2017/04/27

إغتيالات الحشَّاشين (11)/ إغتيال الوزير السُمَيْرمي.



مع مرور السنين تطوَّر أسلوب الحشاشين في عمليات الإغتيال التي كانوا يقومون بها، وهو اتِّباع ما يُعرف بلغة عصرنا بالكمين المسلَّح ضمن خطة محكمة ينفِّذها أكثر من فرد، وهي شبيهة من حيث المبدأ بعملية اغتيال الأفضل إلا أنها أكثر صعوبةً وتعقيداً.. ففي عام 516ه/ 1122م اغتال الحشّاشون الوزير الكمال أبا طالب السُمَيْرمي (وهو من قرية السُمَيْرم في أصفهان)، وكان وزيراً للسلطان السلجوقي محمود بن ملكشاه، وكان يستعد للسفر مع السلطان من بغداد إلى همذان...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (11)

إغتيال الوزير السُمَيْرمي

حسين احمد صبرا
ومع مرور السنين تطوَّر أسلوب الحشاشين في عمليات الإغتيال التي كانوا يقومون بها، وهو اتِّباع ما يُعرف بلغة عصرنا بالكمين المسلَّح ضمن خطة محكمة ينفِّذها أكثر من فرد، وهي شبيهة من حيث المبدأ بعملية اغتيال الأفضل إلا أنها أكثر صعوبةً وتعقيداً.. ففي عام 516ه/ 1122م اغتال الحشّاشون الوزير الكمال أبا طالب السُمَيْرمي (وهو من قرية السُمَيْرم في أصفهان)، وكان وزيراً للسلطان السلجوقي محمود بن ملكشاه، وكان يستعد للسفر مع السلطان من بغداد إلى همذان، فسار بدايةً إلى الحمّام ثم خرج ومن حوله ما لا يحصى من مرافقيه المسلَّحين. ولم يتمكَّن السُمَيْرمي من سلوك الطريق التي تلي نهر دجلة لزيادة الماء، ما اضطرَّه إلى أن يقصد طريقاً آخر فيه مَنْفَذٌ ضيِّق مليءٌ بحظائر الشوك بحيث يصعُب السيرُ فيه. وخرج المرافقون من بين الشوك والسُمَيْرمي من ورائهم، وما أن برز عُنُقُ بَغْلَته ويداها من بين الشوك حتى وثب عليه رجلٌ حشّاشي وعاجله بضربة سكِّين لكنَّها أخطأته وأصابت البغلة، فهرب الحشّاشي إلى دارٍ على نهر دجلة وتبعه غلمان الوزير ومرافقوه المسلَّحون أجمعين، حتى لم يبقَ مع السُمَيْرمي أحد، فظهر رجلٌ حشّاشي آخر كان متوارياً وضرب السُمَيْرميَّ بسكِّينٍ في خاصرته ثم جذبه عن البغلة إلى الأرض وجرحه عدة جراحاتٍ، فعاد أصحاب الوزير فبَرَزَ لهم إثنان من الحشّاشين لم يُرَيَا قبل ذلك وتصدَّيا لهم بالإشتراك مع الرجل الثالث الذي تولى طعن السُمَيْرمي، فانهزم ذلك الجمعُ من بين يدي هؤلاء الثلاثة ولم يبقَ من بينهم مَنْ لديه القدرة على تخليص الوزير، ثم عاود السُمَيْرميَّ الذي جَرَحَه وراح يكرِّر طعنَه في مَقَاتله والوزير يستعطفه ويقول له: أنا شيخٌ.. فلم يقلع الحشّاشي عنه وبرك على صدره وراح يكبِّر ويقول بأعلى صوته: الله أكبر أنا مسلمٌ أنا موحِّد.. فيما مرافقو الوزير يضربونه (أي الحشّاشي) على رأسه وظهره بسيوفهم ويرشقونه بسهامهم، وكلُّ ذلك لا يؤلمه، وحين استرخت قوَّتُهُ سقط على الأرض وما زال فيه رمق، فذبحوه، كما قتلوا الحشّاشين الثلاثة الآخرين، وأُلقيت جثثهم في دجلة(1).
_____________________________________
(1)  ابن الجوزي/ المنتظَم/ ج17، ص212- 213. أما المؤرِّخ ابن خَلَّكان، المولود بعد نحو مائة عامٍ من هذه الحادثة (608- 681ه/ 1211- 1282م) فقد أورد في كتابه "وفيّات الأعيان"، ج2، ص190، أنَّ مَنْ قَتَلَ السُمَيْـرمي هو عبدٌ أسود كان للطغرائي، الشاعر الشهير، والذي كان السُمَيْـرمي قد تسبَّب في مقتله إذ اتَّهمه بالإلحاد.
____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:










 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق