· ليتفيننكو كشف في شريطٍ
صوتي عن ضابطٍ سابقٍ في "الـكي. جي. بي" على صلة بالجريمة المنظَّمة في
إيطاليا وبتنظيم القاعدة
· ليتفيننكو شكَّل خطراً على
النشاط الروسي الإستخباري والإرهابي في إيطاليا وتلقَّى تحذيراً بشأن مؤامرة روسية
لقتله
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية النفطية (25)
أسبابٌ أخرى لاغتيال ألكسندر ليتفيننكو عام 2006:
بوتين يصفِّي أعضاء "لجنة متروخين"
التي تتحرَّى عن الجريمة الروسية المنظَّمة في إيطاليا
· ليتفيننكو كشف في شريطٍ
صوتي عن ضابطٍ سابقٍ في "الـكي. جي. بي" على صلة بالجريمة المنظَّمة في
إيطاليا وبتنظيم القاعدة
· ليتفيننكو شكَّل خطراً على
النشاط الروسي الإستخباري والإرهابي في إيطاليا وتلقَّى تحذيراً بشأن مؤامرة روسية
لقتله
حسين احمد صبرا
نعود مرةً أخرى إلى الشريط الصوتي الذي
سجَّله المعارض الروسي وضابط الإستخبارات المنشق الشهيد ألكسندر ليتفيننكو في لندن
في 23/ 11/ 2005 وانفردت صحيفة "التلغراف" البريطانية بنشره لأول مرة في
23/ 1/ 2015، ومدَّتُهُ دقيقتان و40 ثانية، وكشف فيه ليتفيننكو عن تهديدٍ بالقتل
يتعرَّض له من قبل الإستخبارات الروسية بسبب تعاونه مع "لجنة متروخين"
الإيطالية، وهي اللجنة التي كانت تحقِّق في شأن العلاقات التي نشأت بين الإتحاد
السوفياتي السابق مع سياسيين إيطاليين، كما تبحث في الجريمة الروسية المنظَّمة
التي نشطت في إيطاليا عقب انهيار الإتحاد السوفياتي وبلغت أوجها بعد وصول فلاديمير
بوتين إلى السلطة في روسيا، حيث يقول ليتفيننكو إنَّ قسم الخدمات العسكرية الروسية
"خائفٌ جداً" من عمل اللجنة..
وكان ليتفيننكو قد قدَّم معلوماتٍ إستخبارية إلى "لجنة متروخين" ومقرُّها
في إيطاليا، وهي اللجنة التي أُنشئت عام 2002 برئاسة السناتور باولو غوزانتي.. وكان
صلة الوصل بين ليتفيننكو واللجنة هو الخبير الأمني والمحامي الإيطالي ماريو سكاراميلا،
الذي سبق له أن شغل منصب مستشار في "برنامج الوقاية من الجريمة البيئية"..
 |
ألكسندر ليتفيننكو مع شقيقه مكسيم |
يقول ليتفيننكو في التسجيل إنَّ روسيا قد ابتزَّته لإيقاف العمل مع سكاراميلا من خلال
محاولة تسلُّم شقيقه مكسيم ليتفيننكو من إيطاليا حيث كان يعيش، وقال حرفياً:
"عقب أول اتصالٍ لي مع ماريو سكاراميلا طَلَبَت السفارة الروسية (في إيطاليا)
من الشرطة الإيطالية اعتقال أخي (مكسيم) وتسليمه إلى روسيا"..
 |
من اليمين: باولو غوزانتي وماريو سكاراميلا |
وأضاف: "إنه
ابتزاز لي، ولكنني لن أتوقَّف عن العمل مع ماريو سكاراميلا وباولو غوزانتي، حتى ولو
حُوكِمَ أخي في روسيا".. مع الإشارة إلى أنَّ أحد أصدقاء ليتفيننكو أعلن أنَّ
"الوجود الروسي القوي" في إيطاليا يجعل السلطات الروسية تحصل على مكسيم ليتفيننكو
بسهولة أكثر من الحصول على ألكسندر ليتفيننكو نفسه..
معلومٌ أنَّ ليتفيننكو وسكاراميلا بدآ العمل
معاً عام 2003، حيث كانا يجتمعان بانتظام في إيطاليا وفي لندن خلال السنوات التي سبقت
اغتيال ليتفيننكو بالسم الشعاعي عام 2006.. واللافت أنه خلال اجتماعهما الأخير عند
الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 (أي قبل
ساعاتٍ من سَمِّ ليتفيننكو) حذَّر سكاراميلا ليتفيننكو من أنه تلقَّى معلوماتٍ استخبارية
بشأن مؤامرة روسية لقتل المتورِّطين مع لجنة "متروخين" الإيطالية.. وفي وقتٍ
لاحق من ذلك اليوم أُصيب ليتفيننكو بمرضٍ جراء تناوله مادة البولونيوم 210 عقب اجتماعه
في فندق "مايفير" في لندن مع عميلين سرِّيَّين للإستخبارات الروسية هما أندريه
لوغوفوي وديمتري كوفتون، وبعد ذلك توفي ليتفيننكو في 23/ 11/ 2006..
 |
ألكسندر ليتفيننكو |
ومن الأدلة على الخطر، الذي شكَّله
ألكسندر ليتفيننكو على النشاط الروسي الإستخباري والإرهابي في إيطاليا، ما كشفه في
هذا الشريط الصوتي: فقد أشار ليتفيننكو إلى "ضابط استخبارات سابق في الـكي جي
بي"، كان ليتفيننكو وسكاراميلا قد حقَّقا بشأنه، وقال ليتفيننكو إنَّ هذا الضابط
السابق لديه صلات بالجريمة المنظَّمة في إيطاليا، هو وجهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف.
سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً) وجهاز الإستخبارات الخارجية الروسية
"أس. في. ار".. وأضاف: "أعتقد أنني أعرف أنَّ روسيا تخشى بشكلٍ خاص
من هذه اللجنة (متروخين الإيطالية) وتخشى على عميلها السري الذي يقوم بنشاطٍ إرهابي
في إيطاليا. والذي له حصة في الحكومة الإيطالية وله حصة في السياسة الإيطالية ويعيش
الآن في إيطاليا ويحظى بمرتبة عالية في البزنس الإيطالي".. وتابع ليتفيننكو:
"(العميل السري) لديه اتصال مع القاعدة ولديه اتصال مع العميل السري للإستخبارات
الروسية الخارجية "أس. في. ار" والإستخبارات الروسية "أف. سي. بي"
وهو إرهابي عربي تدرَّب في معسكر المتمردين الشيشان".. ويضيف: "هذا العميل
السري أثَّر على المتمردين الشيشان من خلال الـ"أف. سي. بي" والـ"أس.
في. ار". إنَّ جهاز الإستخبارات الروسية الخارجية المنفعل أثَّر عبر عميله السري
في هيكلية المتمرِّدين الشيشان، وبعد هذا أثَّر في تنظيم القاعدة الإرهابي"..
ويختم بالقول: "لقد أعطيت ماريو سكاراميلا معلوماتٍ (عن هذا العميل السري)".
(لايسعنا هنا سوى ان نسجِّل هذه الملاحظة: فما كشفه ليتفيننكو بالأمس يوضِّح لنا
اليوم كيفية مساعدة بوتين لعملائه من بين الثوار الشيشان في الإنتقال إلى سورية والمحاربة
مع داعش، وأيضاً كيف أنَّ داعش تقوم بتفجيراتٍ في أوروبا لحساب المصلحة الروسية ومصلحة
النظام السوري ومصلحة إيران).
لجنة متروخين
قبل أن ننتقل إلى الحديث التالي عن
الإفادة القيِّمة التي قدَّمها رئيس "لجنة متروخين" باولو غوزانتي أواخر
عام 2013 بشأن معلوماته عن اغتيال ألكسندر ليتفيننكو، لا بد لنا أن نلقي الضوء
بشكلٍ موجز عن ماهية هذه اللجنة:
 |
من اليمين: باولو غوزانتي وفاسيلي متروخين |
فلجنة "متروخين" هي لجنة برلمانية
إيطالية أُنشئت عام 2002 للتحقيق في علاقات جهاز الإستخبارات السوفياتية السابق الـ"كي.
جي. بي" ببعض السياسيين الإيطاليين، وترأس اللجنة السناتور باولو غوزانتي..
وقد سُمِّيت اللجنة بهذا الإسم نسبةً إلى فاسيلي متروخين، كبير الموظفين المسؤولين
عن أرشيف جهاز الإستخبارات السوفياتية السابق الـ"كي. جي. بي"، والمتوفى
عام 2004، والمتقاعد عام 1985، وقد سافر إلى خارج روسيا عام 1991 عقب انهيار الإتحاد
السوفياتي وبحوزته 25 ألف صفحة من أرشيف الـ"كي. جي. بي" قسم الإستخبارات
الخارجية تحتوي على تفاصيل كثيرة حول العمليات الإستخبارية السوفياتية السرية في جميع
أنحاء العالم، وسلَّمها إلى جهاز الإستخبارات البريطاني "أم. آي 6" بعدما
رفض جهاز الإستخبارات الأميركية الـ"سي. آي. إي" تسلُّمها بسبب تشكيكه في
صحتها، مع الإشارة إلى أنَّ هذه التقارير نُشرت كاملةً وعلى دفعات بين عامي 1999 و2005..
 |
بيرليسكوني مع بوتين |
أما في إيطاليا فقد قام رئيس الوزراء آنذاك
سيلفيو برلسكوني بإنشاء "لجنة ميتروخين" عام 2002 للتحقيق بالمعلومات الواردة
في هذا الأرشيف الإستخباراتي عن علاقة بعض السياسيين الإيطاليين بالـ"كي. جي.
بي"، وقد أراد استخدام هذه اللجنة كأداة سياسية ضد اليسار الإيطالي.. ولكن وكما
فهمنا من سياق حديث المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو، فإنَّ "لجنة متروخين"
سعت أيضاً إلى جمع معلومات حالية عن الجريمة الروسية المنظَّمة في إيطاليا في وقتنا
الراهن ودور جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" فيها وعلاقة بعض السياسيين
الإيطاليين بالأمر.. وقد تمَّ إنهاء عمل "لجنة متروخين" في نيسان/ أبريل
عام 2006 دون الوصول إلى دلائل ملموسة جديدة حول المعلومات التي وردت في أرشيف متروخين.
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية في 5 أيلول/ سبتمبر 2016، رقم العدد 1764).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
x
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق