2017/02/01

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (14)/ كاسباروف يقول في الـ"وُرلد بوليسي جورنال" (2): بوتين والأسد وإيران جزءٌ من المشكلة الرئيسة في الشرق الأوسط.



يعتبر غاري كاسباروف في حديثه إلى صحيفة "وُرلد بوليسي جورنال" الأميركية أنَّ بوتين ككل دكتاتور يحتاج إلى مواجهة مع العالم الحر لأنها السبيل الوحيد بالنسبة له للبقاء في السلطة، لذا هو يخلق المزيد من مناطق النزاع ليبرِّر سلطته، وأنه الآن يركِّز على أجندته السورية.. وأشار كاسباروف إلى أنَّ روسيا والأسد وإيران ليسوا جزءاً من الحل بل هم جزءٌ من المشكلة الرئيسة في الشرق الأوسط، وأنَّ الحل الوحيد لأزمة اللاجئين السوريين هو تدمير داعش من أجل تحرير سورية وتحقيق عودتهم.. وحثَّ كاسباروف الغربَ على الإعتراف بأنه طالما بقيت قوات بوتين في سورية فلن يكون هناك حلٌّ للأزمة السورية...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً





كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)

الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (14)

غاري كاسباروف يقول في الـ"وُرلد بوليسي جورنال" (2):
بوتين والأسد وإيران
جزءٌ من المشكلة الرئيسة في الشرق الأوسط

غاري كاسباروف: لدى بوتين أجندته الخاصة في سورية


·      كاسباروف:
- طالما بقيت قوات بوتين في سورية فلا حل للأزمة فيها
- بوتين يبحث عن الصراعات خارج روسيا ليبرِّر بقاءه في السلطة 



حسين احمد صبرا
نتابع ما قاله المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف في مقابلةٍ أجرتها معه الصحيفة الأميركية "وُرلد بوليسي جورنال" في 5 شباط/ فبراير عام 2016، حيث يرى أنَّ سياسة أوباما الخارجية قد خلقت فراغاً خطيراً جداً في جميع أنحاء العالم، وأنه ما يزال لدى أميركا العديد من الأدوات القوية جداً وغير العسكرية للحد من إجراءات بوتين العدوانية.. ويعتبر كاسباروف أنَّ بوتين ككل دكتاتور يحتاج إلى مواجهة مع العالم الحر لأنها السبيل الوحيد بالنسبة له للبقاء في السلطة، لذا هو يخلق المزيد من مناطق النزاع ليبرِّر سلطته، وأنه الآن يركِّز على أجندته السورية.. وأشار كاسباروف إلى أنَّ روسيا والأسد وإيران ليسوا جزءاً من الحل بل هم جزءٌ من المشكلة الرئيسة في الشرق الأوسط، وأنَّ الحل الوحيد لأزمة اللاجئين السوريين هو تدمير داعش من أجل تحرير سورية وتحقيق عودتهم.. وحثَّ كاسباروف الغربَ على الإعتراف بأنه طالما بقيت قوات بوتين في سورية فلن يكون هناك حلٌّ للأزمة السورية.. وبالنسبة إلى الوضع في روسيا أشار كاسباروف إلى أنَّ الأمور فيها قد وصلت إلى نقطةٍ حيث لا مفر من العنف وأنَّ الأنظمة مثل نظام بوتين كلما بقيت في السلطة لفترةٍ أطول كلما كانت النتيجة أسوأ، وحذَّر من أن دعاية نظام بوتين السامة لها أيضاً آثار سلبية جداً على عقول الشباب.. ودعا كاسباروف روسيا إلى أن تبحث عن هوية الدولة التي ستصبح جزءاً من الثقافة والحضارة الأوروبيتين، بدلاً من البحث عن هوية الإمبراطورية الخاصة بها.. وإليكم حرفية ما قاله كاسباروف:




سياسة أوباما الخارجية
خلقت فراغاً خطيراً في جميع أنحاء العالم
فحول ما قاله من أنَّ أوباما فشل في إرسال رسالةٍ قوية إلى بوتين في سنواته الأولى، يُسأل كاسباروف أين كان أوباما مخطئاً، وما الذي يجب على الرئيس الأميركي المقبل القيام به لإرسال رسالةٍ قوية إلى بوتين تأمره "بالتراجع"، فيجيب: " أعتقد أنَّ روسيا ليست وحدها المشكلة، ذلك أنه يتعيَّن على الرئيس (الأميركي) المقبل أن يعمل بجدية لإعادة بناء الثقة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لأنَّ سياسة أوباما الخارجية خلقت فراغاً خطيراً جداً في جميع أنحاء العالم. لقد فقد أصدقاء الأميركيين الثقة بالولايات المتحدة، في حين تجرَّأ أعداء العالم الحر بسبب النقص في التأثير، وسوف يعملون على المشاركة في الشؤون العالمية بنشاط. وفي ما يتعلق ببوتين فإنَّ أميركا ما يزال لديها العديد من الأدوات القوية جداً وغير العسكرية للحد من إجراءاته العدوانية. إنَّ روسيا تعتمد على الأسواق المالية الأجنبية، والعقوبات المقرَّة اليوم (ضد روسيا) هي مؤلمة جداً على الرغم من أنها غير قوية ، لهذا السبب يحاول بوتين إثبات قدرته على التخلص من هذه العقوبات. من هنا من المهم جداً أن تبقى العقوبات طالما تحتل روسيا الأراضي الأوكرانية. وأعتقد أنَّ السياسة الخارجية للولايات المتحدة بحاجةٍ إلى رؤية طويلة الأجل، إذ حان الوقت للحديث عن مستقبل العالم، وأنْ كيف يمكننا بناء مؤسساتٍ جديدة للتأكد من أنَّ المعاهدات الدولية لن تُنتهَك بشكلٍ صارخ كما فعل بوتين في شبه جزيرة القرم. إنَّ الولايات المتحدة بحاجةٍ إلى بناء تحالفاتٍ في أوروبا وأماكن أخرى، واستعادة ثقة حلفائها، وتأكَّدْ من أنَّ أعداء العالم الحر سوف يدركون أنَّ أميركا لم تعد تنظر إلى صعودهم بشكلٍ غير فاعل".
المواجهة مع بوتين أمر لا مفر منه
وعن ذكره باستمرار في كتابه الأخير "الشتاءُ مقبلٌ" (الصادر خريف العام 2015) من أنَّ المواجهة مع بوتين أمرٌ لا مفر منه، يقول كاسباروف: "إنه أمرٌ لا مفر منه لأنَّ المواجهة مع بوتين هي السبيل الوحيد بالنسبة له للبقاء في السلطة، ذلك أنَّ كل دكتاتور يحتاج إلى أسطورة ليقول لماذا ما يزال باقياً في السلطة لسنواتٍ عديدة في حين أنَّ الإقتصاد هو في مثل هكذا حالةٍ من الفقر. إنني أراه يخلق المزيد من مناطق النزاع لتبرير سلطته. وسواء كان بوتين أو غيره من البلطجية والإرهابيين والطغاة، فإنَّ عليهم مواصلة سياستهم المتمثلة في المواجهة مع العالم الحر، وفي اللحظة التي يتوقَّفون عن ذلك سوف يتم استجوابهم من قبل شعبهم، لأنَّ هذه الأنظمة ليست قادرة على إنتاج مستويات معيشة مرتفعة أو على التنافس مع العالم الحر".
بوتين سيركِّز على أجندته السورية
وعن توقعاته حول أنَّ بوتين يحاول إنشاء مناطق صراعٍ جديدة، يقول كاسباروف: "الآن أعتقد أنه سيقوم بالتركيز على أجندته السورية، وهو لا يرى في الوقت الحالي أي فائدة من استئناف الحرب في أوكرانيا طالما أنَّ لديه مشاكل مع شبه جزيرة القرم ومشاكل مع تغذية (هذا الصراع)، وطالما أنَّ رفع العقوبات هو أولوية قصوى. وربما سيحاول خلال الأشهر القليلة المقبلة أن يلعب لعبةً هادئة لأنَّ بإمكانه أن يرى أنَّ بعضاً من أهدافه يمكن تحقيقها من خلال الدبلوماسية. وطالما أنَّ أوباما وميركل وكاميرون على استعدادٍ للَّعب معه، وقبل أن يتم رفع العقوبات فإنه قد يمتنع عن اتخاذ إجراءاتٍ جذرية. أما وقد قلتُ ذلك فإنني، ومع حصول مزيدٍ من التدهور في روسيا، لن أستبعد توقُّع إمكانية أن يقوم بوتين بتحويل الإنتباه عن طريق خلق منطقة صراعٍ آخر عاجلاً أم آجلاً. وأي توقعاتٍ بأنَّ بوتين سيعود إلى التعاون ببساطةٍ فإنَّ ذلك هو تجاهلٌ للتجربة التاريخية. إنَّ الحكام المستبدين، وبعد انتهاء المرحلة الأولى من حكمهم، فإنهم عندما يحتاجون إلى أصدقاء لترسيخ سلطتهم يسعون إلى الوصول إلى مرحلةٍ حيث يحتاجون فيها إلى أعداء. وبوتين يحتاج إلى أعداء لتبرير حُكمٍ له غير محدَّد في روسيا. وبما أنه قد نفد أعداؤه داخل روسيا فإنه يسعى بشكلٍ جيد إلى اختراعهم".
إحتمال هجوم بوتين على إستونيا ولاتفيا
وعما إذا كان يعتقد أنَّ بوتين سيمتلك الإرادة في ما يتعلق باحتمال مهاجمته إستونيا ولاتفيا، وخاصةً أنَّ غزوه السابق لأوكرانيا كان أمراً بسيطاً بالنسبة إليه، يجيب كاسباروف: " إنَّ ذلك يعتمد على درجة اليأس، وأعتقد الآن أنَّ ذلك مستبعدٌ جداً لأنَّ الدبلوماسية تعمل على رفع العقوبات، والذي سوف يُظهر للنخبة الروسية الحاكمة أنَّ بوتين ما يزال قيادياً مهماً، ذلك أنَّ رفع العقوبات سيكون نصراً سياسياً كبيراً بالنسبة إليه. ولهذا السبب بإمكانه أن يأخذ استراحة في حال كان راضياً عن النتيجة. وقد لا يمتد ذلك طويلاً طالما من المحتمل أنَّ لا يتعافى الإقتصاد الروسي، وطالما أنه لن يكون بإمكانه أن ينفق كما من قبل بالحرية نفسها. ولكنني لا أستبعد تحت أي ظرفٍ من الظروف هجماتٍ محتملة على لاتفيا وإستونيا في حال كان بوتين ما يزال يائساً".
وعما يجب على الولايات المتحدة وحلف الناتو فعله وما إذا كانا يحتاجان إلى تعاون روسيا لمحاربة داعش أو لمواجهة التحديات العالمية الأخرى، يقول كاسباروف: "كلا، إلا أنه من الواضح جداً أنَّ روسيا لا تحارب داعش. إنَّ بوتين موجودٌ في سورية للعمل على أجندته الخاصة. إنَّ روسيا والأسد وإيران ليسوا جزءاً من الحل، بل هم جزءٌ من المشكلة الرئيسة في المنطقة، إلى درجة أنَّ الأمر ليس سراً في أنَّ طائرات بوتين لا تهاجم داعش، واهتمام بوتين في سورية هو نقيضٌ لتلك القوى الغربية وللشعب السوري. وكلما توقَّف العالم الحر عن اللعب بتلك الألعاب كلما كان ذلك أفضل للجميع. إنني أعتقد أنَّ الحل الوحيد لأزمة اللاجئين السوريين هو تدمير داعش هناك من أجل تحرير سورية وتحقيق عودة اللاجئين. ومن أجل تحقيق ذلك يجب على الغرب الإعتراف بأنه طالما بقيت قوات بوتين في سورية فلن يكون هناك حلٌّ للأزمة السورية".
فيكتور يانكوفيتش مع بوتين
وما إذا كان هناك أي أمل في التغيير من داخل روسيا بعد تزايد أعمال القمع واغتيال المعارضين، يقول كاسباروف: "لا أعتقد أنَّ روسيا يمكن أن تتحرك إلى الأمام دون الحاجة إلى المرور عبر فترةٍ من العنف الهائل، ذلك أنَّ دكتاتورية بوتين لا يمكن مقارنتها مع النزعات الإستبدادية التي أبداها (رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق فكتور) يانكوفيتش، ولن تختفي نتيجة الإنتخابات. وأعتقد أنه يمكن انخفاض مستواها فقط كنتيجة للإنتفاضة الواسعة النطاق للسكان اليائسين، وللنخبة الحاكمة. وأنا لستُ سعيداً بأن أقول لكم هذا، فأنا لا أريد أن أرى المزيد من أي عنفٍ في روسيا، بيد أنَّ الأمور وصلت إلى نقطةٍ حيث لا مفر من الوضع العنيف، وأنا الآن لا أعرف ما سيحدث نتيجةً للوضع العنيف. إنَّ ما أعرفه من كتب التاريخ التي قرأتها هو أنَّ الأنظمة مثل نظام بوتين كلما بقيت في السلطة لفترةٍ أطول كلما كانت النتيجة أسوأ. وبالنسبة إلى أولئك الذين يخافون من أن زوال بوتين يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية أو إلى العنف الواسع النطاق، فإنَّ الوضع غداً سيكون أسوأ، والوضع بعد غدٍ يمكن أن يكون كارثةً عالمية. إنه لمن مصلحة الجميع أن يتأكدوا أنَّ أوج ازدهار دكتاتورية الرجل الواحد، أي دكتاتورية بوتين، لن تدوم طويلاً بما فيه الكفاية كيما تنشر المشاكل التي تعذِّب روسيا والدول المجاورة لها إلى بقية العالم".
دعاية نظام بوتين السامة
تؤثِّر سلباً على عقول الشباب
ويُسأل كاسباروف عن نظام التعليم في روسيا وما إذا كان هناك من وسيلةٍ للجيل القادم من أجل أن يدرك الطبيعة الحقيقية لروسيا بوتين، فيجيب قائلاً: "حسبما أعرف فإنَّ الأزمة العامة في روسيا تضر بالتعليم الروسي أيضاً، ولا أرى أي طريقة في أي تحسُّنٍ ملحوظ في التعليم الروسي ما دام لدينا حكومة تعتقد أنَّ الجهاز العسكري والأمني، وبطبيعة الحال الدعائي، هو من الأولويات. إنَّ دعاية نظام بوتين السامة لها أيضاً آثار سلبية جداً على عقول الشباب".
كتاب كاسباروف
"الشتاءُ مقبلٌ"
وعن السبب في أنَّ الروس يعتقدون بأنَّ قوة روسيا تكمن مع بوتين، يوضِّح كاسباروف: "لقد حاولتُ أن أشرح في كتابي (الشتاءُ مقبلٌ) الأخطاءَ التي ارتُكِبَتْ، والسبب في أنَّ بوتين قد أصبح بوتين الذي نعرفه اليوم. أترك الإجابة عن هذا السؤال للمؤرخين لأنني أكثر قلقاً حول ما يحدث بعد بوتين. وأعتقد أنه لكي تبقى روسيا على قيد الحياة لا بد من أن تتغير روايتها بشكلٍ كبير. أعتقد أنه ما زال هناك إمكانية لروسيا للبحث عن هوية، وليس هوية الإمبراطورية الخاصة بها، بل هوية الدولة التي ستصبح جزءاً من الثقافة والحضارة الأوروبيتين، والتي سوف تلعب في نهاية المطاف دوراً إيجابياً في الشؤون العالمية".

الحديث التالي:
الحديث السابق:








 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق