2017/02/03

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (25)/ غاري كاسباروف يلمِّح إلى احتمال وجود فيلم جنسي لترامب بحوزة بوتين.



     ·     غاري كاسباروف: ترامب كان في موسكو في وقتٍ أُجريت مسابقة ملكة جمال الكون هناك وربما هناك مواد سُجِّلت لترامب من أجل ابتزازه، لا أعرف وإنما أستطيع التخمين وأحاول إيجاد نوع من التفسير لرفض ترامب المستمر لإدانة تدخُّل بوتين في السياسات الأميركية




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (25)

غاري كاسباروف يلمِّح إلى احتمال وجود
فيلم جنسي لترامب بحوزة بوتين



·  غاري كاسباروف: ترامب كان في موسكو في وقتٍ أُجريت مسابقة ملكة جمال الكون هناك وربما هناك مواد سُجِّلت لترامب من أجل ابتزازه، لا أعرف وإنما أستطيع التخمين وأحاول إيجاد نوع من التفسير لرفض ترامب المستمر لإدانة تدخُّل بوتين في السياسات الأميركية




حسين احمد صبرا
"كلُّ شيءٍ في روسيا مسخَّر لبقاء بوتين على قيد الحياة"، هذا ما قاله المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف في مقابلةٍ أجرتها معه الجريدة الإلكترونية الأميركية "سليت" (الصادرة عن الشركة نفسها التي تُصْدِر "الواشنطن بوست" و"النيوزويك")، وذلك في 22/ 12/ 2016، والتي جاءت تحت عنوان:
"لماذا يكره الديكتاتوريون الشطرنج – غاري كاسباروف عن تدخل فلاديمير بوتين في الإنتخابات الأميركية واستجابة أميركا"، وقد أجرى المقابلة يعقوب ويسْبرج، وقمنا بتعريبها عن الإنجليزية..
كاسباروف أشار إلى أنَّ الحكام المستبدين سيتوجَّهون في نهاية المطاف إلى خارج الحدود في حال لم يتم إيقافهم في مرحلةٍ مبكرة، في إشارةٍ إلى أعمال بوتين العدوانية في أوكرانيا وسورية، وإلى أنَّ الطغاة يكرهون الشفافية، وهذا ما يجعل بوتين بشعر براحةٍ أكبر حينما يلعب لعبة البوكر الجيوسياسي وليس الشطرنج.. وشدَّد كاسباروف على أنَّ قرار أوباما سيىء السمعة بعدم فرض خطٍّ أحمر في سورية شكَّل اللحظة الحاسمة في قرار بوتين أن يفعل ما يشاء، مشيراً إلى أنَّ الإنتقام الأميركي كان يمكن أن يكون مدمراً لروسيا، لكنَّ بوتين كان يراهن على أنَّ أوباما لن يقوم بأي شيء.. وذكر كاسباروف أنَّ ترامب ليس بالشخص المناسب ليقوم بدور زعيمٍ للعالم الحر، وأنه عيَّن ريكس تيلرسون في منصب وزير خارجيته متعمِّداً اختيار الرجل المعروف بأنه أقرب رجل أعمال أميركي إلى فلاديمير بوتين ويقيم علاقاتٍ ودية للغاية معه.. وإلى الحديث:

روسيا تحاول انتخاب ترامب

يُسأل غاري كاسباروف عن تصريحه لمحطة الـ"سي. أن. أن" الأميركية في 21/ 10/ 2016 حول أنَّ "روسيا تحاول بشكلٍ مطلق إنتخاب ترامب"، فيقول:
"ياه، لقد مَلَلْتُ من القول، لقد قلتُ لكم ذلك، وأتذكر أنني عندما قدَّمتُ كتابي (الشتاءُ مقبلٌ/ 2015) إلى الناشر أعجبَهُ العنوان وأعجبَهُ الكتاب، ولكنه لم يكن واثقاً من العنوان الفرعي: "لماذا يجب وضع حد لفلاديمير بوتين وأعداء العالم الحر". لقد ظنوا أنه سيكون استفزازياً جداً وربما غير مبرَّر".. ويتابع كاسباروف: "أنا والعديد من زملائي، مثل الراحل بوريس نيمتسوف، كنا نقول للناس في جميع أنحاء العالم إنَّ فلاديمير بوتين كان مشكلتنا ولكن في نهاية المطاف سيكون مشكلة الجميع لأنه، كما هو الحال مع كل دكتاتور، سوف يتطلَّع إلى مرحلةٍ عالمية من أجل تعزيز قبضته على السلطة محلياً. وكان من الطبيعي جداً بالنسبة له أن ينظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها الجائزة الكبرى لكبرياء الدكتاتور، وذلك لكي يُثْبِتَ أنه قويٌ جداً وأنه لا يُقْهَر، بحيث أنه يريد أن يتحدى أقوى دولة في العالم".
وعمَّا إذا كان سلوك بوتين محفوفاً بالمخاطر، وخاصة بالنسبة إلى تدخله في الإنتخابات الأميركية وما قامت به أجهزته الإستخبارية من قرصنة لأعمال اللجنة الوطنية الديمقراطية الأميركية، يُجيب كاسباروف بالقول: "باعتقادي، أن يصبح المرء دكتاتوراً مدى الحياة هو عملٌ محفوف بالمخاطر. أنتَ محق تماماً: إذا كنتَ تحاول أن تحكم على بوتين وإجراءاته من وجهة نظرنا (كوننا الآن نعيش في بلدٍ حر ونتطلَّع دائماً إلى الأمام ونحاول إجراء حساباتٍ استراتيجية) فإنَّ حكمنا عليه سيكون خاطئاً لأنَّ الدكتاتور لا تهمُّه الإستراتيجية، وعند نقطةٍ معيَّنة فإنَّ كل شيء مسخَّر لبقائه على قيد الحياة، وكل شيء مسخَّر لتحقيق أهدافه اليوم. في حين أنه يمكنه ارتكاب الأخطاء لأنه لا يأبه لحرية الصحافة في بلده، وليس هناك من برلمان يستطيع درس أفعاله، وهو – أي الدكتاتور – يدرك أنَّ هناك خطأً واحداً قاتلاً يجب على كل دكتاتور أن يتجنَّبه ألا وهو ألا يبدو بمظهر الضعيف، إنه لا يستطيع ذلك".. 

ثم يضيف كاسباروف: "بالطبع إنها لمخاطرة أن يخترق المؤسسات الأميركية مثل الأحزاب الرئيسة، بل وحتى مجرد التدخل في الإنتخابات الأميركية، بيد أنه لا مفرَّ من ذلك لأنَّ بوتين يجعل من العداء للولايات المتحدة ومن تحدي نفوذ أميركا في العالم أجمع كأساسٍ لدعايته المحلية. وقد رأى بوتين في ذلك فرصةً كبيرة، ذلك أنه شعر بالجرأة بعد سنوات من الضعف الذي أبدته إدارة أوباما. هذا هو السبب في أنني كنتُ على يقين من أنَّ بودِّه أن يفعل ذلك لأنني قرأتُ كتب التاريخ بما يكفي لمعرفة أنَّ الحكام المستبدين سيتوجَّهون في نهاية المطاف إلى خارج الحدود في حال لم يتم إيقافهم في مرحلةٍ مبكرة. وقد رأى بوتين فرصةً كبيرةً مع دونالد ترامب وتمسَّك بها، ونحن نعلم أنَّ إدارة أوباما والبيت الأبيض ووكالة الإستخبارات الأميركية الـ"سي. آي. إي" تلقوا هذه التقارير وحاولوا تجنُّب الصراع المفتوح مع روسيا، لأنه من الواضح أنَّ هناك العديد من الحجج حول لماذا يجب عليك تجنُّب هذا الصراع. وهذا ما كان حساب بوتين الدقيق".
وعن قيام اثنين من أجهزة الإستخبارات الروسية كلٌّ على حدة باختراق حسابات شبكة الإنترنت أثناء الإنتخابات الأميركية، وهما جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً) وجهاز الإستخبارات العسكرية الروسية، وعمَّا إذا كان هذا الأمر منسَّقاً أم فوضى، يقول كاسباروف: "نعم، ولكن هذا هو الحال بالنسبة إلى الدكتاتوريات. وهذا بالمناسبة يُثْبِت أنَّ بوتين كان في قلب القضية إلى حدٍ بعيد، لأنَّ الدكتاتور لا يريد هيكلاً أمنياً واحداً من أجل أن يصبح قوياً جداً. وبطبيعة الحال كان يريد أن يمتلك جهازين أو ربما أكثر من أجل إكمال المهمة نفسها، لأنَّ ذلك ممكن أن يوفِّر له وضعاً فريداً في استخدام هذه المعلومات وجعلها تحت تصرفه. ومرةً أخرى أقول إنَّ هذا هو دليلٌ آخر على الإختلافات بين الديمقراطيات والدكتاتوريات".

بوتين يلعب البوكر بيدٍ ضعيفة

يُسأل كاسباروف، كونه أعظم لاعب شطرنج في زمانه، ما إذا كان بوتين يلعب الشطرنج أم لعبةً أخرى، فيقول: "كلا، وأنا أريد دائماً الدفاع عن سلامة لعبتي عندما يقول الناس بإعجاب إنَّ بوتين يلعب الشطرنج وأوباما يلعب الداما. إنَّ بوتين، وكما هو الحال مع كل دكتاتور، يكره الشطرنج لأنَّ الشطرنج هو لعبةٌ استراتيجية والتي هي شفافة مائة في المائة. فأنا، كلاعب شطرنج، أعلم ما هي الموارد المتاحة لي وما هو نوع الموارد التي يمكن حَشْدُها من قبل خصمي. بالطبع أنا لا أعرف بما يفكر به خصمي من استراتيجيةٍ وتكتيكات، ولكني على الأقل أعرف أيَّ نوعٍ من الموارد المتاحة بالنسبة له والتي تسبِّب ليَ الضرر"..
يضيف كاسباروف: "إنَّ الطغاة يكرهون الشفافية، وبوتين بشعر براحةٍ أكبر حينما يلعب لعبةً أرغب بأن أسميها بلعبة البوكر الجيوسياسي. ففي لعبة البوكر، كما تعلمون، يمكنك الفوز بيدٍ ضعيفة للغاية شريطة أن يكون لديك ما يكفي من النقود لرفع الحصص، وأيضاً لتخدع، في حال كان لديك أعصابٌ قوية. وبوتين يظل يخادع، ويستطيع أن يرى خصومَهُ الجيوسياسيين (من قادة العالم الحر) كأوراقٍ مطوية، الواحد تلو الآخر. وبالنسبة إليَّ فإنَّ قرار أوباما سيىء السمعة بعدم فرض خطٍّ أحمر في سورية شكَّل اللحظة الحاسمة في أن يقرِّر بوتين أن يفعل ما يشاء".

إنعدام الخط الأحمر الأميركي

وعن الأسباب التي جعلت أميركا لا تضع خطاً أحمر حول التدخل الروسي في الإنتخابات الأميركية وعدم وجود رد فعل على ذلك وعدم وجود رغبة في الإنتقام، يقول كاسباروف: "أعتقد مرةً أخرى بأنه كان ينبغي علينا أن نثمِّن لبوتين تقييمه الوضع النفسي لخصمه. لقد كانت مباراةً رائعة لعبها ضد إدارة أوباما وكانت ناجحةً تماماً كما النجاح في اللعب ضد إدارة بوش عندما سَحَرَ بوتين بوش (البالغ من العمر آنذاك 43 عاماً) من اللقاء الأول، ونتذكَّر جميعاً تعليقاته الشهيرة حول النظر في روح بوتين. إنَّ بوتين عرف كيف يكسب إذعان الرئيس بوش، وكان يعلم في عامي 2014 و2015 أنَّ أوباما سيفعل الشيءَ نفسه ليتجنَّب الصراع الخطير والصراع المفتوح مع روسيا قبل نهاية رئاسته".. ثم يضيف كاسباروف: "ومرةً أخرى كانت يد بوتين ضعيفة، بحيث أنَّ الإنتقام الأميركي كان يمكن أن يكون مدمراً لروسيا، لكنَّ بوتين كان يراهن على أنَّ أوباما لن يقوم بأي شيء، وحافظ على معطياته على أمل أنَّ هيلاري كلينتون ستفوز بأي حالٍ من الأحوال. وحينها اعتقد بوتين أنه لم يستطع الفوز تماماً في هذه المعركة، وأنه لم يحصل تماماً على العائد الذي يريد، إلا أنه أيضاً أرسل برسالة، ذلك أنَّ دور بوتين في الإنتخابات الأميركية ليس مجرد حقيقة من حقائق السياسة الداخلية الأميركية، إذ أظهر لجميع حلفاء الولايات المتحدة: من حلف شمال الأطلسي، إلى الأنظمة الملكية العربية في الخليج، إلى الصينيين، إلى اليابانيين، إلى الدول الأفريقية، إلى أميركا اللاتينية، أنَّ بوتين قوي جداً، ومتعجرف جداً، وواثق جداً، بحيث أنه يمكنه التدخل في العملية السياسية الأميركية. وأميركا في الأساس بَلَعَت ذلك".

فيلم جنسي لترامب في موسكو؟!

يُطْلَبُ من كاسباروف أن يشرح سلوك ترامب، وخاصةً أنَّ كاسباروف قال في مقابلةٍ معه في مجلة "بلاي بوي" (إقرأ عَرْضَنا للنص الكامل للمقابلة من هنا) إنَّ ترامب "بالنسبة للبعض شخصٌ غير ثابت على مبدأ في كل شيءٍ تقريباً، ولكنْ كونه ثابتاً في الدفاع عن بوتين فإنَّ ذلك يثير شكوكي"، فيجيب كاسباروف بالقول:
"إنه أمرٌ غير عادي للغاية لأي مرشَّح من حزبٍ كبير، وخاصةً بالنسبة إلى الحزب الجمهوري، أن يلاحق جهاز الإستخبارات الأميركية الـ"سي. آي. إي" ومكتب التحقيقات الفدرالي الـ"أف. بي. آي"، ويأخذ بكلام جهاز الإستخبارات الروسي الـ"كي. جي. بي". ولكن هنالك سببين: الأول أنه طالما ليس لدينا معرفة أو تقريباً أي معرفة بهيكل ومالية إمبراطورية ترامب، فأعتقد أنَّ ترامب حقَّق نجاحاً هائلاً بأن تمكَّن من الحصول على تأييد المنتخبين دون الكشف عن الطبيعة الحقيقية لشؤونه المالية. وإذا كان مليارديراً كما تعلمون، وقد لا يكون، فإنه مدين بالمال للناس في أميركا أو في أي مكانٍ آخر. إنَّ هذا الرجل، الذي كما نعلم نجا من أربع حالات إفلاس واقترض الأطنان من المال وهو الآن على وشك أن يصبح القائد العام للقوات المسلحة، لا نعرف إن كان يدين بالفضل ربما لأعداء أميركا في مختلف أنحاء العالم. إننا لا نعرف".
يتابع كاسباروف: "لذا، ربما يكون لدى بوتين شيءٌ، بحيث أنه حيوي جداً تجاه ترامب، الذي لم يشأ حتى أن يفكر في أي صراعٍ مع بوتين. ربما، لا أدري. وأعتقد أنه من المهم جداً بالنسبة إلى الديمقراطيين، وأفترض أنه كذلك بالنسبة إلى الجمهوريين، أن يضغطوا على دونالد ترامب ليُظْهِر في نهاية المطاف عائدات الضرائب الخاصة به من أجل فهم ما إذا كان هناك شيءٌ ما منعه من القيام بذلك خلال حملته الإنتخابية. وبطبيعة الحال فإنه يمكن أن يكون الأمر شيئاً آخر ، إذ يمكن أن يكون نوعاً من مواد الإبتزاز، التي ربما سُجِّلَت حينما كان ترامب في موسكو، لا أعرف، وإنما أستطيع التخمين فقط، ولا أشعر بأنَّ التخمين مريحٌ جداً".  



يُسأل كاسباروف ما إذا كانت هذه المواد مواد ابتزازٍ ومساومة (بالروسية "كومبرومات")، فيقول: "ربما. وأكرِّر أنَّ ترامب كان في موسكو في وقتٍ أُجريت مسابقة ملكة جمال الكون هناك. كلها تخمينات. لكننا نحاول إيجاد نوع من التفسير لرفض ترامب المستمر لإدانة تدخُّل بوتين في السياسات الأميركية، وبالمناسبة فقد سمعنا من تقرير الـ"سي آي. إي" نفسه أنَّ الروس اخترقوا كذلك أجهزة الحاسوب التابعة للـ"آر. أن. سي" [اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، وهي المنظمة الرئيسة التابعة للحزب والتي تقوم بالحملات وجمع الأموال]، وليس لديَّ أدنى شك في أنهم اخترقوا حسابات دونالد ترامب. ولكنهم لم يكشفوا النقاب عنها، ونستطيع أن نشتبه في أنهم سيستخدمونها على نحوٍ أكثر فاعلية في وقتٍ لاحق. ولكن أيضاً أعتقد أن ترامب يبدو وكأنه يستطيع القيام بأعمال تجارية مع بوتين، وهذا ما يقلقني أكثر من مواد الإبتزاز التي قد يكون بوتين يحتفظ بها في دُرْجِهِ ضد ترامب. ولأسبابٍ نفسية يشعر ترامب بالإرتياح مع بوتين منذ أن كان كل شيءٍ بالنسبة له هو انتزاع الفرص ومنذ أن كان كلُّ شيء هو الحصول على صفقة. لذا أنا أتساءل ما إذا كان ترامب ينظر إلى شبه جزيرة القرم على أنها مجرد قطعة من العقارات، فيستولي العدو على العقار أو الممتلكات التي يستطيع أن يساوم عليها مقابل شيءٍ آخر".

هل أنقذ بوتين ترامب من الإفلاس؟!

يُسأل كاسباروف ما إذا كانت الأقلية الحاكمة في روسيا (الأوليجارشية) هي التي أقرضت ترامب المالَ، وخاصةً أنَّ المصارف الأميركية لم تَوَدّ إقراضه.. فيُجيب كاسباروف بالقول:
"إنَّ ما يقلقني الآن أيضاً هو أنه في خضمّ هذه الفضيحة، ومع قيام منظماتٍ أميركية بكشف البيانات عن تدخل بوتين في انتخابات الولايات المتحدة، فإنَّ دونالد ترامب يقوم بتعيين ريكس تيلرسون في منصب وزير خارجيته. إنه في الجوهر يقول التالي: "وماذا في ذلك؟ أنا لا ألعن كل تلك العلاقات. أنا أقوم باختيار الرجل المعروف بأنه أقرب رجل أعمال أميركي إلى فلاديمير بوتين، ويقيم علاقاتٍ ودية للغاية مع بوتين، وأيضاً لديه وجهات نظر قوية جداً حول العلاقات الأميركية الروسية". إنَّ هذا يعني أن على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات، وأنَّ على روسيا أن تكون على استعداد للقيام بالمشاريع التجارية كالمعتاد. وبالتالي بالنسبة لي فإنك عندما تبدأ بجمع كل هذه الحقائق من جهة بوتين، يصبح لدينا نموذج، لأنَّ بوتين اخترق ليس المؤسسات الأميركية فحسب، وإنه كان يفعل ذلك بانتظامٍ في أوروبا، وإذا ما رفض المرء تقارير الـ"سي. آي. إي" فإنَّ عليه أيضاً أن يرفض تقارير العديد من أجهزة الإستخبارات في أوروبا حيث تم الإبلاغ عن مثل هذا النوع من الهجمات. وأيضاً كانت هنالك فرصة: فنحن جميعاً ندرك أنَّ ويكيليكس كانت تحت السيطرة المباشرة، وقد تسرَّبت المعلومات وفق الجدول الذي أملته الإنتخابات بالضبط. وعندما تكون لدينا كل هذه الحقائق معاً فإنني أود أن أقول أنه في هذه الحالة فإنَّ الشك يتجه نحو جهاز الإستخبارات الأميركية الـ"سي. آي. إي". أنا أفهم أنَّ هناك الكثير من الشكاوى والقلق حول سلوك ترامب وتعيينه لريكس تيلرسون، ولكن لا أعتقد أنَّ هذا يكفي. نحن ندخل إلى الأماكن شديدة الخطر حيث السياسة الخارجية الأميركية ممكن أن تصبح رهينةً للمصالح التجارية".

ترامب لا ينفع أن يكون زعيماً للعالم الحر


وما إذا كان أعداء العالم الحر، الذين أشار إليهم كاسباروف في كتابه "الشتاءُ مقبلٌ" عام 2015، يشملون دونالد ترامب أيضاً، يقول كاسباروف:

"لا أعرف. أنا لا أريد أن أسمِّي الرئيس المنتخَب (ترامب) عدواً للعالم الحر، لكنه بالتأكيد ليس مناسباً ليقوم بدور زعيمٍ للعالم الحر، إنه لا يهتم بذلك مطلقاً. إنَّ زعيم العالم الحر يحتاج إلى إيمانٍ معيَّن في القيم الأخلاقية، أي القيم الأساسية، التي جعلت العالم الحر منتصراً في الحرب الباردة ضد الشيوعية. إنها نوعٌ من حقبة ما بعد الحرب الباردة بحيث ستقوم أميركا باستخدام قوتها العسكرية وربما الإقتصادية من أجل عقد صفقات، وذلك لتجنُّب ما يمكن أن يسميه ترامب وتيلرسون بـــ"المواجهة التي لا داعي لها". ولكن في نهاية المطاف فإنَّ ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة لأنَّ زعيم هذا العالم – في حال لم تقم أميركا بلعب هذا الدور – يمكن أن يكون لقمةً سائغة للاعبين الآخرين".

ترامب في خانة واحدة مع بوتين



كزعيمٍ مؤيد للديمقراطية في روسيا، ويعيش في المنفى حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وقد أُلقي به في السجن أكثر من مرة في روسيا، يُسأل كاسباروف عن نصيحته للأميركيين كمؤيدٍ للديمقراطية حيال التهديدات الحقيقية للحريات المدنية والحقوق الديمقراطية التي يواجهها الأميركيون في بلدهم، فيجيب كاسباروف بالقول:

"أولاً وقبل كل شيء يجب على الناس هنا أن يدركوا أنْ لا شيءَ موجودٌ كأمرٍ مسلَّمٍ به. لقد كان هناك الكثير من التحذيرات، كما تعلمون، ولكن في كل مرة كان الأميركيون والأوروبيون يعتقدون الأمر كما لو أنه يشبه سوء الأحوال الجوية، يأتي ويذهب. بيد أنَّ الخطر حقيقي. وأريد دائماً أن أقتبس من رونالد ريجان، الذي قال: "إنَّ الحرية سوف تنقرض بعد جيل واحدٍ لا أكثر".  والمسألة الآن هي ربما أقل من جيلٍ واحد، فالأمور يمكن أن تحدث بسرعةٍ كبيرة لأنَّ هناك الكثير من القوة التي يمتلكها الناس الذين لديهم القليل جداً من العاطفة تجاه القيم التي تشكِّل جوهر الديمقراطية الليبرالية والعالم الحر. ولكني ما زلتُ أعتقد أنَّ لدى أميركا إمكاناتٍ ضخمة للتعافي من هذه الأزمة، ودعونا لا ننسى أنَّ غالبية الأميركيين لم يصوتوا لدونالد ترامب".   
ويختم كاسباروف حديثه بالقول: "أشعر أحياناً أنَّ انتصار ترامب يعتبَر حافزاً بالنسبة لنا للتفكير في المستقبل، لأنَّ ترامب، الذي أود أن أضعه في خانة واحدة مع بوتين وغيره من اللاعبين العالميين الذين لا يتشاركون في القيم نفسها كما نفعل، هو دائماً ينظر إلى الماضي باعتباره نموذجاً. هذا هو الشيء الذي عليه أن يخبرنا به في معرض فوزه، وهو أنَّ علينا أن ننظر إلى المستقبل. ومشكلتنا هي أننا ما زلنا نحاول أن نستمر في الوضع الراهن، لهذا السبب كان كل واحد يقدِّم شيئاً مختلفاً. أُنظُر إلى داعش وإلى الحديث عن الخلافة، أو إلى بوتين أو سياسة ترامب الهادفة إلى "جعل أميركا عظمى مرةً أخرى"، وإلى قوله: "ليس لدينا شيءٌ لنخسره". علينا أن نرتقي إلى رؤية يمكن لها تنشيط الناس ولا سيما الشباب منهم لإقناعهم بأنهم ما لم يتمسَّكوا بأيديهم بمستقبلهم ويبدأوا في التفكير في الخمس أو العشر أو العشرين سنة المقبلة فإنه لا شيءً سيحدث، ولا أحد سوف يقوم بإصلاح الأمر. إنَّ الديمقراطية ليست نهاية المطاف وإنما مجردَ وسيلةٍ تساعدنا على تحقيق أهدافنا". 

الحديث التالي:
الحديث السابق:








 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق