2017/02/01

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (16)/ كاسباروف في مقاله في "الجارديان": البريكسيت أفضل هدية لفلاديمير بوتين.



رأى المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف أنَّ أحزاب اليمين المتطرف في بريطانيا ومختلف أنحاء أوروبا يعملون على إضعاف الإتحاد الأوروبي، وهو هدفٌ مشترك بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.. جاء ذلك في مقالٍ لكاسباروف في صحيفة "الجارديان" البريطانية في 13 أيار، مايو 2016 تحت عنوان "لماذا البريكسيت ستكون أفضل هدية لفلاديمير بوتين"، ذاكراً أنَّ هدف بوتين هو إضعاف حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)



الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (16)
غاري كاسباروف في مقاله في "الجارديان":
البريكسيت أفضل هدية
لفلاديمير بوتين

غاري كاسباروف: إضعاف الإتحاد الأوروبي هدف مشترك بين بوتين وترامب


·   غاري كاسباروف: إتحاد أوروبي من دون بريطانيا، هذا ما يريده الرئيس الروسي: مؤسسة ضعيفة مع قدرٍ أقل من القوة لمواجهة إعتداءاته على حدود أوروبا




حسين احمد صبرا
رأى المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف أنَّ أحزاب اليمين المتطرف في بريطانيا ومختلف أنحاء أوروبا يعملون على إضعاف الإتحاد الأوروبي، وهو هدفٌ مشترك بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.. جاء ذلك في مقالٍ لكاسباروف في صحيفة "الجارديان" البريطانية في 13 أيار/ مايو 2016 تحت عنوان "لماذا البريكسيت ستكون أفضل هدية لفلاديمير بوتين"، ذاكراً أنَّ هدف بوتين هو إضعاف حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي.
بوتين - ترامب: إضعاف الإتحاد الأوروبي
في هذا المقال، الذي قمنا بتعريبه عن الإنجليزية، يكتب كاسباروف مستهلاً: "إنَّ السياسة غالباً ما تؤدي إلى شركاء غريبين. فأحزاب اليمين المتطرف في المملكة المتحدة ومختلف أنحاء أوروبا يدفعون الأمور باتجاه أي شيءٍ من شأنه أن يُضعف الإتحاد الأوروبي، وهو هدفٌ مشترك عند كلٍّ من فلاديمير بوتين ودونالد ترامب. وفي هذا الأسبوع ذهب رفيقهم "البريكسيتي" بوريس جونسون (عمدة لندن السابق) إلى حد تكرار خط الكرملين حول أنَّ أوروبا هي مسؤولة جزئياً عن غزو بوتين المتواصل لأوكرانيا".    
بوتين: أوروبا عدوَّتُهُ
ويرى كاسباروف أنَّ هدف بوتين هو إضعاف حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي وأنه يعتبر أوروبا عدوَّتَهُ، فيكتب قائلاً: "لا يجب أن يتوقَّع المرءُ تصريحاتٍ سياسية واضحة من ترامب أو جونسون، ولكنَّ منطق بوتين لا يقبل الجدل. فهدفُهُ هو إضعاف المؤسسات، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي، اللذين ممكن أن يُحبطا طموحاته السوفياتية الجديدة. لقد كان الكرملين في حالة حِداد عندما صوَّتت إسكوتلندا بفارقٍ ضئيل لصالح البقاء في المملكة المتحدة، ذلك أنَّ بوتين يعتبر أوروبا عدوَّته ويريد أن يكون خصومه مقسَّمين إلى قوىً أصغر وأضعف".
بيرلسكوني وشرودر: الدفاع عن بوتين
يضيف كاسباروف: "إنَّ نظرية فَرِّق تَسُدْ ليست جديدة، ولكن هذا لا يعني أنها ليست فاعلة. فخلال 16 عاماً قضاها في السلطة قام بوتين بعملٍ جيد في اصطياد الأضعف وأكثر الأعضاء ليناً في العريكة من بين معشر القادة الأوروبيين، واستخدمهم يمثابة إسفين ضد أوروبا الموحَّدة. كان لديه سيلفيو برلسكوني، الذي تفاخر بأنه كان مدافعاً شخصياً عن بوتين. وكان لديه جيرهارد شرودر، الذي ما يزال بوتين في واقع الأمر يملكه كرئيسٍ لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم" الممتد من روسيا إلى ألمانيا، وهو الخط الذي جعله شرودر حيِّز التنفيذ من موقعه كمستشار ألمانيا".
ثم يتطرَّق كاسباروف إلى استفتاء البريكسيت، قائلاً: "إنَّ استفتاء البريكسيت ليس مجرد عنصر في لائحة رغبات بوتين. فقناتا "روسيا اليوم" و"سبوتنيك" وسائر قنوات الدعاية التابعة للكرملين أصبحت جميعها، ولسببٍ غير مفهوم، تتعامل كمصدرٍ من مصادر الأخبار الشرعية في الغرب والمليئة بمواد البركسيت (إلى جانب تلك المواد المؤيدة لترامب)"..
بوتين يدعم اليمين الأوروبي المتطرف 
يضيف كاسباروف متحدِّثاً عن تأييد اليمين الأوروبي المتطرف لبوتين، قائلاً: "إنَّ بوتين يدعم دائماً العناصر الأكثر حسماً في السياسة الأوروبية، ويأمل في أنهم سوف يردُّون له الجميل بأن يصوِّتوا على إنهاء عقوبات الإتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا بعد غزوه أوكرانيا. إنَّ الأحزاب المعادية للمهاجرين في أوروبا، وشبه الفاشيين، والذين لديهم شيءٌ من الفاشية، يبجِّلون علناً الرجل الذي ضمَّ الأراضي الأوروبية ويواصل هجومه العسكري في أوكرانيا، البلد الذي يرغب بوتين بمعاقبته بسبب الحلم (الأوكراني) بالإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي، وهو الحلم المعاكس لحلم البعض في بريطانيا بالتخلي عنه بحرية".
إستفتاء البريكسيت نعمة لبوتين
ويصف كاسباروف إستفتاء البريكسيت بأنه سيكون نعمةً لفلاديمير بوتين، فيكتب قائلاً: "إنَّ استفتاء البريكسيت من شأنه أن يشجِّع على تزايد الإنقسام والكراهية، الموجودين أصلاً، وسيكون نعمةً للجماعات الإرهابية التي هي تنشط داخل وخارج حدود أوروبا، وسيكون نعمةً للدكتاتور الروسي الذي يقوم من خلالها بتحطيم تلك الحدود، وسيُضْعِف من قدرة المملكة المتحدة وأوروبا في مقاومة هذه الإعتداءات. كما سيكون خطوةً عملاقة إلى الوراء بالنسبة للنظام العالمي، وبالنسبة إلى النمو الإقتصادي المعولَم والمعتمد على هذا النظام، وبالنسبة إلى قيم حقوق الإنسان والديمقراطية".   
ونستون تشرشل: مسؤولية العَظَمة
ثم يوضِّح كاسباروف: "هناك حدودٌ للنداءات الواسعة من أجل تحقيق الصالح العام وما سمَّاه ونستون تشرشل بـ"مسؤولية العَظَمَة". إنَّ من المعقول بالنسبة للبريطانيين أن يسألوا: "ماذا في ذلك بالنسبة لي؟". إنَّ الإهتمام الذاتي الصحي هو حجر الزاوية في الديمقراطية ونظام السوق الحرة، الذي جلب الحرية والإزدهار إلى الكثير من بلدان العالم، الحرية والإزدهار اللذان نحسدكم عليهما كثيراً من وراء الستار الحديدي".
الإتحاد الأوروبي: الإتجاه نحو الإيديولوجيات
ثم يحذِّر قائلاً: "ولكن من دون تأثير المملكة المتحدة فإنَّ الإتحاد الأوروبي يتحرك باتجاه الإيديولوجيات والسياسات التي أحبطت العديد من البريطانيين (وغيرهم). وفي الوقت نفسه فإنَّ المملكة المتحدة ما تزال تعتمد على الإتحاد الأوروبي، والإتحاد الأوروبي عَمِلَ بفاعليةٍ أقل وانعدامٍ أكثر في التحصين ما جعل البريطانيين المطالبين بالخروج منه يشكون أكثر من غيرهم. ومن أجل حل هذه المشاكل ومن أجل أن يصبح أفضل نسخة من نفسه فإنَّ الإتحاد الأوروبي يحتاج إلى المملكة المتحدة، والمملكة المتحدة تحتاج إلى اتحادٍ أوروبي أفضل".
ودعا كاسباروف إلى علاج الإتحاد الأوروبي من مشاكله، قائلاً: "أنا لم يكن لديَّ قدرٌ كبير من التعاطف مع بيروقراطية بروكسل، فلا أحد من الذين نشأوا في دولةٍ شمولية سبق أن نظر في مشكلةٍ ورأى أنَّ المطلوب هو طبقة أخرى من السياسيين والموظفين. في هذه الحالة، ومع ذلك، فقد ثبت أنَّ العلاج هو أفضل من هذا المرض. فالإتحاد الأوروبي، في جميع محدودياته، هو أفضل بكثير من عصر العناد الذي سبقه".
يتابع كاسباروف: "إنَّ دراسةً سريعة لأولئك الذين يرغبون في العودة إلى تلك الحقبة تكفي للقيام بوقفة، فإن كنتَ غير متأكد من المسار الأفضل للعمل، فيمكنك أن تفعل أسوأ من إلقاء نظرة على ما يريده بوتين ثم تفعل العكس. فعلى سبيل المثال، بوتين قال إنه يريد ترامب أن يصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة". 
ويختم كاسباروف مقاله بالتذكير بما قاله الزعيم البريطاني التاريخي ونستون تشرشل، فيقول: "إنَّ الحلم الأوروبي ما يزال يستحق النضال من أجله، ويجب أن يُقاتَل من أجله. إنَّ تشرشل، الذي خاطب الأميركيين يوم 6 أيلول/ سبتمبر عام 1943، اعترف بالقيم المشتركة للوحدة الأنجلو – أميركية. إنَّ ائتلافه للشعوب الناطقة بالإنجليزية قد عفا عليه الزمن، وقد توسَّع الإتحاد ليشمل جميع أولئك الذين يرغبون بلغةٍ مشتركة من الحرية والسلام والديمقراطية. ولكنَّ كلمات تشرشل ما تزال سارية: "أنا أقول إنكم لا تستطيعون أن تتوقفوا. ولا يوجد خلل في هذه النقطة، وقد وصلنا الآن إلى مرحلةٍ في الرحلة حيث لا نستطيع أن نتوقَّف، بل يجب علينا المضي قدماً. إما الفوضى العالمية وإما النظام العالمي". 

الحديث التالي:
الحديث السابق:







 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق