2017/01/31

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (7)/ كاسباروف يكرِّر:البنوك الروسية سهَّلت تجارة النفط بين النظام السوري وداعش.



   ·        غاري كاسباروف:
-لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين
-قصف داعش لن يحل أي مشكلة على أرض الواقع
-بوتين يهدف إلى إظهار أنه قادرٌ على إبقاء الأسد في السلطة
-بوتين وإيران وكوريا الشمالية ونظام الأسد يحاربون العالم المتحضِّر


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً





كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)

الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (7)

لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف يكرِّر:
البنوك الروسية سهَّلت تجارة النفط
بين النظام السوري وداعش

غاري كاسباروف: كان ممكناً لأميركا إزالة الأسد بعد استخدامه للأسلحة الكيميائية


·      غاري كاسباروف:
-لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين
-قصف داعش لن يحل أي مشكلة على أرض الواقع
-بوتين يهدف إلى إظهار أنه قادرٌ على إبقاء الأسد في السلطة
-بوتين وإيران وكوريا الشمالية ونظام الأسد يحاربون العالم المتحضِّر




حسين احمد صبرا
يُعتبر لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف أبرز معارض روسي في الغرب، حيث يعيش في منفاه الإختياري منذ العام 2012 هرباً من بطش بوتين.. ويصف كاسباروف نفسه في موقعه في الإنترنت (كاسباروف دوت كوم) بأنه "زعيم روسي مؤيد للديمقراطية، وناشط عالمي في مجال حقوق الإنسان، وصاحب قضية، ومؤلِّف، وبطل سابق في الشطرنج".
بوتين لا يمتلك استراتيجية من أجل سورية
في حوارٍ أداره روديارد غريفيث (رئيس مناظرات مونك) في منتدى الشؤون العامة في كندا في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2015 وقرأناه في موقع "ذا غلوب أند ميل" الإلكتروني، سُئل كاسباروف عن استراتيجية بوتين في سورية، فأجاب: "لا أعتقد أنَّ بإمكاننا التحدُّث عن أنَّ بوتين يمتلك "استراتيجية" من أجل سورية. إنه فَنِّي (تقني)، وهو كديكتاتور لا يمكنه تحمُّل ترف التفكير على المدى الطويل، لأنه يتوجَّب عليه البقاء حياً. إنَّ بوتين موجودٌ في السلطة منذ أكثر من 15 عاماً، وهو يعتزم البقاء إلى الأبد مهما كلَّف الأمر. لقد فشل في الإستيلاء على أوكرانيا بأكملها، لذا فهو بحاجة إلى صراعٍ آخر ليُثْبِتَ للشعب الروسي مكانته كزعيمٍ لا غنىً عنه، وزعيمٍ لا يُقهر. إنَّ من المهم جداً لبوتين الحفاظ على صورته كرجلٍ قوي، وكشخصٍ يتساوى مع رئيس الولايات المتحدة ويمكنه تحدي القانون الدولي".
داعش: بوتين لا يُسقط قنابله عليها
وعما إذا يمكن للدول الغربية أن تصل مع بوتين إلى حل الأزمة في سورية، أجاب كاسباروف: "حالياً يخوض ما يسمَّى بـ"العالم الحر" حرباً افتراضية في سورية. ونحن نعلم جميعاً بأنَّ قصف داعش لن يحل أي مشكلة على أرض الواقع. يبدو لي أنه على الرغم من أنَّ الزعماء الغربيين يدركون أنَّ القصف لا يمثِّل استراتيجيةً، فإنهم يفضِّلون صوتَ الإيلام على صوت الإستراتيجيا. إنَّ زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأخيرة إلى موسكو كارثةً كلياً لأنها حدثت قبل بضعة أيامٍ من إطلاق النار على طائرة روسية من قبل الجيش التركي بعد عدة شهور من الإستفزازات من قبل الطائرات والسفن الروسية، التي انتهكت المجال الجوي والمياه الإقليمية لدول حلف شمال الأطلسي. ونحن الآن لدينا دليل من وزارة الخزانة الأميركية بأنَّ البنوك الروسية قامت بتسهيل تجارة النفط بين النظام السوري وداعش. إنَّ قنابل بوتين يتم إسقاطها بأغلبيتها الساحقة على الثوار السوريين المدعومين من تركيا وليس على داعش. وخلاصة القول أنَّ هدف بوتين هو إظهار أنه بينما يريد أوباما إبعاد بشار الأسد عن السلطة، فإنه – أي بوتين – يستطيع أن يُبقيه في السلطة".
 
المجرم بشار الأسد: تجارة نفطية مع داعش
وعن وجوب عودة الغرب إلى سياسة خارجية "أخلاقية"، يقول كاسباروف: "من المهم جداً أن ندرك في هذه اللحظة التي نحن فيها الآن أنَّ أعداء الحداثة هم في حالة حربٍ مع العالم المتحضِّر. فبالنسبة إلى بوتين وحكام إيران وكوريا الشمالية ونظام الأسد المجرم والإرهابيين بجميع أصنافهم، الذين يحاربون العالم المتحضِّر ويحاربون الديمقراطية والقيم الليبرالية، فإنَّ محاربتهم للعالم المتحضِّر هي ضرورة لهم بشكلٍ مطلق لأنهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة في هذا العالم المترابط حيث تنتقل المعلومات عبر العالم خلال جزءٍ من الثانية. هذا هو السبب في خلقهم للصراعات وفي دفعهم للناس في البلدان والأقاليم التي يسيطرون عليها للدخول في صراعٍ مفتوحٍ مع العالم الحر، وفي حفاظهم على هذا التوتر على أعلى مستوىً ممكن، هذه هي الإستراتيجية الوحيدة الممكنة لبوتين ولكل مَنْ هو على شاكلته للبقاء على قيد الحياة. ونظراً إلى هذا التحدي الوجودي فمن الطبيعي أنَّ علينا أن نتكلَّم بوضوح، مدافعين عن القيم الديمقراطية الليبرالية ومعزِّزين لها، والتي تتعرَّض الآن إلى هجومٍ مدمِّر من قبل أعدائنا. وكما اكتشف الأوروبيون الأمر في الآونة الأخيرة عبر موجات اللاجئين التي غمرتهم، فإنَّ علينا التوصل إلى خطة من شأنها أن تساعدنا على تحقيق الإستقرار في عالمنا وضمان أنَّ هذه الصراعات لن تهدِّد أسس السلام والنظام العالميين".  
ضحايا أطفال جراء استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية
وعن تصوير بوتين لروسيا بأنها ضحية الغرب، يعقِّب كاسباروف: "بحلول عام 2013 لم تكن هناك دبابة أميركية واحدة في أوروبا، ومع ذلك لم يمنع آلة الدعاية التابعة لبوتين من إلقاء اللوم على أميركا لأي شيءٍ سلبي حدث في الإتحاد السوفياتي السابق وأوروبا الشرقية, يمكننا أيضاً أن ننظر إلى أحدث التطورات في سورية والبدء بالتساؤل: ما هي النتيجة التي كان من الممكن أن تحدث قبل عامين فيما لو أنه بدلاً من العثور على "حل سلمي" في سورية بعد استخدام الأسد أسلحةً كيميائية ضد شعبه، قامت أميركا والغرب باستخدام القوة الجوية، وجنباً إلى جنب تمَّ دعم الثوار المعتدلين ومنح التشجيع لتركيا والمملكة العربية السعودية ليكونا أكثر فاعلية؟ إنَّ ذلك كان من الممكن أن يكون كافياً لإزالة الأسد من السلطة، ولما كنا اليوم نواجه الملايين من اللاجئين ومئات الآلاف من القتلى. إننا لو سلَّمنا بحق بوتين في السيطرة على أي إقليم نعتقد بأنَّ له فيه مصلحة استراتيجية مثل سورية، فإننا بالتالي لن نتمكَّن ببساطة من من الحد من شهيَّته للغزو. إنَّ الدكتاتور لا يتوقَّف أبداً إلى أن يُقضى عليه. وقد أثبت بوتين في سلوكه الأخير أنَّ اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة القوة".
يُسأل كاسباروف أنه بالنظر إلى كل هذه الفوضى في العراق وليبيا وأفغانستان، فهل أنَّ المزيد من الناس مقبلون على الصراع مع بوتين، بحيث أنَّ هزيمة الدكتاتور تسبَّب المزيد من المشاكل أكثر مما تحلّ؟ فيجيب: "إنَّ هذا لا يلقى صدىً عندي لأنني نشأتُ في دولةٍ شيوعية. الطغاة الذين يبقون في السلطة لجيلٍ كامل يدمِّرون البيئة السياسية لأنهم يخلقون نوعاً من التصحُّر السياسي، والدكتاتور الذي يبقى في السلطة لمدةٍ أطول يُحدِثُ جفافاً في الصحراء، فأي نوعٍ من المخلوقات يمكن له البقاء على قيد الحياة في صحراء جافة جداً؟ فقط المخلوقات البائسة مثل الثعابين والعقارب والفئران. إنني أتوقَّع أنَّ نهاية الدكتاتور اليوم وإحلال الديمقراطية في اليوم التالي هو أمرٌ في غاية السذاجة. ولكن أود أن أضيف أنَّ إزالة الدكتاتورية يقدِّم فرصة، في بعض الأحيان فرصة يمكن الإستفادة منها، وأحياناً يمكن أن تكون في مهب الريح، لكنها تقدِّم للناس الذين يعيشون في نظامٍ دكتاتوري الأمل في أنَّ الرعب الذي يواجهونه يمكن أن ينتهي. هذا ليس نقاشاً بين النقاد السياسيين في مكانٍ ما في العاصمة (واشنطن) أو في تورنتو، فبالنسبة إلى الشعب في العراق أو في ليبيا فإنَّ معمر القذافي أو صدام حسين لم يكونا من الشخصيات التاريخية الآتية من بعض الكتب المدرسية، بل كانا قتلةً حقيقيين وجزَّارين، أرهبوا شعبهم وقتلوا منه بأعدادٍ كبيرة". 

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 9 أيار/ مايو 2016، العدد رقم 1748).

الحديث التالي:
الحديث السابق:












 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق