في 13 آذار/ مارس 2012 أوقف جهاز إستخبارات الجيش اللبناني الطبيبَ النسائي والأستاذ الجامعي الدكتور زكريا حنقير بتهمة حيازة أسلحة ونقلِها إلى بلدة عرسال البقاعية بغية تهريبها إلى الثوار في سوريا.. فعن أي أسلحة يتكلَّم هؤلاء؟!.. في البداية كان التعامل معه جيداً، على ما يقوله هذا الطبيب.. النبرة هادئة والحديث يتم في جوٍّ من الإحترام.. ثمَّ فجأةً، إنقلب "أولاد الإحترام" إلى "أولاد الحرام"! كان القصد إحداث شوشرة إعلامية يَتَّهم فيها محورُ المساومة والمخادعة سُنَّةَ لبنان بتهريب الأسلحة إلى الثوار الأبطال في سوريا بالجرم المشهود يقوم بها هذا الطبيب
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
على هامش إذلال الطبيب اللبناني زكريا حنقير على يد إستخبارات الجيش اللبناني
أجهزة الإستخبارات في دول العالم الثالث
تضمّ في صفوفها أغبياءَ مُتَعَبْقِرين!
|
| الدكتور زكريا حنقير في المستشفى بعد الإفراج عنه |
حسين احمد صبرا
في 13 آذار/ مارس 2012 أوقف جهاز إستخبارات الجيش اللبناني الطبيبَ النسائي والأستاذ الجامعي الدكتور زكريا حنقير بتهمة حيازة أسلحة ونقلِها إلى بلدة عرسال البقاعية بغية تهريبها إلى الثوار في سوريا.. فعن أي أسلحة يتكلَّم هؤلاء؟!
 |
| الأسلحة التي تمَّ ضبطها ويعود زمنها إلى الحرب العالمية الثانية |
لقد قرَّر الطبيب اللبناني الإنتقال للسكن من مكانٍ إلى آخر ضمن منطقة صيدا جنوب لبنان، فتمَّ احتجاز الشاحنة التي تنقل الأثاث ومن ضمنها الأسلحة والقطع القديمة والأثرية..
 |
| بندقية صيد قديمة |
لقد طُلب من هذا الطبيب المثقَّف، المتخرِّج في أرقى جامعات الطب البريطانية والهاوي جمعَ القطع الأثرية النادرة، بنبرةٍ تدل على مدى انحطاط وسفالة المتفوِّه أن يخلع ملابسه ويتجرَّد منها تماماً مولايَ كما خلقتني وأن ينحني ليبان دُبْرُهُ للناظرين! يا لَهَوْلِ المنظرِ الجميل! يا لهذا الإنجاز الأمني العظيم!
دعونا نعالج المسألة من أساسها:
إنَّ مشكلة لبنان الأساسية هي في الدويلة الشيعية المدجَّجة بالسلاح، تلك التي إصطنعها نظامُ حافظ الأسد العلوي بموادَ أوَّلية فارسية وبمباركة أميركية – إسرائيلية.. وعلى هامش هذه الدويلة أسسَّ النظام العلوي ما قبل عام 2005 جهازاً أمنياً هو نسخة طبق الأصل من أجهزة أمن الشبِّيحة العلويين في سوريا، تلك التي تُمعِن فتكاً وقتلاً وذبحاً وسحلاً في أطفال الشعب السوري البطل ونسائه وشبابه وشيبته.. وإنَّ استمرار وجود هذه الدويلة الشيعية المدجَّجة بالسلاح ما بعد عام 2005 هو الذي فرضَ تقاسم الأجهزة الأمنية على أسسٍ مذهبية! فماذا كانت النتيجة؟!
 |
| الدكتور زكريا حنقير متحدِّثاً إلى شاشة الـ"أم تي في" |
أولاً، إنَّ مهرِّبي الأسلحة إلى الثوار في سوريا معروفون بالإسم لجميع الأجهزة الأمنية في لبنان وهم ينتمون بغالبيتهم العظمى إلى المحور العلوي – الفارسي، ومع ذلك لم يُصَر إلى اعتقال أيٍّ منهم، وليتَّضح لنا في نهاية هذا الفيلم المبتذَل أنَّ الدكتور زكريا حنقير هو نفسه يونس شلبي في فيلم "شفيقة ومتولّي"! لقد كانت مجلة "الشراع" أول من كشف ومنذ وقتٍ مبكر (آب/ أغسطس 2011) عن سرقة مخزن أسلحة تابع لحزب الله في البقاع وبيع محتوياته عن بكرة أبيها لأغراضٍ مادية بحتة إلى الثوار في سوريا، قام بها قيادي معروف من حزب الله هو إبن القيادي الشهير في هذا الحزب الشيخ محمد يزبك.. لقد مضى على هذه الحادثة أكثر من سبعة أشهر ولم يكلِّف أحدهم خاطره بإعتقال هذا المذكور.. لماذا؟! وعلى المنوال نفسه فإنَّ تجَّار المخدرات وسارقي السيارات، وجميعهم تابعٌ للمحور العلوي – الفارسي ومعروفون بالإسم، ولا يُصار إلى إعتقال أيٍّ منهم إلا إذا سمح حزب الله بذلك ولأسماء محدَّدة بعينها وعادةً ما يكونون تجاراً ولصوصاً من الدرجة العاشرة يكون هذا الحزب قد ضاق بهم ذرعاً!
ثانياً، إنَّ مِنْ بين مَنْ هم مخوَّلون رسمياً الحفاظ على أمن هذا البلد وأمن المجتمع وأمن الناس مَنْ يسيئ إلى هذه المهنة إساءةً بغيضة ومعيبة وبشكلٍ مبتذل ومقرف.. إنه العار نفسه! إنَّ لبنان بلدٌ مخترَق من إسرائيل وتقديرات المختصّين تشير إلى أنَّ عدد عملاء إسرائيل في لبنان يفوق العشرة آلاف عميل.. فلمصلحة مَنْ هدر وقت بعض الأجهزة الأمنية في نكايات وإفتراءات وسفالات، في وقتٍ يبذل أمنيون كُثُر جُلَّ وقتهم وخالص جهدهم للحفاظ على أمن هذا البلد ويتمتَّعون بشهامةٍ ومروءة وحسٍّ وطنيٍّ عالٍ وحسٍّ إنسانيٍّ فائق وعبقرية حقيقية وليس تَعَبْقُراً يُخفي وراءه غباءً مطلقاً.. فإلى متى سيظل الفاجر يأكل مال التاجر في هذا البلد؟!
ثالثاً، إنَّ أجهزة الإستخبارات في دول العالم الثالث بشكلٍ عام قد أدمنت أن تضمَّ في صفوفها الأسافل، أولئك الذين اعتادوا على "الخلع" في بيئتهم، تلك التي تلقُّوا فيها تربيةً فاسدة لا تقيم لكرامة الإنسان وشرفه وعرضه وزناً، فتراها تضمُّ في صفوفها المنحرفين جنسياً، فما بالك بالمنحرفين فكرياً وإنسانياً.. حتى أننا نشهد في البلدان التي تتسلَّط عليها أنظمةٌ دكتاتورية طغياناً لهذه النوعية في أجهزتها الأمنية، وكأنَّا بهذه الأجهزة ترفعُ المثلَ اللبناني شعاراً: اللي متلنا تعا لَعِنَّا (اللي زَيِّنا تعالَ لعندنا)..
 |
| الرئيس فؤاد السنيورة عائداً الدكتور حنقير في المستشفى |
أولاً، أن يطالِب بمعاقبة الجاني بأن يُجلب إلى الشارع ويُجرَّد من ملابسه زلبطَّة (مولاهُ كما خلقَه) على مرأى من الجماهير الغفيرة، تماماً كما فعل الثائرون بمعمَّر القذافي.. وانتبهوا، لا نريد أن يُصار إلى تطبيق ذلك فعلياً لأننا (والطبيب حنقير طبعاً) ضد ما حصل للقذافي أصلاً، ذلك أنَّ أخلاقنا ومبادءنا ترفض مثل هذه الأفعال الهمجية بالمطلق، وإنما مجرَّد المطالبة بهذا الأمر سيُنزِل الجاني عن عرشه الإلهي ويضعه في سلة المهملات حيث مصير كل متألِّه على هذه البسيطة..
ثانياً، أن يطالِب بمحاكمة الجاني وطرده من وظيفته، وهذا ما نتمنَّاه وهذا ما يجب أن يحصل بكل تأكيد، فهذا وغيره يتقاضون رواتبهم من دم الشعب اللبناني ليخدموه صاغرين، لا ليتطاولوا على كرامات خَلْقِ الله..
ثالثاً، وبما أننا والدكتور حنقير لا نريد القطع بأرزاق أحد، فإنَّ على هذا الطبيب اللبناني أن يُطالب الدولة اللبنانية بمعالجة المسألة من زاوية علمية بأن تسعى لتأمين عملٍ للمنحرفين جنسياً فيها في المواخير المنتشرة في بعض أنحاء العالم، تلك التي توظِّف عندها السَادِيّين الفَتْشِيّين، أولئك الذين لا تشتعل رغبتهم الجنسية إلا إذا قاموا بتعذيب وإذلال شريكهم الجنسي.. هناك سيقوم هؤلاء بتعذيب وإذلال مَنْ يرغب من زبائن هذه المواخير ممَّن يُسَمَّونَ بالمازوخيين، أي الذين هم على النقيض منهم، لا تشتعل رغبتهم الجنسية إلا إذا تعرَّضوا للتعذيب والإذلال على يد شريكهم الجنسي..
في الختام، ممنوعٌ منعاً باتاً أن يتكرَّر ما حصل.. أولم يتَّعظ هؤلاء بعد من الأنظمة السادية الفتشية التي تتهاوى من حولنا؟!
(33 آذار/ مارس 2012)
موضوع ذو صلة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق