2017/01/31

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (9)/ كاسباروف يكتب في "التايم": بوتين والأسد يقومان بمسرحية تحت حماية الأمم المتحدة.



كتب غاري كاسباروف يقول: "إنَّ بوتين وبشار الأسد فازا عن طريق المراهنة عندما ابتعد عن طاولة المفاوضات كلٌّ من الرئيس أوباما ورئيس الوزراء (البريطاني) كاميرون وبقية ما يسمَّى بزعماء العالم الحر. لقد أسسوا جميعاً للعبةٍ جديدة على طاولة المفاوضات، حيث وضع بوتين والأسد القواعد وسيتم تشغيل المسرحية تحت حماية الأمم المتحدة"...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (9)

لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف يكتب في "التايم":
بوتين والأسد يقومان بمسرحية
تحت حماية الأمم المتحدة

 
غاري كاسباروف يحث الغرب على منع إلإبادة الجماعية للشعب السوري

حسين احمد صبرا
عقب استخدام رئيس النظام العلوي بشار الأسد للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري عام 2013 كتب لاعب الشطرنج العالمي والمعارض الروسي البارز غاري كاسباروف مقالاً في صحيفة "التايم" الأميركية في 18/ 9/ 2013، وجَّه فيه لوماً عنيفاً إلى الغرب جراء تقاعسه عن التصدي لبشار الأسد عقب استخدامه السلاح الكيميائي ضد شعبه، استهلَّه بالقول: "لقد كان هناك فائض من الإستعارات المبتذلة من لعبة الشطرنج أُلقيت أثناء استجابة العالم حيال الحرب الأهلية في سورية. وكبطلٍ عالمي سابق في الشطرنج أود أن أسحب مكانتي والطلب من الجميع رفضَ كل هذا الهراء حول أنَّ "بوتين يلعب الشطرنج وأوباما يلعب الداما"، أو تيك – تك – توي أو أيَّ شيءٍ آخر. لم يكن على بوتين أن يغلب أحداً أو يتفوَّق في التفكير على أحد. فهو وبشار الأسد فازا عن طريق المراهنة عندما ابتعد عن طاولة المفاوضات كلٌّ من الرئيس أوباما ورئيس الوزراء (البريطاني) كاميرون وبقية ما يسمَّى بزعماء العالم الحر. لقد أسسوا جميعاً للعبةٍ جديدة على طاولة المفاوضات، حيث وضع بوتين والأسد القواعد وسيتم تشغيل المسرحية تحت حماية الأمم المتحدة".
بشار الأسد يبيد الشعب السوري بالأسلحة الكيميائية
أضاف كاسباروف: "قبل بضعة أسابيع كان الأسد يختبىء في ملجأ وقلقاً من موجة الإرتدادات في وجه الضربات الجوية (الأميركية) الوشيكة بعد أن استخدم الأسلحة الكيميائية وقتل 1400 من مواطنيه. كان بوتين يتراجع ببطء مستعداً لإجلاء الموظفين الروس من سورية، وصرَّح بأن لن يكون هناك رد فعل من قبله على توجيه ضربة غربية عسكرية عقابية ضد الأسد. يبدو أنهم افترضوا أنَّ الضربة كانت مقبلة لا محالة لأنَّ أوباما قد قال في وقتٍ سابق، قبل عامٍ واحد تقريباً، إنَّ استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية هو "خطٌّ أحمر" وإنه ستكون هناك عواقب وخيمة إذا ما تمَّ نقلها من مكانٍ إلى آخر".
ضحايا أسلحة الأسد الكيميائية في سورية عام 2013
ثم قال: "تخطَّى الأسد الخطَّ الأحمر، وبعد موقفه هذا هو الآن أقوى مما كان ممكناً له أن يتخيَّل. لقد إلتقط بوتين فرصتَهُ ليبدو وكأنه لاعبٌ عالمي قوي، في حين أنه لا يفعل شيئاً أكثر من محاولة الحفاظ على الوضع الراهن. إنَّ سورية وإيران هما زبونين ممتازين للأسلحة الروسية وكذلك للخبرة الروسية (بما في ذلك الطاقة النووية)، ومنذ سنواتٍ وبوتين يستخدم موقع روسيا الدائم في مجلس الأمن الدولي لتقديم ما يجب لهذين النظامَين (السوري والإيراني) من دعمٍ ممتاز لعملائه. يا له من قولٍ "لا للحرب" ضد التدخل، ناسين أنَّ هناك حرباً بالفعل في سورية. إنَّ الخيار ليس بين الحرب والسلام، ولكن بين محاولة المساعدة في إنهاء ذبح المدنيين أو تجاهل ذلك".
بوتين منغمس في النهب
وتابع كاسباروف قائلاً: "لم يكن بوتين والأسد وآية الله خامنئي الوحيدين الذين أغمضوا أعينهم حيال خَطَّ أوباما الأحمر، بل إنَّ كل مستبدٍّ وإرهابي وبلطجي – من بكين إلى اليمن – هو أقوى إزاء تقاعس العالم الحر وعجزه. والعواقب جدية بالنسبة إلينا، نحن الذين نعيش في ظل أنظمة قمعية. وسوف يشعر بوتين الآن بأنه أقل تقيُّداً في ما يتعلَّق بتضييق الخناق على المعارضة الروسية بحيث أنه قد أنشأ أسساً له كدبلوماسي عالمي، فهو ما تزال لديه ترسانة الأسلحة القديمة والنفوذ الإقتصادي القائم على تصدير النفط والغاز. بيد أنَّ بوتين ليس إيديولوجياً ولا مهتماً بأي شيء إلا التمسك بالسلطة الكافية لدعم انغماسه في النهب.. إنه يتدخَّل في الخارج للحفاظ على أسعار النفط مرتفعة وتعزيز صورته في الداخل وهو مفتول العضلات ليبدو كحامٍ لروسيا من عددٍ لا يُحصى من الأعداء المفترضين الذين يهددون بقاءنا على قيد الحياة".   
ويتَّهم كاسباروف بوتين بافتعال الحروب الخارجية للحفاظ على نظامه، قائلاً: "إنَّ كلَّ دكتاتورٍ يحتاج إلى أعداء لتبرير معاناة شعبه وتبرير وحشيته الخاصة، وفي حالة عدم وجود أيٍّ من هؤلاء الأعداء فسيتم اختلاقهم. وبوتين يتَّبع هذا النمط بشن هجومٍ عنيف في روسيا ضد المجموعات الأكثر ضعفاً كمثليي الجنس والمهاجرين، وتنفث آلته الدعائية الكراهية للغرب والشك به كعدوٍّ لروسيا، وخصوصاً أميركا، بينما في الحقيقة هو ونظامُهُ المصدر الحقيقي للضرر اللاحق بقوة روسيا ومكانتها".
 ويذكِّر كاسباروف الغربَ بأنه سبق وأن قدَّم نفسَهُ كمدافعٍ عن الحرية وحقوق الإنسان، كاتباً: "أنا بعيدٌ كلَّ البعد عن أن أكون خيالياً ساذجاً، ولكنني كشخصٍ تربَّى وعاش أكثر من نصف سنوات عمره الخمسين في الإتحاد السوفياتي أستطيع أن أتحدَّث عن أهمية معرفة بأنَّ هناك أشخاصُ في الخارج وأُمَمٌ بأكملها يهتمون بالحرية – وبحُرِّيتي – وكانوا على استعدادٍ للإستثمار فيها بل وحتى النضال من أجلها. إنَّ أميركا لم تكن منارةَ أملٍ للكثيرين ممن كانوا وراء الستار الحديدي (في الإتحاد السوفياتي السابق) بسبب الجينز الأزرق وماكدونلدز. لقد كانت البحبوحة وترف العيش جزءاً من ذلك، نعم، ولكنَّ قادتها تحدَّثوا علناً عن الحقوق والحرية والمثل العليا الأخرى التي تعني الكثير لأولئك الذين يعيشون في ظل غياب ذلك".
ويختم كاسباروف، حاثّاً الغربَ على منع الإبادة الجماعية وإزالة الأنظمة الطاغية، ويُعيب عليه الإنسحاب من العالم، قائلاً: "بقوَّتهم التي لا مثيل لها فإنَّ الولايات المتحدة وحلفاء مثل المملكة المتحدة وفرنسا لديهم القدرة على منع الإبادة الجماعية، وعلى إزالة الطغاة أو على الأقل ردعهم، وعلى إعطاء الملايين من الناس فرصة النضال من أجل الحصول على الحريات التي حصلت عليها شعوبهم وباتت أمراً مفروغاً منه. ولكن لسوء الحظ فإنَّ هذه الدول قد قرَّرت بدلاً من ذلك الإنسحاب من العالم. إنَّ التاريخ هو أطول من دورة الأخبار أو فترة الولاية. العبارة مرةً أخرى ليست متعلِّقة بالسماح للرعب بأن يحدث بدون اعتراض، ولا بإفشال المحاولات لمنع هذا الرعب، فمن الممكن للخوف أن يجعل الأمور أكثر سوءاً. إنه لأمرٌ لا يُغْتَفَر أن يشلَّك الخوف ويمنعك من فعل ما تستطيع".

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 23 أيار/ مايو 2016، العدد رقم 1750).

الحديث التالي:
الحديث السابق:








 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق