2017/04/27

إغتيالات الحشَّاشين (7)/ إغتيال حاكم الموصل الأمير مودود.



أيضاً اغتال الحشاشون حاكم الموصل السلجوقي الأمير مودود عام 507ه/ 1113م بالطريقة نفسها.. لقد كان بضيافة حاكم دمشق التركي الأتابك طُغْتِكين، وقد جاء إلى الشام وحارب مع طغتكين الصليبيين وكسروهما وكان مودود "يدخل كلَّ جمعة إلى دمشق، فيصلّي بالجامع...





إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (7)

إغتيال حاكم الموصل الأمير مودود

حسين احمد صبرا
أيضاً اغتال الحشاشون حاكم الموصل السلجوقي الأمير مودود عام 507ه/ 1113م بالطريقة نفسها.. لقد كان بضيافة حاكم دمشق التركي الأتابك طُغْتِكين، وقد جاء إلى الشام وحارب مع طغتكين الصليبيين وكسروهما وكان مودود "يدخل كلَّ جمعة إلى دمشق، فيصلّي بالجامع، ويتبرَّك بمصحف عثمان"(1). وقد خرج مودود من مخيَّمه بمرج باب الحديد بدمشق ودخل إلى الجامع ومعه طُغْتِكين، فلما قُضيت الصلاة همّا بالخروج، ومشى طُغتكينُ أمامه(2) "على سبيل الإكرام له وحولهما (حراسٌ) من (الفُرس) الدَيْلَم والأتراك والخراسانية والأحداث والسلاحيّة بأنواع السلاح من الصوارم (أي السيوف) المرهفة والصمصامات (السيوف) الماضية والنواحل (السيوف) المختلفة والخناجر المجرَّدة (...) والناسُ حولهما لمشاهدة زيِّهما وكُبْرِ شأنهما. فلمّا حصـــــــــــــــــــــــــلا (أي أصبحا) في
_____________________________________
(1) ابن شداد/ النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية (سيرة صلاح الدين الأيوبي)/ ص296 (ورد الكتاب ضمن "الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية"، ج15).
(2) نقل ابنُ كثير عن المؤرِّخ ابن الساعي أنه قال في "تاريخه" أنَّ مودود "صلَّى هو والأتابك طغتكين يوم الجمعة بالجامع، ثم خرجا إلى الصحن ويدُ كلِّ واحدٍ منهما في يد الآخر". (راجع ابن كثير/ البداية والنهاية/ ج14، ص19).
_____________________________________

صحن الجامع وثب رجلٌ من بين الناس لا يُؤبَه له ولا يُحْفَل به، فقَرُبَ من الأمير مودود كأنه يدعو له ويتصدَّق منه، فقَبَضَ (الرجلُ) ببندقبائه (أي بثوبه) بسرعة وضربه بخنجره أسفلَ سُرَّته ضربتين، إحداهما نفذت إلى خاصرته والأخرى إلى فخذه، هذا والسيوف تأخذه (أي القاتل الحشَّاشي) من كل جهةٍ، وضُرب بكل سلاحٍ وقُطع رأسه ليُعْرَف شخصُهُ فما عُرِفَ، وأُضرمت له نارٌ فأُلقي فيها (...) وتوفي (مودود) بعد ساعاتٍ يسيرة في اليوم المذكور"(3). أما طُغْتِكِين فقد سارع إلى الجري "وقتَ الكائنة (الحادثة)، وأحاط به أصحابه، ورجع مودود وهو يمشي فتماسك، ووقع عند الباب الشمالي من الجامع، وحُمل إلى دار أتابك، وخُيِّطَ جُرْحُهُ، فعاش ساعاتٍ يسيرة، ومات في يومه"(4).
_____________________________________
(3) إبن القلانسي/ ذيل تاريخ دمشق/ ص187.
(4) إبن شداد/ النوادر السلطانية/ ص296.
_____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:










 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق