2017/01/31

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (3)/ كاسباروف يكتب في "نيويورك ديلي نيوز": بشار الأسد يذبح السُنَّة في سورية.



كتب غاري كاسباروف يقول: "إنَّ البيت الأبيض يرسل البيانات الصحافية المنشورة واليسير من برامج تدريب الثوار المناهضين للأسد، بينما يرسل الكرملين العشرات من الطائرات الحربية والصواريخ المضادة للطائرات، وترسل إيران المقاتلين. ويقول أوباما إنَّ الأسد يجب أن يرحل الآن والآن والآن، بينما الجسد السوري يُحصي (عدد الضحايا) وموجات اللاجئين تنمو. إنَّ فلاديمير بوتين يقصف المجموعات المدرَّبة أميركياً – وليس داعش حتى الآن – ويدعو الأميركيين للرحيل"...  

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (3)

لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف يكتب في "نيويورك ديلي نيوز":
بشار الأسد يذبح السُنَّة في سورية

غاري كاسباروف يدعو إلى التحرك من أجل منع غزو بوتين المقبل



حسين احمد صبرا
ضمن حملته العنيفة على بوتين وعدوانه على الشعب السوري دعماً لنظام بشار الأسد، كتب المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي الشهير غاري كاسباروف مقالاً في صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأميركية في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 تحت عنوان "مكافحة استيلاء بوتين على السلطة"، وسننقل لكم في ما يلي أبرز ما جاء فيه، حيث يستهل كاسباروف مقالته بالقول:
بشار الأسد يذبح السُنَّة بشكلٍ منهجي
"بعد سنواتٍ من التردد الأميركي حول ما يجب القيام به حيال الشعب السوري المنهار والرئيس المجرم بشار الأسد، تقدَّمت روسيا بخطىً عدوانية لتقف إلى جانب إيران والأسد والقوى الإرهابية (الشيعية) التي يدعمانها. إنَّ البيت الأبيض يرسل البيانات الصحافية المنشورة واليسير من برامج تدريب الثوار المناهضين للأسد، بينما يرسل الكرملين العشرات من الطائرات الحربية والصواريخ المضادة للطائرات، وترسل إيران المقاتلين. ويقول أوباما إنَّ الأسد يجب أن يرحل الآن والآن والآن، بينما الجسد السوري يُحصي (عدد الضحايا) وموجات اللاجئين تنمو. إنَّ فلاديمير بوتين يقصف المجموعات المدرَّبة أميركياً – وليس داعش حتى الآن – ويدعو الأميركيين للرحيل".  
يضيف كاسباروف: "إنَّ الولايات المتحدة تضرب بين الحين والآخر أهدافاً لداعش في لعبةٍ بائسة بدلاً من التعامل مع جذور المشكلة، ألا وهي: ذبح الأسد الممنهج للسُنَّة (في سورية)، والذي يعطي لداعش قدرتها على التجنيد ودعم المدنيين الضمني لها".
بوتين لا يحارب داعش
ويتابع كاسباروف انتقاده للتخاذل الأميركي حيال العدوان الروسي على سورية، قائلاً: " في تكرارٍ لما حدث في أوكرانيا، حيث الغزو الأخير لبوتين ما يزال يَفْرَنْقَع باستمرار بعد عامٍ ونصف العام، فإنَّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري ينزل إلى مستوى الغمز واللمز حول الدبلوماسية والتعاون المحتمَل مع الدكتاتور الروسي الذي يعادي المصالح الأميركية إلى درجة الهجوم عليها. وحتى عن طريق المستوى المتدني لتشدُّق البيت الأبيض، فإنَّ من الدجل المستغرب القولَ بأنك ذاهبٌ لإخماد الحريق بمساعدة مَنْ بدأ بهذا الحريق هو ورفاقه، الذين هم منشغلون بصب الزيت على النار".
لاجئون سوريون
ويتَّهم كاسباروف بوتين بأنه يزرع الفوضى في سورية ويتعمَّد تهجير سكانها نحو أوروبا، كاتباً: "إنَّ بوتين لا يستطيع الإكتراث بداعش أو أي شيءٍ يتجاوز دعمه لعملائه في إيران وسورية ما دام يبدو وكأنه رجلٌ قوي يعمل على تعزيز صورته في روسيا. إنَّ تدخُّل موسكو سيثير غضب الجهاديين السُنَّة من سورية إلى باكستان، ما يتناسب مع نهاية بوتين. إنَّ هدفه هو خلق حالة من الفوضى والمزيد من نقاط الضعف التي يستطيع استغلالها. إنَّ الأثر الإقتصادي والسياسي المتنامي لأزمة اللاجئين السوريين في أوروبا ليس من الآثار الجانبية، بل إنه واحدٌ من أهداف بوتين".
أوباما يريد أن يجعل من إيران القوة الإقليمية العظمى
وتحت عنوان "بشار الأسد يعارض محاربة الولايات المتحدة لداعش، يكتب كاسباروف: "إنَّ إيران وروسيا لن توقفا طوعاً مسيرتهما في الهيمنة والدمار، وبالتالي فإنَّ السؤال الحقيقي هو لماذا يجب أن يكون هذا قضية الولايات المتحدة. إنَّ أوباما يبدو مقتنعاً بمواصلة سياسته في فك الإرتباط، مريداً عن طريق الإتفاق النووي الأخير أن يجعل إيران القوة الإقليمية العظمى. وتصعيد المواجهة مع الهيمنة الروسية – الإيرانية سيكون أصعب بكثيرٍ الآن مما كان عليه الأمر قبل سنتين أو ثلاث سنوات، حتى ولو كان أوباما راغباً في ذلك".
وعن تجاهل الولايات المتحدة للإبادة الجماعية التي يقوم بها بشار الأسد في سورية، وانسحابها من المنطقة، يقول كاسباروف: "وكما هو الحال دائماً، فمن الصعب جعل القضية قابلةً للتطبيق عندما تكون تكاليفها مباشرة وثمن التراخي بعيد المنال وغامض. فبعد الإشتباك الطويل والمؤلم في أفغانستان والعراق، فإنَّ غالبية الأميركيين لا يريدون أن يسمعوا بأنَّ جنودهم أو أموال ضرائبهم يجب أن يُستثمروا في مواجهة روسيا وإيران أو في إزالة الأسد. وعلى الرغم من أنه يومٌ حزين عندما تجاهلت الولايات المتحدة الإبادة الجماعية (في سورية)، فإنه من الصعب بشكلٍ مفهوم توليد الإرادة السياسية لتفعل شيئاً حيال ذلك". ويضيف محذِّراً: "ولكن ستكون هناك عواقب وخيمة للولايات المتحدة بتخليها عن المنطقة، بدءاً من تصاعد أعمال العنف التي تجسَّدت بداعش".
غاري كاسباروف عام 1976
ويحذِّر كاسباروف أميركا من الهروب والإختباء من العالم، قائلاً : "أميركا لن تتوقَّف عن أن تكون هدفاً مفضَّلاً للجهاديين بتركها للحرب دائرةً في الشرق الأوسط، والإرهاب لن يبقى بلطفٍ خلف الحدود الوطنية، ولا يمكنك من خلال رمي بطانية على المنطقة بأكملها. إنَّ واحداً من الدروس القاسية من أحداث 11 أيلول/ سبتمبر (2001) هو أنَّ الولايات المتحدة لا يمكنها الهروب والإختباء من العالم. درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، وخلق الظروف المستقرة ومنع التسبب بموجات اللاجئين بدلاً من التعامل معهم في الداخل (الأوروبي) هو أقل تكلفة بكثير".
ويتابع كاسباروف: "كما سيتم ضرب الإقتصاد الأميركي المعولم بشدةً من خلال زيادة عدم الإستقرار في المراكز المنتجة للنفط في العالم. أنا أفترض أنَّ 6 دولارات كسعرٍ للغالون الواحد للبنزين سيجذب انتباه الجمهور الأميركي، ولكن في الوقت الراهن فإنه قد يكون الوقت متأخراً جداً لفعل شيءٍ حيال ذلك".
من ضحايا المجرمَين بوتين والأسد
ويحث كاسباروف أميركا على التحرك لمنع بوتين وأمثاله من التمادي في الغزو والعدوان، قائلاً في ختام مقالته: "قد يأمل أوباما في تمرير هذه الفوضى إلى الأمام إلى خليفته، لكنه قد لا يكون محظوظاً جداً. ولا يمكننا العودة في الوقت المناسب لمنع بوتين من غزو أوكرانيا، ولا يمكننا العودة لمنع كوريا الشمالية من تطوير السلاح النووي، كما لا يمكننا العودة لإنقاذ مئات الآلاف من الذين قُتلوا على يد الأسد ولحماية ما تسبَّب به من ملايين اللاجئين. ولكن يمكننا أن نتحرَّك الآن لردع غزو بوتين المقبل، ولمنع الدكتاتورية المقبلة المسلحة نووياً، ولإنقاذ مئات الآلاف من الأرواح وحماية مليون ضحية مقبلة. إذا كان فعلُ ذلك ليس من مصلحة أميركا فإنَّ ذلك ليس بسبب أنَّ المصالح الأميركية تغيَّرت ولكن لأنَّ أميركا نفسها تغيَّرت".

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 11 نيسان/ ابريل 2016، العدد رقم 1744).

الحديث التالي:
الحديث السابق:














 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق