2015/08/08

الخميني زعيم التكفيريين.. ونصر الله وحزبه أدوات التنفيذ!



فشلت محاولة حزب الله اغتيال الروائي البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي في 3/ 8/ 1989، حينما أعدَّ كتاباً مفخَّخاً ليرسله إلى رشدي عبر البريد، فإذ بالكتاب ينفجر بحامله مصطفى حازم، وهو عنصر من عناصر حزب الله، ما أدى إلى مقتله على الفور وتهدُّم طابقين من فندق بادينغتون البريطاني حيث كان ينزل الأخير..




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


ما الفرق بين اغتيال شارلي إيبدو ومحاولة اغتيال سلمان رشدي؟!
الخميني زعيم التكفيريين..
ونصر الله وحزبه أدوات التنفيذ!

حسين احمد صبرا
فشلت محاولة حزب الله اغتيال الروائي البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي في 3/ 8/ 1989، حينما أعدَّ كتاباً مفخَّخاً ليرسله إلى رشدي عبر البريد، فإذ بالكتاب ينفجر بحامله مصطفى حازم، وهو عنصر من عناصر حزب الله، ما أدى إلى مقتله على الفور وتهدُّم طابقين من فندق بادينغتون البريطاني حيث كان ينزل الأخير..
محاولة اغتيال سلمان رشدي عن طريق أتباع الفُرس جاءت عقب فتوى تكفيرية أصدرها الخميني في 14/ 2/ 1989 كفَّر فيها الروائي البريطاني وأهدر دمَه وجعل لمن يقتله جائزة مالية ظلَّت ترتفع حتى بلغت عام 2012 مبلغاً قدره 3,3 مليون دولار.. فتوى الخميني التكفيرية تلك أدت إلى هجمات وتهديدات تعرَّضت لها دور الطباعة والنشر والترجمة البريطانية والأوروبية، كما تعرَّض أصحاب هذه الدور والعديد من المترجمين إلى تهديداتٍ مماثلة من قبل جماعات مرتبطة بالنظام الإيراني، ووفق هذه الفتوى التكفيرية تمَّ تفجير وإحراق العديد من المكتبات الأوروبية التي تبيع كتاب رشدي "آيات شيطانية".. وقد أعاد علي خامنئي التأكيد عام 2005 على فتوى الخميني التكفيرية بأنَّ سلمان رشدي مرتدٌّ يجب قتله بدون عقاب.. وحسن صانعي، رئيس المؤسسة الدينية الإيرانية التي تتولى دفع الجائزة المالية، يصرَّح عام 2012 بالقول: "طالما أنَّ فتوى الخميني بهدر دم سلمان رشدي لم تنفَّذ فإن الهجمات ضد الإسلام ستستمر"..  
على هذا النحو فإنَّ الخميني هو أوَّل التكفيريين وزعيمهم الأوحد حينما أهدر دَمَ كاتبٍ بريطاني، وعلى خطاه سار الأخوان الجزائريان كواشي في إهدار دم صحافيي مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، مثلهما مثل حزب الله، الذي هو مجرد أداة بيد النظام الإيراني التكفيري، وقد أرسل عنصرَه التكفيري مصطفى حازم لتنفيذ الجريمة التكفيرية نفسها قبل أكثر من ربع قرن من الجريمة التكفيرية التي  قام بها هذان التكفيريان الجزائريان في 7/ 1/ 2015..
لقد امتهن حسن نصر الله وحزبُه العملَ التكفيري منذ اختراع النظام الإيراني لهم كأداةٍ بيده.. مارسوه ضد الشعب اللبناني وخيرة نُخَبِهِ الثقافية والسياسية بالتخوين والتهديد والإرعاب والإغتيال، وليس أقلُّها قتلهم للكاتب مصطفى جحا أمام أطفاله مطلع التسعينيات بعد نشره سلسلة مقالات بعنوان "هكذا تكلَّم زرادشت" انتقد فيها نظام ولاية الفقيه الفارسي، وقاتلُهُ التكفيري ما يزال حياً ومعروفٌ بالإسم.. وليس أقلُّها تهديد الصحافي جبران التويني بالقتل صيف عام 2005 في برنامجٍ حواري إذاعي من قِبَل أحد نوّاب هذا الحزب التكفيريين، حتى أنَّ الإذاعية الكبيرة وردة الزامل شهقت وقد تملَّكها الرعب قائلةً: "هذه أول مرة يقوم أحد ضيوفي بتهديد ضيفي الآخر بالقتل!!".. ثم بعد أقل من شهرين قُتل جبران التويني وقام الجمهور التكفيري التابع لحزب الله التكفيري بإطلاق النار ابتهاجاً وتوزيع الحلوى في شوارع ضاحية بيروت الجنوبية..
هذا العمل التكفيري بإسم المقاومة يمارسه حزب الله حينما ينفِّذ من حينٍ لآخر ما يسمَّى باليوم الأمني في طول لبنان وعرضه، فهل تعرفون ماذا يعني اليوم الأمني؟! إنه يعني إجراء بروفة على اعتقال أو اغتيال كلَّ المعارضين اللبنانيين لهذا الحزب التكفيري عن بكرة أبيهم، مهما كَبُرَ شأنهم أو صَغِر، على أن يتم التنفيذ الفعلي حينما تحين ساعة الصفر..
هذا العمل التكفيري بإسم المقاومة يمارسه حزب الله ضد الشعب السوري البطل حينما يقصف أطفاله ونساءه وشبابه وشيوخه بالبراميل المتفجِّرة وبالأسلحة الكيميائية (وقريباً بالأسلحة النووية) في عملية إبادة لشعبٍ بأكمله لم يشهد لها تاريخ التكفيريين مثيلاً..

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 26 كانون الأول/ ديسمبر 2015، العدد رقم 1681).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق