2012/12/25

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي- الإخوان المسلمون يحملون الخراب لمصر!

يكفي أن نستعرض أهم الوعود والتعهدات التي أطلقها الرئيس الإخواني محمد مرسي أثناء حملته الإنتخابية وعقب مجيئه إلى كرسي الرئاسة، فارشاً للمصريين الأرضَ رملاً، لنعي فداحة الخداع الذي لا يَكَلُّ الإخوان المسلمون من ممارسته محاولين إلباس الشعب المصري السلطانية:


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




 كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا




بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي
الإخوان المسلمون
يحملون الخراب لمصر!





حسين احمد صبرا


جاء محمد مرسي رئيساً للجمهورية في إنتخاباتٍ أعلن الإخوان عن نتائجها سلفاً في سابقةٍ فريدة تدعو للريبة، وقُدِّم فيها أكثر من ثلاثمائة طعنٍ واتهاماتٍ بالتزوير دون أن يتم النظر في أيٍّ منها لأسبابٍ مجهولة- معلومة، فاز فيها مرسي أصلاً بأصواتِ مَنْ باتوا هم ذاتهم يطلقون على أنفسهم الآن تسمية "عاصري الليمون" و"قوى عصير الليمون" و"مَزارع الليمون"، وهم أغلبيةُ مَنْ يعارضه الآن ويتظاهر ضده، معبِّرين بهذه التسمية عن إحساسهم العميق بالحسرة والندم لأنهم عصروا على أنفسهم ليمونة حينما قرَّروا انتخابه مُجبَرين بعدما وجدوا أنفسهم بين خيارين أحلاهما مُرّ، وشكَّلوا عددياً ثلاثة أرباع الأصوات التي ذهبت لصالح محمد مرسي نكايةً بأحمد شفيق..
معاناة المصريين الآن هي من الكَذب، ذلك أنهم يلمسون حالياً لمس اليد أنه "إنضَحَك عليهم"، وأنهم هذه المرة قد جاء من يبيعهم "العتبة الخضراء"، مع أنهم اكتشفوا حالة الكذب التي يعيشها الإخوان المسلمون منذ وقتٍ مبكر حينما أطلقوا على هذه الجماعة تسمية "الإخوان الكذَّابين" منذ ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2011، والأيام أكَّدت أنَّ تلك التسمية لم تكن شتيمةً وإنما وصفاً دقيقاً لهذه الجماعة، حتى أنَّ الكاتب الصحافي الكبير عبد الحليم قنديل قال مؤخراً: "الكَذِبُ السياسي عند الإخوان المسلمين تحوَّل من عادة إلى عبادة!!"، مع الإشارة إلى أنَّ قنديل كان في طليعة مَنْ عصروا على أنفسهم ليمونة ووقفوا مع مرسي في بداية عهده.. ويكفي أن نستعرض أهم الوعود والتعهدات التي أطلقها محمد مرسي أثناء حملته الإنتخابية وعقب مجيئه إلى كرسي الرئاسة، فارشاً للمصريين الأرضَ رملاً، لنعي فداحة الخداع الذي لا يَكَلُّ الإخوان المسلمون من ممارسته محاولين إلباس الشعب المصري السلطانية:
قال مرسي قبل انتخابه رئيساً للجمهورية: "لا بد أن تكون الحكومة إئتلافية موسَّعة".. وما أن أصبح رئيساً حتى أتى بحكومة إخوانية عقيمة وضيِّقة، معظمُ من فيها من الإخوان المسلمين والمتأَخْوِنين، أما بقية الوزراء فهم ممَّن يصفهم الإخوان أنفسهم بـ"الفلول" بمن فيهم رئيس الحكومة نفسه!
وقال مرسي عشية انتخابه: "أتعهَّد بألا يُمَسَّ الإعلام أو يُمنع قلم أو تُغلَق أي صحيفة أو قناة"..وردَّد عقب انتخابه قائلاً: "لن يُقصف قلمٌ أو يُمنع رأي أو تُغلق قناة أو صحيفة في عهدي".. أما عملياً، فإنَّ مرسي والإخوان لم يكتفوا بأن "كَوَّشوا" على الإعلام الحكومي الذي هو ملكٌ للشعب المصري كلِّه جاعلين منه إعلاماً إخوانياً، بل شَرَعوا في ارتكاب مذبحةٍ في الإعلام الخاص والمستقل (بكل ما للكلمة من معنى) لم يسبق لها مثيل في التاريخ المصري الحديث، حتى لم يدعوا من شرِّهم قلماً وصوتاً معارضاً لهم إلا ويريدون أن يقصفوا رقبته (وهو ما سنتناوله في حديثٍ مستقل)!!
وقال مرسي قبل أن يُنتخب رئيساً: "الرئاسة، عندما أُصبحُ رئيساً للجمهورية، لن يكون (معناها) أنًّ الرئيس يقول ويفعل كلَّ شيء".. وقال أيضاً بعد انتخابه مخاطباً مستشاريه (عقب إطاحته بالمشير طنطاوي والفريق سامي عنان) إنه لن يستخدم السلطة التشريعية إلا في أضيق الحدود.. ثم إذ به بعد خمسة أشهر من إنتخابه رئيساً يُصدر إعلاناً دستورياً متوِّجاً نفسَه فرعوناً لا يُسأل عما يفعل!
وقال مرسي قبل إنتخابه رئيساً إنه يتعهَّد بإعادة التوازن إلى الهيئة التأسيسية للدستور، وإنه لن يطرح إلا دستوراً توافقياً، وإنه سيعطي فترة كافية لمناقشته، وإنه لن يطرحه على التصويت إذا كان هناك معارضين له حتى ولو وافقت عليه الأغلبية.. فإذ بالذي يحصل الآن هو عكس هذه الوعود جملةً وتفصيلاً: فلا هو أعاد التوازن إلى هذه الهيئة، بل وراح بشتى الوسائل يريد منع القضاء من حلِّها.. ولم يُصَر إلى صياغة دستورٍ توافقي، بدليل حالة الإعتراض عليه.. ولم يُعطِ فترة كافية لمناقشته، بل تم "سلقُهُ" خلال 18 ساعة طوال ليل الخميس- الجمعة (29-30/ 11/ 2012)، حتى أن رئيس الهيئة الدستورية المستشار حسام الغرياني هدَّد المعترضين أثناء التصويت (في مشاهد مصوَّرة على التلفزيون) بأنَّ الإعتراض سيؤدي إلى تأجيل إقرار الدستور لمدة 48 ساعة، ما أدى إلى تراجع المعترضين، ما يعني وجود طبخة مُعَدَّة سلفاً تقضي بإقرار الدستور في هذه الليلة تحديداً وبأسرع ما يمكن!! بعدها طرح مرسي هذا الدستور "المسلوق" على الإستفتاء في 15/ 12/ 2012، لاحساً وعوده السابقة قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية بألا يطرح الدستور على التصويت (الإستفتاء) في حال كان هناك معارضين له وحتى لو كانت الأغلبية تؤيده، فما بالكم وأغلبية الشعب المصري اليوم هي معارضة لهذا الدستور!!
وقال مرسي قبل انتخابه رئيساً إنه سيضع يده بيد المعارضين قبل الموالين.. وقال: "سأعمل وسأتواصل مع الجميع، أبوابي مفتوحة، أبوابي غير موصدة".. وقال:"لن يَنتقص أحدٌ، كائناً مَنْ كان، من حقوقكم".. لقد شكَّل الحكومة فور وصوله إلى سدة الرئاسة دون أن يكون فيها أي مُعارض بل ودون مشورة أي معارض ودون أن يستمع لأي معارض.. وبعدها عيَّن جحفلاً من المستشارين كان معظمهم من الإخوان والمتأخْوِنين، أما الأقلية الباقية فلم يكن منهم أي معارض حقيقي إلا ما يُعَدُّ على أصابع اليد الواحدة، واتضح لاحقاً أنَّ جميعهم بمن فيهم المتأخْوِنون كانوا مجرد ديكور.. ثم قام بسلسلة من التعيينات في كافة الميادين في المؤسسات التابعة للدولة، معيِّناً فيها التابعين لجماعة الإخوان المسلمين وطارداً منها كلَّ معارضٍ شَرَّ طردٍ وبالأخص في وسائل الإعلام الحكومية، التي عوضاً عن أن تكون تابعة للشعب المصري كله وناطقة بإسمه، فإنَّ مرسي جعلها تابعة لمكتب الإرشاد وناطقة بإسم الإخوان المسلمين.. بيد أنَّ أكثر ما بدا فاقعاً في الأمر حينما دعا مرسي الجميع إلى الحوار عقب أحداث الأربعاء الدامي (يومَ نزلت ميليشيا الإخوان إلى الشوارع تريد تأديب الشعب المصري كله)، ليتبيَّن أن معظم من دُعيوا إلى الحوار هم من الإخوان والمتأخْوِنين في مقابل أقلية ضئيلة من الشخصيات المعترضة على الإعلان الدستوري والدستور! والأكثر خطراً ما قاله الفنان القدير حمدي أحمد، الذي هو أيضاً ناشطٌ سياسي عتيق، من أننا نخشى (كقوى معارضة) من الذهاب إلى الحوار في القصر الرئاسي كي لا تتكرَّر معنا مذبحة القلعة، في إشارةٍ منه إلى خشية القيادات المعارضة من أن يفعل معها محمد مرسي ما فعله محمد علي باشا مطلع القرن التاسع عشر حينما دعا جميع قيادات المماليك للإجتماع به في قلعته في القاهرة (قلعة محمد علي الآن) ثم قام بذبحهم عن بكرة أبيهم منهياً بذلك حكم المماليك في مصر.. أرأيتم إلى أي مدى وصل تخوُّف المصريين الجدّي مما يمكن للإخوان أن يفعلوه في سبيل التكويش على السلطة؟!     
وقال مرسي فور انتخابه رئيساً: "أنا رئيسٌ لكل المصريين وسأستقيل من جماعة الإخوان المسلمين".. أما ما حدث خلال خمسة أشهر من توليه الرئاسة فقد كان أمراً معكوساً تماماً، حتى أنَّ على رأس الإتهامات التي يسوقها معارضوه ضده هو أنَّ مكتب الإرشاد التابع للإخوان المسلمين هو من يسيِّر شؤون الرئاسة بحذافيرها، والدلائل أكثر من أن تحصى ويندى لها الجبين وكلُّها تؤكد على السعي الدؤوب لأخونة الدولة و"التكويش" على كل شيء في مصر! دعونا من كل الشواهد والدلائل وتعالوا ننظر فقط إلى كيف أنَّ رئيساً يدَّعي أنه رئيسٌ لكل المصريين وأنه استقال من تنظيم الإخوان المسلمين يحشد مسبقاً أنصارَه من الإخوان حول قصر الرئاسة في الإتحادية ليؤيِّدوا إعلاناً دستورياً سيُصْدره بعد قليل، ليبدوا الأمر كما لو أنَّ الشعب المصري كله يؤيد هذا الإعلان، ثمَّ يخطب فيهم الرئيس قائلاً: "أهلي وعشيرتي"!! وعندما تعم المظاهرات المعترضة على هذا الإعلان جميع أنحاء مصر وأهمها حول قصره الرئاسي ثم يعتصم بضع عشرات منهم في اليوم التالي في ثماني خيم حول القصر، يقوم الرئيس بالإستعانة بميليشيا الإخوان المسلمين ليفضوا الإعتصام بالقوة ولتبدأ بعدها حرب الشوارع، وهو الذي كان يقول فور انتخابه رئيساً: "لن نعتدي على أحد"!! ثم يخطب بعد يومين خطاباً "مؤثِّراً" (وفق تعبير مستشاريه المقرَّبين) أورد فيه جملاً بعينها وردت في بيانٍ أصدره مكتب الإرشاد التابع للإخوان قبيل ساعاتٍ من الخطاب! ثم يقوم في خطابه "المؤثِّر" هذا بتبنِّي ما روَّجت له ميليشيا الإخوان من أنَّ المعتقلين في المظاهرات (من قبل هذه الميليشيات نفسها) اعترفوا بأنهم من فلول النظام السابق وبأنهم مأجورون وقبضوا الأموال للتظاهر ضد مرسي، في وقتٍ شاهد الشعبُ المصري والعالم برمته على شاشات التلفزة بالصوت والصورة كيف كانت ميليشيا الإخوان تعتقل المتظاهرين وتقوم بتعذيبهم وسحلهم في الشوارع ثم تعمد إلى محاولة إنتزاع الإعترافات منهم بالقوة، وأين؟! في مسجد من مساجد الله!! ولم يسأل هذا الرئيس نفسه أن كيف يسمح لنفسه بالإعلان في خطابٍ على الملأ عن نتائج التحقيقات وهي ما زالت تجري في النيابة العامة، التي سرعان ما سرَّبت أخباراً كذَّبت فيها جملةً وتفصيلاً ما ادعاه رئيس الجمهورية في خطابه؟! فهل هذا رئيس دولة المصريين أم رئيس دويلة ميليشيات الإخوان المسلمين؟!   
وقال مرسي أثناء معركة إنتخابات الرئاسة (في مقابلة مع الإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم) إنَّ الرئيس الذي يحتمي بالجيش والشرطة بدلاً من أن يحتمي بشعبه لا يستحق أن يكون رئيساً.. وعندما أصبح رئيساً قال: "أنا مش عايز حراسة".. ولما نزل عقب ذلك إلى المتظاهرين في ميدان التحرير فتح مرسي زرار سترته قائلاً: "أنا آهو بدون سترة واقية".. والأهم أنَّ مرسي كان يقول: "إذا جاء المعارضون يتظاهرون أمام قصري سأستقيل"، وأن "لا تَعَرُّضَ لأي متظاهرٍ سلميّ"!! حسناً، لقد جاء عشرات الآلاف من المعترضين على الإعلان الدستوري ليتظاهروا أما قصره في الإتحادية، في وقتٍ لم يأبه لهم مرسي بل راح يعقد اجتماعاً حكومياً اعتيادياً مصغراً وكأنه يعيش في كوكبٍ آخر، وحينما بدأ المتظاهرون يحاصرون قصره أسرع بالخروج من الباب الخلفي للقصر، وحينما راح الإعلام المعارض يذيع بأنَّ الرئيس فرَّ هارباً من الباب الخلفي أقام الإخوان المسلمون الدنيا ولم يقعدوها وراحت قياداتهم تتصل بالإعلام المعارض وتضغط على إعلامييه كي لا يقولوا بأنَّ الرئيس هرب بل الإستعاضة عن ذلك بالقول أنَّ الرئيس خرج بعدما أنهى أعماله! ولم يلتفت هؤلاء الإخوان إلى أنَّ القول بأنَّ الرئيس هرب من الباب الخلفي للقصر الرئاسي أهون بكثيرٍ جداً من القول بأنه خرج من الباب الخلفي بعدما انهى أعماله، لأنَّ ذلك سيُظهره بمظهر الرئيس فاقد المسؤولية وغير الآبه ولا المكترث بما يدور حول قصره ولا بالأصوات المعارضة لسياساته غير المدروسة والتي أدَّت إلى هذا الإنقسام الحاد في البلاد، وكما لو أنه خرج من الباب الخلفي لقصره ماراً من أمام المتظاهرين وهو يقول لهم: "بالإذن يا أسطوات"! أوليس هو القائل: إذا جاء المعارضون يتظاهرون أمام قصري سأستقيل؟! والأنكى أنَّ هذا الرئيس الذي رأيناه قبل قليل يقول: مش عايز حراسة، وأنَّ الرئيس الذي يحتمي بالجيش والشرطة بدلاً من أن يحتمي بشعبه لا يستحق أن يكون رئيساً، ويفاخر بأنه يتواجد بين الناس بدون سترة واقية، إذ به يشكو في خطابه "المؤثِّر" كيف أنَّ المتظاهرين ألقوا الحجارة على موكبه وهو خارجٌ من الباب الخلفي!! ثم كيف لهذا الرئيس الذي يدَّعي بأنه لكل المصريين أن يخطب في جموعٍ من الإخوان تمَّ حشدهم حول قصره مسبقاً لتأييد إعلانه الدستوري يوم الخميس في 22/ 11/ 2012، ولا يخطب في حشود المعارضين الذين أحاطوا بقصره يوم الثلاثاء في 4/ 12/ 2012 (أي بعد 12 يوماً فقط) إحتجاجاً على إعلانه الدستوري هذا، ومرَّ من أمامهم غير أبهٍ كما لو أنه يقول: "وَسَّع، وَسَّع طريق للي طالع"؟!            
وقال مرسي في الحشود الإخوانية في الإتحادية عند إعلانه الإعلان الدستوري: "نحن دولة القانون".. فأيُّ شكلٍ قانوني يريده محمد مرسي للدولة المصرية إذا كان  نائب رئيس الجمهورية ومستشاره القانوني والقضائي محمود مكي يصرِّح علناً في مؤتمرٍ صحافي في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2012 مخاطباً المعارضة الرافضة للإستفتاء على الدستور، قائلاً بأنه إن لم تكن بيننا الصناديق (في الإستفتاء) فالبقاء هو للأقوى!! وهذا الكلام معناه دعوة للحرب الأهلية والبقاء هو للأقوى!! وهذا من أكبر الأدلة وأشدُّها خطراً على أنَّ محمد مرسي غير ملتزم بمنطق الدولة والقانون وإنما ملتزمٌ بمنطق الميليشيات والدويلات والإستقواء بالسلاح، تماماً كما يفعل حزب الله في لبنان في سعيه إلى حَزْبَلة الدولة !!
وقال مرسي في حديثٍ له على قناة "أون تي في" عشية الإنتخابات الرئاسية: "الأستاذ مريد البرغوثي (شاعر فلسطيني مقيم في مصر منذ 49 عاماً) والدكتور حسن نافعة (أستاذ العلوم السياسية) أنا عايزهم معايا يكوني قدامي وورايا ومن حواليَّ علشان يقولوا لي إنتَ فعلت وإنتَ ما فعلتش".. وطبعاً، خلال الخمسة أشهر الأولى من حكمه، لم يجعل محمد مرسي أياً منهما، لا البرغوثي ولا نافعة، لا قدَّامه ولا وراءه ولا مِن حوله! ثم هل تعرفون ما هو موقف الشاعر مريد البرغوثي الآن من الإعلان الدستوري؟! لقد رحنا نبحث عن موقف البرغوثي فوجدنا أنه كتب على صفحته في "تويتر" في 23/ 11/ 2012، أي في اليوم التالي لصدور الإعلان الدستوري، واصفاً هذا الإعلان بـ"الفرمانات"، قائلاً بالحرف الواحد: "إنَّ الرئيس (محمد مرسي) فُتحت له أوسع الطرق فضيَّقها على نفسه"!! حينها انهال عليه الإخوان بسيلٍ من الشتائم على صفحته الإلكترونية، فما كان من البرغوثي إلا أن ردَّ عليهم قائلاً: "إلى كل الإخوان الشتَّامين بالألفاظ البذيئة: الحمد لله الذي أكرمكم بأخلاق الإسلام.. بعد أن تقرأوا هذا شأشطبكم حمايةً لذوق مَنْ يتابعني".. أما الدكتور حسن نافعة فلقد وصف محمد مرسي بالعناد والغرور مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2012 وهو يتحدَّث عن الدستور الذي عرضه مرسي للإستفتاء، قائلاً:"كان يجب بذل كل الجهد لصدور دستورٍ متوافقٍ عليه، ولقد حذَّرت من العناد والغرور، وللأسف هما سيدا الموقف حالياً".. ويصف نافعة  الدستور بأنه "دستور إخواني" وليس من حق أغلبية أياً كانت أن تكتب الدستور، قائلاً: "إنَّ مصر أكبر من الإخوان المسلمين ولم تعد تسمح بتمكين تيار سياسي من السيطرة على مقاليدها"، معرباً عن تخوَّفه من العلاقة الحقيقية التي تجمع بين مكتب الإرشاد ومؤسسة الرئاسة! كما أنَّ نافعة يصف الإعلان الدستوري بـ"الغباء السياسي" وأنَّ طريقة صدوره قد جعلت من الرئيس ملكاً متوَّجاً على عرش مصر وليس رئيساً منتخباً بإرادة شعبية، وأن إعلان مرسي هو إصرار على بناء مجتمع إخواني! ولكن لِمَ العجب من أنَّ مرسي أخلَّ بوعده بأن يجعل البرغوثي ونافعة قدَّامَه ووراءه ومن حوله إذا كان مرسي أصدر الإعلان الدستوري في 21/ 11/ 2012  دون أن يستشير أياً من مستشاريه، لا بل ودون أن يستشير نائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكي، الذي هو في الوقت نفسه مستشارُه القانوني والقضائي، حتى أنَّ الأخير أعلن صراحةً وعلى الملأ أنه لم يكن يعرف شيئاً عن الإعلان الدستوري إلا حين صدوره!!

الإخوان المجرمون

لقد كان أفلاطون، رحمة الله عليه، يقول: إنَّ الوردة التي أشمُّها الآن هي ليست بالوردة التي أشمُّها الآن، في إشارة إلى حقيقةٍ لها علاقة بالعلم ومفادها أنَّ كل شيءٍ في هذه الدنيا يتغيَّر في اللحظة نفسها وأن لا شيء يبقى على حاله.. أما أن نقول بأنَّ ما يقوله الإخوان المسلمون الآن هو ليس ما يقوله الإخوان المسلمون الآن، فإنَّ في ذلك أيضاً إشارة إلى حقيقةٍ وإنما لا علاقة لها بالعلم بل لها علاقة بالأخلاق في عنوانها المحدَّد، أما في عنوانها العريض فإنَّ هؤلاء لديهم مشكلة مع الله سبحانه وتعالى.. وعلى العموم فهذا ليس بالأمر الغريب على كل الإسلامجية السنة والشيعة، ذلك أنَّ مَنْ يتاجر بالدين ليصل إلى السلطة من الطبيعي أنه يعاني من أزمةٍ في الأخلاق وأن تكون لديه مشكلة مع الله..
والإخوان المسلمون الذين أطلق عليهم الشعب المصري بالأمس القريب تسمية "الإخوان الكذَّابين"، ها هو اليوم يضيف عليها تسمية "الإخوان المجرمين" من بعد ما ارتكبوه من مجازر وإرهاب في الشوارع المصرية قرب قصر الرئيس الإخواني.. فالإخوان المسلمون، الذين كان شعارهم في الإنتخابات: "نحمل الخير لمصر"، هاهم يحملون الفتنة والخراب لمصر، وما هو بادٍ الآن ليس سوى جبل الجليد، والآتي أعظم وأشد خطراً إذا ما نجح الإخوان في الإستفراد بالسلطة.. ونردِّد مع المصريين: ربنا يستر!


   


(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2012، العدد رقم 1573).

شاهد في الأسفل صور الجميلة إيما ماي (Emma Mae)



ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
فهرس دراسة في اللغة والموسيقى:
"لهذه الأسباب اللهجة المصرية محبوبة"
(قيد الطبع)
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق