2017/01/30

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (1)/ كاسباروف يغرِّد: بشار الأسد قاتلٌ جماعي وهو وبوتين يستحق بعضهما البعض الآخر.



منذ بدء العدوان الروسي على الشعب السوري في 30 أيلول/ سبتمبر 2015 راح غاري كاسباروف يشن هجوماً عنيفاً وشرساً ضد جرائم بوتين وحليفه بشار الأسد عبر سلسلة طويلة من التغريدات في موقعه الرسمي في "تويتر"، ونورد إليكم سلسة من تغريدات كاسباروف غرَّدها يوم 24/ 11/ 2015:
-"سورية هي بالكاد موجودة الآن، والأسد هو قاتلٌ جماعي. هو وبوتين قد يستحق بعضهما البعض الآخر، أما الشعب السوري فلا".


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة

تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (1)
بطل الشطرنج العالمي غاري كاسباروف يغرِّد:
بشار الأسد قاتلٌ جماعي
وهو وبوتين يستحق بعضهما البعض الآخر

غاري كاسباروف: أميركا سمحت لبوتين أن يفعل ما يشاء


حسين احمد صبرا
يكاد يكون بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف المعارضَ الروسي الوحيد الذي يمتلك موقفاً معارضاً بشدة ودون هوادة لتدخل بوتين العسكري في سورية، حتى أنه سخَّر كلَّ وقته وأحاديثه وكتاباته في الأشهر الأخيرة، أي منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015، لإدانة عدوان بوتين على سورية وشعبها واستماتة بوتين في إنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط.. ونرى لذلك أسباباً عديدة، أبرزها:
بوتين: الشعور بأنه لا يُقهر
أولاً، وضوح الرؤية عند كاسباروف وانحيازه الشديد إلى حقوق الإنسان أينما كان.. ثانياً، ابتعاده عن الفكر القومي الروسي المتعاطف مع إعادة أمجاد روسيا.. ثالثاً، تواجده في المنفى الإختياري خارج روسيا مما يتيح له الإفصاح عن أفكاره وآرائه وتحليلاته بحرية ودون الخوف من بطش بوتين..
المعارض الشاب ألكسي نافالني
من هنا قلنا قبل قليل أنَّ غاري كاسباروف يكاد يكون المعارض الروسي الوحيد الذي يقف بشراسة ضد عدوان بوتين على سورية، مع بالغ الأسف لأنَّ الظروف لم تسمح لنا بالإطلاع على رأي الشهيد بوريس نيمتسوف حول التدخل العسكري الروسي في سورية فيما لو كان ما يزال حياً، لكنَّ بوتين قَتَلَه في 27 شباط/ فبراير 2015 في "المربَّع الأمني" التابع لمباني الكرملين، ووفق تصوُّرنا فإنَّ نيمتسوف كان سيتَّخذ موقفاً معادياً للتدخل في سورية وخاصةً أنه وقف موقفاً معادياً بشدة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم عام 2014، لا بل أنَّ التقرير الذي كان يُعِدُّه عن وجود قوات عسكرية روسية تدعم المتمردين الروس في أوكرانيا كان السبب الرئيس في اتخاذ القرار بقتله.. كما أننا لم نسمع من المعارض الروسي الشاب ألكسي نافالني، الموجود حالياً قيد الإقامة الجبرية في موسكو، عن مواقف مشابهة لمواقف كاسباروف من العدوان الروسي على سورية، ولكننا نسجِّل أنه ورغم تعريف نافالني عن نفسه بأنه "قومي" إلا أنه اعترض بشدة وما يزال على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، دون أن ننسى أنَّ همَّ نافالني الأساسي هو فضح فساد بوتين بالوثائق حيث ما يزال يقوم بهذا العمل الجبَّار رغم احتجازه في الإقامة الجبرية.  

غاري كاسباروف

كاسباروف يلعب الشطرنج في الثمانينيات
بدايةً، نقدِّم لمحة سريعة عن غاري كاسباروف، فهو من مواليد 1963 (53 عاماً) من أبٍ روسي وأمٍّ أرمنية، وُلد وترعرع في باكو عاصمة أذربيجان عندما كانت ما تزال جمهوريةً من جمهوريات الإتحاد السوفياتي.. اعترف مكتشفو المواهب بعبقريته في لعبة الشطرنج منذ أن كان في السادسة من عمره، وكان بطل الصغار في سن الـ13، وأصبح أصغر بطل في الشطرنج في العالم وفي التاريخ عام 1985 بفوزه على منافسه الكبير أناتولي كاربوف، وكان كاسباروف في سن الثانية والعشرين.. ومنذ عام 1985 وحتى تاريخ اعتزاله عام 2005 ربح كاسباروف 40 جولة في الشطرنج وصفها بأنها شكلٌ من أشكال التعذيب النفسي، كما فاز 13 مرة ببطولة العالم في الشطرنج.. وقد ألَّف كاسباروف عدة كتب عن الشطرنج، حيث نعثر في الموقع الإلكتروني للكتب "أمازون" عن كتابٍ له من 4 أجزاء بعنوان "العظماء الذين سبقوني"، ويتحدث فيه عن أبطال لعبة الشطرنج، وكتابٍ آخر بعنوان "كيف تقلِّدُ الحياةُ الشطرنجَ: جَعْلُ الحق يتحرَّك، من مائدة الطعام إلى مجلس الإدارة"، وفيه إرشادات ونصائح حول كيفية الإستفادة من قوانين لعبة الشطرنج في حياتنا اليومية.

من الشطرنج إلى السياسة

كاسباروف أثناء اعتقاله في موسكو عام 2007
عام 2005 اعتزل كاسباروف لعبة الشطرنج (على الرغم من أنه كان ما يزال يصنَّف كأفضل لاعب شطرنج في العالم) ليدخل إلى المعترك السياسي ويكرِّس نفسه للكتابة والسياسة ويشكِّل "الجبهة المدنية المتَّحدة" المعارضة والتي ما يزال رئيسها إلى الآن، كما ترأس تحالف "روسيا الأخرى" المعارض، وفي كانون الأول/ ديسمبر 2008 أسَّس كاسباروف مع صديقه الحميم الشهيد بوريس نيمتسوف حركة المعارضة خارج البرلمان "سوليدارنست" (التضامن).. وهكذا بات كاسباروف من أشد معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين..
نقرأ لكاسباروف في الموقع الإلكتروني لشبكة "دي دبليو" الألمانية (دوتشي فيلي) (23/ 10/ 2015) قولَه: "من سن الثالثة عشرة من العمر استطعت أن أسافر إلى الخارج كربيبٍ للشطرنج، لذا امتلكتُ رؤيةً مختلفة جداً عن العالم (...) واضطرَّني الأمر إلى القيام ببعض الأشياء واللعب بقواعد معيَّنة، ولكني تركتُ الحزبَ (الشيوعي) في كانون الثاني/ يناير عام 1990، أي قبل عامين تقريباً من انهيار الإتحاد السوفياتي، وكنتُ أول رياضي سوفياتي يرفض اللعب تحت العلم السوفياتي في أيلول/ سبتمبر 1990".
عام 2007 ترشَّح غاري كاسباروف في الإنتخابات الرئاسية في روسيا منافساً لبوتين، لكن لم يلبث أن اضطرَّه الأمر إلى الإنسحاب بعدما تعرَّض ظهوره في حملاته الرئاسية للتعطيل والفوضى، حيث تعرَّض للهجوم من قبل بلطجية مأجورين واعتُقل ووُضِعَ في السجن لمدة 5 أيام بعد تنظيم احتجاجٍ لم ينل ترخيصاً رسمياً، ويومها قال الجنرال السابق في جهاز الإستخبارات السوفياتية الـ"كي جي بي" أوليغ كالوجين إنَّ حياة كاسباروف في خطر..
زعيم المعارضة الروسية الشهيد بوريس نيمتسوف
عام 2012 وجد كاسباروف نفسه مرغماً على مغادرة روسيا بما يشبه الفرار مما كان يُحَضَّر له من قبل بوتين، إذ خاف كاسباروف أن يقوم بوتين بتجريده من جواز سفره الروسي، فقرَّر العيش في المنفى بشكلٍ إختياري، وهو اليوم يقسِّم وقته بين الولايات المتحدة وكرواتيا مع زوجه وولديه..
ونقرأ في الموقع الإلكتروني لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية (10/ 11/ 2015) شرحاً من قبل كاسباروف عن أسباب منفاه: "كانت هناك دلائل واضحة على أنهم كانوا في طريقهم لمصادرة جواز سفري، وكانت أمي تتعرَّض لزيارات مفاجئة (من قبل الإستخبارات الروسية). بدأتُ أنا وبوريس (نيمتسوف) نتجادل بعد عودة بوتين إلى الرئاسة عام 2012. في رأيي لم تعد هناك فرصة واقعية لتغيير النظام من خلال الوسائل السياسية السلمية أو انتخاباتٍ حقيقية، بينما بوريس (نيمتسوف) من ناحية أخرى لم يفقد هذا الأمل، ورأى أنَّ تقييمي أمرٌ سابق لأوانه، وقال: "يجب أن تعيش وقتاً طويلاً لترى التغييرات في روسيا". وقد حُرِم (نيمتسوف) من هذه الفرصة (بسبب اغتياله)".
 يضيف كاسباروف: "أنا الآن أحمل الجنسية الكرواتية، وقد قبلتُ بها فقط لأنَّ كرواتيا سمحت لي بالحفاظ على جواز سفري الروسي. وبعبارةٍ أخرى يمكن أن أعود من الناحية النظرية. إنَّ والدتي تعيش في موسكو وأودُّ زيارتها. الآن عليها دائماً السفر إلى فنلندا أو أي دولة من دول البلطيق لمقابلتي. ولكن عليَّ أن أتوقَّع أنَّ أوراقي ستتم مصادرتها في موسكو على الفور وسوف يضيِّقون على عائلتي. ما يزال بإمكاني أن أكون أكثر تأثيراً في الغرب مع كتبي ومحاضراتي".
كيرسان إيليومْجينوف
يترأس كاسباروف حالياً مؤسسة حقوق الإنسان، ومقرُّها نيويورك، وذلك منذ العام 2012 حينما خَلَفَ كاسباروف الرئيسَ التشيكي السابق فاتسلاف هافل في رئاسة هذه المؤسسة.. وفي آب/ أغسطس 2014 ترشَّح كاسباروف لرئاسة الإتحاد الدولي للشطرنج، ولكنه خسر أمام مرشَّح بوتين، كيرسان إيليومْجينوف، الملياردير المثير للجدل والذي ربطته علاقات بصدام حسين ومعمر القذافي وبشار الأسد.. وعندما سئل كاسباروف ما إذا كانت انتخابات رئاسة الإتحاد الدولي للشطرنج قد زُوِّرَت، أجاب: "طبعاً حدث تزوير".
إنَّ تواجد كاسباروف في الغرب، وخاصةً في أميركا، جعله ينشط في الإعلام الغربي بشكلٍ عام والأميركي بشكلٍ خاص، حيث يكتب المقالات ويدلي بأحاديث صحافية وتلفزيونية ويغرِّد في موقعه الرسمي في "تويتر"، مع إشارتنا إلى أنه يتقن اللغة الإنكليزية بشكلٍ ممتاز ويتكلَّم بها بطلاقة يُحسد عليها.. وفي آذار/ مارس 2015 أدلى كاسباروف بشهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للعلاقات الخارجية حول سياسات بوتين، وحذَّر  الأميركيين من التعامل مع بوتين وكأنه كشريك سياسي عادي بالإمكان التفاوض معه.. وفي 27 تشرين الأول/ نوفمبر 2015 أصدر كاسباروف كتابه السياسي بعنوان "الشتاء مقبل: لماذا على فلاديمير بوتين وأعداء العالم الحر أن ينتهوا"، انتقد فيه بوتين بشدة كما انتقد سياسة الغرب المتساهلة معه، وقد تمَّ نشره باللغتين الإنكليزية والألمانية من قبل دار "بوبليك أفِّير"، وسنلقي الضوء عليه في حديثٍ لاحق.

تغريدات كاسباروف

منذ بدء العدوان الروسي على الشعب السوري في 30 أيلول/ سبتمبر 2015 راح غاري كاسباروف يشن هجوماً عنيفاً وشرساً ضد جرائم بوتين وحليفه بشار الأسد عبر سلسلة طويلة من التغريدات في موقعه الرسمي في "تويتر"، ونورد إليكم سلسة من تغريدات كاسباروف غرَّدها يوم 24/ 11/ 2015:
-"قلت ذلك قبل 50 يوماً: أوباما لديه موقفٌ ليِّن من عدوان بوتين (على سورية)، ولكنَّ طياراً تركياً أو ضابطاً لاتفياً قد يمتثل ببروتوكول الناتو".
طفلة سورية بين الأنقاض
-"على يديّ بوتين الكثير من الدم الروسي. طائرةٌ (روسية) تُغير وتسقط هو أمرٌ ناشيء من شعوره بالإفلات من العقاب بعد تلقِّي المزيد من التنازلات (الغربية)".
-"العامل الأكثر خطراً كان دائماً شعور بوتين بأنه لا يُقهر. إنه يبقى طمَّاعاً ويخاطر بكل طاقته في كل مرة. جورجيا وأوكرانيا وسورية. ما التالي؟".
-"اعتقدت الولايات المتحدة والناتو والإتحاد الأوروبي أنَّ من الأسهل السماح لبوتين أن يفعل ما يشاء، كما لو أنه ملَّ من النجاح. إنه غباءٌ شديد، لقد تمَّ تأجيل الكارثة".
-"بوتين وقادته العسكريون قالوا لطيَّاريهم بتجاهل تحذيرات الناتو لاختبار عزمه مرةً أخرى. يتلاعبون بحياة الطيارين للظهور بأنهم صارمين".
-"سورية هي بالكاد موجودة الآن، والأسد هو قاتلٌ جماعي. هو وبوتين قد يستحق بعضهما البعض الآخر، أما الشعب السوري فلا".
-"حان الوقت لوضع إشارة أخرى على اللائحة الطويلة لـ "الأشياء التي لن يفعلها بوتين أبداً" والتي قام بفعلها. إنَّ الناتو يتصدَّع الآن، ربما السعودية هي التالية على اللائحة".
-"إذا كان أوباما على الخط الهاتفي مع أردوغان محاولاً الحصول منه على اعتذاره من بوتين فإنني آمل أن يكون المترجمون بارعين في ترجمة الشتائم التركية!".

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 28 آذار/ مارس 2016، العدد رقم 1742).


















 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق