2017/02/02

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (20)/ كاسباروف في مقابلة مع صحيفة "بلاي بوي": نظام بوتين سيسقط مما سيؤدي إلى انهيار روسيا.



   ·        غاري كاسباروف:
- ثبات ترامب في الدفاع عن بوتين أمرٌ يثير شكوكي
- بوتين لم يقصف داعش في سورية بل قصف معارضي بشار الأسد
- لو اختار الديمقراطيون جو بيضون كمرشحٍ لهم لكان فاز بأغلبية ساحقة على ترامب
- بوتين وداعش ورجال الدين الإيرانيون يتقاسمون شيئاً مشتركاً بحيث أنهم يُحْيُون القيم من الماضي بفاعلية


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)



الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (20)

غاري كاسباروف في مقابلة مع صحيفة "بلاي بوي":
نظام بوتين سيسقط
مما سيؤدي إلى انهيار روسيا



·      غاري كاسباروف:
- ثبات ترامب في الدفاع عن بوتين أمرٌ يثير شكوكي
- بوتين لم يقصف داعش في سورية بل قصف معارضي بشار الأسد
- لو اختار الديمقراطيون جو بيضون كمرشحٍ لهم لكان فاز بأغلبية ساحقة على ترامب
- بوتين وداعش ورجال الدين الإيرانيون يتقاسمون شيئاً مشتركاً بحيث أنهم يُحْيُون القيم من الماضي بفاعلية




حسين احمد صبرا
تحت عنوان "غاري كاسباروف يقول: الحقيقة أنَّ روسيا ساعدت ترامب (في الوصول إلى الرئاسة الأميركية)"، أدلى الزعيم الروسي المعارض ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف بحديثٍ إلى صحيفة "بلاي بوي" الأميركية في أول كانون الأول/ ديسمبر 2016، قال فيه إنَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يجني الآن حصاد سياسته الخارجية الضعيفة وأنَّ روسيا ساعدت دونالد ترامب على أن يُنْتَخَب من خلال الكشف عن كل هذه الرسائل الإلكترونية التي تمَّ اختراقها، معتبراً ذلك مسألةً خطيرة جداً.. وأشار كاسباروف إلى أنه يشك في وجود نوع من العلاقات ما بين ترامب والقلة الروسية الحاكمة (الأوليجارشية)، ويسأل: ما هي النسبة المئوية من أموال ترامب التي أتت من روسيا؟ وأضاف أنَّ امتناعُ ترامب عن التنديد ببوتين بعد تدخله في الإنتخابات الأميركية أمرٌ يثير شكوكه؟ ورأى كاسباروف أنَّ ترامب يحرِّك الأمور نحو القرن السابع عشر وليس نحو القرن الواحد والعشرين.. كما أكَّد على أنَّ انهيار نظام بوتين سيؤدي إلى انهيار روسيا.
في هذه المقابلة، التي قمنا بتعريبها عن الإنجليزية، يُسأل غاري كاسباروف ما إذا كان يعتقد أنَّ روسيا مسؤولة عن انتخاب ترامب، وخاصةً أنَّ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أخبر وكالات الأنباء بعد فوز ترامب أنه "كانت هناك اتصالات مع فريق ترامب ومن الواضح أننا نعرف معظم أفراد حاشيته".. فيجيب كاسباروف قائلاً:
"القصة الكاملة لصعود دونالد ترامب غير عادية، ويَعتقد بوتين أنك إذا ما كنتَ قوياً بما فيه الكفاية وخصمُك لا يَرُدّ، فيمكنك الذهاب بعيداً بقدر ما تشاء. بالنسبة لبوتين، الذي يبحث دائماً عن فرصة لإظهار قوته وتشدُّده، فإنَّ الهجوم على النظام الأميركي كان جائزته الكبرى دون أي شيءٍ آخر. والآن يجني الرئيس باراك أوباما حصاد سياسته الخارجية الضعيفة لأنَّ روسيا حاولت إظهار قوتها السياسية من خلال مهاجمة أسس الديمقراطية الأميركية. إنها حقيقةٌ أنَّ روسيا ساعدت بالتأكيد دونالد ترامب على أن يُنتخب وذلك من خلال الكشف عن كل هذه الرسائل الإلكترونية التي تمَّ اختراقها، والتي سُرقت من جون بودستا ومن برامج شبكة الإنترنت، حتى أنَّ روسيا قد تكون ذهبت أبعد من ذلك".
وعن قول مدير وكالة الأمن القومي مايكل روجرز إنه كان هناك "جهدٌ إدراكي من قبل روسيا في محاولةٍ لتحقيق تأثيرٍ معيَّن"، يقول كاسباروف:
مايكل روجرز
"أوافق على أنَّ الجهد كان غير عادي. لديك واحدٌ من كبار القادة الأمنيين في الولايات المتحدة أشار إلى روسيا. ومن الواضح أنها روسيا. وإذا كان هذا صحيحاً فإنَّ ذلك يعني أنَّ الأمر أقرب إلى ما يمكن للمرء أن يتصوَّره من إعلانٍ الحرب. إنَّ آلية الديمقراطية الأميركية نفسها، والتي هي أساس السلطة، كانت في خطر من خلال تدخُّل قوة أجنبية معادية. وماذا فعل أوباما؟ لا شيء. وأنا مندهش من أنَّ (السناتور الديمقراطي) تشاك شومر لم يطالب بإجراء تحقيقٍ واسع النطاق في الكونجرس. أين هم الديمقراطيون؟ أنا أفهم أنَّ هيلاري كلينتون قد أُثْبِطَتْ، ولكن يبقى أنني أريد أن أسمع أكثر. إنها مسألة خطيرة جداً. إنه لأمرٌ مدهشٌ أنَّ الذين استهدفهم بوتين هم الديمقراطيون".

علاقة ترامب ببوتين تثير شكوكي!

وكان غاري كاسباروف قد وصف خلال الإنتخابات الأميركية صلات ترامب مع بوتين بأنها "شريرة للغاية"، وحول هذه العلاقة الغامضة يقول كاسباروف:
"بإمكاننا أن نشك بوجود نوعٍ من العلاقات لترامب مع القلة الروسية الحاكمة (الأوليجارشية) لأننا نعرف بأنه كان هناك كمٌّ هائل من الأموال الأجنبية ضُخَّت لإنقاذه من الإفلاس في عامي 2008 و2009. وأعتقد أنَّ ذلك هو واحدٌ من أسباب عدم نشره لعائداته الضريبية، وهو ما أعتبره خطأً من الناحية الأخلاقية. والسؤال هو: ما هي النسبة المئوية من أمواله التي أتت من روسيا؟ ربما كان ذلك استثماراً، وربما كانت هناك خيوط أخرى متعلقة بذلك". 
يضيف كاسباروف: "لقد ندَّد ترامب بكل فرصة لإلقاء اللوم على بوتين وإلقاء اللوم على روسيا لاختراقها النظام الإنتخابي الأميركي وهجومها عليه. لا بل حتى بعد أن أطلعته الإستخبارات الأميركية على الأمر فإنَّ ترامب لم يشأ التنديد ببوتين. إنَّ الذين كانوا متعارضين في كل شيءٍ تقريباً، ولكن متَّفقين في الدفاع عن بوتين إلى هذا الحد، يثيرون شكوكي".
ثم يتابع قائلاً: "لقد كان لدى ترامب لبعض الوقت بول مانافورت في منصب مدير حملته الإنتخابية، ومانافورت كان عميلاً لدمية بوتين الأوكرانية فكتور يانكوفيتش. لقد كسب مانافورت مؤتمر الحزب الجمهوري بتأمين ترشيح ترامب وسَحَقَ كلَّ المعارضين لترشيحه. مرةً أخرى لديَّ سؤال: فأنا كشخصٍ باحثٍ دائماً عن أدلة ملموسة، أفهم أنه ممكن أن يكون الأمر أيضاً إيمان بوتين بترامب. فترامب، على عكس هيلاري كلينتون، سيكون أداةً مثالية للفوضى. فحلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي والمعاهدات والإتفاقيات، كلها أشياء تمنع الدكتاتور من الجموح. أما صفقات ترامب مع بوتين فيمكن أن تساعد الأخير على تدمير المؤسسات التي وفَّرت الأمن لأوروبا والعالم. ويبدو أنَّ بوتين يتوقَّع من ترامب أن يتصرَّف وكأنه صانع صفقاتٍ لا يأبه بالقيم وبدور أميركا كقائدٍ للعالم الحر. إنَّ كليهما من القلَّة (الأوليجارشية) الأنانية".

ترامب لن يغيِّر جِلْدَهُ

وكان نائب الرئيس المنتخَب مايك بنس ذهب مؤخراً لرؤية عرض مسرحية "هاملتون" في برودواي في نيويورك، حيث أنَّ زملاءه الحاضرين صاحوا مستهجنين ما قام به، وقد خاطبه فريق العمل في المسرحية شخصياً، وبعد ذلك هاجم ترامبُ بشيءٍ من العصبية أعضاءَ فريق عمل المسرحية والمنتجين.. وعن ردة فعله حيال ذلك يقول كاسباروف:
"الرئيس المنتخب للولايات المتحدة (ترامب) ألقى محاضرةً على الممثلين الذين عبَّروا عن وجهات نظرهم فقط على خشبة المسرح!! إنه بلد حر، وإن كنتَ لا ترغب في ذلك فاذهب بعيداً. أنا متفائل، وأنا أفهم أنَّ الأميركيين يريدون أن يعطوا ترامب فرصةً بحيث أنهم يأملون بأنَّ شهامة رجل المكتب سوف تغيِّر طبيعته. ولكن لدي شكوكي، فحتى الآن النِمْرُ لا يغيِّر جلدَهُ. وأنا قلقٌ من أن ترامب سوف يُسْقط الإحتمال الأول".
وكان كاسباروف قد دافع بشدة في حسابه في تويتر عن المتظاهرين المعارضين لترامب، حينما قال: "إنَّ اتهام المتظاهرين بأنهم مدفوعون من قبل "السي. آي. إي" ومن قبل (رجل الأعمال الأميركي جورج) سوروس، ومن قبل "اليهود القمامة"، هو الإتهام نفسه الذي يُستخدم ضدنا في روسيا، وربما من قبل الأشخاص أنفسهم!".. وعن نصيحته للمتظاهرين المناهضين لترامب يقول كاسباروف:
"غاري كاسباروف: هناك دائماً أوجه شبه بين الناس الذين يعارضون الحرية، سواء هنا في الولايات المتحدة الأميركية أو هناك في روسيا، ويبحثون دائماً عن المؤامرات. إنَّ الميل الطبيعي للشعب الحر هو الإحتجاج إنْ كان لا يحب شيئاً ما. وعلى المتظاهرين أن يقوموا بحملة لتعديل الدستور والبت في الإنتخابات الرئاسية عن طريق التصويت الشعبي. إنَّ الآلية (المجمَّع) الإنتخابية هي مثيرة للسخرية، فشخصٌ من ولاية أوهايو لا يستحق أكثر من رأيٍ مقارنة بشخصٍ في نيويورك". 
ترامب يعانق نائبه مايك بنس
وعن تماشي نائب الرئيس المنتخَب مايك بنس وبعض زملائه من المحافظين الإجتماعيين الجمهوريين مع علاقة ترامب ببوتين، وعن تشابه محاضر اقتراعهم السياسي مع قمع بوتين للمرأة ومجتمع المثليين والحرية الجنسية بشكلٍ عام، يقول كاسباروف:
"تلك هي مشكلة كبيرة للحزب الجمهوري، فترامب خسر في التصويت الشعبي، وقد خسر من قبل بمقدار مليوني صوت. لقد أظهرت نتائج الإستفتاء الألفي بوضوح أنَّ البلاد تتحرك نحو القرن الواحد والعشرين. وأنا أقلق دائماً من أجل أن أجد لي مكاناً في الحياة السياسية الأميركية بسبب أنني إجتماعياً ليبرالي جداً، في حين أنني محافظٌ متزمِّت في ما يتعلق بالدفاع عن وطني".
كاسباروف: الحزب الجمهوري ينظر إلى العالم
من خلال نافذة ضيقة
يضيف كاسباروف: "لا يوجد شيءٌ أكثر غرابة في القرن الواحد والعشرين من محاربة أمورٍ مثل حقوق الإجهاض وحقوق الأقليات وحقوق المثليين وقضايا أخرى على الجبهة الإجتماعية. إنها حروبٌ ولَّت، ولا بد من النظر إلى المستقبل. والحقيقة أنَّ بعض عناصر الحزب الجمهوري تتعاطف مع بوتين، كما لو إنهم يقولون لي إنهم ينظرون إلى العالم من خلال نافذة ضيقة جداً. تلك هي المشكلة: ما يزال لديهم الكثير من الناس الذين يعتقدون ببعض الأفكار بتعصُّب. ولكن فلاديمير بوتين لا يشاركهم في معتقداتهم في قضايا أخرى. من هنا فإنهم ضيِّقوا الأفق، وهم أغبياء وستكون لهم عواقب سيئة.
ثم يقول كاسباروف: "هناك مشكلة واحدة في أميركا ألا وهي أنَّ نظام الحزبين قد استُنفد تماماً الآن. فالتحالفات كبيرة جداً، وهذا هو السبب في أنَّ الحزب الجمهوري تمكَّن من العثور على هذه العناصر الغامضة والتي نعتقد أنها يمكن أن تحرِّك الأمور نحو القرن السابع عشر. من الواضح أنهم فصيلٌ كبير في ما لو كان بإمكانهم التأثير على الإنتخابات. إنه لأمرٌ مأسوي جداً أن يكون لديك جزءٌ كبير من سكان الولايات المتحدة ما يزالون يتطلَّعون إلى أن يطبِّقوا في المستقبل مُثُلَ الماضي الخاطئة.
وعما إذا كان يجب الخوف من أنَّ جيف جيسون هو النائب العام، وستيف بانون هو كبير الإستراتيجيين، والجنرال مايكل فلين هو مستشار الأمن القومي، يقول كاسباروف:
الجنرال مايكل فلين معجب ببوتين
"إنَّ مجلس الشيوخ هو عبارة عن أعضاء منتخَبين، وأنا أحترم هذه المؤسسة، رغم أنني لا أتفق معه في الكثير من مواقفه، وخاصةً في الجانب الإجتماعي. إنني لا أعطي أي شرعية لستيف بانون، إنه إنسانٌ مختلف، والخطر الحقيقي يأتي من بانون وأمثاله. ولدينا أسبابٌ للشك في أنَّ مايكل فلين يعمل لمصلحة بوتين، على الرغم من أنه في الفترة الأخيرة وصف بوتين بأنه سفاح، وربما كان يعني بذلك مجرد مجاملة! فهو كان دائماً معجباً ببوتين لكونه "الرجل القوي". ومايكل فلين مهووسٌ تماماً بفكرة محاربة الإرهاب الإسلامي بالإشتراك مع روسيا. لكنَّ بوتين لم يفعل شيئاً لمحاربة الإرهاب الإسلامي، بل إنَّ جهاز الإستخبارات السوفياتية الـ"كي. جي. بي" دعم الإرهاب الإسلامي أيام الإتحاد السوفياتي  في مهاجمة النفوذ الغربي. كما أنَّ بوتين لم يقصف داعش في سورية، بل قصف معارضي بشار الأسد. ربما البعض منهم ليسوا أخياراً جداً، لكنهم بالتأكيد ليسوا داعش. وأنا لا أشعر بالراحة لكون مايكل فلين مقرَّب جداً من أُذُن الرئيس (ترامب). أنا قَلِق".
    
كلينتون كانت المرشَّح الخطأ

يُسأل كاسباروف عما أطلق عليه في كتابه "الشتاءُ مقبلٌ" تسمية "خَطَرُ نجاح الماضي"،  وأنه في الشطرنج كلُّ انتصارٍ يُرخي المنتصرَ قليلاً ويجعل من الصعب جعله يبذل أقصى المجهود للحصول على الأحسن، فهل هذه القاعدة تنطبق على هيلاري كلينتون في عام 2016؟ فيجيب كاسباروف بالقول:
"إطلاقاً. فالأسلوب الذي أوقفت به كلينتون حملتها قبل أسبوعين أو ثلاثة من يوم الإنتخابات يَدُلُّكَ على أنها كانت تفكِّر في الحكم. لقد كانت والدتي تقول لي: "اللعبة لا تنتهي إلى أن يتوقَّف عقرب الساعة". وهيلاري كلينتون كانت تتحدَّث قبل الأوان عن المناصب الوزارية، وقد تجاهلَتْ تقريباً بنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن، وكان يمكن أن تأتي ببيرني ساندرز وجو بيضون وإليزابيت وارن ليقوموا بالحملة هناك، إلى آخره. ولكنني لم أرهم هناك. وقد اعتقدَتْ كلينتون بأنها سوف تنجح ولم تشأ أن تكون مدينةً لأي أحد بأي شيء. ولو اختار الديمقراطيون جو بيضون كمرشحٍ لهم لكان فاز بأغلبية ساحقة على ترامب".
يضيف كاسباروف: "إنَّ جَعْلَ الحزب الديمقراطي كلِّه رهينةً لهيلاري كلينتون كان أمراً خاطئاً، وهي كانت المرشَّح الخطأ. لقد كانت مرشَّحة الوضع الراهن (الستاتيسكو)، مع الكثير من أحمال الماضي. وحقيقةُ أنها خسرت أمام دونالد ترامب تُظْهِرُ مدى ضعفها كمرشَّحة.

سوف أستمر في القتال

يُسأل كاسباروف ما إذا كان سيستمر في القتال، فيجيب: "دون أدنى شك. فأنا أُقاتل في سبيل ما أراه حقاً. وتحديد صورة المستقبل هو الأهم. أنا أدرك أنَّ عمري 53 عاماً، وبالتالي فمن غير المرجَّح أن أكون واحداً ممن سوف يقومون بتغييرات؟ وسواء كنتُ أتحدَّث عن الجغرافيا السياسية وكيف أنَّ الشتاءَ مقبلٌ، أو عن السوق الحرة مقابل الإشتراكية، أو عن منظمة العفو الدولية ودورنا في هذا المجتمع "الروبوتي" الجديد، فإنني أعتقد أنَّ لديَّ التجربة والخبرة والمعرفة والقدرات التحليلية للمساعدة في تشكيل المستقبل في عقول الناس".
وما إذا كان يوافق على ما كتبه وليم فولكنر من أنَّ "الماضي لم يمت قط، حتى أنه ليس الماضي"، يقول كاسباروف:
رونالد ريجان
"دون أدنى شك، فالماضي يعود دائماً بشكلٍ أو بآخر. وهناك فتراتٌ يصبح فيها الماضي العامل المهيمن على الحاضر. حالياً نحن سائرون في لحظةٍ تشبه ذلك لأننا لا نملك رؤية للمستقبل. وعندما لا يلوح شيءٌ جديد في الأفق (مثلاُ: لا استثمارات جدية في السفر إلى الفضاء، أو في التنقيب في أعماق البحار، أو في أي شيءٍ من هذا القبيل)، فإننا نتطلَّع إلى الماضي من أجل المثل العليا. إنَّ بوتين وداعش ورجال الدين الإيرانيين يتقاسمون شيئاً مشتركاً بحيث أنهم يُحْيُون القيم من الماضي بفاعلية، ويحظَون بمثل هذا النجاح لأنه لم يتم التصدي لهم من قبل قوَّة معادلة تتطلَّع بالقوة نفسها. أعتقد أنَّ رونالد ريجان لخَّص ذلك بإيجازٍ عندما قال: "إنَّ الحرية ستنقرض بعد أقل من جيلٍ واحد". نحن مسؤولون عن إعادة التأكيد على القيم التي نعتز بها في الوقت الحاضر، وإيجاد مسارٍ لها في المستقبل، لأنَّ القيم هي دائماً في خطر جعلها في غياهب النسيان، مثلما ولَّى شعار المنشقين السوفيات: "إعمل ما يجب عليك أن تعمله، وليكن ما يكن". 
الشهيدان الصحافية آنَّا بوليتكوفسكايا
وضابط الإستخبارات المنشق ألكسندر ليتفيننكو
وعما إذا كان كمنشقٍّ يُخيفُهُ تعرُّض منتقدي نظام بوتين للقتل بوحشية، مثل آنَّا بوليتكوفسكايا وألكسندر ليتفيننكو وبوريس نيمتسوف، وخاصةً أنَّ كاسباروف كان يمشي في روسيا برفقة حراسة مسلَّحة، يقول كاسباروف:
زعيم المعارضة الروسية الشهيد بوريس نيمتسوف
"أنا لم يكن لديَّ قط حماية أمنية في مدينة نيويورك أو في أي مكانٍ خارج روسيا. بالطبع هذه الأمور تخيفني، ولكن لا أعتقد أن الشعور بالخوف هو علامة على الشجاعة أو الذكاء. السؤال كيف تتحكَّم بخوفك بشكلٍ جيد، هذا هو تعريفي للشجاعة. أحاول أن لا أدعه يملي عليَّ حياتي وخياراتي، هذا في حدود المعقول طبعاً. وهذا هو السبب في أنني لا أسافر إلى روسيا في الوقت الحاضر، بحيث أنَّ من شأن ذلك أن يكون ذهاباً بلا عودة".

نظام بوتين سيسقط

وعما إذا كان ما يزال واثقاً من أنَّ نظام بوتين سيسقط، يقول كاسباروف:
"أجل، إنَّ نظام بوتين سيسقط. نحن نعلم من التاريخ أنَّ سقوط مثل هذه الأنظمة هو دائماً مفاجأة. ما يقلقني هو أنني أستطيع أن أتفق مع ماشا جيسّين حول أنَّ روسيا في شكلها الحالي لا مستقبلَ لها، وبالتالي فإنَّ انهيار النظام سيؤدي إلى انهيار البلاد. أنا تقريباً ضامنٌ لذلك. أما كيف ستعود روسيا إلى الظهور فأنا لا أعرف. وكلما طال بقاء بوتين في السلطة كلما قلَّت فرص روسيا بالبقاء على قيد الحياة كدولة وبأنْ تلعب الدور الذي تستحقه".

يتابع كاسباروف: "إنَّ الإنتقال من بوتين إلى أيٍّ مَنْ سيحلُّ محلَّه لن يكون سلمياً، لكنَّ هذا لا يعني أن نتمسَّك ببوتين، لأنه هو الشيطان الذي نعرفه، وكلما مكث في السلطة لفترةٍ أطول كلما تسبَّب في تعطيل ما تبقَّى من المجتمع الروسي. إنَّ الدكتاتوريين الذين يبقون في السلطة وقتاً طويلاً جداً يحوِّلون بلدانهم من أساسها إلى صحارٍ سياسية. وللأسف فإنَّ الحيوانات والأشجار، التي يمكنها البقاء على قيد الحياة في الصحارى، هي الأكثر جموداً، وهي ليست الأجمل".   
وثيقة الحقوق الأميركية (عام 1791)
ثم يضيف: "إنها مشكلةٌ في الغرب بحيث أنَّ عدداً قليلاً جداً من الناس يدركون معنى أن تعيش في دولةٍ بوليسية. فحتى في الولايات المتحدة، كل هذه الأمور ليست مضمونة في وثيقة الحقوق [التي نصَّت عام 1791 على حرية التعبير والتجمع والعبادة وغيرها]. ربما هذا هو الدرس الكبير من ترامب! إنَّ الناس يجب أن تكون أكثر نشاطاً في الدفاع عن مستقبلها، والشباب بحاجة إلى التصويت أكثر. ربما ينبغي لنا أن نرى المزيد من المشاركة من وادي السيلكون [المنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرنسيسكو في كاليفورنيا في الولايات المتحدة]، فلديهم قوة هائلة. تُرى، أين هم من هذه الإضطرابات السياسية الحالية؟".

علينا أن نظل يقظين

وعما يأمل من القراء الجدد أن يأخذوا به من خلال قراءتهم لكتابه "الشتاءُ مقبلٌ"، يقول كاسباروف:
"كتاب "الشتاءُ مقبلٌ" هو تذكير بأنه يجب علينا أن نكون يقظين باستمرار حتى لا يقتلنا فصل الشتاء. إنَّ التاريخ لا ينتهي أبداً".

الحديث التالي:
الحديث السابق:







 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق