في الحديث الماضي تحدثنا بإسهاب عن
علاقة بوتين المحتملة بشركة جونفور والملياردير الروسي جينادي تيمتشنكو، والآن
سنتناول علاقة بوتين المحتملة بشركة سورجوت، فما هي هذه الشركة؟
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية النفطية (2)
هل يملك بوتين
37% من شركة سورجوت النفطية؟!
حسين احمد صبرا
نتابع الحديث حول تصريحات المحلل
السياسي الروسي المستقل ستانسلاف بلكوفسكي، الذي اتَّهم الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين عام 2007 بأنه يملك ثروة تقدَّر بـ40 مليار دولار، ليعود فيصرِّح عام 2012
بأنَّ ثروة بوتين ارتفعت إلى 70 مليار دولار..
ستانسلاف بلكوفسكي |
وحسب بلكوفسكي، الذي يسود اعتقادٌ
في روسيا بأنه مدعومٌ من قبل كبار المسؤولين في جهاز الإستخبارات الروسية "أف.
سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً)، فإنَّ بوتين يملك أسهماً في
الشركات النفطية التالية: 50% من شركة جونفور، و37% من شركة سورجوت، و4,5% من شركة
غازبروم.
في الحديث الماضي تحدثنا بإسهاب عن
علاقة بوتين المحتملة بشركة جونفور والملياردير الروسي جينادي تيمتشنكو، والآن
سنتناول علاقة بوتين المحتملة بشركة سورجوت، فما هي هذه الشركة؟
سورجوت
"سورجوت نفط غاز" هي
شركة روسية خاصة للنفط والغاز تمَّ إنشاؤها بشكلها الحالي عام 1990 عن طريق دمج
العديد من الشركات المملوكة للدولة بعد شرائها من قبل القطاع الخاص، وتمتلك الشركة
احتياطاً كبيراً من النفط والغاز في غرب سيبيريا، وتتمثل أنشطتها في مجال استكشاف وإنتاج
النفط والغاز وفي تصنيع وتسويق النفط والمنتجات البتروكيماوية ومعالجة الغاز، وفي
بيع الوقود بالجملة والمفرَّق بالتعاون مع شركة بطرسبورج للوقود..
في العام 2013
كانت سورجوت تضخ يومياً نحو 1,2 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 11,3% من
إجمالي الإنتاج النفطي الروسي (البالغ 10,6 مليون برميل يومياً عام 2013)..
شعار شركة "سورجوت نفط غاز" |
وقد بلغت
مبيعات سورجوت وفق مجلة "فوربس الأميركية 26,6 مليار دولار في عام 2014 وتبلغ
قيمتها السوقية 24,2 مليار دولار، كما تشير "فوربس" إلى أنَّ لدى شركة
سورجوت سيولة نقدية ضخمة بلغت 30 مليار دولار عام 2014 (في عام 2015 بلغت هذه
السيولة النقدية 34 مليار دولار) ..
فلاديمير بوغدانوف |
سورجوت وبوتين
يسود الإعتقاد في روسيا وفي العالم أن
لشركة سورجوت علاقات وثيقة مع الكرملين بزعامة فلاديمير بوتين، وأنَّ الكرملين
يستخدم شركة "سورجوت" كمستودعٍ لأمواله للإستفادة منها عند الضرورة..
ويسود هذا الإعتقاد منذ العام 2004، حتى أنَّ مجلة "واشنطن بوست" أشارت
إليه في عددها في 20/ 12/ 2004.. ومن جهتنا رحنا نبحث عما يمكن أن يساعدنا في
تقديم أدلة قد يستشف منها علاقةٌ ما لبوتين بسورجوت، وإليكم ما عثرنا عليه:
بوتين متحدثاً مع فلاديمير بوغدانوف |
أولاً، أنَّ رئيس سورجوت، فلاديمير
بوغدانوف، هو من أقرب المقرَّبين من فلاديمير بوتين، وقد دعمه في العام 2004 أثناء
حملة الإنتخابات الرئاسية.. مع الإشارة إلى أنَّ بوغدانوف كان واحداً من الذين
عملوا مع بوتين في مجلس بلدية لينينغراد (بطرسبورغ) عام 1990 حينما كان بوتين
ضابطاً في الإستخبارات السوفياتية الـ"كي جي بي".
بوتين ويبدو من خلفه جينادي تيمتشنكو |
ثانياً، أنَّ الملياردير الروسي جينادي
تيمتشنكو، الذي هو صديق بوتين الحميم (كما أشرنا بإسهاب في الحديث السابق)، قام في
عام 2002، وعبر إحدى شركاته "تين إكس"، بشراء النفط من شركة
"سورجوت" الروسية أقل من الأسعار العالمية ب35 دولاراً، في حين لم يكن
يُحْسَم لغيره من الوسطاء سوى دولارين إثنين فقط. وخلال أربع سنوات من التعاون مع
سورخوت زادت ثروة تيمتشنكو مليار دولار!!
ثالثاً، أنه في عام 2009 اشترت سورجوت
21,2% من شركة "مول" الهنغارية.. و"مول" هي ثاني أكبر الشركات النفطية قيمةً في أوروبا الوسطى
والشرقية ولديها عمليات في أكثر من 40 بلداً في جميع أنحاء العالم: في أوروبا
الوسطى والشرقية وجنوب أوروبا وبحر الشمال والشرق الأوسط وروسيا.. واللافت في
الأمر أن إقدام سورجوت على شراء حصة في "مول" أمرٌ لم يعجب الأخيرة
ووصفتها بأنها خطوة "غير ودية".. لماذا؟ امتعاضُ "مول"
هذا يتَّضح أكثر عندما جاءت سورجوت للتسجيل كمساهم في التصويت داخل الشركة
الهنغارية، فكان أن اعترضت "مول" على ذلك لافتقار سورجوت للشفافية حول
هيكل ملكيَّتها، والذي لا يتوافق مع القانون الهنغاري.. إذاً هناك شكوكٌ في
هنغاريا (كما في روسيا) حول مَنْ هو المالك الحقيقي لشركة سورجوت، ولا بد حينئذٍ
من أن نوجِّه أنظارنا نحو فلاديمير بوتين، بحيث أنَّ امتلاك شركة نفطية كسورجوت
لـ21,2% من شركة هنغارية سيفسح المجال للكرملين للتدخل في الشؤون الداخلية لهذا
البلد.. هذا الوضع غير المرغوب به لسورجوت في هنغاريا وفشلها في السيطرة الكاملة
على شركة "مول" دَفَعَ بسورجوت إلى بيع حصتها في "مول" بعد
عامين (2011) للدولة الهنغارية.
رابعاً، أنه في أيار/ مايو 2015 أصدرت
وكالة أنباء "بلومبرج" المالية الأميركية تقريراً جاء فيه أنَّ بوتين
يخطط لسلب السيولة النقدية لشركة "سورجوت" والبالغة 34 مليار دولار،
وذلك لدعم شركة "روس نفط" المملوكة من قبل الدولة. وأضافت
"بلومبرج" أنَّ الكرملين أصبح يستخدم شركة "سورجوت" كبنك
بمتناول يده.
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية بتاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر 2015، العدد رقم
1728).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق