2017/01/10

أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون (12)/ بغية مقارنة الصفويين مع التتار المتشيِّعين: حاكم إيران إسماعيل الصفوي بعد التشيُّع استعان بشيخ لبناني أفتى بوجوب شتم الصحابة!



كما حدث في مراتٍ عديدة عبر التاريخ، كان التشيُّع هو وسيلة أعداء العروبة والإسلام وخاصة من قبل حكام إيران الطامعين بالسيطرة على بلاد العرب المسلمين وإخضاعها وإذلالها انتقاماً من العروبة وانتقاماً من الإسلام، وكانوا في كل مرة يجدون في بعض الشيعة العرب خير معينٍ لهم نتيجة العقدة التاريخية التي تحكم هؤلاء الشيعة بحقِّهم الإلهي في السيطرة الكلية على السلطة في الوطن العربي..







إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون
التتار نموذجاً
(دراسة تاريخية)
2015
تأليف: حسين احمد صبرا







أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون (12 من 15)
بغية مقارنة الصفويين مع التتار المتشيِّعين:
حاكم إيران إسماعيل الصفوي بعد التشيُّع
استعان بشيخ لبناني أفتى بوجوب شتم الصحابة!





حسين احمد صبرا
عقب سيطرة الصفويين على السلطة في إيران عام 908ه/ 1502م، فإنَّ مؤسس الدولة الصفوية في إيران إسماعيل الصفوي (893ه – 931ه/1487م – 1524) سرعان ما أعلن تشيُّعَه معتمداً المذهب الشيعي الإثني عشري مذهباً رسمياً للدولة، فارضاً التشيُّع على إيران السُنِّيَّة بقوة السيف، حتى بلغ تقدير بعض المؤرخين لعدد مَنْ قَتَلَهم إسماعيل الصفوي من أهل السُنَّة بنحو مليون مسلم، متزامناً ذلك مع تسامحٍ شديد مع غير المسلمين..
وكما حدث في مراتٍ عديدة عبر التاريخ، كان التشيُّع هو وسيلة أعداء العروبة والإسلام وخاصة من قبل حكام إيران الطامعين بالسيطرة على بلاد العرب المسلمين وإخضاعها وإذلالها انتقاماً من العروبة وانتقاماً من الإسلام، وكانوا في كل مرة يجدون في بعض الشيعة العرب خير معينٍ لهم نتيجة العقدة التاريخية التي تحكم هؤلاء الشيعة بحقِّهم الإلهي في السيطرة الكلية على السلطة في الوطن العربي..
وَقْتَ سيطرَ إسماعيل الصفوي على السلطة في إيران كان يحكم العالمين العربي والإسلامي قوَّتان هما: الدولة المملوكية في مصر وبلاد الشام، والدولة العثمانية في بلاد الروم (تركيا حالياً)، وكانت هاتان الدولتان تتَّبعان المذاهب السُنِّية.. من هنا وجد الشاه إسماعيل في تبنِّي التشيع وفرضه بحد السيف على الشعوب الإيرانية (المتَّبعة بأغلبيَّتها للمذهبين الشافعي والحنفي) أداةً مناقضة كلَّ التناقض لما يدين به العرب والمسلمون، ومعينةً له على فرض لونٍ مذهبي شيعي يحمي سلطته من الداخل ويعطيه وجاهةً في مواجهته التوسعية والدموية مع الخارج..     
لقد استعان إسماعيل الصفوي برجال دينٍ شيعة من خارج إيران في عملية فرضه المذهب الشيعي عنوةً، وتحديداً من جبل عامل جنوب لبنان، نظراً إلى طغيان لون الإسلام السُنِّي على إيران وعدم وجود من يقوم لهذه المهمة من الإيرانيين، وكان أول وأبرز مَنْ قام بهذه المهمة هو الشيخ علي الكركي..
لقد كان اختيار إسماعيل الصفوي للمذهب الشيعي لفرضه على الإيرانيين موفقاً جداً نظراً لكون هذا المذهب مذهباً شتّاماً وقائماً على التحريض العدواني ضد العرب والمسلمين.. يقول د. علي شريعتي في كتابه "التشيُّع العلوي والتشيُّع الصفوي: "مطلع العهد الصفوي كان القزلباشية الصفوية (أتباع حيدر بن الجنيد الصفوي) يجوبون الشوارع وأزقة المدن وهم يصيحون بصوتٍ واحد: اللعنة على أبي بكر، اللعنة على عمر، وكان يتعيَّن على المارة أن يردّدوا هذا الشعار معهم، وكلُّ مَنْ يتردَّد في ذلك سيَغْرِزُ الحرّاسُ حرابَهم في صدره لإخراجه من حالة الشك والتردد" (ص75، طبعة دار الأمير للثقافة والعلوم، بيروت، 2007).. بيد أنَّ شريعتي غفل عن ذكر أنَّ الشيخ الشيعي اللبناني علي الكركي كان يسير جنباً إلى جنب مع القزلباشية في الشوارع في إيران وهو يشتم معهم ويلعن أبا بكرٍ وعمر وعثمان، وهو (أي الشيخ علي الكركي) الذي اعتبر لعنَ الخلفاء واجباً دينياً، وقد ورد في كتاب الباحث الإنكليزي كولن ترنر "التشيُّع والتحوُّل في العصر الصفوي": "ويُقال إنَّ (علي) الكركي نفسه شارك في السلوك الغريب لهذه اللجان الأمنية (القزلباش)، إذ جال في الشوارع مع زمرة من الشباب وهو يجاهر بلعن الخلفاء الثلاثة الأوائل (أبي بكر وعمر وعثمان). وقد شَنَّع الكركي على التسنُّن فوق كل منبرٍ اعتلاه. ويُروى أنه كانت لتهجُّماته الصارخة على الخلفاء الثلاثة ردود فعلٍ في المدينة ومكة، حيث تمَّ اتخاذ تدابير عقابية ثأرية ضد علماء الإمامية (الشيعة) المقيمين هناك، فكتبت مجموعةٌ منهم رسالة احتجاجٍ فورية إلى الكركي" (ص151، طبعة منشورات الجمل، ألمانيا – بغداد، 2008) (لاحقاً فإنَّ أحد المشايخ الشيعة اللبنانيين العامليين ممَّن ذهبوا إلى إيران لفرض التشيع، وهو الشيخ حسين بن حيدر الكركي ،المتوفَّى سنة 1038ه/ 1628م، والذي تولَّى منصب مفتي أصفهان، أصدر فتوى صريحة بنجاسة أهل السُنَّة)..
ويُجْمِعُ المؤرخون على أنَّ إسماعيل الصفوي وقادته كانوا جاهلين بالفقه الشيعي حينما جعلوا من المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة.. يقول الباحث كولن ترنر: "إنَّ تبني فقه الإمامية، كما لاحظ سانسون، سيعزل إيران بشدة عن جيرانها السُنَّة، العثمانيين غرباَ والأوزبك شرقاً، وبذا ينوجد وعيٌ أقوى بالهوية القومية. بالتالي، فكما اعتنق أجداد إسماعيل (الصفوي) الغُلُوَّ للوصول إلى السلطة، فإنه ومستشاريه سيستعملون مذهب الإمامية الأرثوذكسي للحفاظ عليها. وهكذا، يجب النظر إلى تبنّي إسماعيل مذهب الإمامية على أنه عمل سياسي سافر أكثر منه رغبةً في نشر المذهب بذاته" (التشيُّع والتحوُّل في العصر الصفوي، ص135).
وفي كل الأحوال، لم يكن يعني التشيُّع إلا التحريض ضد العروبة والإسلام وبث الأحقاد الضاربة في التاريخ ضد العرب والمسلمين، وذلك من خلال الخطوات التحريضية التي أقدم عليها الصفويون واتَّبعها كلُّ مَنْ تشيَّع في إيران سابقاً ولاحقاً وآخرهم نظام الولي الفقيه الحالي، مع التركيز على أنها الخطوات التحريضية نفسها التي يتَّبعها نظام ولاية الفقيه بحذافيرها، وأهمها:
أولاً، إعادة إدخال جملة "أشهد أنَّ عليّاً وليُّ الله" إلى الأذان مجدَّداً، مع ملاحظة أنها الخطوة الأولى التي أقدم عليها إسماعيل الصفوي فور استيلائه على السلطة في تبريز عام 907ه/ 1501م، وكان يبلغ من العمر آنذاك 14 عاماً.
ثانياً، حفلة الشتم والسباب ضد أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة في الشوارع وعلى المنابر وفي عاشوراء والمجالس الحسينية.
ثالثاً، بناء ضريح فخم على قبر أبي لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطاب وجعله مزاراً.
رابعاً، حرق القرآن الكريم بحجة أنه ناقص وأنَّ آياتٍ منه قد حُذِفَتْ وقد ادَّعوا بأنها تنص على ولاية الإمام علي من بعد الرسول.
خامساً، تجهيز رجال دين ودعاة مدرَّبين لنشر التشيُّع بين المسلمين، مع الإشارة إلى أنَّ التاريخ لم يذكر ولو حادثة واحدة عن قيام العرب المسلمين بمحاولة أسلمة الشيعة عن طريق نشر المذاهب السُنِّيَّة بينهم.
سادساً، إهانة قبر الخليفة العباسي هارون الرشيد، الواقع في مدينة الري، وتحويله إلى مكان لقضاء الحاجة، ولاحقاً بناء ضريح أحد الأئمة الشيعة عليه، وبذا فإنَّ الشيعة الداخلين لزيارة هذا الضريح أصبحوا بطبيعة الحال يدوسون على ضريح هارون الرشيد بالأقدام، ويعود السبب إلى أنَّ هارون الرشيد قد قضى على الدويلة البرمكية الفارسية التي بدأت تتشكل ضمن الدولة العباسية في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري.
سابعاً، بناء الأضرحة والمشاهد الفخمة على قبور أهل البيت (وقد زخرفوها بالذهب) وجَعْلُها محجَّةً للشيعة يطوفون حولها ويتبرَّكون بها.
ثامناً، إحياء عادة ضرب الأجساد بالسلاسل والسيوف في المواكب الحسينية في عاشوراء.
تاسعاً، صناعة قطع صغيرة من تراب كربلاء جعلوا الشيعة يسجدون عليها أثناء صلاتهم.
عاشراً، اختراع نظرية ولاية الفقيه على يد الشيخ الشيعي اللبناني علي الكركي والتي تجعل من رجل الدين الشيعي المجتهد نائباً للمهدي المنتظر.
حادي عشر، زَعْمُ الصفويين بأنهم من سلالة الرسول عبر الإمام موسى الكاظم لإسباغ طابع ديني إلهي على حكمهم السياسي، تماماً كما فعل الخميني في النصف الثاني من القرن العشرين حين زعم بأنه من سلالة الرسول عبر الإمام موسى الكاظم.
قديماً قال الشاعرُ يَصِفُ الشعوبيين الفرس نهاية الدولة الأموية:
يُدِينُونَ دِيناً ما سَمِعْتُ بِهِ/ عن الرسولِ ولا جاءت بِهِ الكُتُبُ/ فَمَنْ يَكُنْ سائلاً عن أَصْلِ دِينِهِمُ/ فإنَّ دِينَهُمُ أنْ تُقْتَلَ العَرَبُ.

الحديث التالي:
الحديث السابق:








 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق