2017/01/10

أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون (14)/ متى تعلن أميركا تشيُّعَها؟!



ما بال أعداء أمة العرب والإسلام يتشيَّعون، إذ نادراً ما تجد عدواً لهذه الأمة فَشِلَ في إخضاع العرب المسلمين إلا وتشيَّع!! وآخر أعداء أمة العروبة والإسلام المتشيِّعين هو أميركا ليس إلّاها!



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون
التتار نموذجاً
(دراسة تاريخية)
2015
تأليف: حسين احمد صبرا







أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون (14 من 15)
متى تعلن أميركا تشيُّعَها؟!






حسين احمد صبرا
ما بال أعداء أمة العرب والإسلام يتشيَّعون، إذ نادراً ما تجد عدواً لهذه الأمة فَشِلَ في إخضاع العرب المسلمين إلا وتشيَّع!! وآخر أعداء أمة العروبة والإسلام المتشيِّعين هو أميركا ليس إلّاها!
لقد فشل الغرب عامةً وأميركا بشكلٍ خاص في إخضاع العرب رغم كل ما فعلوه بهم منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى من احتلالٍ لكافة بلاد العرب وتقسيمها بموجب إتفاقية سايكس بيكو وزرع الكيان الإسرائيلي في فلسطين بدءاً من العام 1948 وإلى ما شاء الله ليكون عاملاً على إضعاف العرب والوقوف حاجزاً بوجه توحُّد مصر مع بلاد الشام والعراق وبلاد الحجاز، وهو التوحُّد الذي هزم الصليبيين وهزم التتار وهزم الصفويين، ولا اقتلاعَ لإسرائيل من أرض العرب بدونه..
الأنكى أنَّ الغرب قسَّم العرب، فيما أبقى على إيران موحَّدة وزاد إليها الكثير من الأقاليم كالأحواز العربية وأذربيجان الشرقية وكردستان الغربية وبلوشستان جنوباً وحَرَصَ بشدة وما يزال على عدم تفتيت إيران إلى دويلات، حتى حان الدور التاريخي الذي أراد الغرب لإيران أن تلعبه في بلاد العرب مجدَّداً احتلالاً واغتصاباً وتفتيتاً مذهبياً للنسيج العربي الإجتماعي بعدما أدى الإحتلال الإسرائيلي لأراضي العرب إلى نتيجة عكسية بتماسك نسيجهم الإجتماعي ضدَّها..
ظاهرياً، لم يكن يوجد أي مبرِّر على الإطلاق لقيام أميركا بالإطاحة بالنظام العلماني لشاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1979 إلا لهدفٍ أميركي باطني ألا وهو الإتيان بنظامٍ صفوي جديد، شديد التعصب ضد العروبة والإسلام ويكرههما كراهية التحريم، ليس له من هدفٍ على مدى 36 عاماً مضت سوى محاربة العروبة والإسلام بكل ما أوتي من وسائل سعياً للسيطرة على بلاد العرب وإخضاعها وإذلالها تعبيراً عن أحقاد فارسية تاريخية ضد كل ما هو عربي بما في ذلك دين الإسلام العربي..
ظاهرياً، اتَّبعت أميركا (وبريطانيا) منذ الخمسينيات سياسة المحاور والأحلاف بحجة محاربة الإلحاد والشيوعية والإتحاد السوفياتي.. أما باطنياً، فكان الهدف الحقيقي من هذه الأحلاف حماية أمن إسرائيل وجر العرب إلى سياسةٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. لكنَّ مصر عبد الناصر أسقطت أبرز هذه الأحلاف وهو حلف بغداد، ورفضت سورية العروبية الدخول فيه، إلى أن كان السقوط المدوي لهذا الحلف بسقوط النظام الهاشمي في العراق مع ثورة 1958.. لاحقاً كان لا بد لأميركا من أن تتصرَّف باطنياً لإعادة إحياء حلف بغداد من جديد يضمن أمن إسرائيل ويفتِّت العرب، فكان الهلال الشيعي الرافع ظاهرياً لشعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر والموت للشيطان الأكبر والشيطان الأصغر والإستكبار الإبليسي، والممتد من إيران شرقاً مروراً بالأحواز العربية والعراق وانتهاءً بسورية ولبنان غرباً، ونجمة هذا الهلال قطاع غزة.. هذا الهلال الذي يطمح إلى أن يكون بدراً مع الإحتلال الإيراني لليمن وتهديد دول الخليج كلها زائداً مصر..  
ظاهرياً، أمدَّت أميركا كلاً من العراق وإيران بكافة أنواع الأسلحة التي تحقق توازناً بينهما على أساس استنزاف الطرفين في حرب الخليج الأولى.. أما باطنياً، فلم تكن أميركا تريد للنظام الشيعي الإيراني السقوط بل تهّيء ما تهيئه لإسقاط النظام المعادي للفرس في العراق والحائل دون التمدُّد الصفوي الجديد في أرجاء الوطن العربي.
ظاهرياً، حاصرت أميركا العراق لمدة 12 عاماً بأشد أنواع الحصار بحجة وجود أسلحة دمار شامل وفي النهاية اجتاحته واحتلَّته عام 2003.. أما باطنياً، وعلى مرأى من العالم أجمع، سلَّمت أميركا العراقَ لإيران على طبقٍ من ذهب، ولم يتم الكشف عن وجود أسلحة دمار شامل حتى اللحظة.
ظاهرياً، أصدرت أميركا عام 2004 القرار الدولي رقم 1559 والذي يطالب بخروج النظام العلوي من لبنان.. أما باطنياً، فقد أرادت أميركا إخراج النظام العلوي من لبنان لتسليم هذا البلد إلى إيران، وهذا ما حصل.. وإلّا قولوا لنا بربِّكم ما الفائدة أميركياً وإسرائيلياً من إخراج النظام العلوي من لبنان وهو النظام الذي تعتبره إسرائيل الضامن لأمنها على مدى أكثر من 40 عاماً؟! ثم ما الفائدة من إخراجه من لبنان طالما أنَّ أميركا وإسرائيل تحولان إلى الآن دون سقوطه في سورية؟!
إذاً، ظاهرياً أخرجت أميركا النظام الشيعي العلوي من لبنان، وهو الضامن لأمن إسرائيل، وباطنياً أدخلت أميركا النظام الشيعي الإيراني إليه لأنه الأكثر ضماناً لأمن الكيان الصهيوني.. فهل تصدِّقون أنَّ أميركا تُقْدِم على إخراج نظامٍ من لبنان يحمي حدود إسرائيل لتستبدله بنظامٍ إيراني دون أن يكون هذا النظام الأخير أشد حرصاً على أمن العدو الصهيوني؟!      
ظاهرياً، نشأ صراعٌ أجوف بين أميركا وإيران حول بناء الأخيرة مفاعلاً نووياً.. أما باطنياً، فقد هدفت أميركا إلى أن تمد بعمر نظام ولاية الفقيه وخاصةً أنَّ قضية المفاعل النووي تعتبر في الشارع الإيراني قضية وطنية.. في حين أنَّ الحلف الذي يجمع أميركا بنظام الولي الفقيه إنما هو حلفٌ مقدَّس يصل إلى حد التآخي بل قل التوأمة في العداء للعروبة والإسلام..
إذاً، أميركا تشيَّعت منذ نحو 40 عاماً على الأقل بأن أيقظت الثور الفارسي الهائج من نومه لـ"يتنطَّح" على العروبة والإسلام مجدداً، وبأنَّ جعلت كلَّ حدود المواجهة مع إسرائيل شيعية بامتياز، ضماناً لأمن إسرائيل، حتى بات ما يسمِّيه هؤلاء الغوغائيون أنفسهم بمحور المقاومة والممانعة محوراً شيعياً صرفاً تتمسك به أميركا وإسرائيل بأسنانهما ولا تريدان له الزوال، بل تسعيان وتخطِّطان وتتآمران لكي يبقى قائماً إلى الأبد..
أميركا تشيَّعت؟ نعم.. كل ما أردنا قوله هو مجرَّد طرح السؤال: متى تُعلن أميركا عن تشيُّعها، ليصبح باراك حسين أوباما مثله مثل البرامكة والبويهيين والصفويين والخميني وخامنئي وقاسم سليماني وحسن نصر الله وعبد الملك الحوثي ونوري المالكي وتيمور لنك وابن الخرابندا... عيناً من أعيان الشيعة؟!

الحديث التالي:
الحديث السابق:




 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق