2017/02/26

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (27)/ باولو غوزانتي في إفادته عام 2013 نقلاً عن ألكسندر ليتفيننكو: المافيا الإيطالية باعت تنظيم القاعدة نفايات نووية روسية.



نتابع مع إفادة رئيس "لجنة متروخين" الإيطالية الصحافي والسياسي الإيطالي باولو غوزانتي، وهي الإفادة التي طلبت منه الشرطة الإيطالية تقديمها إلى المحكمة البريطانية العليا التي كانت تنظر في قضية اغتيال المعارض الروسي وضابط الإستخبارات المنشق الشهيد ألكسندر ليتفيننكو، وقد كتب غوزانتي هذه الإفادة في 1/ 11/ 2013.. وهنا يتطرَّق إلى الحديث عما يملكه من معلوماتٍ وفَّرها ليتفيننكو حول الجريمة الروسية المنظَّمة في أسبانيا، فيقول:



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)



الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)




الطامع في ثروة سورية النفطية (27)

باولو غوزانتي في إفادته عام 2013 نقلاً عن ألكسندر ليتفيننكو:
المافيا الإيطالية باعت تنظيم القاعدة
نفايات نووية روسية






حسين احمد صبرا
نتابع مع إفادة رئيس "لجنة متروخين" الإيطالية الصحافي والسياسي الإيطالي باولو غوزانتي، وهي الإفادة التي طلبت منه الشرطة الإيطالية تقديمها إلى المحكمة البريطانية العليا التي كانت تنظر في قضية اغتيال المعارض الروسي وضابط الإستخبارات المنشق الشهيد ألكسندر ليتفيننكو، وقد كتب غوزانتي هذه الإفادة في 1/ 11/ 2013.. وهنا يتطرَّق إلى الحديث عما يملكه من معلوماتٍ وفَّرها ليتفيننكو حول الجريمة الروسية المنظَّمة في أسبانيا، فيقول:
في الأعلى من اليمين: باولو غوزانتي وماريو سكاراميلا
في الأسفل: الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
"لقد سئلتُ ما إذا كان لدي أي عِلمٍ حول تحقيقاتٍ كان ألكسندر ليتفيننكو يجريها حول ما يتعلَّق بالجريمة التي تتخذ من أسبانيا قاعدةً لها. وكل ما أعرفه حول هذا الموضوع هو ما أخبرني به ماريو سكاراميلا أو ما قرأتُهُ في الصحف منذ وفاته، ولم يكن لديَّ معرفة مباشرة بأي تحقيقاتٍ يجريها ألكسندر ليتفيننكو في أسبانيا، وهو لم يكن مكلَّفاً بعمل أي تحقيق ممكن أن يكون له صلة بلجنة متروخين، وفي ذلك الوقت لم يخبرني ماريو سكاراميلا أي شيء بخصوص التحقيقات الأسبانية، بل فقط حول معلوماتٍ واردة عادةً من الكسندر ليتفيننكو. وقد تمَّ إبلاغي عن تعاون ألكسندر ليتفيننكو مع السلطات والشرطة الأسبانيتين فقط بعد وفاته، وبالتالي أستطيع أن أفترض أنَّ المعلومات التي تلقَّاها (سكاراميلا) من ليتفيننكو كانت مقدَّمة من قبل الشرطة الأسبانية أو من قبل جهاز الإستخبارات الأسبانية. ووفقاً لماريو سكاراميلا فإنَّ ليتفيننكو تلقَّى معلوماتٍ عن أنَّ النفايات النووية قد تمَّ الإتجار بها من قبل المافيا الإيطالية المحلية "كامورَّا"، التي باعتها إلى الإسلاميين الإرهابيين، وقد أشار ماريو سكاراميلا إلى القاعدة وأسامة بن لادن. كما أخبرني سكاراميلا عقب وفاة ألكسندر ليتفيننكو بأنَّ جهاز الإستخبارات الإسرائيلية (الموساد) أجرى تحقيقاتٍ حول هذه التهديدات المحتملة".

موجيليفيتش يبيع نفايات نووية إلى القاعدة

سيميون موجيليفيتش
ثم يجيب غوزانتي في إفادته عن سؤالٍ حول ليتفيننكو وزعيم المافيا الروسية سيميون موجيليفيتش، فيقول: "لقد طُلِبَ مني أيضاً إن كان لدي أي علم بأي تحقيقاتٍ كان ألكسندر ليتفيننكو يجريها بخصوص ما يتعلَّق بالمجرم الروسي الأساسي سيميون موجيليفيتش. ومرةً أخرى فإنَّ كل ما أعرفه هو ما أخبرني به ماريو سكاراميلا وأخبَرَ به لجنة متروخين، فقد قال لي إنَّ سيميون موجيليفيتش هو عميلٌ مزدوج لكلٍ من الدولة الروسية والمافيا الروسية المسمَّاة "سولنِتْسِفْسكايا براتفا". ومن بين الجرائم الأخرى فإنَّ هذه المجموعة الإجرامية كانت مهتمة بالإتجار بالمواد النووية، وقد اكتشف ألكسندر ليتفيننكو أنَّ سيميون موجيليفيتش يقيم في منزلٍ ريفي في موسكو. تلك كانت تحقيقاتٍ تُجرى لمصلحة "برنامج الوقاية من الجريمة البيئية" (ECPP) وليس لمصلحة لجنتي".
"وقد طار ماريو سكاراميلا إلى إسرائيل لكي يتحدَّث إلى رئيس الشرطة الإسرائيلية الجنرال يوان دانينو عن المشاكل الناجمة عن سوق النفايات النووية. وفي هذه المناسبة أخبر سكاراميلا الجنرالَ بأنَّ سيميون موجيليفيتش ربما كان وراء التجارة غير المشروعة مع القاعدة وأسامة بن لادن. وليس لدي أي فكرة على أي أساسٍ بنى افتراضَهُ. ولقد افترضتُ فقط أنَّ هذا الإستنتاج جاء مما قاله له ألكسندر ليتفيننكو، ولكن ليس لديَّ أي معرفة مباشرة حول هذه الأمور".

إجابات عن أسئلة متفرِّقة

ثم يجيب باولو غوزانتي عن أسئلة عديدة وُجِّهَت إليه من قبل الشرطة الإيطالية تتعلَّق بليتفيننكو:
ميخائيل خودوركوفسكي وشركته يوكوس
"لقد سئلتُ عما إذا كان لديَّ أي عِلمٍ بأي تحقيقاتٍ أجراها ألكسندر ليتفيننكو في ما يتعلَّق بشركة النفط الروسية "يوكوس" [التابعة للملياردير الروسي السابق ميخائيل خودوركوفسكي]. ليس لديَّ أي معرفة مباشرة بأي تحقيقاتٍ قام بها ليتفيننكو في هذا المجال، وهي بالطبع لم تدخل في مجال اهتمام لجنة متروخين.

من اليمين: أندريه لوجوفوي وديمتري كوفتون
"وسُئلتُ عما إذا كان لديَّ أي معرفة بديمتري كوفتون أو أندري لوجوفوي [اللذين اغتالا ليتفيننكو بمادة البولونيوم 210 المشعَّة في لندن عام 2006]. إنَّ كل ما أعرفه عن هذين الرجلين هو مما نُشر في وسائل الإعلام منذ وفاة ألكسندر ليتفيننكو. إنهما لم يبرزا قط في التحقيقات التي أجرتها لجنة متروخين.
من اليمين: يفجيني ليماريف - من اليسار منزله في جبال الألب
"وسُئلتُ ما إذا لديَّ أي معرفة شخصية بـــ [العميل السابق في جهاز الإستخبارات الروسية الخارجية "أس. في. آر"] يفجيني ليماريف. لقد التقيتُ به في مناسبةٍ واحدة فقط وكانت بعد وفاة ألكسندر ليتفيننكو، ففي كانون الثاني/ يناير 2007 سافرت إلى (...) حيث يقيم يفجيني ليماريف. لقد اقترحتُ بأنَّ نلتقي بعدما كنا قد دخلنا في خلافٍ عنيف عقب إدلائه بحديثٍ إلى صحيفة "لا ريبوبليكا" زاعماً أنني زوَّرت وثائقَ في "مكتبٍ قذرٍ وغير قانوني" في مدينة نابولي، التي لم أسافر إليها، في وقتٍ زَعَمَ هو أنه اجتمع بي. هذه الوثائق غير القانونية تُظهر بأنَّ القادة المهمين الآتين من الحزب الشيوعي في إيطاليا كانوا عملاء للـ"كي. جي. بي". إنَّ مزاعمه كانت مفبركة كلياً وأنا أعتقد أنه فعل ذلك من أجل اغتيال شخصيَّتي وتشويه سمعتي وسمعة لجنة متروخين. وعندما التقيتُ بيفجيني ليماريف فإنه ذمَّ بليتفيننكو بشدة، وقد اتهمه بأنه جاسوس سري لجهاز الإستخبارات البريطانية الـ"أم آي 6" ينصبُّ اهتمامه على المال فقط. وقال لي إنَّ ليتفيننكو قُتل بسبب نشاطه السياسي المعادي لبوتين، ووصف ليتفيننكو بأنه رجلٌ جشع وغير موضوعي".
غلاف كتاب باولو غوزانتي "موكِّلي ساشا"
"في عام 2007 كتبتُ ونشرتُ كتاباً بعنوان "موكِّلي ساشا (أي ألسكندر ليتفيننكو) – روسيا بوتين وإيطاليا برلسكوني في زمن الحرب الباردة الثانية". لقد كتبتُ هذا الكتاب في الشهور الأولى من عام 2007، وكان من الصعب العثور على ناشر، ولكن في النهاية عثرتُ على واحدٍ (أليبرتي)، والذي نشر كتابي. في هذا الكتاب وصفتُ الرحلة التي قمت بها إلى لندن للقاء أوليج جورديفسكي وصديقه بوريس فولودارسكي، الذي أجرى معي حديثاً صحافياً حول دوري في لجنة متروخين، بحيث يمكنهم أن يستوثقوا من نزاهتي. لقد كتبتُ هذا الكتاب لكي أستعيد احترامي واحترام لجنة متروخين وكذلك احترام ألكسندر ليتفيننكو. وقد شرحتُ في هذا الكتاب الغاية من لجنة متروخين وما حقَّقَتْهُ، وأظهرتُ كلَّ الفبركات والأكاذيب التي أُطلِقَ لها العنان ضدنا، وخاصةً ضدي وضد ماريو سكاراميلا، الذي كان ما يزال في ذلك الوقت متَّهَماً من قبل البعض بالإشتباه في ضلوعه في وفاة ألكسندر ليتفيننكو. وأعَدتُ في هذا الكتاب سرد ما جرى في اليوم الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2006 بين ليتفيننكو وسكاراميلا دقيقةً بدقيقة لدحض التصاريح حول أنَّ سكاراميلا مسؤولٌ عن وفاة ليتفيننكو. وما زلت مؤيداً لاستنتاجاتي في كتابي.
"لقد سُئلتُ إن كان لديَّ أي اتصالات مع عملاء للدولة الروسية معروفين أو مشتبه بهم على علاقة بمقتل ألكسندر ليتفيننكو وبعمل لجنة متروخين. الجواب عن هذا السؤال هو لا بشكلٍ قاطع. فيما يتعلَّق بلجنة متروخين، فقد انتهت صلاحيتها في نيسان/ أبريل 2006، أي قبل وفاة ألكسندر ليتفيننكو.
عناق بين رومانو برودي وبوتين
"وسُئلتُ إن كان لديَّ أي معرفة بشخصٍ يدعى فكتور بوت، المعروف أيضاً بإسم ألكسندر بوت. ليس لديَّ أي معرفة شخصية بهذا الشخص، بل فقط قرأتُ في وسائل الإعلام أنه كان على علاقة مع سيميون موجيليفيتش وقَتَلة بول تاتوم ودوداييف. وسُئلتُ أن أُعطي وجهة نظري الشخصية عن أولئك الأشخاص المسؤولين عن وفاة ألكسندر ليتفيننكو. من الواضح أنَّ أياً يكن مَنْ نفَّذ عملية الإغتيال فإنه أراد إسكات ألكسندر ليتفيننكو بطريقة أكثر مثالية وغير مرئية. وبرأيي لم أستطع أن أجد أيَّ دافعٍ آخر معقولٍ لتبرير مثل هذا الأسلوب المعقَّد والدقيق غير رد الفعل على التعرُّض لرومانو برودي، الصديق المقرَّب من الإتحاد السوفياتي السابق والدولة الروسية الآن. وبرأيي فإنَّ حقيقة أنَّ القتل يجب أن يكون غير قابلٍ للكشف يدل على أنَّ القرار من جانب المسؤولين عنه هو إخفاء سبب القتل".

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، رقم العدد 1767).

الحديث التالي:
الحديث السابق:










 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق