2017/02/01

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (13)/ كاسباروف يقول في الـ"وُرلد بوليسي جورنال" (1) من أهداف إصرار بوتين على التدخل في سورية منع مد أنابيب الغاز من قطر إلى أوروبا عبر تركيا.



أشار كاسباروف في حديثٍ إلى صحيفة "وُرلد بوليسي جورنال" الأميركية إلى أنَّ بوتين يقصف ويدمِّر المعارضة السورية وليس داعش، وقد نجح في تغيير دوره في الشؤون العالمية، وأنَّ من آثار عدوانه على سورية أزمة اللاجئين في أوروبا والتي هي أكثر ما يعزِّز مواقع الجماعات الأوروبية المتطرفة.. وتوقَّع كاسباروف أن يبقى بوتين في الشرق الأوسط طالما هو باقٍ في الكرملين.. كما رأى أنَّ بناء خط أنابيبٍ للغاز من قطر عبر سورية وتركيا إلى أوروبا هو أفضل الخيارات لإضعاف روسيا، إلا أنه يجب أولاً حل المشكلة في سورية، وهذا هو واحدٌ من الأسباب التي تجعل بوتين يصر على عدم حدوث حلٍّ فيها...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (13)

غاري كاسباروف يقول في الـ"وُرلد بوليسي جورنال" (1):
من أهداف إصرار بوتين على التدخل في سورية
منع مد أنابيب الغاز من قطر إلى أوروبا عبر تركيا

 
غاري كاسباروف: لا حلَّ للأزمة السورية مع بقاء بشار الأسد في السلطة


حسين احمد صبرا
في مقابلةٍ أجرتها معه الصحيفة الأميركية "وُرلد بوليسي جورنال" في 5 شباط/ فبراير 2016، قال لاعب الشطرنج العالمي والمعارض الروسي البارز غاري كاسباروف إنَّ بوتين هو دكتاتور وحشي قادر على قتل الناس وغزو البلدان المجاورة، ولكن لا توجد إرادة سياسية في الغرب لمواجهته، وأنَّ بوتين يسعى إلى استعادة شعبيته بالعدوان الخارجي، إذ كلما تأزم الوضع الإقتصادي في روسيا كلما ازدادت عدوانيته في الخارج.. وأضاف كاسباروف، اللاجىء إلى الغرب منذ العام 2012، أنَّ سورية تشكِّل انتصاراً سياسياً مهما لبوتين، ولكن لا يعتقد أنَّ أي أزمة في روسيا ستُجبر بوتين على إنهاء عمليته في سورية طوعاً، معتبراً أن لا حلَّ للأزمة مع بقاء بشار الأسد في السلطة.. وأشار كاسباروف في المقابلة، التي جاءت تحت عنوان "غاري كاسباروف متحدثاً في السياسة عن روسيا بوتين"، إلى أنَّ بوتين يقصف ويدمِّر المعارضة السورية وليس داعش، وقد نجح في تغيير دوره في الشؤون العالمية، وأنَّ من آثار عدوانه على سورية أزمة اللاجئين في أوروبا والتي هي أكثر ما يعزِّز مواقع الجماعات الأوروبية المتطرفة.. وتوقَّع كاسباروف أن يبقى بوتين في الشرق الأوسط طالما هو باقٍ في الكرملين.. كما رأى أنَّ بناء خط أنابيبٍ للغاز من قطر عبر سورية وتركيا إلى أوروبا هو أفضل الخيارات لإضعاف روسيا، إلا أنه يجب أولاً حل المشكلة في سورية، وهذا هو واحدٌ من الأسباب التي تجعل بوتين يصر على عدم حدوث حلٍّ فيها.. وإليكم ما قاله كاسباروف بالتفصيل في المقابلة التي عرَّبناها عن الإنكليزية وسننشرها في حلقتين:

 
بوتين دكتاتور وحشي
يُسأل كاسباروف أن كم سيستغرق الأمر بالنسبة إلى أوروبا والولايات المتحدة ليكُفَّا عن التعامل مع بوتين وكأنه ديمقراطي، فيجيب: "أعتقد أنهم لم يعودوا يتعاملون مع بوتين على اعتباره زعيماً ديمقراطياً، إذ أننا رأَينا بكل تأكيد تغييراً كبيراً في تقييم بوتين، ولكن ليس في السلوك. أعتقد أنهم اليوم، وبخلاف ما كان الوضع عليه في عامي 2005 و2006، يعرفون أنَّ بوتين هو دكتاتور وحشي. سابقاً كانوا يعتقدون أنَّ روسيا يمكن أن تكون بلداً ديمقراطياً هشاً، وأنَّ بوتين هو أفضل ما تأمل به روسيا، أما الآن فهم يعرفون أنه قادرٌ على قتل الناس وغزو البلدان المجاورة، بيد أنهم ما يزالون يرون بأنَّ ما من وسيلة لمواجهته علناً بسبب استنتاجٍ مفاده أنَّ الإخلال بالوضع الراهن ممكن أن يكون أكثر ضرراً من مجرد جعله يستفيد من هذا الوضع. رأينا ذلك مع الكشف مؤخراً عن جريمة قتل (ألكسندر) ليتفيننكو ورد فعل الحكومة الهولندية على مأساة إسقاط الطائرة المدنية الماليزية فوق شرق أوكرانيا (في 17/ 7/ 2014). إنهم يعرفون مَنْ هو بوتين، ولكن لا توجد إرادة سياسية لمواجهته بما يستحقُّه". 
وعما هو مطلوب من الغرب اتخاذه في هذه المرحلة لتحميل بوتين المسؤولية عن إجراءاته، يقول كاسباروف: "أتمنى لو أنني أعرف. لقد شاهدنا جميعاً قائمةً طويلة ومؤلمة جداً تنص بنودها على أنَّ "بوتين لن يفعل هذا". لقد رأينا، واحداً بعد الآخر، أنه تجاوز كلَّ الحدود ومحى كلَّ الخطوط الحمراء. ونظراً لعدم وجود الإرادة السياسية وللضعف المتأصل في القيادة السياسية في أوروبا والولايات المتحدة، فأنا أخشى من ألا يتم الرد على إجراءات بوتين الجذرية إلى أن يكون هناك تغيير في قيادة الولايات المتحدة أو في المزاج العام في أوروبا، الأمر الذي قد يحدث مرةً أخرى بسبب إصرار بوتين على اختبار الحدود. ولكني ما زلتُ لا أعرف أين هي الحدود".
وعما يعنية تجميد أسعار النفط وتراجع العملة الروسي الروبل يوماً بعد يوم، وما يعنيه ذلك لبوتين وروسيا في المستقبل، أجاب كاسباروف: "إنَّ بوتين بطبيعة الحال لن يجرِّب إنفاق المال كما يشاء بالراحة نفسها مثلما كان يفعل سابقاً. وفي الوقت نفسه بإمكاني رؤيته وهو يبحث عن حلولٍ غير متكافئة، ذلك أنَّ الإقتصاد الروسي لن يتعافى بالمستوى الذي يمكِّن بوتين من استعادة شعبيته كما كانت في العام 2005 حينما كان يمكن النظر إليه على أنه الزعيم الذي أحيا الإستقرار الإقتصادي وجلب الإزدهار للطبقة الوسطى الروسية. والأدوات الوحيدة المتبقية الآن في يد بوتين كلُّها مرتبطة بآلة الدعاية وبالعدوان الخارجي. هذا هو سبب خوفي وهو أنَّ المزيد من التراجع في الإقتصاد الروسي سوف يُلْهِم بوتين لمتابعة الإجراءات الأكثر عدوانيةً في الخارج والمزيد من القمع في الداخل". 
الدمار في سورية
ويُسأل كاسباروف إن كان يعتقد أنَّ انخفاض أسعار النفط سيؤثِّر على التورط الروسي في سورية، وما إذا كان ممكناً لبوتين أن يتحمَّل طموحاته الواسعة في السياسة الخارجية في هذه المرحلة، فيجيب: "عندما يواجه المرء الإنخفاض في الدخل يمكننا أن نرى كيف أنَّ الإقتطاع من الميزانيات يعكس الأولويات. إنَّ أولويات بوتين لا ترتبط بالإقتصاد الروسي أو برفاه المواطنين الروس، ونحن نرى أنه حتى خلال هذه الضائقة المالية فإنه ما يزال ينفق المال على الجيش والأجهزة الأمنية وآلته الدعائية، وأعتقد بدون شك أنها عبارة عن ميزانية عسكرية. ولا أعتقد أنَّ أي أزمة ستُجْبِر بوتين على إنهاء عمليته في سورية طوعاً أو إنهاء حشده العسكري في أوكرانيا".
بشار الأسد.. القاتل المجرم
ويُسأل كاسباروف أن كيف ستتكشَّف الأمور بعد أن أصبح بوتين الآن يلعب دوراً رئيساً وفاعلاً في الصراع السوري، وما الذي ينبغي على التحالف الغربي القيام به، فيقول: "إنَّ سورية تشكِّل انتصاراً سياسياً مهماً لبوتين، ولا يمكن حل الأزمة السياسية مع بقاء بشار الأسد في السلطة، وهو المحسوب على بوتين، فنظام الأسد القاتل هو المصدر الرئيس للعنف في المنطقة. لكنّ القوى الغربية جعلت بوتين يستفيد بتعاملها معه على أنه جزءٌ من الحل وأنه ليس هو المشكلة الرئيسة. وبينما يتحدَّث الغرب عن حلولٍ دبلوماسية، كانت طائرات بوتين تقصف وتدمِّر المعارضة (السورية) وليس داعش. وها هو قد نجح بالتأكيد في تغيير دوره في الشؤون العالمية، فالآن لم يعد منبوذاً بل لاعباً كبيراً لا يمكن تجاهله. كما أنَّ من الآثار الجانبية لأعماله العدوانية في سورية هي أزمة اللاجئين إلى أوروبا، وهي أكثر ما يعزِّز مواقع الجماعات القومية المتطرفة في أوروبا، فكلٌّ منها لديها جماهيرها ولديها مؤيدين لبوتين، وبعضُها يتم تمويله مباشرةً من موسكو. ومع المزيد من السلطات السياسية التي اكتسبتها هذه القوى المتطرفة مثل الجبهة الوطنية في فرنسا، فإنَّ فرص رفع العقوبات تتحسَّن كلَّ يومٍ، وهو أمرٌ حيوي للغاية من أجل البقاء السياسي لبوتين في روسيا".
بوتين يفكِّر في البقاء على قيد الحياة
وحول اعتقاده ما إذا كان لبوتين أي خطة لكيفية الخروج من مستنقع الشرق الأوسط في نهاية المطاف، يجيب كاسباروف: "لا أعتقد أنَّ بوتين هو في وضعٍ يمكِّنه من تقديم أي خطط طويلة الأجل، ذلك لأنه يفكِّر في البقاء على قيد الحياة اليوم. إنَّ استراتيجية الخروج هي سمة الديمقراطيات وضروراتها، وينبغي لأي حكومة أن تكون مسؤولةً عن الجنود الذين يتم إرسالهم إلى الخارج، وعلى القادة أن يقدِّموا التقارير إلى برلماناتهم وصحافتهم وجمهورهم. أما بوتين فإنه لا يقدِّم تقاريرَ لأحد، وسيبقى هناك (في الشرق الأوسط) طالما هو باقٍ في الكرملين، لأنَّ الطغاة لا يمكن أن يتحمَّلوا أي علامة ضعف. والتراجع ليس خياراً بالنسبة لبوتين، لأنه في اللحظة التي يتراجع دولياً فإنه قد يواجه تحدياتٍ من الأشخاص الذين يأتمرون منه في روسيا. إنَّ على الطغاة دائماً أن ينظروا ماذا يحدث من ورائهم، لأنه في اللحظة التي يديرون ظهورهم لأتباعهم الخاصين فإنهم سيكونون معرَّضين للهجوم". 
غلاف كتاب كاسباروف
"الشتاءُ مقبلٌ"
واستناداً إلى عنوان كتابه الأخير "الشتاءُ مقبلٌ" يُسأل كاسباروف ما إذا كانت روسيا ستقطع الغاز عن أوروبا وأوكرانيا عندما يأتي الشتاء، فأجاب: "حتى وقت كتابة الكتاب (أي عام 2015) كان اعتماد أوروبا على الغاز الروسي أقل حيوية بكثير من الإعتماد الروسي على السوق الأوروبية. قبل عامين تلقَّى الزبائن الأوروبيون نحو ثلث منتجات النفط والغاز الخاصة بهم من روسيا، في حين باعت روسيا 80% من صادرات النفط والغاز إلى أوروبا. وبطبيعة الحال كان لدى روسيا الكثير لتخسره (أكثر مما يخسره الأوروبيون). لقد تحدَّثت أوروبا طويلاً عن تقليل الإعتماد (على النفط والغاز الروسيَّين)، ونحن نرى الآن بعض الإجراءات، بيد أننا شاهدنا ألمانيا مؤخراً تبرم اتفاقاً منفصلاً مع روسيا بشأن خط الأنابيب الثاني في "نورد ستريم" (خط الشمال). وأعتقد أنَّ المسألة متعلقة في الوضع السياسي والتجاري الراهن والذي يصب في مصلحة السياسيين ورؤساء الشركات الأوروبيين لبناء روابط وعلاقات شخصية قوية جداً مع الكرملين".
أنابيب الغاز تدفع بوتين إلى عدم حل المشكلة في سورية
وعما يمكن لأوروبا أن تفعله لتعزِّز نفسها حيال الغاز الروسي في حال كانت تريد إضعاف روسيا، يقول كاسباروف: "هناك فرص للعمل على مشروع جلب الغاز من تركمانستان وأذربيجان عبر تركيا. إلا أنَّ بناء خط أنابيبٍ للغاز من قطر (عبر سورية وتركيا إلى أوروبا) يبقى واحداً من أفضل الخيارات، بيد أنه يجب عليك مسبقاً أن تحل المشكلة في سورية، وعلى الأرجح هذا هو واحدٌ من الأسباب التي تجعل بوتين يصر بكل تأكيد على عدم حدوث حلٍّ  للمشكلة في سورية. وما زلتُ أعتقد أنَّ النرويج يمكن أن يزيد من إنتاجه، كما أنَّ هناك الغاز من شمال أفريقيا. والأمر متعلِّق بالإرادة السياسية والسياسة الشاملة طويلة الأجل والتي من شأنها أن تضمن لأوروبا عدم الخضوع للإبتزاز السياسي من قبل أيٍّ من المورِّدين".

الحديث التالي:
الحديث السابق:









 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق