2017/01/31

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (4)/ غاري كاسباروف يكتب في "نيوزويك": هدف بوتين في سورية هو الفوضى.



كتب كاسباروف في "نيوزويك" يقول: "إنَّ بوتين يَرُدُّ باستمرارٍ على الأقوال بالأفعال، وقد فعل ذلك مرةً أخرى في سورية، حيث القوة الجوية الروسية تعزِّز الآن نظام القاتل بشار الأسد من خلال ضرب قوات الثوار، بمن في ذلك أولئك الذين تدعمهم الولايات المتحدة وتدرِّبهم. إنَّ ذرائع الكرملين الرسمية بأنَّ الضربات الجوية  هي ضد داعش وجزءٌ من الحرب العالمية على الإرهاب، إنما هي مثل معظم بيانات الكرملين كاذبةٌ بشكلٍ صارخ، وذلك كما يتبيَّن من خلال إلقاء نظرة على خارطة أهداف روسيا"...

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (4)

لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف يكتب في "نيوزويك":
هدف بوتين في سورية هو الفوضى

 
غاري كاسباروف: ليس لدى الشعب الروسي أية مصلحة بسورية أو بالأسد


حسين احمد صبرا
مع بدء العدوان الروسي على سورية في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، شنَّ المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي الشهير غاري كاسباروف حملةً عنيفة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد عرضنا سابقاً لتغريدات كاسباروف في "تويتر" ولمقاله في صحيفة "نيويورك دايلي نيوز" الأميركية في 4/ 10/ 2015.. والآن نعرض لما كتبه بعد ثلاثة أيام في صحيفة "نيوزويك" الأميركية في 7/ 10/ 2015، وقد جاء مقاله تحت عنوان: "هدف بوتين في سورية هو الفوضى"، حيث يستهل كاسباروف مقاله بالقول:
القاتل بشار الأسد
"قبل عامٍ واحدٍ وسَّع الجيش الروسي توغُّله شرق أوكرانيا بعد أن بات من الواضح أنَّ أوروبا والولايات المتحدة ليس لديهما مصلحة في الوقوف بوجه مناورة فلاديمير بوتين الأخيرة، وعلى الأقل لم يرغبا بردعه بأي طريقة من الطرق. إنَّ جوهر المشكلة في استجابة الغرب هو أنَّ التدابير الإقتصادية والسياسية لا يمكن أن توقف دكتاتورية الدبابات أو تدافع عن طائرة تجارية من الصواريخ الروسية. إنَّ بوتين يَرُدُّ باستمرارٍ على الأقوال بالأفعال، وقد فعل ذلك مرةً أخرى في سورية، حيث القوة الجوية الروسية تعزِّز الآن نظام القاتل بشار الأسد من خلال ضرب قوات الثوار، بمن في ذلك أولئك الذين تدعمهم الولايات المتحدة وتدرِّبهم. إنَّ ذرائع الكرملين الرسمية بأنَّ الضربات الجوية  هي ضد داعش وجزءٌ من الحرب العالمية على الإرهاب، إنما هي مثل معظم بيانات الكرملين كاذبةٌ بشكلٍ صارخ، وذلك كما يتبيَّن من خلال إلقاء نظرة على خارطة أهداف روسيا".
بوتين: الضامن النووي لمذابح الأسد
يتابع كاسباروف: "كما هو الحال في أوكرانيا، فإنَّ بقاء بوتين في سوريا سيستمر إلى اللحظة التي لا يعود الأمر مناسباً بالنسبة إليه. لا يوجد لديه أهدافٌ استراتيجية طويلة الأجل من وراء خلق الفوضى، ويعمل على إضعاف تحالفات العالم الحر كلما كان ذلك ممكناً، وهذا ما يسمح له بأن يلعب دور الرجل الكبير على الساحة الدولية، وأن يكون عنصراً أساسياً على الساحة الروسية. إنَّ الدعاية على مدار الساعة والحنين إلى الماضي السوفياتي قد جعل انتهاكات بوتين تتوجَّه إلى ضرب الداخل الروسي. في المقابل، ليس لدى (الشعب) الروس أية مصلحة بسورية أو بالأسد، ولكن مَنْ يهتم بما يريدون؟ وخلافاً لقادة أوروبا والولايات المتحدة والدول الديمقراطية الأخرى، فإنَّ بوتين لا يجد ما يشعره بالقلق في الداخل الروسي حول مدى شعبية مغامراته الخارجية. لا توجد ضوابط وتوازنات في الحكومة الروسية، ولا وسائل إعلامٍ حرة لانتقاده، ولا توجد استطلاعات للرأي حول ذلك بقدر ما توجد استطلاعات للرأي حول مدى تسليح شرطة مكافحة الشغب تسليحاً جيداً".
يضيف كاسباروف: "هذه الضمانة (الحماية) تسمح لدكتاتور مثل بوتين أن يتحرَّك بانتهازية من خلال أي فجوة، كما هو حال الفجوة في تردُّد البيت الأبيض. بالأمس أوكرانيا، واليوم سورية، وماذا عن الغد؟ إنَّ أفريقيا تشكِّل أهدافاً مغرية، مثل بنغازي في ليبيا، حيث هي ساحة ساخنة أخرى انسحبت منها الولايات المتحدة. إنَّ بوتين مسرور ببيع الأسلحة الروسية لأماكن تبعد مسافاتٍ واسعة عن روسيا، أو حتى تقديمها كهدايا، وخصوصاً حيث تفوح منها رائحة النفط".
الدمار في سورية
ويشير كاسباروف إلى أنَّ بوتين لا يستطيع شنَّ حروبٍ خاسرة، قائلاً: "على الرغم من نهب أموال التقاعد الروسية النقدية وكل ما قدَّمه من تبجُّحٍ حول تغيير النظام العالمي في الأمم المتحدة الشهر الماضي (أيلول/ سبتمبر 2015) فإنَّ بوتين ليس آبهاً بأن يشن حرباً كبيرة بنفسه. إنَّ الشيء الوحيد في عدم صمود دكتاتورية بوتين هو أن يبدو بطل هذه الدكتاتورية وكأنه خاسر. إنه لا يستطيع المخاطرة في الدخول بمواجهة عسكرية يمكن أن يخسرها، ويبحث كما هي عادته عن أهدافٍ حينما يجد أنَّ الناتو غير مستعدٍ للدفاع عنها، مثل الثوار السوريين والفلاحين الأوكرانيين. إنَّ بوتين العسكري يحشر نفسه ويلكز حدود حلف شمال الأطلسي لإثارة الإنقسام بين خصومه. يفعل ذلك مع دول البلطيق، والآن يفعل ذلك مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي وصاحبة ثاني أكبر جيش في التحالف. فهل أنَّ أميركا وأوروبا الغربية ستدافعان عن المجال الجوي التركي أم سوف تطلبان من الأتراك أن يتنازلوا؟ إنها مسألة قد يطلب بوتين جواباً عنها قريباً. وفي الوقت نفسه فإنه يساعد الأسد على تهجير المواطنين السوريين إلى أوروبا، وفي الوقت نفسه أيضاً يدعم الأحزاب الأوروبية المعادية للمهاجرين. إنَّ الحساب الساخر هو عندما يحين موعد تجديد الإتحاد الأوروبي للعقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا، وربما قد يصل إلى السلطة بعضٌ من حلفائه (في الأحزاب الأوروبية) ليمنعوا الإتحاد الأوروبي من تجديد العقوبات".
بوتين الضامن لمذابح بشار الأسد
ويتهم كاسباروف بوتين بأنه يغذي الحرب الأهلية في سورية، كما يتَّهم أميركا بأنها سمحت له بأن يكون الضامن لمذابح الأسد، فيقول: "عندما قلتُ في العام الماضي إنَّ بوتين هو أكثر خطراً من داعش، فإنَّ ذلك لم يكن إشارةً مني إلى الترسانة النووية الروسية الهائلة، على الأقل بشكلٍ غير مباشر. إنَّ داعش خطيرة وينمو خطرها بشكلٍ متزايد، إنما هو خطرٌ إقليمي سوف تتم هزيمته بدون بوتين وعملائه في إيران وسورية، الذين يغذُّون حرباً أهلية ويخلقون أرضية خصبة للتطوع في داعش عن طريق ذبحهم للسُنَّة. إنَّ أوباما هرول مسبقاً إلى تفادي أي احتكاك بين القوات الروسية والأميركية في سورية والعراق، والسماح لبوتين بالقيام بوظيفة الضامن النووي لمذابح الأسد".
غاري كاسباروف عام 1976
ولا يرى كاسباروف في بوتين لاعباً للشطرنج بل لاعباً للبوكر: "إنَّ كل عمل يقوم به بوتين إنما يهدف إلى الإمساك بالأقدام المسطَّحة للقيادات الغربية والذهاب بها إلى جولة أخرى من "لعبة الشطرنج" البارعة التي يمثِّلها، وهو تعبيرٌ مجازي يزعجني أكثر من أي شيءٍ آخر، أكثر مما تتخيَّلون. مضت سنواتٌ وأنا أقول إنَّ بوتين لا يلعب الشطرنج الجيو-سياسي، ولو فعل فلن يكون ناجحاً في ذلك. وهو مع ذلك حسنٌ في لعب البوكر مع يدٍ ضعيفة ضد خصومه القلقين، الذين ينثنون تجاه كل خديعة له".  
ويحث كاسباروف الغربَ على مواجهة بوتين، قائلاً: "إنَّ الخطر ليس في مواجهة بوتين بل في تأجيلها لوقتٍ طويل بحيث أنَّ نسبة المخاطر ستكون مرتفعة بشكلٍ لا يُوصف. كلما طال انتظارنا كلما أصبح بوتين أكثر ثقةً، والأكثر خطراً هو المواجهة في نهاية المطاف. إنَّ إيقاف بوتين عند حدِّه سيكون أصعبَ الآن مما كان عليه الأمر قبل عامين، بيد أنه سيكون أسهلَ بعد عامٍ من الآن".
ويختم كاسباروف: "إنَّ بوتين غارقٌ في دوامةٍ من الكراهية والعنف. إنَّ بقاءه في منصبه متعلِّقٌ بذلك. وسوف ينتهي كل هذا فقط حينما تقع مواجهة كبرى خارج البلاد وحينما يكون الروس على استعداد لبذل دمائهم في سبيل تحرير أنفسهم. عندما تأتي نهاية بوتين فإنَّ ذلك سيكون طريقاً لسقوط معظم الدكتاتوريات: فجأةً وبعنف، ونتيجةً للإفلاس الإقتصادي والأخلاقي للدولة الذي خَلَقَهُ على شاكلته.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 18 نيسان/ ابريل 2016، العدد رقم 1745).

الحديث التالي:
الحديث السابق:













 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق