
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
تأليف: حسين احمد صبرا
معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه (3 من
3)
تنظيم
القاعدة موجودٌ في الغرب أيضاً
ولكن
بدون لحية!


حسين احمد صبرا
نعود لنكرِّر بأنَّ الرغبة الجنسية عند المرأة متدنِّية
جداً مقارنةً برغبة الرجل، بل لا مجال للمقارنة بينهما، فلا ترغب المرأة في الجنس
رغبةً ملحة (في الأحوال الطبيعية صحياً ونفسياً) إلا مرتين في الشهر، كما سبق
وأسلفنا (مرة أثناء الإباضة عند منتصف الدورة الشهرية ومرة في أواخر الدورة)، فيما
رغبةُ الرجل هي أكثر من مرة في اليوم تحت سن الخامسة والأربعين، ويومية بعد سن
الخامسة والأربعين، وقد تصبح مرة في الأسبوع على الأقل عند سن السبعين (ودائماً في
الأحوال الطبيعية صحياً ونفسياً).. كما وتزداد رغبة الرجل عادةً وبسرعة مذهلة كلما
تعرَّض للإغراءات الجنسية مهما كانت بسيطة شرط أن تكون مُوحية بالنسبة إليه (رؤية
إمرأة مباشرةً أو من خلال صورة، أو سماع صوتها، أو تنشُّق عطرها، أو تخيُّل أي شيء
له صلة بالجنس، إلى ما هنالك)، حتى أنه يُقال إستنتاجاً إنَّ الجنس يَخْطُرُ
دائماً في بال الرجل كلما إلتقى بإمرأة، وهذا استنتاجٌ صحيح مائة في المائة يعيشُهُ
كلُّ رجلٍ من الرجال يومياً.. ويهمنا أن نلفت انتباهكم إلى أنَّ العامل الأبرز في
رغبة المرأة هو الهرمون الأنثوي الإستروجين مصحوباً بنسبة أقل من هرمون الذكورة البروجسترون،
وهما على مدار الدورة الشهرية في حالة تأرجحٍ مستمر صعوداً وهبوطاً، بينما العامل
الأبرز في رغبة الرجل هو الهرمون الذكري التِسْتُسْتِرون، الذي يشهد مستوياتٍ
مرتفعة وثابتة تقريباً على مدار العام وينخفض ببطءٍ شديد جداً كلما تقدَّم الرجل
في العمر..
من خلال ما تقدَّم يصبح واضحاً بالنسبة إلينا أنَّ سلاح
الجنس هو بيد المرأة لا بيد الرجل.. عظيم، إذاً ماذا على الرجل أن يفعل حينما يقيم
علاقة جنسية مع إمرأةٍ ما وخاصةً في إطار الزواج، وتحديداً الزواج المتعارف عليه
في العالم أجمع، أي الزواج الأبدي الذي من المفترَض أن يمتد حتى آخر العمر؟ هل على
الرجل أن ينتظر زوجَه واضعاً يده على خدِّه ريثما "تَبِيْض"؟!! وبمعنى
ثانٍ أن ينتظر ريثما تسمح له؟! وبمعنى ثالث أن يضبط شهوتَه حتى وهو متزوِّج؟!


على هامش ذلك سنضرب مثالاً بسيطاً: فحين يُطرح موضوع حقوق
المرأة الغربية المتزوجة للنقاش في مجتمعاتنا في الجلسات الخاصة لأي واحدٍ منا بين
أصدقائه أو معارفه أو أقاربه، فإنه لا يندر أن تجد من بيننا من يؤيد مسألة أن تحصل
المرأة المطلَّقة على نصف ما يملكه الرجل على غرار ما هو حاصلٌ في الغرب.. عال
العال، نريد فقط أن نوجه هذا السؤال لجميع الرجال العرب: بدايةً، مَنْ هو الرجل
العاقل منكم الذي على استعداد لأن يكتب نصف ما يملكه بإسم زوجه وهي ما تزال في
عصمته و"على ذمَّته" حتى ولو كانت رابعة العدوية ومهما كانت حياتهما
الزوجية سعيدة ومهما كان "طائراً" بها من الفرح، وأياً يكن ما يملكه
سواء أكان عربة خضار أو ترمس أو ذرة مشوي يجرُّها في الشارع، أو سيارة أجرة أو
دكاناً أو شركة أو مصنعاً أو قطعة أرض أو الشقة الزوجية نفسها؟! إنك لن تجد رجلاً
عاقلاً على استعداد لأن يفعل ذلك، لماذا؟! لأنه يدرك تمام الإدراك بأنه بذلك يسلِّمها
رقبتَه ويجعلها تُمسك بخناقه، وأول ما يتبدى ذلك في غرفة النوم بحيث يصبح مفتاح
الفراش الزوجي بيدها هي: أنا الآن تعبانة، أنا الآن نعسانة، أنا الآن طهقانة، أنا
الآن قرفانة ومش طايقة أبص في صلعتك يا أقرع! الشقة نصفها بإسمي وعربة الخضار أو سيارة
الأجرة أو الدكان أو الشركة أو المصنع بقوا فيفتي فيفتي (فيفتي عبده)، ودين النبي
لأرجَّعك على الحديدة لو ما عتقتش قفايا الليلادي! وهكذا فإنَّ رابعة العدوية
ستهدِّده حتماً ومن كل بد بما باتت تملكه حتى ولو كان الخلاف بينهما على الطبيخ! أفلا
ترون أو تسمعون كيف أنَّ أيَّ زوجٍ تخرج غاضبةً من بيت بعلها تأخذ معها كلَّ
حاجياتها حتى ولو كان بعلها هو الذي اشترى لها كل هذه الحاجيات، أما تلك التي تخرج
دون أن تأخذ معها شيئاً فإنك تراها تعلن أمام الناس كل الناس بأنها خرجت من بيتها
وتركت لبعلها الجَمَلَ بما حمل، حتى ولو كان بعلها هو الذي اشترى لها هذا الجمل!
وأفضل مثال صارخ هو القانون الذي وقفت وراء سنِّه في مصر جيهان السادات في أواخر
السبعينيات والذي نصَّ على أنَّ الشقة من حق الزوج المطلَّقة إذا ما كانت حاملاً
أو أنجبت أولاداً، وقد نجح المخرج عمر عبد العزيز في فيلمه السينمائي "الشقة
من حق الزوجة" عام 1985 في إظهار المأساة التي بات يعيشها الرجل المصري بعد
صدور هذا القانون حيث يضطر محمود عبد العزيز إلى تطليق زوجه معالي زايد التي سمحت
لأمها نعيمة الصغير بالتدخل في كل شاردة وواردة في حياتهما (كما هي عادة معظم
الحموات في دنيا العرب) حتى أفسدتها وشجَّعتها على طلب الطلاق ليس لسببٍ سوى لأنها
باتت تشعر بالملل نظراً لغياب بعلها عن المنزل حيث اضطر للعمل كسائق تاكسي (وهو
الموظف الحكومي) لزيادة دخله بعدما ولدت له زوجُه طفلاً، فينشأ نزاع بينهما على
الشقة الزوجية وتحكم المحكمة ببقاء كِلَي الطليقين فيها، ثم لا يلبث محمود عبد
العزيز أن "يطفش" من كيد حماته ليسكن في المقابر في القرافة! هذا الفيلم
ما لبث أن ردَّ عليه المخرج أشرف فهمي في العام التالي (1986) بفيلمٍ آخر هو
"إمرأة مطلَّقة" إستناداً إلى قصة كتبتها الكاتبة والأديبة المصرية
حُسُن شاه وأيَّدت فيها قانون جيهان السادات عبر عرض حالة خاصة يكون فيها البعل
محمود ياسين رجلاً إنتهازياً صعد على أكتاف زوجه سميرة أحمد، ثم لا يلبث أن
يطلِّقها لظنِّه بأنها لا تنجب ويتزوَّج بسكرتيرته نجلاء فتحي، ثم يتَّضح بعد
الطلاق أنَّ سميرة أحمد حامل فتحكم المحكمة بأن تسكن معه في الشقة الزوجية،
ولاحقاً تتعاطف معها نجلاء فتحي وتكتشف هذه الأخيرة إنتهازية محمود ياسين بعد أن
حرَّضها على إيقاع الأذى الجسدي بضَرَّتِها بغية قتل الجنين، وتقرِّر الإثنتان
الإبتعاد عنه، وتضطر سميرة أحمد لقبول عرض علي الشريفي بالزواج، فقط لتأمين
مَسْكَنٍ لها رغم أنها لا تحبه... بيد أنَّ الفارق بين الفيلمين هو أنَّ الفيلم
الأول (الشقة من حق الزوجة) تناول حالة عامة ممكن أن تحدث مع معظم الرجال، من هنا
كان الطرح مقنعاً أكثر ويعبِّر عن مخاوف جمَّة وعواقب وخيمة ومأساة كبرى وخاصةً
أنَّ الرجل في مجتمعاتنا العربية قد يمضي نصف عمره وهو يبحث عن شقة ليسكن ويتزوَّج
فيها فإذ بقانونٍ يجعله عرضةً لأن يخسر شقَّته في غمضة عين.. بينما تناول الفيلم
الثاني (إمرأة مطلَّقة) حالة خاصة ممكن أن تحدث مع الأقلية من الرجال، والتعاطف الذي
لا بد أن تلقاه بطلةُ الفيلم من قبل المشاهدين لا يبرِّر أبداً صدور مثل هكذا
قانون ينصر المرأة على حساب الرجل..

في هذا السياق يأتي نقاشنا لقانون إغتصاب البعل لزوجه،
إذ كيف يمكن للرجل أن يسيطر على زوجه في غرفة النوم في ظل هكذا قانون؟! تعالوا
نفنِّد العواقب والتداعيات والمحاذير:

ثانياً، إنَّ مثل هكذا قانون سيتحوَّل دون أدنى شك إلى
سلاح بيد المرأة تهدِّد به بعلها وتستعمله كورقةٍ بيدها للضغط عليه في ما يتعلَّق
بحياتهما خارج الفراش، وكحجةٍ لضبط رغبة الرجل في الفراش وفق رغبتها هي لا وفق
رغبته هو..

رابعاً، رُبَّ قائلٍ إنَّ مثل هذا القانون غير قابل
للتطبيق إلا في حالاتٍ نادرة، فلماذا نخاف
منه طالما أننا نادراً جداً ما سنجد إمرأةً على استعدادٍ لأن تذهب إلى قسم الشرطة
لتقديم شكوى اغتصابٍ ضد بعلها، فالمسألة فيها "بهدلة" وقلَّة قيمة؟ فنرد
على ذلك قائلين: الآن نعم، أما غداً فيخلق اللهُ لكم مما لا تعلمون! فقط إذهبوا
واسألوا الجهات المختصة التي تُعنى بشؤون الزواج والطلاق عند المسلمين والمسيحيين
في لبنان: كم كان عدد النساء اللواتي كنَّ يَقْصِدْنَهُم طالباتٍ الطلاق قبل خمسين
عاماً وكم بات عددهنَّ اليوم؟!
خامساً، ما الذي يؤكد أنَّ المرأة، التي تقدِّم الآن شكوى
ضد بعلها، قد قام الأخير فعلاً باغتصابها؟! فالإغتصاب يكون عادةً بالإكراه وليس
بالضرورة أن يتم استعمال عنفٍ جسدي فيه!
سادساً، في حال تمَّ استدعاء البعل إلى قسم الشرطة
للتحقيق معه وبرَّر اغتصابه لزوجه بأنها تتمنَّع عنه في الفراش في معظم الأحيان..
فما العمل حينها؟!
سابعاً، ما الضامن ألا تستغل النساء هذا القانون
للإفتراء على بعولتهن؟! فساعةُ الغضب تُعمي البصيرة، وبالتالي حين تنشب مشاكل بين
الزوجين بعيدةٌ عن الفراش كلياً فإنه من غير المستبعد أن تقوم الزوج باستغلال مثل
هكذا قانون للإنتقام من البعل، ذلك أنَّ "حَفْل" المشاكل بين معظم الأزواج
عادةً ما يضم من كل الألوان والأصناف وتجعل "اللي ما يشتري يتفرَّج"!

تاسعاً، ما هو موقف المرأة حينما يمتنع بعلها عن ممارسة
الجنس معها لحظة إشتعال الرغبة لديها؟! وما هو حال المرأة التي نادراً ما يلبي بعلُها
طلبَها منه ممارسةَ الجنس معها؟! فهل ستكون عقوبة المرأة هنا هي السجن أيضاً، أم سيُصار كذلك إلى إيقاع العقوبة
بالرجل؟! ولماذا يتم البحث دائماً عن ضبط شهوة الرجل على إيقاع شهوة المرأة، وليس
العكس؟!
التطرف
النسائي.. عداء صريح للجنس!

وعلى العموم، إن كان منكم من يظن بأننا شطحنا بعيداً فإياكم
الظن بأنَّ هذا القانون كان سيبقى يتيماً في حال تمَّ إقراره فعلاً في مجلس النواب
في لبنان، بل كان سيُستتبع بقوانين أخرى كتلك الموجودة في الغرب.. ولاحظوا أنَّ هذا
القانون قد ظهر في الغرب كتتمةٍ لقوانين سبقته، فهو مجرَّدُ فرعٍ لأصل.. أما هنا
عندنا فيوجد مَنْ يحاول تمرير هذا الفرع وفي نيَّته حتماً التمهيد عَبْرَهُ لتمرير
الأصل لاحقاً!! فالآن قانون تجريم إغتصاب البعل لزوجه، وغداً قانون "الشقة من
حق الزوج"، وبعد غدٍ قانون حصول الطليقة على نصف ما يملكه طليقُها!
طيب، ما الحل؟!
هذا هو
الحل

الأمر نفسه ينطبق على مسألة إغتصاب البعل لزوجه وإكراهها
على ممارسة الجنس معه.. المسألة لا ينفع معها قانون بل تحتاج إلى رفع مستوى الوعي
عبر وسائل شتى وأبرزها وأكثرها تأثيراً هي الوسائل الإعلامية.. والمطلوب رفع مستوى
الوعي عند الطرفين، كِلَي الطرفين: الرجل والمرأة معاً، وليس الرجل وحده! يجب على الرجل
أن يعي معنى الرفق بزوجه وأن يرأف بها ما أمكنه ذلك إذا ما كانت تمر بظروفٍ عصيبة
نفسياً أو جسدياً، شرط ألا تكون الزوج معتادة على استخدام تلك الظروف (أياً تكن)
كحجة للتهرُّب من الجنس، وإلا فإنَّ المشكلة تكمن في مكانٍ آخر!

كلمة
أخيرة

بينما الغرب الذي نستورد منه قوانيننا كالببغاء تختلف
فيه مسائل الجنس عما هو عندنا اختلافاً جذرياً بحيث يقدِّم أقصى التسهيلاتٍ الجنسية
خارج إطار الزواج.. وفَهْمُكُنَّ كافٍ.
معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه:
3- تنظيم القاعدة موجودٌ في الغرب أيضاً ولكن بدون لحية!
شاهد في الأسفل صور العارضة الهنغارية بَربَرا بالفن (Barbara Palvin)
ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة
"الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق