2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 19/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (19)/ آية الله العظمى الإمام محمد طاهر آل شبير الخاقاني كان الأحق باستلام السلطة في إيران بدلاً من الخميني!



من الضروري جداً معرفة أنَّ الخميني لم يعارض شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1963 لأسباب تتعلق بالظلم أو الإستبداد أو الدكتاتورية أو ما شابه، وإنما بسبب أنَّ الشاه قام ببعض الإصلاحات الإجتماعية الشبيهة بتلك التي قام بها الحبيب بورقيبة في تونس في الفترة نفسها.. لقد اعترض الخميني على إعطاء النساء بعضاً من حقوقهنَّ من قبيل حق التصويت والإقتراع في الإنتخابات ومنح المرأة المساواة القانونية في الزواج بالإضافة إلى توزيع الممتلكات الفائضة التي يمتلكها بعض رجال الدين الشيعة بفضل ثرواتهم الضخمة المتأتية من الخمس والزكاة..


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (19)
آية الله العظمى الإمام محمد طاهر آل شبير الخاقاني
كان الأحق باستلام السلطة في إيران بدلاً من الخميني!



حسين احمد صبرا
من الضروري جداً معرفة أنَّ الخميني لم يعارض شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1963 لأسباب تتعلق بالظلم أو الإستبداد أو الدكتاتورية أو ما شابه، وإنما بسبب أنَّ الشاه قام ببعض الإصلاحات الإجتماعية الشبيهة بتلك التي قام بها الحبيب بورقيبة في تونس في الفترة نفسها.. لقد اعترض الخميني على إعطاء النساء بعضاً من حقوقهنَّ من قبيل حق التصويت والإقتراع في الإنتخابات ومنح المرأة المساواة القانونية في الزواج بالإضافة إلى توزيع الممتلكات الفائضة التي يمتلكها بعض رجال الدين الشيعة بفضل ثرواتهم الضخمة المتأتية من الخمس والزكاة..
والخميني، الذي سجنه الشاه بدايةً ثم عاد ونفاه من إيران في أواخر عام 1964، لم يكن من المراجع الدينية الكبيرة ذات الشأن في إيران، إذ لم يكن له هذا العدد الكبير من المقلِّدين الذي كان لغيره من كبار المراجع الدينية الإيرانية..
ومن الضروري بمكان معرفة أن ليس الخميني الذي فجَّر الثورة في إيران ضد الشاه أواسط عام 1977، وإنما تفجَّرت ثورة الشعوب الإيرانية ضد الشاه بسبب فشل الخطة الإقتصادية الطموحة التي وضعها الشاه عام 1974 ما أدى إلى ازدياد معدلات الفقر والبطالة جراء التضخم الذي لحق باقتصاد البلاد.. وأنَّ أحداً في إيران لم يتذكر الخميني إلا عندما توفي إبنه مصطفى في سجون الشاه بنوبةٍ قلبية على الأرجح، فيما روَّج الخميني وعددٍ من أنصاره بأنه توفي تحت التعذيب، الأمر الذي نفض عن الخميني غبار النسيان وجعله يحتل الواجهة الإعلامية في ثورة الشعوب الإيرانية التي كانت تبحث عن قشة تتمسَّك بها..
ومن الهام جداً ملاحظة أن ليس الخميني مَنْ أفتى بتحريم العمل في المنشآت النفطية أثناء الثورة، بل إنه لم يكن ليجد الصدى فيما لو قام هو نفسه بإصدار مثل تلك الفتوى نظراً لعدم وجود مقلِّدين له بأعداد ضخمة كيما يستجيبوا لفتواه..
بل إنَّ زعيم عرب الأحواز الروحي آية الله العظمى محمد طاهر آل شبير الخاقاني (1906- 1986) هو الذي أفتى بتحريم العمل في المنشآت النفطية وهو الذي استولى على القوة العسكرية البحرية في الأحواز بعد فرار الضباط والمسؤولين الحكوميين من هناك.. مع الإشارة إلى أنْ ليس عمال النفط العرب في الأحواز هم الذين تجاوبوا مع فتواه فحسب بل والعمال الفرس أيضاً في منشآت النفط في طهران وأصفهان، ذلك أنَّ الخاقاني كان مرجعاً دينياً كبيراً في عموم إيران وكان يقلِّده عدد ضخم من الإيرانيين من جميع القوميات، وقد كان من أبرز معارضي الشاه الأب والشاه الإبن قبل أن يسمع أحدٌ من الإيرانيين بالخميني بعشرات السنين.. فلقد سبق وأن حكم عليه الشاه الأب (رضا بهلوي) بالإبعاد من مسقط رأسه المحمَّرة (خورمشهر) إلى طهران في ثلاثينيات القرن الماضي ليمثُل أمام محكمةٍ عسكرية بتهمة معارضة النظام والقول بعدم شرعيَّته، ثمَّ نفاه إلى العراق ليستقرَّ في النجف.. وبعد اعتلاء الشاه الإبن (محمد رضا بهلوي) العرش عفى عنه وسمح له بالعودة، وقد استمرَّ الخاقاني في معارضة الشاه الإبن إلى حين سقوطه.
والخاقاني هو إبن سلالة من المراجع الدينية العربية، فهو إبن آية الله الشيخ عبد الحميد إبن المرجع الديني الكبير الشيخ عيسى إبن الشيخ حسن إبن الشيخ شبير (الزعيم الديني في الأحواز في القرن التاسع عشر).. مع الإشارة إلى أنَّ أسرة الخاقانية تنحدر من القبيلة العربية الشهيرة "آل خاقان" وهي القبيلة المنتمية إلى قبيلة "حِمْيَر" العربية والتي يصل نسبها إلى الملك "تُبَّع" جَدِّ الملكة بلقيس.. ويبلغ عدد أفراد قبيلة "آل خاقان" عدة ملايين ويسكنون في العراق ولا سيما في جنوبه في محافظات ذي قار  والمثنَّى والنجف وكربلاء بالإضافة إلى بغداد، وأيضاً في الأحواز ولا سيما في مدينتي المحمَّرة والخفاجية، بالإضافة إلى وجود بعض الأسر منها في مدينة شيراز الفارسية.
لقد كان آية الله العظمى الخاقاني المدركَ الحقيقي لمفهوم الثورة والتغيير، والعارف الحقيقي بمطالب الشعوب الإيرانية وأسباب ثورتها على نظام الشاه، والفاهم الحقيقي لجوهر الإسلام.. ولم يجد الخميني بداً من كسب ود الشيخ الخاقاني فور انتصار الثورة فعيَّنه ممثلاً له في الأحواز علَّه (أي الخميني) يكسب تأييد الشعب العربي هناك ريثما يوطِّد سلطته المطلقة.. ولم يكن الإمام الخاقاني موضع ثقة واحترام وتقدير العرب الأحوازيين فحسب بل ومعظم الأقليات القومية والدينية في إيران، وقد جاءت إليه فور انتصار الثورة وفودٌ كثيرة من الصابئة واليهود والمسيحيين والقوميات الأخرى تطلب منه الوقوف معها في حفظ حقوقها وتحقيق مطالبها، فكان الخاقاني يقول لهم: "إعلموا إن كانت هذه الجمهورية تسير على وفق القرآن الكريم وتطبِّق قوانين الإسلام فكلُّ حقٍّ محفوظ، فإنَّ الإسلام دينُ العدل والمساواة ودينُ الضمان الإجتماعي والمحبة والإخاء، كما أنّي لا أُدين بتجزئة إيران".
وكما هو واضح، لقد كان الخاقاني على "نيَّاته" في الأيام الأولى التي أعقبت انتصار الثورة فوقف ضد تجزئة إيران على اعتبار أن النظام الذي سينشأ هو نظامٌ إسلامي حقيقي، فالإسلام في نظر الخاقاني يتخطى القوميات.. ثمَّ ما لبث بعد مرور الشهر الأول على انتصار الثورة أن راح يصوِّب الإنحراف الذي سرعان ما بدا من سلوك الخميني بمصادرة الثورة لحسابه الشخصي كحاكمٍ فارسي ذي طبيعة إجرامية، فأعلن الخاقاني الموقف تلو الآخر محاولاً تصويب المسار.. وقد شكَّلت مواقفه تلك برنامج حكمٍ صالحٍ وعادل ونابعٍ من جوهر الإسلام في مجمله (على عكس نهج الخميني تماماً) وتمثَّل في التالي:
إعلان العفو العام وعدم الإنتقام من رموز العهد البائد.. واعتماد شورى المراجع الدينية والسياسية فلا تكون القرارات المتخذة في النظام الجديد فردية، وكذلك الأمر في القضاء وفي مجلس الوزراء.. والوقوف ضد تصدير الثورة إلى خارج إيران والعمل على إقامة علاقات حسن جوار مع الدول المجاورة وعلاقات غير عدائية مع المجتمع الدولي.. وتحديد اختصاصات الحرس الثوري ووضعه تحت الرقابة والمحاسبة.. وإعطاء القوميات والمذاهب والأحزاب السياسية حقوقهم الشرعية بما لا يتنافى مع القانون الإسلامي.. وحفظ حقوق العمال.. وأن يكون المرجع العام مصوِّباً لا مباشِراً في السلطة (كما فعل الخميني واستفرد بالسلطة).
وفي الحديث المقبل سنرى كيف تصدى الخاقاني لإنحراف الخميني عن الإسلام.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 5 كانون الأول/ ديسمبر  2011، العدد رقم 1520).


الحديث التالي:
الحديث السابق:



***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق