2011/11/30

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ وقفة مع مجتمع المقاومة - حزب الله وشبكات الدعارة في الضاحية الجنوبية!


مجتمع المقاومة هذا عاصمتُه ضاحية بـيروت الجنوبية، التي هي عبارة عن مناطق عشوائية وشبه عشوائية يمسك حزب الله بخناقها منذ ما يزيد عن عشرين عاماً بعدما جعلها منطقةً مغلقةً عليه وقسَّمها إلى مربعات أمنية يحتـمي فيها قادتُه السياسيون والأمنيون وينشطون.. وبما أنَّ الضاحية الجنوبية هي المنطقة الحَضَرية الوحيدة الـتي تمثِّل الثقل السياسي والثقافي والإعلامي والعسكري والأمـني والجماهيري لأتباع الفرس، فلا بد أن تكون هذه الضاحية هي "وجه السَحَّارة" الذي سيباهي به حسن نصر الله الأممَ يومَ القيامة!


 

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

-->



                                                   كتاب
              حوار مع صديقي الإسلامجي
                                                        تأليف: حسين احمد صبرا

                
                         وقفة مع مجتمع المقاومة
   حزب الله وشبكات الدعارة
      في الضاحية الجنوبية!



     حسين احمد صبرا
حينما اتَّهم أمـينُ عام حزب الله السيد حسن نصر الله (قبل أكـثر من عام) الفريقَ الذي يعارضه من اللبنانيين بأنهم يشكِّلون بيئةً حاضنة للعمالة لإسرائيل، فإنَّ كثيرين ردوا عليه بأنَّ معظم عملاء إسرائيل الذين اكتشفَتهم الأجهزةُ الأمنية اللبنانية في السنوات العدة الأخيرة (تحديداً شعبة الأمن والمعلومات) هم من الطائفة الشيعية التي ينتـمي إليها نصر الله وجمهورُه أو من حزب الله الذي يتزعَّمه نصر الله نفسه.. وكأنَّهم بردِّهم هذا لم ينتبهوا جيداً إلى ما قصده السيد حسن، أو ربما هم تعمَّدوا ذلك.
أما ما فهمناه نحن من مقصد السيد نصر الله فهو أنَّ الفريق اللبناني الذي ينادي بلبنان أولاً وبعدم جعل البلد ساحةً للصراعات والصفقات والمقاولات الإقليمية، ويقف علناً ضد ما يسمَّى بـ "المحور المقاوم والممانع لإسرائيل" (وهي تسمية تثـير البهجة والمرح) ويروِّج لثقافة تناهض الصراع العبثي المسلَّح مع العدو الصهيوني ولا تجعل من إسرائيل العدو الأوحد، ولا يجد غضاضةً في بناء علاقات علنية مع الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية إذا ما تقاطعت مصالحه مع مصالحها... هذا الفريق السياسي، برأي حسن نصر الله، إنما قد خَلق بذلك بيئةً معادية للمقاومة سهَّلت على بعض المتأثرين بأفكاره السياسية وبمفاهيمه الثقافية أن يرتضوا لأنفسهم العمالة لإسرائيل، بغض النظر عن انتماء العملاء الطائفي أو المذهبي أو حتى الحزبي.        
تلك هي حقيقة المقصد من الإتهام الذي سبق وأن ساقَه السيد حسن نصر الله ضد قسمٍ يشكِّل نصف اللبنانيين على الأقل في استنتاجٍ له طابع سياسي وثقافي واجتماعي ونفسي وأخلاقي.. وهو، على كل حال، لم يكن إتهاماً أو إدانةً لبيئة خصومه بقدر ما كان معايرةً، ذلك أنَّ السيد حسن إنما أراد أن يقول ما معناه: بيئتُكم بيئةُ عمالة، وبيئتُنا بيئةُ مقاومة.. بيئتُكم فاشلة، وبيئتُنا مثالٌ يجب أن يُحتذى.. أنتم مجتمع العمالة، ونحن مجتمع المقاومة.
ومجتمع المقاومة هذا قد جَهَدَ حزبُ الله بشكلٍ عام والسيد حسن نصر الله بشكلٍ خاص في بنائه وفي الـترويج له تنفيذاً للأوامر والتعليمات الفارسية، وهم يفاخرون به ويدعون الآخرين إلى الإنتماء إليه والإقتداء به وإلى أن يَحْذُوا حَذْوَهُ وأن يتَّخذوه مَثَلَهم الأعلى..  
مجتمع المقاومة هذا عاصمتُه ضاحية بـيروت الجنوبية، التي هي عبارة عن مناطق عشوائية وشبه عشوائية يمسك حزب الله بخناقها منذ ما يزيد عن عشرين عاماً بعدما جعلها منطقةً مغلقةً عليه وقسَّمها إلى مربعات أمنية يحتـمي فيها قادتُه السياسيون والأمنيون وينشطون.
وبما أنَّ الضاحية الجنوبية هي المنطقة الحَضَرية الوحيدة التي تمثِّل الثقل السياسي والثقافي والإعلامي والعسكري والأمـني والجماهيري لأتباع الفرس، فلا بد أن تكون هذه الضاحية هي "وجه السَحَّارة" الذي سيباهي به حسن نصر الله الأممَ يومَ القيامة!
دعكم من أنَّ الضاحية الجنوبية هي الآن وكرٌ للعصابات المتخصصة في سرقة السيارات.. ومن أنَّ من يصحو الآن في الضاحية الجنوبية ويجد سيارته غـير مسروقة تكون أمُّه قد دَعَتْ له في ليلة القدر.. ومن أنَّ معظم سارقي السيارات في لبنان إن لم يكن كلُّهم هم من جمهور المقاومة وأزلامها وممن يقدِّمون الخدمات الجليلة إليها وينتمون إلى مجتمعها.. ومن أنَّ هذه العصابات راحت بعد عام 2005 تسيِّس السرقة بقدرة قادر فاستهدفت سرقة السيارات في المناطق المسيحية دون غيرها من المناطق في وقتٍ كان المعارضون لحزب الله يتعرضون للإغتيالات وتتعرض تلك المناطق المسيحية للتفجيرات.. ومن أنَّ هذه العصابات ولشدة ما هي محميَّة من حزب الله قد راحت تتجرَّأ في الفـترة الأخـيرة على الحزب نفسه فتسرق سيارات قياداته وأطره وعناصره ودراجاتهم النارية...
ودعكم من أنَّ ضاحية بـيروت الجنوبية هي الآن وكرٌ لتجّار المخدرات الذين ينشطون على صعيد عالمي وقد أصبحوا – على ذمّة أمريكا – المموِّلَ الأساسي لخزينة حزب الله بملياراته الخضراء، وأصبحوا على – ذمَة شيكا بيكا – المحتكرَ الرئيس للمخدرات على الصعيد اللبناني زراعةً وصناعةً وتجارةً وترويجاً، إلى درجة أنهم ولشدة ما هم محميّون من حزب الله لما يقدِّمون له من خدمات جليلة راحوا يتجرأون في الفـترة الأخـيرة على ترويج المخدرات بـين أطفال المدارس في الضاحية الجنوبية نفسها، معقل مجتمع المقاومة الذي ينتسبون هم أنفسهم إليه..
ودعكم من التعديات على الأملاك الخاصة والعامة والتي تكاد تقتصر في لبنان على مجتمع المقاومة.. ومن أنَّ جمهور المقاومة هو الذي يخطف مواطنين أثرياء ويطالب ذويهم بفدية مقابل الإفراج عن أبنائهم.. ومن أنَّ الضاحية الجنوبية هي البقعة الجغرافية الوحيدة في لبنان الـتي يتم فيها فرض خوّات على أي مواطن يريد استئجار شقة سكنية بدءاً من خمسمائة دولار فما فوق.. ومن سيطرة قياداتٍ من حزب الله على كل ما يدرُّ مالاً في الضاحية من لوحاتٍ إعلانية ومن إشتراكاتٍ في القنوات الفضائية ومن تلزيمات للطرقات وغيرها.. ومن إدارة حزب الله لتجارة المازوت المهرَّب من سوريا.. ومن الهـبرة الكبـيرة الـتي هبرها الحزب وأتباعه والمؤلَّفة قلوبهم لتعويضات حرب تموز/ يوليو 2006..
ودعكم من الإشتباكات الـتي تدور رحاها بالأسلحة المتوسطة والصاروخية في شوارع الضاحية الجنوبية من حينٍ لآخر بين العائلات أو بين الأفراد لخلافات شخصية أتفه من التفاهة.. ومن أنَّ معظم نزلاء السجون اللبنانية بقضايا جرمية هم من جمهور حزب الله ومن بيئة مجتمعه المقاوم.. ومن أنَّ جُلَّ طلبة الجامعات ممن هم ينتسبون إلى حزب الله أو يناصرونه أو ينتمون إلى مجتمعه المقاوم هم عبارة عن زعران، وهو الوصف الوحيد الذي وجدناه الأكثر تهذيباً وقابليةً للنشر ضمن الرقابة الذاتية التي يجب أن يفرضها على نفسه أيُّ كاتب..
دعكم من كل هذا وذاك وتعالوا نقرأ قراءةً متأنية لما سرَّبه حزب الله نفسه عن واحدٍ من أبرز قيادييه العسكريين – الأمنيين والذي ألقى الحزبُ القبض عليه مؤخراً متلبِّساً بجرم التعامل مع إسرائيل.. وما عليكم سوى أن تلاحظوا طبيعة العنصر البشري الذي يتكوَّن منه هذا الحزب، ودائماً وفق تسريبات حزب الله نفسه، دون أن يتنبَّه هذا الحزب – بالروايات الـتي سرَّبها – أنه إنما يفضح نفسَه بنفسه:
لقد نجح جهاز الإستخبارات الإسرائيلية (الموساد) في أن يستدرج أحد قياديي حزب الله لأن يمارس الجنس مع إحدى عميلاته في شقة سكنية تقع في بـيروت وقام جهاز الموساد بتصوير هذه الواقعة.. لاحقاً قام ضباط من الموساد  بتهديد هذا القيادي بفضح أمره ما لم يتعاون معهم، وقد أوهموه بأنهم من جهاز الإستخبارات الألمانية طالبين منه في بداية الأمر تزويدهم بمعلوماتٍ عامة عن حزب الله لا تشكل خطراً عليه، فوافقهم على ذلك.. لقد وثَّق ضباط الموساد المعلومات التي زوَّدهم بها هذا القيادي بما يدينه، وحينها كشف أعضاء الموساد عن هويتهم أمامه طالبين منه هذه المرة التعامل الصريح مع إسرائيل وتزويدهم بالمعلومات الخطـيرة والـتي تُلحق بحزب الله الضرر الفادح، وإلا فضحوا أمره.. فما كان منه إلا أن وافقهم على ما طلبوه منه!
أين الفضيحة في ذلك؟!
لا تكمن الفضيحة في أنَّ هذا القيادي (النموذج) من حزب الله أقام علاقة جنسية مع فتاة من الفتيات، فإن كان البعض منكم معادياً للجنس (لأسباب مختلفة) فإنَّ من الجائز هنا القول: جَلَّ من لا يخطىء، والله غفورٌ رحيم يا أخي.. أما إن كان الأمر متعلِّقاً برأينا الشخصي فإننا نقول: كلُّ واحدٍ حرٌّ في جسده..
الفضيحة تكمن في أنَّ هذا القيادي قد مسح بأستيكة كل سمفونية الطبل والزمر الـتي صدع بها دماغَنا هو وحزبه ونظام الفرس التابعين له خلال أكثر من ربع قرن عن الجهاد والشهادة ويوم الآخرة ويوم الحشر ويوم الساعة ويوم الناقوس، وأنهم هم الأنظف وهم الأشرف وهم الأعَفّ وهم الشَلَوْلَخ، وأنَّ من يعادونهم هم الأوسخ وهم الأقذر وهم الأنجس وهم الأنتن..
فعوضَ أن يـترجم هذا القيادي على الأرض ولو ذرّة واحدة من إيمانه بالله تعالى بأن يسارع إلى إبلاغ قيادته بما حصل معه منذ اللحظة الأولى وليحصل بعدها ما يحصل من إجراءاتٍ عقابية قد يتَّخذها حزبُه ضدَّه مِنْ عَدَمه، فإنَّ هذا القيادي سارع إلى بيع آخرته بدنياه فباعَ اللهَ وباع الحزب بتاعه وباع أهله وناسه عند أول ابتلاءٍ سهلٍ كرمى مصلحته الشخصية الدنيوية، ليجد نفسه لاحقاً متورِّطاً بالعمالة لعدو الله، ومع ذلك لم يتراجع وفضَّل المضي إلى آخر الطريق!!
والسؤال الذي نطرحه الآن: كم واحد من قيادات حزب الله يوجد على هذه الشاكلة.. وقبلها نسألكم: هل سمعتم عن شبكات الدعارة في الضاحية الجنوبية؟!
                    شبكات الدعارة.. أشرف الناس!

          إن كان على الجنس بكافة أشكاله فإننا نعيد على مسامعكم رأينا الشخصي: كلُّ واحدٍ حرٌّ بجسده وبـ "السكس فِيزْ بَنْص" بتاعه.
ولكننا هنا لا نتحدَّث عن أمرٍ شخصي بل نحن نتحدَّث عن مسألة لها علاقة بالسياسة وبالأمن.. وبصريح العبارة فإنَّ كل من يحاول أن ينفي علاقة حزب الله بشبكات الدعارة تلك والتي تنشط في مربعاته الأمنية وأمام ناظريه وصار صيتُها ملءَ الأسماع فإنه لا يفهم ذرّة في علم الإستخبارات، بل هو بالكاد يفهم "ظَرَّتْ" في علم الإستخبارات..
فلو لم يكن حزب الله هو الذي يدير شبكات الدعارة تلك بالواسطة أو بشكلٍ مباشر لكان عمل المستحيل للقضاء عليها.. لماذا؟ لأنَّ شبكات الدعارة هي الباب الأمثل والأسهل للموساد الإسرائيلي (ولغـيره من أجهزة الإستخبارات) لإختراقها وتجنيد العملاء من خلالها..
إذاً، ما هي مصلحة حزب الله من إنشاء شبكاتٍ للدعارة تنشط في مجتمعه المقاوم حيث أشرف الناس؟!
الجواب بسيط، وهو أنَّ كلَّ الأنظمة والدويلات التي يطغى عليها الطابع الأمـني البحت تصبح شبكات الدعارة لازمة من لوازمها لتحقيق هدفين اثنين، وهما في حالة حزب الله كالآتي:
أولاً، استخدام هذه الشبكات لأغراض التجسس بما يحقق أغراض هذا الحزب في بسط نفوذ دويلته وحماية أمنها.
ثانياً، الترفيه عن جمهور المقاومة وإلهائه في وقتٍ لا يلبث أن يُخرجه هذا الحزب من حربٍ ليُدخله في حربٍ أخرى ينجم عنها دمار وخراب وجوعٌ وفقر وأزمات لها بداية وليس لها نهاية .. وكم من أنظمة جائرة استخدمت سلاح الجنس والمخدرات لتجعل من شعوبها في سابع نومة وآخر تسطيلة لتلتـهي هذه الشعوب عن محاسبتها عن عهرها وفجورها وبطشها واستبدادها ووضعها لثروات البلاد في كرشها...
        ومع فائق تقديرنا الشخصي والأخلاقي للسيد حسن نصر الله (بغضّ النظر عن أنَّ بـين فكرنا وفكره ما صنع الحدّاد)، إلا أنَّ الكثـير من الأمور داخل حزب الله لا سلطة له عليها وإنما السلطة أولاً وأخيراً هي بيد الفرس، أعداء المجتمعات العربية.

         (نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2011، العدد 1520).

-->


شاهد هذا الفيديو على اليوتيوب: تنصُّت على الترددات اللاسلكية لمقاتلي حزب الله في معارك القصير في محافظة حمص وهم يحاولون سحب جرحاهم وآلياتهم ودباباتهم المدمَّرة(22/5/2013)



                                 كتاب:
                  "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
                                                     (تأليف: حسين احمد صبرا)
************************************************************************************                    
                                  فهرس كتاب:
                    "حوار مع صديقي الإسلامجي"
************************************************************************************
                     إقرأ قصيدة "مشايخ.. ومشايخ"
                                 (شعر: حسين احمد صبرا)
************************************************************************************
                                   فهرس كتاب:
                     "على هامش ثورة شباب مصر"
************************************************************************************
               فهرس دراسة في اللغة والموسيقى:
             "لهذه الأسباب اللهجة المصرية محبوبة"

*************************************************************************************
                             إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
www.alshiraa.com                                                          
 

هناك تعليق واحد: