2017/01/31

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (5)/ كاسباروف يصرِّح لــ"ياهو نيوز": بوتين أكثر خطراً من داعش ولا يقصف إلا الثوار السوريين.



وفي المقابلة نفسها رأى كاسباروف في داعش ملهاةً للعالم ليتم التركيز عليها، وقال إنَّ من النفاق أن توافق الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون على تدريب وتسليح الثوار السوريين المعارضين لداعش، في حين رفضت طلباً أوكرانياً مماثلاً... وقال كاسباروف إنَّ فلاديمير بوتين هو الشر المحض للشخصية الفاشية، وإنه أكثر خطراً من كيم جونغ أون (زعيم كوريا الشمالية) وتنظيم الدولة الإسلامية داعش معاً.. ويحذِّر من أنَّ الرئيس الروسي لديه طموحات تتجاوز أوكرانيا وسورية عندما يحين الوقت المناسب...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (5)

لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف يصرِّح لــ"ياهو نيوز":
بوتين أكثر خطراً من داعش
ولا يقصف إلا الثوار السوريين

غاري كاسباروف: بوتين لا يقاتل داعش



حسين احمد صبرا
منذ أواخر أيلول/ سبتمبر 2014 وإلى وقتنا الراهن يَجْهَد المعارضُ الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي الشهير غاري كاسباروف في إقناع الغرب بأنَّ بوتين هو الذي يشكِّل الخطر الأكبر عليه أكثر مما يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق (داعش) أو كوريا الشمالية، وقد أطلق هذه العبارة أول ما أطلقها في 30/ 9/ 2014 في مقابلة مع شبكة "ياهو نيوز" الأميركية، أجرته معه بيانَّا غولودرايغا، حيث وبَّخ الرئيسَ الأميركي باراك أوباما لكونه بدأ في وقتٍ متأخرٍ معالجة عدوان بوتين على أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، ووجَّه كلماتٍ شديدة القسوة حيال ما يعتبره لامبالاة أوروبية تجاه تصرفات بوتين العدوانية، مقارناً رضا النفس العالمي اليوم مع الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية.. كما أَجْمَلَ الأسباب التي تدعوه إلى الإعتقاد بأنَّ على بوتين "أن يغادر العالم ليلاً"، وقال إنه عندما ينظر إلى خطاب بوتين في الأمم المتحدة داعياً إلى الغزو الروسي لأوكرانيا وإلى الإيديولوجية المتخلفة "القوة تصنع الحق" فإنه ما يزال يعتقد أنَّ الأفعال هي أعلى صوتاً من الأقوال.
داعش ملهاة للعالم
وفي المقابلة نفسها رأى كاسباروف في داعش ملهاةً للعالم ليتم التركيز عليها، وقال إنَّ من النفاق أن توافق الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون على تدريب وتسليح الثوار السوريين المعارضين لداعش، في حين رفضت طلباً أوكرانياً مماثلاً.. وفي ما يتعلَّق بالعقوبات الحالية المفروضة على روسيا رأى كاسباروف أنَّ ذلك سوف يضر ليس فقط الإقتصاد الروسي ولكن أيضاً بوتين وحاشيته في مرحلةٍ ما، وأنه لكي يحدث ذلك فلا بد للعقوبات أن تأخذ مجراها بدءاً من شهر آذار/ مارس عام 2015 على الأقل.. وأضاف أنَّ بوتين سوف يستخدم المخزون الضخم من الغاز الطبيعي كوسيلة ضغط قبيل ما يسميه "برد الشتاء المقبل"، مهدِّداً بإيقاف الإمدادات إلى أوروبا وغيرها من جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق والدول التابعة، وخشي كاسباروف من أن يكون التهديد غير كافٍ للإقناع بتخفيف العقوبات. وأضاف أنَّ بوتين يقول للدائرة المقرَّبة إليه من أثرى الأثرياء وأقوى رجال الأعمال في روسيا، الذين يواجهون عقوباتٍ شديدة، بأنَّ الحكومات الغربية "سوف تغض الطرف، كما كان الأمر من قبل، وسوف تُذْعِن، وسوف نحصل على ما نحتاج إليه". ويعتقد كاسباروف أنَّ بوتين يدعو إلى خداع العالم، وأضاف: "إنه، أي بوتين، يلعب لعبة البوكر، في حين أنَّ الجميع يلعب الشطرنج".
وعما إذا كان سيسعى إلى منصبٍ سياسي في روسيا من عدمه، أجاب كاسباروف: "يجب نسيان السلطة في روسيا والتي يتم تداولها من خلال العملية الإنتخابية، وأخشى من أنها لن تكون عمليةً مشروعة جداً، ومن أن ينتهي المطاف بانهيار البلاد".. ورأى كاسباروف أنَّ الأيام المقبلة مظلمة طالما بوتين مستمرٌّ في منصبه، داعياً إلى نقل كأس العالم عام 2018، المقرَّر حالياً عقده في روسيا، إلى بلدٍ آخر.

بوتين وداعش مجدداً

الغارات الروسية على الشعب السوري
هذا الرأي الذي أطلقه كاسباروف عام 2014 حول أنَّ بوتين يشكِّل خطراً على العالم أكثر من داعش، أُثير معه مجدداً في 29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015 في أعقاب بدء العدوان الروسي على سورية، وذلك عبر إذاعة "بي. أم" التابعة لشبكة إذاعة وتلفزيون "إي. بي. سي" الأميركية، وقد أجرى المقابلة مع كاسباروف مراسل الشبكة تيم بالمر، الذي كان في السابق مراسلاً للشبكة في الشرق الأوسط بين عامي 1999 و2002، وخاصةً في لبنان وسورية وإيران وأفغانستان، وغطى الإنتفاضة الفلسطينية الثانية وحرب أفغانستان والصراع في لبنان، مع الإشارة إلى أنَّ نص المقابلة نُشر في موقع إذاعة "تي. أم" الإلكتروني.
يقول كاسباروف إنَّ فلاديمير بوتين هو الشر المحض للشخصية الفاشية، وإنه أكثر خطراً من كيم جونغ أون (زعيم كوريا الشمالية) وتنظيم الدولة الإسلامية داعش معاً.. ويحذِّر من أنَّ الرئيس الروسي لديه طموحات تتجاوز أوكرانيا وسورية عندما يحين الوقت المناسب.
بوتين: البقاء في السلطة إلى الأبد
يضيف كاسباروف، الذي يعيش في المنفى الإختياري منذ العام 2012 متنقلاً ما بين نيويورك وكرواتيا: "إنَّ الأمر ليس متعلقاً فقط بأنَّ بوتين دكتاتور خطير، كما سبق وأن رأينا الكثير مثله في الماضي، ولكنَّ الرجل لديه أيضاً سيطرة على ثاني أكبر ترسانة نووية في العالم. وكان لديه هدفٌ واحدٌ فقط وهو البقاء في السلطة إلى الأبد. والبقاء في السلطة في ظل الظروف الراهنة يعني أنَّ عليه خلق المزيد من الفوضى في كل مكان يمكنه الوصول إليه لأنه انتهى من أعدائه في روسيا. ومنذ بات الإقتصاد الروسي في حالةٍ سيئة جداً ولا أحد يتوقَّع أن يتحسَّن، فإنَّ تبريره لبقائه في السلطة وحجَّته أمام الشعب الروسي هو أن يتظاهر بأنه هو المدافع عن روسيا العظمى ضد العديد من الأعداء وأنه أمرٌ جيد جداً بابتداع ذلك".
بوتين لا يقاتل إلا المعارضة السورية
وعن سياسة بوتين التوسعية المقبلة بعد جورجيا وأوكرانيا، يجيب كاسباروف: "آه، إنه بالفعل في سورية وأعتقد أساساً أنَّ ذلك بسبب أنَّ مغامرته الأوكرانية – إذا جاز التعبير – جراء ضمِّه لشبه جزيرة القرم وغزو شرق أوكرانيا، لم تسفر عن النتائج التي توقَّعها، والمزيد من الدفع في أوكرانيا يمكن أن يكون سياسياً مكلفاً للغاية لأنه سيدرك بأنه سيكون هنالك المزيد من أكوام الجثث العائدة من أوكرانيا إلى روسيا، لذا هو يبحث عن أماكن أخرى وبطبيعة الحال فإنه كان يحاول ملء الفراغ الناجم عن انسحاب الأميركيين وحلف شمال الأطلسي من الشرق الأوسط. وبطبيعة الحال فإنَّ بقاءه طويلاً هناك (في سورية) سوف يخلق المزيد من الفوضى لأنه لا يقاتل داعش. يمكننا أن نرى أنه قصف الثوار (السوريين) المدعومين من الأميركيين، وهدفُهُ هناك هو التأكيد على أن لا قوة غير داعش تعارض الأسد وما تزال على الأرض، وبعد ذلك يمكنه أن يبيع قضيَّتَه إلى بقية العالم قائلاً إنَّ الخيار هو بين مجزرة في دمشق وبين النظام الإسلامي الأصولي الهمجي وبقية سورية. لكنني لا أعتقد أنه سيتوقف عند هذا الحد. إنَّ جهةً أخرى محتمَلة هي بنغازي، إذ إنها هي أيضاً مليئة بالنفط والفوضى السياسية، وبالتأكيد سيجد بوتين لنفسه مكاناً لبيع أسلحة روسية". يضيف كاسباروف بمرارة: "للأسف، فإنَّ رد الفعل الضعيف – إنْ حَصَل – من قبل العالم الحر تجاه أعمال بوتين العدوانية، يجعله يشعر بأنه لا يُقهر، بل ويجعله أكثر غطرسةً".
وعن احتمال توسُّع بوتين في بعض دول الإتحاد السوفياتي السابق الأقرب إلى موسكو، يقول كاسباروف: "الهدف الطبيعي لتوسُّع بوتين سيكون دول البلطيق: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. ولكنَّ المشكلة هي أنها جميعها أعضاء في حلف شمال الطلسي، وأنا لا أعتقد أنَّ بوتين مستعدٌ في الوقت الراهن لتحدي حلف شمال الأطلسي لأنه يدرك أنه سيكون هناك رد فعل كافٍ. ولكن إذا ما سارت أسعار النفط إلى مزيدٍ من الإنخفاض وأصبح الإقتصاد الروسي مفلساً، أود القول بأنَّ بوتين قد يقرِّر أن يخدع الناتو لأنه لن يكون أمامه أي طريقة أخرى سوى الخداع بكل ما في وسعه".
وحول ما ينبغي على الغرب فعله تجاه بوتين إذا ما اقتنع بأنه يشكِّل خطراً عليه أكثر مما تشكِّله داعش، يوضِّح كاسباروف: "أنا لا أريد أن أقلِّل من الخطر الأكيد لداعش وبربريَّتها التي تنشرها في كافة الأنحاء، ولكنَّ تهديد بوتين هو تهديد وجوديّ. وعلى الرغم من ضعف روسيا، وهي ليست قوية كما كان الإتحاد السوفياتي، فإنها قادرة على أن تُحْدِثَ ضرراً أكثر من الضرر الذي ممكن أن تُحْدِثَهُ عشرة دواعش، وبينما نحن نتحدَّث عن الرد على أعمال بوتين العدوانية فإنني أعني أنَّ علينا أولاً إدراك أنَّ الصراع لا مفرَّ منه، ومن الأفضل لنا القيام بذلك عاجلاً وفقَ شروطنا من أن نقوم به متأخرين وفقَ شروط أعدائنا. وحتى الآن فإنَّ العقوبات المفروضة على روسيا متسامحة جداً ولا تقدِّم حوافز للنخبة والطبقة المتوسطة الروسية للنهوض بوجه بوتين".
ضحابا العدوان الروسي على الشعب السوري
وعن الخطوات التي يجب على الغرب اتخاذها، يقول كاسباروف: "أعتقد أنَّ الغرب يجب أن ينظر بجدية إلى الشرق الأوسط، وأعتقد أنه يجب أن يضع خطاً أحمر، وأعني بذلك خطاً أحمر حقيقياً وليس الذي وضعه أوباما قبل عامين، ولكي يكون واضحاً تماماً لفلاديمير بوتين وخصوصاً رفاقه أنَّ أي إجراءات أخرى غير منسَّقة سوف تؤدي إلى عواقب وخيمة. وبالنسبة إلى أولئك الذين يقولون إنَّ هذا مستحيل يمكنني أن أقول لهم إنَّ مدَّخرات العملة الروسية واحتياطات الذهب محفوظة في الخارج، وبإمكانهم فقط من خلال بورصة نيويورك أن يُحدثوا الكثير من الضرر في الإقتصاد الروسي. إنَّ بوتين يخادع ويلعب البوكر بيدٍ ضعيفة جداً، لكنه يعرف كيف يخدع ويتوقَّع دائماً أن يفقد خصومُهُ أوراقَهم".
وعن احتمال عودته إلى روسيا ، يجيب كاسباروف: "أنا لا أعتقد أنني يمكن أن أعود إلى روسيا إطلاقاً طالما بوتين في السلطة".. وعما إذا كان يخشى على حياته، يقول: "أنا الآن أعيش في الخارج ولكن لا أعتقد أنَّ ذلك سيستمر إلى الأبد لأنَّ والدتي وإبني ما يزالان يعيشان في موسكو. لديَّ العديد من الأقارب والكثير من الأصدقاء، واللغة الروسية ما تزال لغتي الأم، وأنا وُلدتُ ونشأت على الثقافة الروسية. يمكنني أن أفعل الكثير من الأشياء العظيمة في بلدي لأنَّ نتائج هذا التحوُّل الروسي، سواء أكان ذلك كارثة كلية أو أنَّ بإمكان روسيا في نهاية المطاف أن تنضم إلى أسرة الدول المتحضرة، سوف تؤثر بشكلٍ كبير في السياسة العالمية لأجيالٍ عديدة قادمة".

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 25 نيسان/ ابريل 2016، العدد رقم 1746).

الحديث التالي:
الحديث السابق:














 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق