2013/01/16

كتاب "بعد الإستئذان.. حديث عن الجنس والإنسان"/ معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه (2 من 3)- المرأة تتمنَّع عن بعلها في العلاقة الجنسية عندما تشعر بأنها الأقوى!

من خلال ما نراه من النساء، تكوَّنت لدينا قناعة راسخة بأنَّ المرأة في إطار الزواج هي كالهواء يملأ أيَّ فراغٍ ينشأ، أي بمعنى أنَّ أيَّ ضعفٍ يصيب سلطة الرجل ضمن الحياة الزوجية ستسارع المرأة وعلى الفور إلى استغلاله ضده لتعزيز موقعها ضمن عملية الصراع على السلطة، التي وكما ذكرنا سابقاً، تدور رحاها بين البعل والزوج على مسرح حلبة مصارعة حقيقية منذ اللحظة الأولى للزواج (إن لم نقل منذ اللحظة الأولى للتعارف)..








إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
تأليف: حسين احمد صبرا





معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه (2 من 3)
المرأة تتمنَّع عن بعلها في العلاقة الجنسية
عندما تشعر بأنها الأقوى!


حسين احمد صبرا
كنا انتهينا في حديثنا الماضي إلى القول بأنه، ومن خلال ما نراه من النساء، تكوَّنت لدينا قناعة راسخة بأنَّ المرأة في إطار الزواج هي كالهواء يملأ أيَّ فراغٍ ينشأ، أي بمعنى أنَّ أيَّ ضعفٍ يصيب سلطة الرجل ضمن الحياة الزوجية ستسارع المرأة وعلى الفور إلى استغلاله ضده لتعزيز موقعها ضمن عملية الصراع على السلطة، التي وكما ذكرنا سابقاً، تدور رحاها بين البعل والزوج على مسرح حلبة مصارعة حقيقية منذ اللحظة الأولى للزواج (إن لم نقل منذ اللحظة الأولى للتعارف).. وتناولنا مسألة الرغبة الجنسية عند المرأة وكيف أنها لا ترغب في الجنس بإلحاحٍ شديد إلا مرتين إثنتين خلال دورتها الشهرية المؤلفة عادةً من 28 يوماً، أما في معظم أيام الدورة فتكون رغبتها متدنية، وكيف أنها تستجيب لرغبات بعلها الجنسية إرضاءً له حينما يكون لها مصلحة ذاتية من ذلك، وبمعنى آخر حينما يكون موقعها هو الأضعف..
ماذا يعني لنا هذا الكلام؟! إنَّ تدني مستوى الرغبة عند المرأة في معظم أيام دورتها الشهرية يعني أنَّ باستطاعتها بكل سهولة إستغلال هذا التدني في الرغبة كسلاحٍ ذي حدَّين: فحين تكون المرأة في موقع الأضعف وبحاجة لأن تسترضي بعلها فإنها ستستجيب لرغباته في معظم المرات.. أما حين يكون بعلها هو الذي في موقع الأضعف فإنَّ الإحتمال الأكثر وروداً أنها ستَعْصَى عليه في معظم المرات، أو إن استجابت فببرودٍ ملحوظ.. المهم أنها ستحاول أن تستغل مسألة الجنس بشكلٍ او بآخر للإستقواء عليه! ولكن، متى يحدث ذلك؟!
علينا أن نوضح أولاً معنى ما نقصده بعوامل القوة والضعف: فقوة الرجل الأساسية (وبالتالي ضعف المرأة الأساسي) هي في أن يكون قادراً على تطليق زوجه أو لديه القدرة على الزواج بأخرى (أو إقامة علاقةٍ ما مع أخرى)، وبفقدان هذين الإحتمالين يكون الرجل ضعيفاً (وبالتالي المرأة قوية).. وإليكم بدايةً وباختصارٍ شديد أهم الأمثلة عن العوامل التي تغذي الضعف والقوة عند كلا الزوجين (المتحابَّين قبل المتباغضَين) وأكثرها شهرة بين الناس والتي تخوِّل الواحد منهما أن يكون هو المسيطر حالياً على الآخر، مع التنبيه إلى أنها عوامل خارجية لا أحد يضمن ثباتَها وليست متعلِّقة بالطباع الشخصية أو بمستوى التعليم أو الثقافة أو بمستوى الذكاء وحسن التصرف أو بالعمر أو بمقادير الجمال والوسامة : أبرز هذه العوامل هو المستوى المالي، فإن كان الرجل يتمتَّع بمستوى مالي مريح فإنه هو الأقوى حتماً والمرأة هي الأضعف بكل تأكيد، لا بل إنَّ معظم الرجال الميسورين ممن ينفقون بسخاء على أزواجهم يستطيعون بسهولة إقامة علاقات سرية مع نساءٍ أخريات خارج إطار الزواج دون أن تعترض أزواجهم على ذلك إذا ما عَلِمْنَ أو شَكَكْنَ في الأمر، لا بل أنَّ منهنَّ مَنْ تصارحه علناً بأنها تسمح له بذلك شرط ألا يقع في غرام أيٍّ من تلك النسوة اللواتي يعاشرهن، ولاحظوا في هذا الحالة مدى فاعلية المال الذي ينفقه البعل الميسور على زوجه ومدى تأثيره الأشبه بالسحر إلى الحد الذي يجعلها متساهلةً معه على هذا النحو الفريد (أَطْعِمِ الفم تستحي العين!!).. والعكس صحيح، فإن كانت المرأة هي التي بيدها المال أو الثروة والرجل هو الذي يعتاش من مالها فإنها هنا هي الأقوى وهو الأضعف وخاصةً عندما تكون أصغر منه سنّاً، أما إن كانت هي الأكبر سناً بكثيرٍ فقد تجد من بينهنَّ مَنْ تسمح لبعلها أيضاً بأن يلعب بذيله شرط ألا يقع في الغرام، وينبع هذا السماح من ضعفها الشديد والمتمثِّل بخوفها من أن يفلت بعلها الشاب من بين يديها.. وعلى العموم، فإنَّ أي تراجع يشهده الرجل في مستواه المالي ستسارع المرأة على الفور (كالهواء الذي يملأ أيَّ فراغٍ ناشىء) إلى اعتباره نقطةَ ضعفٍ أصابت بعلها وستسعى حتماً وبكل تأكيد إلى استغلاله بشكلٍ أو بآخر لصالح تعزيز موقعها على خارطة السلطة وبالتالي الإستقواء عليه بل والإنتقام منه إن لزم الأمر، وتذكَّروا المثل القائل: متى ما دخل الفقرُ من الباب هرب الحبُّ من الشباك، مع التشديد على أنَّ المرأة عادةً -إن لم يكن دائماً- هي التي تفتعل المشاكل مع بعلها مستغلةً فقرَه كعاملٍ يُضعفه ويقوِّيها.. وفي كل الأحوال فإنَّ النساء، وخاصة في مجتمعاتنا العربية، يعملن بالفطرة وأيضاً وفق نصيحة أمهاتهنَّ التي نسمعها عادةً في الأفلام والمسلسلات المصرية، كما وفي حياتنا الشخصية: "قصقصي لُه جناحاته علشان ما يطيرش ويحط على واحدة غيرك"، أي أنَّ المرأة تعمل على إثقال كاهل الرجل بالمصاريف وخاصة على شؤون المنزل والأولاد، وكلما أرهقته وأثقلت عليه الحِمل كلما شعرت بأنها هي الأقوى وهو الأضعف.. ويزداد موقع المرأة قوةً إذا ما كانت تعمل وتشارك بعلها في الإنفاق على المنزل.. وإلى جانب المستوى المالي فإنَّ ما يليه مباشرةً في مجتمعاتنا العربية هو مسألة الإنجاب: العقمُ أولاً، وإنجابُ أولادٍ ثانياً، وعددُ الأولاد ثالثاً.. أما بالنسبة إلى العقم فإن كان الرجل عقيماً فإنه هو الأضعف وامرأتُه هي الأقوى لأنه في هذه الحالة صعبٌ أن يطلِّقها ويتزوَّج بأخرى وهو العقيم، أما إن كانت هي العقيم فإنها في هذه الحالة هي الأضعف وهو الأقوى لأنَّ باستطاعته تطليقها أو الزواج بأخرى بكل سهولة بذريعة أنه يريد الزواج ثانيةً لغرض الإنجاب.. أما ومع إنجاب الولد الأول فإنَّ المرأة تكسب نسبةً من القوة بدلاً من الضعف الذي كانت فيه قبل الإنجاب (مقابلَ نسبةٍ من الضعف تصيب الرجل) وذلك بعد وجود رابطٍ يربط بعلَها فيها واعتقادها بأنه لم يعد قادراً بعد الآن على أن يطلِّقها بسهولة.. ويزداد هذا الإعتقاد لديها كلما أنجبت المزيد من الأولاد إلى أن يصل اعتقادها (مع كثرة عدد الأولاد) إلى استحالة حدوث الطلاق بعد الآن وخاصةً أنَّه كلما ازداد عدد الأولاد كلما ازداد الرابط الذي يربط بعلَها فيها متانةً وكلما ازداد العبء على الرجل من الناحية المالية ، وهذا ما يجعلها تشعر بأنها قد ازدادت قوةً ما بعدها قوة! وإلى جانب المستوى المالي ومسألة الإنجاب هناك عوامل عديدة لا داعي لذكرها كلها ولكن يكفي أن نمر على بعضها مرور الكرام وهي مما تجعل المرأة في موقع القوة والرجل في موقع الضعف كأن يصاب الرجل بمرضٍ عضال أو أن تكون المرأةُ إبنةً أو قريبةً لعَظْمةٍ كبيرة في السلطة وفي الوقت نفسه صاحب سطوة وجبروت، إلى آخره.. ولكن قبل هذا وذاك فإنَّ الحب نفسه (وخاصةً في بداية الحياة الزوجية) هو من عوامل الضعف، وإن شئنا التحديد بدقة فإنَّ المرأة تكون في موقع الضعيف إن هي أحبَّت بعلها أكثر مما هو يحبها، والعكس صحيح، فإنَّ الرجل يكون في موقع الأضعف إن هو أحبَّ زوجه أكثر مما هي تحبه.. ورغم ذلك فإنَّ المرأة التي تحب بعلها أكثر مما هو يحبها فإنَّ حبها هذا سرعان ما يهرب من الشباك حينما يدخل الفقر إلى المنزل بحيث تستغل فقرَ بعلها المستجد لتنهض مسرعةً من حالة الضعف وتنتقل إلى حالة القوة..      
الآن نصل إلى السؤال التالي: ماذا تتوقعون أن تفعله المرأة حينما تشعر بأنها أصبحت في موقع القوي وبعلُها في موقع الضعيف، وذلك في ما يتعلَّق بحياتهما الجنسية؟! 
سنتَّخذ أفضل الحالات مثالاً، أي عندما تكون المرأة قد تزوجت عن رضا وقناعة بل وحبٍّ أيضاً.. والزواج كما تعلمون ليس هو السنة الأولى منه ولا الثانية أو الثالثة، بل عادةً ما يمتد حتى آخر العمر وتفوق مدَّتُه عند كثيرٍ من المتزوجين النصف قرن.. وبعد فترة من الزواج (غالباً ما بين خمسٍ إلى عشر سنوات) يحصل ما يسمَّى بالملل الزوجي أو الفتور العاطفي حتى ولو بلغ حبُّهما قبل الزواج شأواً عظيماً (ظهر في فرنسا إقتراحٌ قبل عدة سنوات بأن يقوم الزوجان بالإنفصال نهائياً أحدُهما عن الآخر بعد مرور خمس سنواتٍ على الزواج).. وعلينا الإنتباه هنا إلى أنَّ الملل الزوجي والفتور العاطفي لا يؤثِّران مطلقاً على رغبة الرجل في ممارسة الجنس كما اعتاد سابقاً، وذلك عند معظم الرجال وحتى سنٍّ متقدِّمة، وهو إن اكتفى بممارسة الجنس مع زوجه بالتحديد فلأنها حينها تكون وسيلة المتعة الوحيدة المتاحة أمامه..
إذاً، وعند شعورها بالقوة وبأنَّ بعلها أصبح ضعيفاً فإنَّ المرأة غالباً ما تسعى إلى استغلال العلاقة الجنسية للتعبير عن قوَّتها الناشئة وللضغط على بعلها والنيل منه، أو لتوقيت الجنس وفق رغبتها هي لا وفق رغبته هو، وفي طليعة الحجج التي تدأب المرأةُ على التحجُّج بها في التهرُّب من الجماع بأسلوبٍ يخلو من الشوشرة والضوضاء هي أنها مرهقة من أعمال المنزل، أو مرهقة من تلبية حاجات الأولاد طوال النهار، أو مرهقة من العمل خارج المنزل (في حال كانت إمرأةً عاملة)، أو يغالبني النعاس، أو مريضة، أو... ليس لديَّ رغبة الآن!
أما حينما تجمح المرأةُ نحو الإستقواء فإنها ترفض تلبية رغبات زوجها علناً وبصريح العبارة، وغالباً ما تكون حجَّتُها تأزُّم العلاقة مع بعلها لأي سببٍ من الأسباب: تشاجرت معه، أو تشاجرت مع أهله، أو طلبت منه تحقيق طلبٍ لها ولم يفعل، كأن يشتري ملابس جديدة لها أو للأولاد مثلاً أو طلبت منه تغيير أثاث المنزل وليس بإمكانه ذلك، أو بإمكانه ذلك ولكن لا يريد، مع الإشارة إلى أنَّ أكثر ما يجعل المرأة تجمح نحو الإستقواء وبحجَّةٍ تعتبرها دامغة هي حينما تشعر أو تتأكَّد من أنَّ بعلها يحب إمرأةً أخرى أو على علاقة بأخرى أو متزوِّجٌ سراً بأخرى... مع كل هذا وذاك ستقول له: ما فيش جنس الليلة.. ومع نجاح الإستقواء في كل مرة فإنه سيأتي اليوم الذي تقول له فيه: ما فيش جنس بعد الليلة (إلا حينما هي ترغب طبعاً)!
ولعلَّ من الرجال مَنْ يلاحظ كيف أنَّ زوجه (عند ارتفاع رغبتها الجنسية الملحَّة) ستعرض عليه الجنس مهما كانت مرهقة أو نعسانة أو بينهما من مشاكل ما صَنَعَ الحدّاد! فهي إن دأبت على النوم باكراً حتى الصباح بحجة الإرهاق ومتاعب العمل والأعمال المنزلية ورعاية الأولاد، فإنك ستراها صاحيةً حتى ما بعد منتصف الليل وقد طار النعاس من جفنيها بقدرة قادر بانتظار أن ينام الأولاد وأن يجهز بعلها ويتفرَّغ لها، مهما كانت مرهقة ومهما كانت متعَبة ومهما كان بينهما من مشاكل.. وقد يطرح الرجلُ السؤالَ على نفسه أنْ لماذا لا تفعل ذلك في باقي الأيام عوض أن تتحجَّج بحججها الواهية؟!!
ورب قائلٍ أنَّ السبب قد يكون عدم استمتاع المرأة بالجنس مع بعلها فتتمنَّع عنه.. هنا ما علينا سوى أن نسأل: ماذا على الرجل أن يفعل حينذاك؟! وماذا على المرأة أيضاً أن تفعل؟! هل على الرجل أن يقوم بتطليقها؟! وهل على المرأة أن تطلب الطلاق؟! وقبل ذلك نقولها بصراحةٍ أنْ إياكم أن تتوهَّموا للحظة بأنَّ كل الرجال يستمتعون بالجنس مع نسائهم! ومع ذلك يُقْبِل معظم الرجال على ممارسة الجنس مع أزواجهم بشكلٍ إعتيادي مع غضِّهم النظر عن درجة الإستمتاع التي هي ليست ثابتة أصلاً لا عند الرجال ولا عند النساء، وهي لا شك تتراجع مع مرور السنين ومع الإعتياد وتبلُّد العواطف وتغيُّر شكل المرأة المذهل والمنَفِّر، ولغير ذلك من الأسباب! ولو اعتمدنا الطلاق كحلٍّ لما بقي أحدٌ (إلا نادراً) مع زوجه!
ولا يحاول أحدٌ أن يُقنعنا بأنَّ المرأة التي تشكو من قيام بعلها بإغتصابها (أي إجبارها عنوةً على ممارسة الجنس معه) هي دائماً ما تستجيب لرغباته ولكن إن هي لم تستجب مرَّةَّ قام بإغتصابها!! هذا أمرٌ غير قابل للتصديق، وهو إن حصل في تلك الحالة فإنَّ المرأة عادةً لا تشكو من ذلك وتجعل منه قضية القضايا إلا إذا كان لها غرضٌ آخر لا علاقة له بالجنس أصلاً وإنما له علاقة بأمورٍ أخرى وخاصةً بالوضع المتوتِّر بينهما خارج الفراش والناجم عادةً عن صراع القوة والضعف.. ونحن هنا لا ندافع عن الرجال بقدر ما نريد وضع المسألة في إطارها على أمل أن يُصار إلى إيجاد حلٍّ لها ضمن هذا الإطار وليس خارجه.. من هنا نقول إنَّ المرأة التي يداوم بعلُها على إغتصابها إنما هي تتمنَّع عنه في كلِّ الأوقات أو في معظمها أو في بعضها، وتمنُّعُها ذاك ناجمٌ عن قيامها باستخدام سلاح الجنس في حدِّه السلبي والجارح للإستقواء على بعلها ومعاقبته لأسبابٍ ليس بالضرورة على الإطلاق أن تكون لها علاقة بالفراش أصلاً..
باختصار، إنَّ محاولة طرح قانون تجريم إغتصاب البعل لزوجه عندنا ليصار إلى اعتماده في مجتمعاتنا العربية ما هو إلا مقدمة لطرح قوانين أخرى لا شك في أنها ستعقبه في حال تمَّ إقراره، لتصبح قوانين الزواج في مجتمعاتنا العربية مطابقة أو مشابهة لتلك الموجودة في المجتمعات الغربية.. فما هو وجه اعتراضنا على ذلك؟!

ما الذي يحدث في الغرب؟!

في الولايات المتحدة الأميركية وصلت نسبة الطلاق بين المتزوجين في السنوات العدة الأخيرة إلى 70%، أي بمعنى أنَّ من بين كل أربع حالات زواجٍ هناك ثلاثُ حالات طلاق!! تعالوا نحلِّل الأسباب، آخذين بعين الإعتبار أن المجتمع الأميركي الآن هو لُبُّ المجتمعات الغربية والمرآة التي تعكس الأوضاع فيها وخاصةً في ما يتعلَّق بأمور الزواج.. وبدايةً نسأل: ما هي أهم وأبرز الأسباب التي جعلت نسبة الطلاق ترتفع إلى هذا الحد المخيف سواء في المجتمع الأميركي أو في باقي المجتمعات الغربية؟!
تذكرون أننا سبق وتحدَّثنا عن عملية الصراع على السلطة بين أيِّ متزوِّجَين إثنين وعن عوامل القوة والضعف التي لدى كلٍّ منهما، لافتين انتباهكم إلى أنَّ مجتمعاتنا العربية (كما كل مجتمعات العالم تاريخياً) ولأسبابٍ بنائيَّة (جسماً وعقلاً) في المقام الأول ثم إجتماعية وإقتصادية وثقافية (تاريخية ودينية) قد خوَّلت الرجلَ امتلاك عوامل القوة بيديه وقيَّدت المرأة بعوامل الضعف.. وليس من وسيلةٍ أفضلَ أمامنا لإستعراض عوامل القوة والضعف في مجتمعاتنا سوى أن نعرض عوامل القوة التي باتت المرأة الغربية تتمتَّع بها مقابل عوامل الضعف التي أُلحقت بالرجل، حتى باتت السلطة في الحياة الزوجية الغربية رأساً برأسٍ بين الرجل والمرأة، لا بل وبات وضع المرأة في الحياة الزوجية عملياً أقوى من وضع الرجل! وهذا ما أدى برأينا إلى ارتفاع نسبة الطلاق ارتفاعاً هائلاً.. كيف؟!
أولاً، أنَّ باستطاعة المرأة الأميركية أن تطلب الطلاق بكل سهولة رافعةً قضية طلاقٍ في المحكمة، ولا يستطيع الرجل الحؤول دون الطلاق إن هو إراد كما هو الحال في مجتمعاتنا العربية (لاحظوا أنَّ قانون الخُلْع الذي أُقرَّ في مصر عام 2000 لم يسجِّل إلى الآن سوى حالات طلاقٍ قليلة جداً رغم مرور 12 عاماً على إقراره، وسبب ذلك أنَّ هذا القانون لم يزوِّد المرأة بأي عامل قوة،ذلك أنَّ الخلع يعني أن ترفع المرأة قضية طلاقٍ شرط أن تتنازل عن كل حقوقها بما في ذلك رعاية الأولاد.. ولاحظوا أنَّ قوانين الطلاق في تركيا شبيهة لتلك التي في الغرب، وذلك وفق ما نشاهده في المسلسلات التلفزيونية التركية، مع فارقٍ جوهري هو أنَّ الطلاق كي يحدث لا بد من موافقة الطرفين وليس موافقة طرفٍ واحد).
ثانياً، أنَّ المرأة الأميركية التي، كما أشرنا، تستطيع الحصول على الطلاق بسهولة، تقوم المحكمة بإعطائها 50% مما يملكه طليقُها، أي يُصار إلى تقسيم كل ما يملكه الرجل إلى نصفين: نصفٌ يبقى له والنصف الآخر تحصل عليه طليقتُه.. (في مجتمعاتنا العربية بإمكان الرجل أن يأخذ المرأة إلى البحر ويرجع بها عطشانة! إذ لا يقوم الرجل العربي في كثيرٍ من الحالات بالموافقة على تطليق زوجه إلا بعد أن تتنازل عن كل شيء، أي أنَّ ما يقوم به الرجل عملياً هو شبيهٌ بقانون الخلع، بل وفي بعض الحالات يقايض المرأةَ وأهلَها بالحصول منهم على مبالغ مالية ضخمة مقابل موافقته على الطلاق!!).
ثالثاً، أنَّ توافر فرص العمل للمرأة في الغرب جعلها تعيش حالة استقلالٍ مالي، مما أنقذها من أن تظل واقعةً تحت رحمة بعلها من الناحية المادية.
رابعاً، إذا ما كان البابُ مفتوحاً أمام الرجل الغربي للخيانة الزوجية بمقدار قيراطٍ فإنه مفتوحٌ أمام المرأة الغربية بمقدار 24 قيراطاً.
خامساً، أنَّ بإمكان المرأة عند الطلاق أن تتولى رعاية الأولاد، كما وبإمكانها إيجاد عمل وإيجاد سكن (إن لم يكن المسكن الزوجي نفسه)، ناهيك عن تكفُّل الدولة بنفقات الأولاد حتى بلوغهم سنَّ الرشد، هذا بالإضافة إلى امتيازاتٍ إجتماعية واسعة تضمن حياةً كريمة للمرأة (ولجميع أفراد المجتمع) وتضمن مستقبلهم، من قبيل  ضمان الشيخوخة وسن التقاعد والضمان الصحي والتعليم المجاني ومعاش للعاطلين عن العمل، إلى ما هنالك...
خلاصة الأمر أنَّ امتلاك المرأة الغربية لهذا العدد الكبير من الأوراق هو ما جعل نسبة الطلاق ترتفع في الغرب، إذ باتت المرأة الغربية تملك بفعل القانون أوراقاً تجعلها تواجه الرجل ليس نداً لندٍّ فحسب بل وبشكلٍ جعلها تتفوَّق عليه.. وصحيحٌ أن ليس هناك أسهل من أن يحدث الطلاق على مستوىً واسع في كل مجتمعات العالم، إلا أنَّ امتلاك الرجل لأغلبية الأوراق في يديه في بعض المجتمعات (كما هو الحال في المجتمعات العربية) هي التي ما تزال تقلِّل من نسبة الطلاق أو تلجمها.. وإلا فهل تظنون أنَّ معشر الرجال في الولايات المتحدة الأميركية هم الذين يبادرون إلى الطلاق، أي يخسر نصف ما يملك ويخسر أولاده هكذا بكل سهولة؟! نشك في ذلك، لا بل نكاد نجزم أنَّ معظم حالات الطلاق إنما تطلبها وتسير فيها المرأةُ الأميركية، وخاصةً وأنها ستحصل على نصف ما يملكه طليقها وستحصل على الأولاد وبإمكانها وبكل سهولة إيجاد سكنٍ وإيجاد عملٍ أو التقدُّم إلى الجهات الرسمية المختصة للحصول على معونة للإنفاق على الأولاد، وهي في كل الأحوال لا تخشى على مستقبلها مع تقدمها في السن في ظل التقديمات الإجتماعية التي تضمن لها حياةً كريمة..
ضمن هذا السياق أتى القانون الغربي بتجريم إغتصاب البعل لزوجه لزيادة تدعيم سلطة المرأة على الرجل في المجتمعات الغربية، وهو في أوجُهٍ أخرى يحمل في دوافعه الكامنة عداءً صريحاً لكلٍّ من الجنس ومؤسسة الزواج من قِبَل طارحيه، فلماذا نسعى إلى تطبيق هكذا قانونٍ في مجتمعاتنا العربية ونحن ندرك أنَّ مفهوم الحريات الجنسية المتوافرة في المجتمعات الغربية هي غير متوافرة في مجتمعاتنا العربية، ولماذا نعمد كالببغاء إلى ترداد كل ما يصدر من الغرب عوض أن نعمد إلى تحقيق الغاية بأسلوبٍ آخر يتلاءم مع مجتمعاتنا ويتناسب معها ألا وهو أسلوب رفع مستوى الوعي؟! هذا ما سنناقشه في ختام هذا الحديث في الصفحة التالية.


معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه:

2- المرأة تتمنَّع عن بعلها في العلاقة الجنسية عندما تشعر بأنها الأقوى!

شاهد في الأسفل صور وفيديوهات العارضة الأسترالية الجميلة ميرندا كير (Miranda Kerr)

ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.com





















































































































































































































































































































































































































































































هناك تعليقان (2):

  1. 2ooo husseinahmadsabra زه ر ة ا ل ر ب ي ع ف ي ف ص ل ال ر بي ع ت ع ج ب ن ي وف ي ف ص ل ال خ ريف تالموني وفي فصل الشتاء ابحث عنها لتدفئتي م ن ح ر ارة ال برد ال ق ار ص ل ك ن ع ند م ا ك ن ت ف ي ك ندا س نو ات وج د تها حمراء وهي حان ع ل ي ه ا الخ ري ف ق ررت ان اب دع من ها من تو ج بدل ار ه ا ت ه ت ز ب ال ري اح و ت غ ي ب ع ن ال اب ص ار حت ى ل ل ف صل ذات

    ردحذف