وفيما يبدو أنَّ السم الذي تعرَّض له شيكوتشيخين لا يلبث أن يتحلَّل في الجسم بعد مرور عدة سنوات.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 20 شباط/ فبراير 2017 – رقم العدد 1787).

الحديث التالي:
الحديث السابق:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق