فارق كبير جداً بين آية الله العظمى
الإمام العربي الأحوازي الشيعي محمد طاهر آل شبير الخاقاني في فهمه الحكيم والواعي
للإسلام (كما سائر الأديان السماوية) والداعي إلى تحقيق العدالة لما فيه خير البشر
أجمعين، وبين تلميذه الخميني الذي كان لديه شبقٌ غريب للسلطة وطامعاً في إنشاء
امبراطورية فارسية لا علاقة لها بالإسلام لا من قريبٍ ولا من بعيد، بل هي تتناقض
معه وتنسفه من أساسه.
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع
كاملاً
كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا
(الكتاب قيد التأليف)
القسم الأول
تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي
(20)
الخميني تعمَّد التحدُّث باللغة الفارسية أمام وفد عرب
الأحواز..
وآية الله العظمى الإمام الخاقاني اتَّهمه بالإنحراف عن
الإسلام
حسين احمد صبرا
فارق كبير جداً بين آية الله العظمى
الإمام العربي الأحوازي الشيعي محمد طاهر آل شبير الخاقاني في فهمه الحكيم والواعي
للإسلام (كما سائر الأديان السماوية) والداعي إلى تحقيق العدالة لما فيه خير البشر
أجمعين، وبين تلميذه الخميني الذي كان لديه شبقٌ غريب للسلطة وطامعاً في إنشاء
امبراطورية فارسية لا علاقة لها بالإسلام لا من قريبٍ ولا من بعيد، بل هي تتناقض
معه وتنسفه من أساسه.
لقد ظهر هذا الفارق (بل قل التناقض
الصارخ) جلياً من خلال المجزرة الوحشية التي قام بها الخميني ضد عرب الأحواز في
29- 30 -31 أيار/ مايو عام 1979 (مجزرة الأربعاء الأسود في المحمَّرة) رداً على
مطالبتهم إياه بتحقيق وعده لهم عام 1977 بإعطائهم حقوقهم في الحكم الذاتي إذا ما
دعموه في الوصول إلى السلطة مكان شاه إيران..
لقد صدَّق عربُ الأحواز وعودَ الخميني
هذا وقام زعيمهم الروحي آية الله العظمى الخاقاني (أحد أساتذة الخميني في الحوزات
الدينية) بإصدار فتوى تحرِّم على العرب الأحوازيين العمل في المنشآت النفطية
الموجودة في أرضهم السليبة، وهذا ما أدى إلى سقوط الشاه بسرعة أذهلت الجميع
واعتلاء الخميني عرش الشاهنشاهية.
بعد أقل من ثلاثة أشهر على انتصار ثورة
الشعوب الإيرانية وسقوط الشاه ذهب آية الله العظمى الخاقاني على رأس وفدٍ من عرب
الأحواز وقابل الخميني مطالباً إياه بإعطاء الشعب العربي الحكم الذاتي تنفيذاً لما
سبق أن وعدهم به (لاحظوا أنهم لم يطالبوه بالإستقلال).. وطبعاً، لم يأخذ الوفد من
الخميني لا حقاً ولا باطلاً، بل سرعان ما جاءهم الرد بمجزرة غاية في الدموية
والإجرام والعنصرية راح ضحيَّتها مئات القتلى وآلاف الجرحى وآلاف المعتقلين ناهيك
عن إعدام العشرات من خيرة القيادات العربية التي ناضلت ضد الشاه، وقد شهدت المجزرة
بروز عصابات فارسية راحت تبقر بطون الحوامل من النساء العربيات لإسقاط حملهنَّ،
وهذا ما لم يفعله الشاه الذي سقط نظامه قبل أقل من أربعة أشهر وحلَّ محلَّه نظامٌ
يلتحف بالدين ويرفع شعار "الإسلام هو الحل" و"تحرير فلسطين"
و"تصدير الثورة"!
إنَّ الخميني، الذي سبق له أن تحدَّث
مع عرب الأحواز باللغة العربية (التي يتقنها) حينما كان يطلب منهم مساعدته في
الوصول إلى السلطة، ها هو الآن يتعمَّد التحدُّث باللغة الفارسية مع آية الله
العظمى الخاقاني والوفد الأحوازي المرافق له حينما زاروه في قم بعد اعتلائه العرش!
فقط نريدكم أن تلاحظوا قمة التقوى
والورع التي كانت تميِّز الراحل الكبير الإمام الخاقاني ومدى نضجه وفهمه العميق
لجوهر الإسلام، وذلك في موقفه ضد الخميني ونظامه الفارسي الإستعماري العنصري
المتجدِّد والذي فاق نظام الشاه إجراماً وعنصريةً بما لا يقارَن.. وقد كان الراحل
الكبير الإمام الخاقاني أشد الناس معرفةً بمدى تعصُّب الخميني لفارسيته ومدى
عنصريته تجاه العرب وحقده الشديد عليهم وهو الذي عرفه عن قرب لسنواتٍ طويلة.
ما أن عاد وفد الأحواز من طهران مطلع
أيار/ مايو عام 1979 حتى راح نظام الخميني الفارسي ينكِّل بالعرب في أرضهم المحتلة
قتلاً وتفجيراً واعتقالاً واستفزازاً وتهديداً وترويعاً، ما يعني عدم نية الخميني
الإستجابة لمطالب العرب الأحوازيين، وهذا ما دفع بالإمام الخاقاني إلى أن يرفض أن
يكون شاهد زور على انحراف الخميني عن الإسلام، وقد أدلى في أواسط أيار/ مايو 1979
بتصريحٍ لصحيفة "الأنباء" الكويتية قائلاً:
"لقد وقفنا مع الثورة باعتبارها
ثورة إسلامية... لكننا وجدنا بعض الإتحادات وبعض المنظمات (الفارسية) والقضاة
والمأمورين (الفرس) يقومون بأعمال في غير النهج الشرعي... نريد الجمهورية إسلاميةً
كاملةً لا تسمح بالتصرفات السيئة للناس بمداهمة البيوت ليلاً والقبض على المواطنين
العرب... لقد جاءني أبناء الأحواز وعرضوا مطالبهم، فقلت لهم إذا كانت هذه المطالب
معقولة وهذه الجمهورية إسلامية بالفعل فإنها لن تمنع تحقيق المطالب. ولكن إذا كانت
طلباتكم غير شرعية فلن أوافق عليها ولن يوافق عليها أحد من مراجع المسلمين. ولكنَّ
مطالب العرب شرعية ومقبولة مثل حق التعليم، والعمل في الشركات، والإيفاد في
البعثات الدبلوماسية، والعلمية، والوظائف الحكومية، وتدريس اللغة
العربية...".
لاحظوا هنا فَهْمَ الإمام الخاقاني
العميق للإسلام (بخلاف الخميني) حينما أضاف القول: "نريد حكومة إسلامية لكل
المناطق، وعندما تكون إسلاميةً فإنها لن تختلف بين منطقة وأخرى، لأنَّ الإسلام
يحفظ جميع الحقوق لجميع الناس، فلا يقع الضرر على العرب أو على الفرس أو على
الأكراد... ونسأل الله أن تكون دولتنا إسلامية كاملة... ولقد كتبت إلى رئيس
الوزراء (مهدي بزركان) خطاباً قلتُ فيه: "إنَّ ما يطلبه العرب أو غيرهم
مَطَالبُ شرعيةٌ وحقوقٌ واجبة على الدولة، وإذا وجدت الدولة أنَّ هذه المطالب غير
شرعية فلترفضها". وقلتُ أيضاً: "إنَّ الإستجابة لمطالب العرب ضرورية حتى
لا تكون عاقبة الأمور وخيمة جداً".
وأعلن الإمام الخاقاني أنه سيهاجر من
إيران كي يفضح انحراف نظام الخميني عن الإسلام، إذ أضاف قائلاً: "إنني سوف
أهاجر (من إيران) ليعلمَ الشرقُ والغربُ أنَّ الدعوة الإسلامية ليست ما يطبَّق.
وقد يؤدي خروجي إلى اقتتال، ولكنَّ قتل النفوس أهون من تلويث الشريعة المحمدية
بالجور والفوضى. إنَّ خروجي قد يسبِّب الإضطراب، ولكنَّ حفظ الشريعة الإسلامية
أولى وأبقى".
وفي الحديث المقبل نتابع الموقف
الإيماني الإسلامي المبدئي للإمام الخاقاني مقابل انحراف الخميني عن الإسلام.
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2011، العدد رقم 1521).
الحديث التالي:
- قال أحمد مدني: سأشرب من دم العرب كالماء.. فأجابه الإمام الخاقاني: سيكون دم العرب كالحجارة التي تَعْلَق في زورك!
الحديث السابق:
الحديث السابق:
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من
على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق