2017/02/01

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (18)/ كاسباروف في حديثٍ إلى صحيفة "لوباريسيان": داعش هي نعمة بالنسبة للدكتاتور بشار الأسد.



   ·        غاري كاسباروف:
- بوتين لا يعمل على إبادة داعش وإنما على الحفاظ على بشار الأسد
- حينما رفض الغربُ مواجهة بوتين في أوكرانيا وجدناه في اليوم التالي في سورية. فإن لم يعارضه الغربُ في سورية فسوف نجده في اليوم التالي في إستونيا


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)

الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (18)
غاري كاسباروف في حديثٍ إلى صحيفة "لوباريسيان":
داعش هي نعمة
بالنسبة للدكتاتور بشار الأسد



·      غاري كاسباروف:
- بوتين لا يعمل على إبادة داعش وإنما على الحفاظ على بشار الأسد
- حينما رفض الغربُ مواجهة بوتين في أوكرانيا وجدناه في اليوم التالي في سورية. فإن لم يعارضه الغربُ في سورية فسوف نجده في اليوم التالي في إستونيا




حسين احمد صبرا
أدلى الزعيم الروسي المعارض ولاعب الشطرنج العالمي بحديثٍ إلى صحيفة "لوباريسيان" الفرنسية في 13 كانون الثاني/ يناير 2016، اعتبر فيه أنَّ بوتين أكثر خطراً من داعش والقاعدة، وأنَّ أميركا ما تزال بالنسبة إليه العدو ذا الرقم واحد.. ورأى كاسباروف أنه كان على بوتين أن يختار بين خيارين: إما إجراء إصلاحات في الداخل وإما خلق أعداء جدد في الخارج، وقد اختار الحل الثاني لاستحالة الحل الأول..
وقال كاسباروف إنَّ عدم شجب الغرب لبوتين منذ البداية فتح شهيَّته نحو التوسع والعدوان الخارجي من جورجيا إلى أوكرانيا إلى سورية وغداً إستونيا.. هذا الحديث، الذي جاء تحت عنوان "بوتين لن يتوقَّف"، قمنا بنقله أولاً من الفرنسية إلى الإنجليزية (عبر ترجمة جوجل) ومن ثمَّ قمنا بتعريبه..
داعش نتيجة لسياسة القتل
التي انتهجها بشار الأسد بدعمٍ من بوتين
يقول كاسباروف حول ما جاء في كتابه الأخير "الشتاءُ مقبلٌ" (الصادر خريف عام 2015) من وصفه لبوتين بأنه يشكِّل تهديداً للسلام العالمي: "بالطبع، لأنَّ بوتين هو أقوى بكثيرٍ من تنظيم القاعدة أو داعش. أنا لا أقول لك إنَّ أولئك الذين قتلوا العشرات من الناس الأبرياء في شوارع باريس ليسوا خطرين، ولكنهم يعملون في بيئةٍ هشَّة بسبب بوتين. فداعش هي إلى حدٍّ كبير نتيجة لسياسة القتل التي انتهجها الرئيس السوري بشار الأسد بدعمٍ من بوتين".
داعش نعمة للأسد
ورداً على ما قالته له صحيفة "لوباريسيان" من أنَّ بوتين، على الرغم من ذلك، هو حليفٌ "لنا" (أي للغرب) في الحرب ضد داعش في سورية، يقول كاسباروف: "لا يكون هناك تحالف إلا عندما نتقاسم الهدف نفسه، في حين أنَّ بوتين لا يعمل على إبادة داعش، ولكن على الحفاظ على بشار الأسد. بالنسبة إلى الرئيس الروسي فإنَّ ذلك هو وسيلة لتحدِّي أوباما والغرب. جنودُهُ قصفوا المعارضين لبشار ولم يقصفوا داعش. وبالنسبة للدكتاتور السوري فإنَّ هذه المنظمة الإرهابية (أي داعش) هي نعمة لأنها تجعله مقبولاً".
بوتين بريشة جورج دبليو بوش
وعن توقيع بوتين لوثيقةٍ في 31/ 12/ 2015 تفيد بأنَّ حلف شمال الأطلسي يشكِّل التهديد الرئيس لروسيا، علَّق كاسباروف قائلاً: "طالما ما يزال بوتين في السلطة فإنه سوف يستمر في خلق الأعداء. فلكي يبدو قوياً فإنه يحتاج إلى المزيد والمزيد من الخصوم الأقوياء، وما تزال أميركا هي العدو ذا الرقم واحد. والآن بوتين بحاجة إلى تصعيدٍ جديد لتبرير تصرفاته. إنَّ الإقتصاد الروسي الفاسد يستند على النفط والغاز، وقد فشل بوتين في جعله قابلاً للنمو وللمنافسة. فعندما بدأت أسعار النفط في الإنخفاض في عام 2013 كان على بوتين أن يختار بين خيارين: إما إجراء إصلاحات، وهذا مستحيلٌ بالنسبة له، وإما خلق أعداء جدد. وقد كانت الخطوة الأولى هي ضم شبه جزيرة القرم في آذار/ مارس 2014. ومع التدهور الحالي للإقتصاد الروسي فإنَّ بوتين سوف يكون أكثر عدوانية على نحوٍ متزايد، وإن لم يفعل ذلك فإنَّ مواطنيه سوف يبدأون بطرح الأسئلة حول مستوى معيشتهم. وإذا ما تراجع سعر البرميل من 34 دولاراً اليوم إلى 20 دولاراً وأفلس الإقتصاد، فمن الممكن أن يحاول بوتين الهجوم على إستونيا أو لاتفيا. إنه مثل لاعب البوكر: لديه يدٌ ضعيفة للغاية، ولكن لا أحد يشجب خداعَهُ".
هنا يُسأل كاسباروف أن كيف يمكنه أن يكون على يقين من أنَّ بوتين يخادع، فيجيب قائلاً: "إنَّ الجيش الروسي ليس سوى ظلٍّ للجيش الأحمر (السوفياتي)، والإقتصاد يعتمد إلى حدٍّ كبير على القروض الأجنبية. المشكلة، حين لا يَشجب المرءُ الخداعَ، هي في زيادة الرهان، وفي أنَّ القيام بالشجب لاحقاً يصبح أكثر صعوبة عما ذي قبل. فلو أنَّ الغرب فعل ذلك في عام 2008 عندما هاجم بوتين جورجيا، لكان الأمر أبسط بكثيرٍ عما هو عليه الآن. فحينما رفضنا مواجهته في أوكرانيا فإننا وجدناه في اليوم التالي في سورية. فإن لم نعارضه في سورية فسوف نجده في اليوم التالي في إستونيا. إنَّ بوتين لا يتوقَّف. إنَّ من الخطأ الإعتقاد بأن تقديم الغرب التنازلات له سوف يكون كافياً، لا بل إننا بذلك نفتح شهيَّته".         
وعن مقارنته بوتين بهتلر في كتابه "الشتاءُ مقبلٌ" وما إذا كانت المقارنة مفرطة، يقول كاسباروف: "أنا على وجه الدقة أقارن بوتين بصعود هتلر. فحتى ليلة الكريستال (في 9 – 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938، حين نُهِبَت المعابد والمحالُّ التجارية اليهودية في ألمانيا والنمسا من قبل النازيين) فإنَّ القادة الغربيين كانوا يعتبرون هتلر بأنه شعبوي، ولكن اعتقدوا أنَّ بإمكانهم أن يتعاملوا معه. وأول مرة شبَّهتُ فيها بوتين بهتلر كانت خلال دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في روسيا في عام 2014، والتي ذكَّرتني بتلك اللعاب الأولمبية في برلين في عام 1936. فدورات الألعاب الأولمبية تعطي دائماً للدكتاتوريين جرعاتٍ من هرمون الأدرينالين، بحيث يشعرون بأنفسهم أنهم يسيطرون على الكوكب".
وعما إذا كان وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والمنصوص عليه في إتفاقية مينسك الثانية في شباط/ فبراير 2015، يُظْهِر أنه كان من الممكن إيجاد أرضية مشتركة مع بوتين، يتساءل كاسباروف: "هل أنَّ هذا الإتفاق يذكر وجود القوات الروسية في أوكرانيا؟ أبداً. لقد كذَّب بوتين، ذلك أن هدفه هو تدمير الدولة الأوكرانية لأنه يعتبر أنَّ أوكرانيا الديمقراطية، القوية، وارتباطها بالمنطقة الإقتصادية الأوروبية، تشكِّل تهديداً له. وأنا أتفهَّم أنَّ هولاند وميركل يتَّبعان الرأي العام عندهما من أجل التوصل إلى تسوية وتجنُّب الصراع. لكنَّ بوتين سيفرض دائماً المزيد من التنازلات. إنني أُكِنُّ المزيد من الإحترام لتشمبرلين ودالادييه (القائدين البريطاني والفرنسي، اللذين وقَّعا إتفاقيات السلام في ميونيخ مع هتلر عام 1938 لتجنَّب الحرب التي كانت ستنشب بعد عامٍ واحد)، لأنهما لم يكونا يعرفان ماذا سيحدث بعد ذلك. إنهما لم يستطيعا الإعتماد على كتب التاريخ".     
وعن زيارة الرئيس الفرنسي السابق نيقولا ساركوزي لبوتين في خريف العام 2015 وقوله إنَّ العالم يحتاج إلى روسيا وينبغي عدم عزلها، علَّق كاسباروف بالقول: "إنَّ ذلك هو إهانة للكثير من الروس. نعم، العالم يحتاج إلى روسيا، ولكن لا يحتاج إلى بوتين، الذي يُعتبر قوةً مدمِّرة. إنَّ الكثير من الساسة في فرنسا، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، يسعون إلى شكلٍ من أشكال التحالف معه، وكان ساركوزي قد تفاوض على اتفاق سلامٍ مع بوتين في عام 2008 في جورجيا (عندما دخلت القوات الروسية الأراضي الجيورجية الإنفصالية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية)، في حين أنه كان عدواناً متعمَّداً. فبالنسبة إلى بوتين كان الأمر إشارة واضحة على أنه يمكن أن ينفِّذ وأن لا أحد سيمنعه".
بوتين دكتاتور مدى الحياة
وعن كونه صارماً جداً مع بوتين رغم أنه ما يزال يتمتَّع بشعبية كبيرة في روسيا وفقاً لاستطلاعات الرأي، ردَّ كاسباروف بالقول: "مَن الذي قام بهذه الإستطلاعات؟ كيف لي أن أعرف إذا ما كانت نتائجها صحيحة؟ ما هو مقدار الخوف في الإجابات؟ إنَّ إعطاء الثقة لهكذا استفتاءات في بلدٍ يحكمه دكتاتور مدى الحياة هو نكتة سيئة. وإذا ما كان العديد من الروس يدعمون بوتين فإنَّ ذلك سببه الدعاية التي تفيض من وسائل الإعلام 24 ساعةً في اليوم و7 أيام في الأسبوع".
في الختام تسأل "لوباريسيان" كاسباروف أن كيف سيترك بوتين السلطة، فيجيب بالقول: "إنه لن يكون انتقالاً سلمياً. أتصور أنَّ الأمر سيكون خليطاً من انتفاضة الطبقة المتوسطة في موسكو ومن ثورة القصر حينما يفقد المحيطون ببوتين الأمل. لقد أثبت التاريخ أنَّ الحكَّام المستبدين لا ينتهون بشكلٍ جيد".  

الحديث التالي:
الحديث السابق:







 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق