2011/04/03

كتاب "بعد الإستئذان.. حديث عن الجنس والإنسان"/ بابا فين.. بابا نام.. (يا حرام)! هيفاء وهبي تغني لطفلها وهي تخلو ببعلها في غرفة النوم!

     نشكّ في أن "البابا" كان نائماً.. لا بل  نؤكد أنه كان عائماً هائماً (خمسة في عين الحسود).. ثم تعالوا إلى هنا، فهو لو كان نائماً فما الداعي لأن تمكث "الماما" معه في الغرفة وقد أوصدت بابها بالضبّة والمفتاح ورأسها وألف سيف لن تفتح الباب، وعليَّ الطلاق بالثلاثة.. فهل أن "الماما" –عدم اللامؤاخذة- تربِّت على ظهر "البابا" وهي تحكي له حدوتة "حَبَظْلَمْ بَظاظا" قبل النوم! 


    
إنزل إلى أسفل لتقرأ الموضوع كاملاً
                       
                     


                                             كتاب
بعد الإستئذان.. حديث عن الجنس والإنسان
تأليف: حسين احمد صبرا

                       
                        بابا فين.. بابا نام.. (يا حرام)!
           هيفاء وهبي تغنّي لطفلها
       وهي تخلو ببعلها في غرفة النوم!


   
    حسين احمد صبرا 
     نشك في أنَّ "البابا" كان نائماً.. لا بل نؤكد أنه كان عائماً هائماً (خمسة في عين الحسود).. ثم تعالوا إلى هنا، فهو لو كان نائماً فما الداعي لأن تمكث "الماما" معه في الغرفة وقد أوصدت بابها بالضبَّة والمفتاح ورأسها وألف سيف لن تفتح الباب، وعليَّ الطلاق بالثلاثة.. فهل أن "الماما" _ عدم اللامؤاخذة _ تربِّت على ظهر "البابا" وهي تحكي له حدوتة "حَبظْلَمْ بَظاظا" قبل النوم!
     من هنا فإننا نتَّهم "الماما" في هذه اللحظة بأنها تمارس الممانعة، الأمر الذي أشعل في "البابا" خطابَه الحماسي على الجبهة المحتدمة من أجل تحرير اللقطين.. فتحرير اللقطين هذا هو واجب مقدَّس، كما يعلم الراشدون منكم، وإلا فمن أين جاء هذا الطفل الملطوع لمدة 3 دقائق و24 ثانية أمام الباب؟!
     فلنبدأ بالتحقيق ابتغاءً لكشف عناصر الجريمة، وفق أسلوب "كورومبو".. فغرفة النوم هي  أشبه بمفاعل نووي من المفترض نظرياً أن يُنتج المزيد من القنابل النووية كذاك الطفل "القنبلة" الذي يريد الدخول إلى الحمّام! فإذا ما كان هذا ما جناه حضرة المتَّهم "بابا" فلا فرق لدينا ما إذا كان يجني هذه المرة على أحد آخر أم أن المسألة عبارة عن قنبلة نووية "فشنك" كتلك التي تسعى إلى امتلاكها دول العالم التالف.. المهم أن شيئاً ما "مش ولا بُدّ" يحصل داخل غرفة النوم..
             
      
                                                                                                                                                  
تبدأ الأغنية بنَدْهٍ من الطفل من خلف الباب: _ ماما..
     تجيبه بحُنُوّ: _ يا عيون ماما..
     يسألها: _ بابا فين؟
     تجيبه: _ بابا نام..
     إذاً، الماما صاحية فيما البابا نائم، كما هي تدَّعي.. ومن ناحية أخرى نستدلّ على أن الباب، الذي تدور المعركة من خلفه، هو باب غرفة النوم حيث "ينام" البابا وليس باب غرفة السفرة أو الصالون أو الحمّام، ولا هو بباب غرفة الغسيل أو حتى غرفة الخادمة، يا دي الكسوف!
     الطفل لم يصدّق أن حضرة جناب البابا نائم، فيقول متهكماً: _يا سلام!
     ينفذ صبر الماما  فتنهره: _عايز إيه؟!
     يجيب الطفل متذرّعاً بحجة ملحّة: _عايز أدخل الحمام..
        
      أمره غريب! فالماما هي التي تُدخل طفلها عادةً إلى الحمّام، فلماذا يسأل عن البابا إذاً؟!
     تكتشف الماما حيلة طفلها المدلّل: _بطّل يا واد إنت شقاوة بقى، ولاّ عشان روحي فيك متعلّقة!..
     الطفل يتابع حيلته رغم انكشاف أمره، فيحاول إيهامها بأنه على وشك أن يعمل "تواليت" على روحه: _يا ماما يلاّ بسـرعة افتحي بقى!
     أيضاً لم تصدِّق الماما، فتكرِّر: _ما تبطَّل يا واد إنتَ شقاوة بقى!
     يحاول إيجاد حجة أكثر إقناعاً، وفي الوقت عينه إظهار نفسه بأنه طفلٌ مطيع (على غير العادة): _طب بُصّي حاقول لك، أنا اكلت الكوكو، خلَّصت الكوكو، كان حلو الكوكو، وأنا باكل الكوكو وسَّخت إيديَّ..
     هنا، تبيعه الأم من بضاعته: _طب بص حاقول لك، حتروح على أوضتك، وحتدخل أوضتك، حتطلَّع فوطتك، وأنا ثانية وجايّة..
     أدرك الطفل أن الماما "تزحلقه"، فأصيب بالخيبة وبدا كما لو قرر التراجع والإنسحاب: _طب خلاص خلاص خلاص..
     الماما وقد ظنت أنها حققت انتصاراً: _يلاّ خلاص خلاص خلاص..
     ثم تُحدِّث نفسها مستغربةً درجة الإحتيال عند طفلها ومُعجبةً في الوقت نفسه بشدة ذكائه، فطفلها البالغ من العمر ست سنوات (في السنة الإبتدائية الأولى) يتمتع بدرجة عالية من الذكاء هي لطفل أكبر من سنِّه: _أبداً يا اخواتي مش معقولة، تكون دي دماغ طفل في سنة أولى!
     لم ييأس الطفل من دكّ باب عكا، إذ لا يلبث أن يعيد الأسطوانة، فهو غير مصدِّق أن البابا اتخمد ونام طب على بوزه.. وهنا يخطر على بالها أن تجعله يلتهي بشـيء يستغرق منه وقتاً طويلاً، فتسأله وقد ظنَّت أنها ستحرجه في خانة اليكّ: _حبيبي عمل الواجب ولاّ اتنسى؟
     يجيبها: _يا ماما بكرة الجمعة ما فيش مدرسة (يعني إلعبي غيرها).


هيفاء وهبي في سن المراهقة مع طفلتها
     تعتذر منه (طلع نَقْبَها على شونة) وتطيِّب خاطره: _طب حقك على راسي يا حبيبي سوري (Sorry).
     يتواضع فيواسيها بعد إحباطها، فيما هو منتشٍ بالنصر: _يا ماما عادي، ماما إيزي (Easy)، ماما دونت ووري (D'ont worry).
     ثـم ينتهز فرصة اعتذارها منه، وقد  دلَّ هذا الإعتذار على تراجع الماما خطوة إلى الوراء في هذه المعركة المحتدمة من خلف الباب، فيضرب ضربته التالية: _طب فين دبدوبي، فين دبدوبي، وعروستي الباربي، والأورغ الغربي، وسبايدرمان؟!
     هو يوهمها هنا بأنه سيرفع الراية البيضاء ويستسلم، فيستدرجها إلى فخٍ نصبه لها ومفاده أَنِ افتحي الباب واذهبي لإحضار ألعابي فألتهي بها وأتركك وشأنك مع بابا "النائم".. فيأتيه الجواب: _طب بص حاقول لك، حتروح للدادة، حتقول للدادة حتجيبهم دادة، يا بو نص لسان (يعني عليك واحدة!).. وفي ذلك إشارة هامة إلى أن البابا والماما لم يتركا طفلهما وحده حين قررا أن يَخْلُوَ واحدهما مع الآخر في غرفة النوم، إذ يوجد معه في المنزل دادة (أي حاضنة) تهتم بشؤونه وترعاه.
     إذاً، وصل الطفل في نهاية المطاف إلى حائط مسدود، فيعلن: _طب خلاص خلاص خلاص..
     إلا أنه لا يلبث أن يعيد الكرّة كمحاولة أخيرة ونهائية بعدما دبَّ فيه اليأس: _بابا فين (يا دي البابا وسنين بابا!!).
     فيأتيه الجواب للمرة الألف: _بابا نام، عايز إيه؟
     هنا يقرّ الطفل ويعترف: _عايز أضرب له سلام!
     هذا ونفيدكم علماً بأن الطفل فيما لو عاد ليسأل مرةً أخرى: بابا فين، لكان سيأتيه الجواب: بابا مات!

                                     يا ولاد بلدنا يوم الخميس..
                                       المسألة جدّية يا اخوان!


الشاعر والملحن مصطفى كامل

    لا يسعنا سوى أن نثني على الشاعر الغنائي والملحن مصطفى كامل لكونه قد أضاء في هذه الأغنية الحوارية الخفيفة والظريفة على مسألة هامة جداً (وتكاد تكون يومية) تؤرق كلَّ زوجين منذ لحظة إنجاب الطفل الأول، فما بالك بحالهم بعد إنجاب قبيلة من الأفواه والأرانب!
     دعونا نكتفي بالحديث عن حال زوجين أنجبا طفلاً واحداً، كما هو حال الأغنية، وهو كفيل بتوضيح حال من أنجب المزيد حيث تصبح المسألة أكثر تعقيداً..
     فالمسألة، موضوع حديث الأغنية، تتعلَّق بصعوبة إتمام الوصال بين الزوجين في ظل وجود طفلٍ في المنزل ما يزال صاحياً (أو بشكلً عام وجود إبنٍ أو أبناء في المنزل ما يزالون صُحاة).. وهنا ننتهزها فرصةً للفت الإنتباه إلى هذه المسألة، وهي تعني جميع البشـر دون استثناء، وخاصةً أن أغنيةً للأطفال قد تناولتها بشكل بريء.. ويكفي القول أنه لا يندر أن نجد من بين الفَطِنين في مجتمعاتنا من يواظب على إطلاق صفة "العريس" على الشاب الذي مضـى على زواجه عدة أعوام ولم ينجب أطفالاً بعد.. فالمقصود بصفة "العريس" هنا الإشارة إلى أن أيام هذا الشاب المتزوج ما تزال كلها بمثابة شهر عسل طالما لم يُولَد له طفل ينغِّص عليه خَلْوَتَه إلى زوجه ساعة يشاء.. وحتى علم النفس الجنسي يلحظ بأن العام الأول من الزواج يشهد النسبة الأعلى من النشاط في ما يتعلق بفعل المقارنة بين الزوجين، وأن هذا النشاط لا يلبث أن يشهد تراجعاً كبيراً منذ ولادة الطفل الأول وصاعداً.. من هنا فإن لكاتب هذه السطور بيتين من الشعر (من ضمن قصيدة مطوَّلة ما تزال  قيد النظم) نتوجَّه فيهما بنصيحة إلى كل عروسين جديدين من أجل تأخير الإنجاب قدر الإمكان:
     يستعجلونَ الحَمْلَ فورَ زواجهم/ مِنْ شَغْفهم، عجبي من الشُبّانِ/ إِنَّ الحياةَ جميلةٌ فتمتَّعوا/ بجمالها زَمَناً بِلا حُمْلانِ.
     وعلى العموم، فإن إمكانية خَلاء الزوجين واحدهما مع الآخر تبقى متاحة في أوفات متفرقة من النهار أو الليل ولا يجدا في ذلك حرجاً طالما أن طفلهما (كما في أغنية هيفاء وهبي) ما يزال في سن صغيرة ولا يعي تلك الأمور إلا لماماً حتى ولو كان صاحياً (خارج غرفة النوم طبعاً).. وقد رأينا كيف أن باب غرفة النوم مقفل، ذلك أن من الخطر بمكان على التكوين النفسي للطفل (كما يحذِّر علم النفس الجنسي) أن يشاهد بأم العين ولو للحظات ما يدور بين والديه، وذلك منذ بلوغه عامه الثاني.. على أن المسألة يصبح فيها حرجٌ شديد إذا ما كان الإبن (أو الأبناء) بالغاً، ما يضطر الزوجين إلى الإحجام عن الخَلْوِ أحدهما إلى الآخر إلا بعد منتصف الليل حيث يكون جميع الأبناء في سابع نومة! وفي ذلك تضحية من قبلهما بل قل ضريبة يدفعانها مضطرَّين كرمى الأبناء وتفادياً للحرج والفضيحة، وهذا ما يدفع بقسم كبير من الأزواج ليحصروا خَلْوتهم بليلة العطلة الأسبوعية، وهي في مصر مثلاً ليلة الخميس_ الجمعة.. من هنا فإن الشعب المصـري نفسه يسمي يوم الخميس_ تهكماً_ بالعيد القومي للأزواج المصـريين! مع إعادة التذكير بأن أحداث أغنية "بابا فين" نفسها تدور في يوم الخميس (بعد الظهر أو في العَشـِيّ)، حيث يقول الطفل: يا ماما يكرة الجمعة ما فيش مدرسة..
      ختاماً، فإن هذا الطفل (الذي تمَّ إسقاط إسمه الحقيقي في شريط الكاست وهو أمر مستهجن) هو الآن يناكف أبويه وهو في السادسة من عمره، وقد انتبه إلى أنهما اختليا في غرفة النوم وهو ما يزال في الصالة يأكل ويلعب (وليس كما أظهروه عمداً في الفيديو كليب يصحو مرتعباً من كابوس!)، وقد فهم "الفولة" بفطرته ووفق سنِّه.. لذا فإنه حين يسأل: بابا فين، بحجة الدخول إلى الحمّام، لا يلبث أن يعترف في النهاية فيقول: عايز أضرب له سلام..
     هذا الطفل نفسه، وبعدما يبلغ الحلم، سيقرع باب غرفة النوم ليقول: ربنا يدِّيك الصحة يا بابا.. قدّ الحِمْل وزيادة يا بويا.. صباحية مباركة يامّه..
     وبعدما يبلغ سن الرشد ويعجز عن الزواج بسبب نقصان فرص العمل وارتفاع أسعار الشقق في دول العالم التالف( يبلغ سعر الشقة السكنية في العاصمة اللبنانية بيروت نصف مليون دولار كمعدل وسط) سيقرع باب غرفة النوم وقد استشاط غيظاً وغضباً: هوَّ فين؟! هوَّ لِسّاه نايم؟! ربنا يدشدش المخدة اللي تحت نافوخك يآبا!!

     (نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2010، العدد 1472).


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
فهرس دراسة في اللغة والموسيقى:
"لهذه الأسباب اللهجة المصرية محبوبة"
(قيد الطبع)
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
               


***************************************************

      إضغط هنا لتشاهـد عرضـاً بالفيـديـو لصـور الفنـانة هيفاء وهبي (من إعـداد هـذا الموقع) وذلك في الموقع الأصلي TripAdvisor حيث بإمكانك إنشاء عروض بالفيديو خاصةً بك مجاناً: 



Haifa'a Wehbi -Pictures/ Husseinahmadsabra.blogspot.com Slideshow: Husseinahmadsabra.blogspot.com’s trip from Lebanon to Beirut was created by TripAdvisor. See another Beirut slideshow. Create a free slideshow with music from your travel photos.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق