2016/11/23

كتاب "البكاء السياسي عند الشيعة"/ لِمَ لا يقيم العرب المسلمون مجالس عُمَرية يشتمون فيها الفرس ويلعنونهم ليلَ نهار؟!




نريد أن نصل إلى الآتي: فبما أنَّ الفرس المتشيِّعين يبكون على الإمام الحسين سياسياً، فعلى العرب المسلمين بدورهم أن يبكوا على الخليفة عمر بن الخطاب بكاءً سياسياً مضاداً، فكلُّ فعلٍ معادٍ لا بد له من ردة فعل مضادة ومتصدِّية ومجابِهة، والأمر كلُّه سياسة.. إبنوا مبانٍ أَطْلِقوا عليها اسمَ "عُمَرِيَّة" كي تُجرى فيها المجالس العُمَرية، واملأوها بالمناحات والندب واللطم ليلَ نهار إن استطعتم، بمناسبة وبدون مناسبة، في بكاءٍ سياسي على عمر بن الخطاب مضاد لتباكي الفرس السياسي الكاذب على الإمام الحسين، واشتموا فيها الفُرسَ والعَنُوا منهم أولئك الساعين لإخضاع العرب المسلمين وإذلالهم انتقاماً لعقدٍ تاريخية مستحكمة فيهم أبد الدهر نظراً لشعورهم بالدونية أمام العرب..




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
البكاء السياسي عند الشيعة
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015)

(تصدياً لمخطط نشر التشيُّع الفارسي بين العرب المسلمين)




الإهداء
إلى كل شيعي لا يؤمن بعصمة الأئمة ولا بولاية الإمام علي


الفصل الثالث

البكاء السياسي يتطلَّب بكاءً سياسياً مضاداً
لِمَ لا يقيم العرب المسلمون مجالس عُمَرية
يشتمون فيها الفرس ويلعنونهم ليلَ نهار؟!

الفرس المتشيعون يحتفلون بمقتل عمر بن الخطاب أمام قبر قاتله أبو لؤلؤة المجوسي



حسين احمد صبرا
تمَّت هزيمة الفرس وتقويض امبراطوريتهم ومحوها من الوجود على يد الخليفة العربي المسلم العادل الفاروق عمر بن الخطاب، فانتقم الفرس منه مرتين وما يزالون: في أول مرة حينما قتلوه، وفي ثاني مرة حينما راحوا يحتفلون بمقتله كلَّ عامٍ على قبر قاتله بأمرٍ من الحكام الصفويين منذ 500 عامٍ وحتى وقتنا الراهن.. تُرى، ما الذي فعله عمرُ بن الخطاب بالفرس حتى يحقدوا عليه إلى هذه الدرجة؟!
لقد نجح عمر بن الخطاب في إكمال ما كان بدأه الخليفة العربي المسلم أبو بكرٍ الصدّيق ألا وهو تقويض امبراطورية الفرس خلال أقل من عامين اثنين، وهي التي كانت واحدة من أقوى الإمبراطوريات المعادية للعرب والمحتلة لأرضهم، مع الإشارة إلى أنَّ ما من معركةٍ خاضها ضدَّها العربُ المسلمون إلا وكان عديد المقاتلين الفرس يفوق عديد المقاتلين العرب المسلمين بأضعافٍ مضاعفة، ومع ذلك حَفَلَ العرب المسلمون بالنصر الساحق، دون أن ننسى أمراً فائق الأهمية وهو أنَّ كل المعارك التي خيضت ضد الفرس بدايةً إنما كانت تجري على أرضٍ عربية سبق وأن احتلَّها هؤلاء المجوس قبل ذلك بمئات السنين (وتحديداً العراق)،  حتى أنَّ أهم وأبرز تلك المعارك وأكثرها تخليداً في التاريخ كانت معركة القادسية غربيّ النجف عام 14ه/ 635م بقيادة سعد بن أبي وَقَّاص..
إذاً، بدأت الحرب ضد الفرس أولاً على يد أبي بكر الصديق منذ بداية العام الهجري الثاني عشر بقيادة خالد بن الوليد، الذي انتصر على الفرس في غضون ستة أشهر في المعارك التالية: ذات السلاسل (وقعت في كاظمة جنوب العراق بالقرب من الخليج العربي)، أُلَيِّس أو معركة نهر الدم (وجرت في أُلَيِّس، إحدى مدن نصارى العرب في الأنبار على الفرات)، المذار (في ميسان قرب البصرة)، الولجة (شمال غرب العراق)، المقر (قرب الحيرة جنوب وسط العراق)، الحيرة، الأنبار، عين التمر (غرب الأنبار)، دومة الجندل (شمال المملكة العربية السعودية)، الفراض ( شمال غرب العراق، وقد شارك فيها كلٌّ من الفرس والروم جنباً إلى جنب).. بالإضافة إلى معركة بابل التي خاضها في تلك الأثناء المثنى بن حارثة الشيباني في ربيع الأول عام 13ه.. وهذا هو أحد أبرز أسباب الحقد الذي يكنُّه الفُرسُ المتشيِّعون وأتباعهم من الشيعة العرب تجاه أبي بكر الصديق وكلِّ مَنْ يمت إليه بصلة وخاصةً ابنته عائشة (زوج الرسول العربي).. ومع وفاة أبي بكر عام 13ه/ 634م وتسلُّم عمر بن الخطاب الخلافة مكانه أعلن الأخير النفير العام لمقاتلة الفرس ودحرهم عن أرض العرب، فكانت المعارك التي خاضها أبو عبيد بن مسعود الثقفي والمثنى بن حارثة بدايةً وانتصرا فيها: النمارق (بين الحيرة والقادسية)، السقاطية (في واسط)، باقسياثا (بالقرب من بابل)، ولم يُهزَم العرب المسلمون سوى في معركة الجسر (شمال الحيرة).. وبعد إرسال عمر بن الخطاب للتعزيزات العسكرية انتصر المثنى بن حارثة على الفُرس في معركة البويب (على أطراف الصحراء بين السعودية والعراق، وهي تعادل معركة القادسية في أهميتها العسكرية)، ثم صودف أن توفي المثنى.. فعيَّن الخليفة عمرُ مكانه سعدَ بن أبي وقَّاص، فكانت معركة القادسية، ثم تحرير المدائن جنوبيّ بغداد والتي كان ملوك الفرس يتَّخذونها عاصمةً لهم.. ثم انتصر العرب المسلمون على الفرس في جلولاء (شمال شرق بغداد) وتمَّ تحرير حلوان (بالقرب من ديالى شمال شرق العراق) بقيادة هاشم بن عتبة.. وحرَّروا تكريت والموصل بقيادة عبد الله بن المعتم.. وحرَّروا الأبلة (بالقرب من البصرة) والأحواز بقيادة عتبة بن غزوان.. وأبقى عمر بن الخطاب على سلسلة جبال زاغروس الشاهقة الإرتفاع حداً طبيعياً فاصلاً بين أرض الفرس والأرض العربية، إلى أن خاض العرب المسلمون معركة النهاوند الفاصلة بعد ثماني سنوات (21ه/ 641م) لتسقط بعدها تباعاً كل المدن والمناطق الفارسية، وليسجِّل التاريخ بعدها فناء الإمبراطورية الفارسية الساسانية.. وما عليكم هنا سوى ملاحظة أنه ومع مجيء الخميني إلى السلطة في إيران عام 1979 أصدر نظامُه قائمةً بالأسماء التي يُمنع منعاً باتاً إطلاقها على المواليد الجدد وخاصةً على مواليد العرب المسلمين الواقعة أرضهم تحت الإحتلال الفارسي، ومن بين هذه الأسماء: خالد/ وليد/ سعد/ مثنى/ حارث/ عتبة/ معتم/ غزوان، وغيرها الكثير من الأسماء... إلى جانب أسماء: أبو بكر/ بكر/ صدِّيق/ عائشة/ عمر/ خطَّاب/ فاروق/ عثمان/ عفَّان/... وغيرها.      
بعد سقوط الإمبراطورية الفارسية الساسانية بعامين انتقم الفُرس من عمر بن الخطاب بأن قتلوه وهو يصلي بالمسلمين في المدينة المنوَّرة على يد واحدٍ منهم ويدعى أبو لؤلؤة المجوسي (فيروز النهاوندي) والذي يلقِّبه أتباعه من الفرس المتشيِّعين بـ"بابا شجاع الدين"، وهو فارسيٌّ من نهاوند، طَعَنَه بخنجرٍ ذي نصلين في 26 ذي الحجة سنة 23ه/ 644م، وتوفي عُمَرُ بعدها بثلاثة أيام.. ومع قيام الدولة الصفوية في بلاد الفرس بداية القرن العاشر الهجري (بداية القرن السادس عشر الميلادي) واتِّباع سياسة فرض التشيُّع بالقوة والبطش والقهر على سكان إيران السُنَّة (وكانوا الأغلبية) منذ أيام الملك إسماعيل الأول الصفوي، أصدر الصفويون أمراً عنصرياً شبيهاً إلى حد التوأمة بالأمر العنصري الذي سبق وأن أصدره نظراؤهم البويهيون الفرس عن احتفاليات عاشوراء، وقد قضى الأمر العنصري الصفوي بأن تُقام احتفاليات سنوية في التاسع من ربيع الأول من كل عام، والمصادِف عند الفرس لذكرى وفاة أبي لؤلؤة المجوسي، قاتِل الخليفة العربي المسلم عمر بن الخطاب، مع الإشارة إلى أنَّ الفرس بغُلُوِّهم وعجرفتهم و"تَفْشِيْطِهم" المشهور عنهم ينفون مقتل أبي لؤلؤة ساعة الحادثة ويدَّعون بأنه استطاع الهرب إلى مدينة كاشان الفارسية (الواقعة حالياً وسط إيران جنوب قم وشمال أصفهان) والعيش فيها إلى حين وفاته ودفنه في ذلك المزار المخصَّص له، وهو المزار الذي أمر الصفويون أن تقام الإحتفالية به في ذكرى وفاته.. بينما تشير المراجع العربية إلى أنَّ أبا لؤلؤة تمَّ قتله ساعةَ طعنه لعمر ودُفنت جثَّتُهُ في المدينة المنوَّرة..
إذاً، جاء الصفويون المتشيِّعون لينتقموا من العروبة والإسلام فأقاموا احتفاليةً سنوية على قبر أبي لؤلؤة المجوسي أهالوا عليها صفة القدسية، تُصنع خلالها دميةٌ على شكل عمر بن الخطاب ثم يتم شتم هذه الدمية ولعنُها وطعنها ورميها أرضاً والدوس عليها بالأقدام وفي الختام يتم حرقُها.. وما زال هذا العيد المقدَّس يُقام حتى وقتنا الراهن وقد أطلقوا عليه تسمية "عُمَر كُشان" (أي مقتل عمر) وكذلك "فرحة الزهراء" أو "عيد الزهراء"، والمقصود بالزهراء فاطمة بنت الرسول العربي وزوج علي بن أبي طالب، حيث يدَّعي الفرس ضمن حربهم ضد العروبة والإسلام و"تَفْشِيْطِهم" المعهود أنَّ عمر بن الخطاب اقتحم منزلَها وكَسَر ضِلْعَها، كما يدَّعي الفرس المتشيِّعون أنَّ أبا لؤلؤة المجوسي كان "من خيار شيعة عليّ"، وأنه "كان من أكابر المسلمين والمجاهدين، بل من أخلص أتباع أمير المؤمنين" (راجع كتاب "سفينة البحار في مدينة الحكم والآثار" لرجل الدين الفارسي الشيخ عباس القُمِّي، 1294ه- 1359ه/ 1877م- 1940م، وكتاب "رياض العلماء وحياض الفضلاء" لرجل الدين الفارسي الميرزا عبد الله أفندي الأصفهاني، 1066ه- 1130ه/ 1655م- 1717م)، ذلك أنَّ من عادة الفرس أنهم في الوقت الذي يزوِّرون أحداث التاريخ العربي الإسلامي فإنهم يَجْهَدون في سد الثغرات، التي تكشف زيفهم وعداءهم العلني ضد العروبة والإسلام، بالمزيد من "التفشيط".
الطريف هو ما حدث مؤخراً، حيث أعلن موقع "بارس" الإخباري الإيراني مطلع أيلول/ سبتمبر 2014 عن تكليف السلطات الأمنية الإيرانية بمنع الإحتفالات بمقتل عمر حول قبر أبي لؤلؤة المجوسي لكونها "مخلَّة بالوحدة الإسلامية" (الشعار الزائف الذي يرفعه نظام الولي الفقيه)، وأنه سيتم اعتقال كل مَنْ يُقيم هذه الإحتفالات أو يشارك فيها وستتم محاكمته وسَجْنُهُ (أين حصل هذا ومتى!!).. لقد أصبح قبر أبي لؤلؤة المجوسي ملطشة، فكلَّما أراد نظام الولي الفقيه المتاجرة بالوحدة الإسلامية أصدر قراراً بإقفال هذا المزار، أو تخريبه، لكنَّ كلَّ شيءٍ لا يلبث أن يعود إلى سابق عهده.. ثم عن أي وحدة إسلامية يتحدَّث هذا النظام ويسعى إليها وأرضُ العرب لم تعرف الفتن المذهبية بين العرب المسلمين والشيعة في العصر الحديث إلا على يديه..

دعوة إلى البكاء السياسي المضاد

نريد أن نصل إلى الآتي: فبما أنَّ الفرس المتشيِّعين يبكون على الإمام الحسين سياسياً، فعلى العرب المسلمين بدورهم أن يبكوا على الخليفة عمر بن الخطاب بكاءً سياسياً مضاداً، فكلُّ فعلٍ معادٍ لا بد له من ردة فعل مضادة ومتصدِّية ومجابِهة، والأمر كلُّه سياسة.. إبنوا مبانٍ أَطْلِقوا عليها اسمَ "عُمَرِيَّة" كي تُجرى فيها المجالس العُمَرية، واملأوها بالمناحات والندب واللطم ليلَ نهار إن استطعتم، بمناسبة وبدون مناسبة، في بكاءٍ سياسي على عمر بن الخطاب مضاد لتباكي الفرس السياسي الكاذب على الإمام الحسين، واشتموا فيها الفُرسَ والعَنُوا منهم أولئك الساعين لإخضاع العرب المسلمين وإذلالهم انتقاماً لعقدٍ تاريخية مستحكمة فيهم أبد الدهر نظراً لشعورهم بالدونية أمام العرب.. إشتموا الفرسَ والعَنُوا منهم أولئك الذين يمزِّقون النسيج الإجتماعي العربي المسلم.. إشتموهم والعَنُوا منهم أولئك الآخذين في احتلال أرضنا عبر التابعية الشيعية فيما أنتم مدركون بأنهم لن يكفيهم لا العراق ولا سورية ولا لبنان ولا اليمن، بل هم يعملون ليل نهار على قرض أرض العرب المسلمين كلِّها من المحيط إلى الخليج أرضاً تلو الأخرى.. وإسردوا في مجالسكم العُمَرية التاريخَ البطولي للعرب المسلمين في حربهم ضد الإمبراطورية الفارسية الساسانية المعتدية التي احتلَّت أرض العرب قبل الإسلام واستوطنتها، وكيف جاهد أجدادنا العرب المسلمون الأوائل ضدَّها وقوَّضوها ومحوها من الوجود.. واكشفوا فيها زيف الفرس وحقدهم على العروبة والإسلام عبر تركيزكم على علاقة الود والتآخي والتلاحم التي كانت قائمة بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكيف أنَّ عمر تزوَّج بإبنة عليّ أم كلثوم، أي أنَّ عمر كان صهرَ عليّ، وعليٌّ كان حما عمر، وكيف أنَّ عُمَراً سمَّى ابنتيه الوحيدتين اللتين أنجبهما من نسائه الأخريات بإسم بنتَي الرسول: فاطمة ورقيَّة، وأنَّ علياً سمَّى من أبنائه بأسماء: أبي بكر وعمر وعثمان.. لا بدَّ من تعبئة العرب المسلمين يومياً ضد الفرس المجوس، أعداء أمة العروبة والإسلام، الذين ما استكانوا يوماً في حربهم ضدَّنا منذ 2500 عام، فلماذا علينا نحن أن نستكين؟!

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير 2015 – العدد 1679).

الحديث التالي:

الحديث السابق:



 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق