2017/01/31

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (8)/ كاسباروف يقول: هزيمة بوتين السياسية تتعلق بانهيار نظام الأسد.



تابع لاعب الشطرنج العالمي والمعارض الروسي البارز غاري كاسباروف شنَّ حملته العنيفة ضد بوتين وعدوانه على سورية على مدى الأشهر الماضية، وقد وصف بوتين ب"الدكتاتور"، قائلاً في حديثٍ قرأناه له في الموقع الإلكتروني لإذاعة "دي. دبليو" (دوتشه فيلي) الألمانية في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2015: "إنَّ الطغاة مثل بوتين ممكن أن ينهاروا بين عشيةٍ وضحاها، أو ممكن أن يستمروا، الأمر الذي يعتمد أساساً على الضغط من الخارج. إنَّ شعبية بوتين في روسيا ومسعاه إلى السلطة إنما يستند على صورة روسيا كونها قلعة الخير التي تحيط بها إمبراطوريات الشر التي تحاول تدمير روسيا الأم". وأضاف كاسباروف إنَّ هزيمة بوتين السياسية تتعلَّق بالأشخاص الآخرين أو الدول، مثل نظام بشار الأسد في سورية الذي "يتهاوى".

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً





كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (8)
لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف يقول:
هزيمة بوتين السياسية
تتعلق بانهيار نظام الأسد

 
غاري كاسباروف: لا يجب على روسيا أن تنهار مع انهيار نظام بوتين


حسين احمد صبرا
تابع لاعب الشطرنج العالمي والمعارض الروسي البارز غاري كاسباروف شنَّ حملته العنيفة ضد بوتين وعدوانه على سورية على مدى الأشهر الماضية، وقد وصف بوتين ب"الدكتاتور"، قائلاً في حديثٍ قرأناه له في الموقع الإلكتروني لإذاعة "دي. دبليو" (دوتشه فيلي) الألمانية في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2015:
"إنَّ الطغاة مثل بوتين ممكن أن ينهاروا بين عشيةٍ وضحاها، أو ممكن أن يستمروا، الأمر الذي يعتمد أساساً على الضغط من الخارج. إنَّ شعبية بوتين في روسيا ومسعاه إلى السلطة إنما يستند على صورة روسيا كونها قلعة الخير التي تحيط بها إمبراطوريات الشر التي تحاول تدمير روسيا الأم". وأضاف كاسباروف إنَّ هزيمة بوتين السياسية تتعلَّق بالأشخاص الآخرين أو الدول، مثل نظام بشار الأسد في سورية الذي "يتهاوى".
وشبَّه كاسباروف دولة روسيا بالمافيا، قائلاً: "الطريقة التي تمَّ تشغيل روسيا بها من قبل بوتين خلال السنوات الأخيرة هي أكثر شبهاً بالمافيا. وزعيم المافيا لا يجب أن يُقهَر. في اللحظة التي تَشْتَمّ الدائرة الداخلية (المقرَّبة من بوتين) رائحة الضعف فإنها سوف تعتني به".
بوتين دكتاتور وانتهازي
كاسباروف، الذي لا يشعر بأي حنين إلى الإتحاد السوفياتي السابق، كان أيضاً قد وصف بوتين بأنه "دكتاتور وانتهازي" في حديثٍ إلى صحيفة "نيوزويك" الأميركية في 27 حزيران/ يونيو 2015، قائلاً: "بوتين هو انتهازي وليس استراتيجياً، فهو مثل لاعب البوكر الذي يتعامل مستنداً على الحظ. في البداية كان رجل استخبارات في الـ "كي جي بي" وهو فخورٌ بذلك، والـ"كي جي بي" ليست منظمة خيرية، فإذا كان الإنضمام إلى الـ"كي جي بي" هو حلم الطفولة فإنَّ هذا أمرٌ يدعو إلى القلق". 
ويؤكِّد كاسباروف قوله السابق من أنَّ بوتين هو الأكثر خطراً في العالم، أكثر بكثيرٍ من داعش، ويضيف: "في عام 2008 كان من الممكن لبوتين أن يرحل، ولكنه بقي، وهو الآن دكتاتور وقع في شرك السلطة".
وعن علاقة بوتين بالغرب، قال كاسباروف: "إنَّ الغرب يستخف ببوتين بشكلٍ صارخ. قبل عشر سنوات ساير بوتينُ بوشَ وبليرَ، وكان بحاجة إلى الإحترام للإحتفاظ بالسلطة. وما يفتقر إليه الآن هو القدرة على فَهْم روسيا كدولة محاصَرة. لذا فإنَّ بوتين لا يحتاج إلى أصدقاء بعد الآن، إنه يحتاج إلى أعداء".
الجيش الأوكراني
ورأى كاسباروف أنَّ ما ينبغي على الغرب فعله هو تسليح أوكرانيا.. أما عن احتمال أن يغزو بوتين إحدى دول البلطيق، لاتفيا أو إستونيا، فأجاب كاسباروف: "هذا هو السؤال الحاسم. أعتقد أن ليس لديهم أي خيارٍ آخر. وبسبب أنَّ بوتين إذا ما خلق الفوضى في مساحة صغيرة من أراضي حلف الناتو، وبالتالي فإنَّ الناتو يموت، وهذا هو هدفه".
ويخشى كاسباروف على حياته، قائلاً: "أنا لم أعد إلى روسيا منذ عامين ونصف العام. أنا أعيش في نيويورك، وأتجنَّب زيارة البلدان التي لديها سمعة الخطر.... ولكن ماذا أفعل؟ لا بد لي من السفر إلى بعض البلدان لإلقاء الخطب. أحاول ألا أشرب الشاي مع بعض الناس. أنا حذر في هذه الفترة".
كاسباروف، الذي يطمح إلى منصبٍ سياسي في روسيا بعد رحيل بوتين عن السلطة، أدلى بحديثٍ إلى شبكة "فوكس نيوز" الأميركية في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، قال فيه: "الطائرات الروسية هناك (في سورية)، وأميركا في تراجع.. في أسبوعٍ واحد ركل بوتين أميركا مخرجاً إياها من (سورية) والعراق والشرق الأوسط".. وأضاف: "لقد رأينا سابقاً تجدُّد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إنه أمرٌ طبيعي تقريباً، عندما نرى أوباما يوبِّخ نتنياهو ويتملَّق زعماء حزب الله".. ويفسِّر كاسباروف أسباب الربح الذي يحقِّقه بوتين بأنَّ ذلك يتحقَّق عن طريق خلقه للفوضى، وأضاف: "هذا هو كل ما يحتاجه، التدمير الكامل للنظام العالمي... وأوباما يسير بعيداً".

التحذير من انهيار روسيا

روسيا قد تنهار مع انهيار نظام بوتين
قبل نحو خمس سنوات نقرأ ما كتبه كاسباروف في الموقع الإلكتروني لشبكة "سي. أن. أن" الأميركية على صفحة برنامج "غلوبال بوبليك سكواير" في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2011، حيث حذَّر كاسباروف من أنَّ روسيا قد تنهار مع انهيار نظام بوتين، وقد كتب يقول: "بعد هذه الإنتخابات (الرئاسية أواخر 2011)، فإنَّ الروس، حتى أولئك البعيدين كل البعد عن الإعجاب بالمعارضة، يتساءلون عن مستقبلهم ومستقبل أولادهم، وتسمع الإجابات عن أسئلتهم متضمِّنةً أقسى الإتهامات ضد النظام الحالي. إنَّ العالم هو على شفا اضطرابٍ اقتصادي كبير، ومن الواضح أنَّ روسيا بوتين غير مستعدة تماماً لمواجهة تحديات هذه الأزمان. وأتوقَّع بحلول شباط/ فبراير 2013 أن تكتسب الأزمة العالمية زخماً في ذلك الوقت، فالتعديلات في أسعار النفط ممكنة، والأسواق سوف تنهار، وعلى الأرجح سوف يستمر الروبل في فقدان قيمته. في هذه الحالة أنا أخشى أن تكون المقارنة مع مصر واهية جداً، إذ ليس هناك شكٌّ في أنَّ بوتين سوف يعطي الأوامر بإطلاق النار على شعبه، إنه مستعدٌّ للقتال وسفك الدماء لأنه لا يوجد لديه مكان للذهاب إليه. والسؤال هو ما إذا كان هناك عددٌ كافٍ من الناس على استعدادٍ للمقاومة".   
على المعارضة الروسية إنشاء بدائل موازية
يتابع كاسباروف: "لذا، يجب على المعارضة أن تدرك وجوب إنشاء بدائل موازية. اليوم، هناك عدة مشاريع مثيرة للإهتمام تتعلَّق بخلق مساحاتٍ بديلة على الإنترنت ومتنفَّسٍ متمثِّلٍ بمحطات تلفزة مستقلة. علينا فقط أن ننأى بأنفسنا عن هذه الحكومة وبناء ما يتعلَّق بنا. نحن بحاجة إلى بناء روابط بين مئات الآلاف من الناس الذين هم على استعداد لفعلِ شيءٍ ما، وتحديداً أولئك الذين ما زالوا يشعرون بالخواء. يجب أن يكونوا متواصلين مع بعضهم البعض عن طريق الشبكات الأفقيةـ التي من شأنها في الوقت المناسب إنقاذ البلاد من الإنهيار الحتمي للنظام".
ويختم كاسباروف بالقول: "روسيا لا يجب أن تنهار جنباً إلى جنب مع نظام بوتين، ولكن للأسف فإنَّ احتمال مثل هذا السيناريو الكارثي يزداد كلَّ يوم. إنَّ الناس الذين ينشطون، ويتبنُّون موقفاً واضح المعالم، والذين هم على استعداد للعمل كمواطنين احرار، يمكنهم بسرعة أن يخلقوا وضعاً مختلفاً نوعياً في روسيا. لذا فإنَّ الإجابة عن السؤال عما يحدث أثناء احتضار النظام إنما يعتمد على رغبة الكثير من الناس في المشاركة في هذه التغييرات".

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 16 أيار/ مايو 2016، العدد رقم 1749).

الحديث التالي:
الحديث السابق:
















 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق