2013/05/07

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي- لهذه الأسباب نجح الخميني في إيران ويفشل الإخوان المسلمون في مصر


يوجد سببان جوهريان لنجاح الخميني في إيران وفشل الإخوان المسلمين في مصر: السبب الأول، أنَّ طبيعة الشعب المصري هي طبيعة مسالمة وغير ميَّالة إلى سفك الدماء، على عكس طبيعة معظم الشعوب الإيرانية،. والسبب الثاني، أنَّ أميركا حينما سلَّمت السلطة إلى الخميني في إيران على طبقٍ من ذهب، أخرجت الجيش الإيراني من اللعبة كلياً ونهائياً، على عكس ما فعلته أميركا مع الإخوان المسلمين..


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا




بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي

أنظمة صناعة أميركية
لهذه الأسباب نجح الخميني في إيران
ويفشل الإخوان المسلمون في مصر

حسين احمد صبرا
كلمة "إستهبال" هي واحدة من أكـثر الكلمات استخداماً من قبل مختلف الشرائح المعارضة لنظام الإخوان المسلمين في مصر، يطلقونها تعبيراً عن الأسلوب الذي يدير به الإخوان شؤونَ الحكم في أرض الكنانة وينم عن أنَّ هؤلاء الحكام الجدد "يستهبلون" الشعب المصري حينما يصرّون على حكمه بكل هذا الإستهتار وعدم الإستلشاق بمصالح المصريين وعزَّتهم وكرامتهم وهمُّهم الأوحد هو "التكويش" على السلطة لمصلحة حفنة من البشر..
 وبالمناسبة، فإنَّ هذا "الإستهبال" مارسته وتمارسه كل الأنظمة الدكتاتورية في العالم.. بيد أنَّ الإخوان المسلمين ما زالوا إلى الآن يفشلون نسبياً، فيما نظام الخميني (وهو نسخة طبق الأصل منهم) نجح بامتياز وما يزال.. فما هي الأسباب؟!
في البداية، يوجد سببان جوهريان:
السبب الجوهري الأول، أنَّ طبيعة الشعب المصري هي طبيعة مسالمة وغير ميَّالة إلى سفك الدماء، ما يجعلها تختلف اختلافاً جذرياً عن طبيعة الشعوب الإيرانية التي يتكوَّن معظمها من العِرقَين الفارسي والتركي، اللذين (وكما يصفهما علم الإجتماع الغربي) يتعطَّشان تعطُّشاً غريزياً (بالوراثة) إلى سفك الدماء، والذي هو عندهما كشرب الماء.. وبالتالي فإنَّ الإخوان المسلمين حينما جرَّبوا العنف في ما يُعرف بأحداث قصر الإتحادية مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2012 ضد معارضيهم خسروا الخسارة الأكبر، وهي الخسارة التي ما زالوا يدفعون ثمنها إلى الآن، على عكس ما جرى في إيران في أعقاب الإطاحة بالشاه، حيث أنَّ حفلات الإعدام والإغتيال والسجن والعزل والإقصاء بالجملة ضد كل من أومـى مجرَّد إيماءة لم تُعجب الخميني، كانت تُعتبر من قبل معظم الشعوب الإيرانية أمراً عادياً إن لم نقل أمراً يباركه الله!
السبب الجوهري الثاني، أنَّ أميركا التي أخرجت الخميني من العراق وأتت به إلى باريس لتحميه وتلمِّع صورته تمهيداً لتسليمه السلطة في إيران على طبقٍ من ذهب، أقدمت على خطوةٍ أساسية جعلت مهمة الخميني في الإطباق الكامل على السلطة مهمةً سهلة جداً، وذلك حينما أخرجت الجيش الإيراني من اللعبة كلياً ونهائياً وإلى أمدٍ لا يعلمه إلا الله.. على عكس ما فعلته أميركا مع الإخوان المسلمين حينما سلَّمتهم السلطة في مصر على طبقٍ من ذهب، بينما لم تُقْدِم في المقابل على أي خطوة لإبعاد الجيش المصري عن الساحة وكف يده كلياً ونهائياً وإلى الأبد.. وبيقيننا كمراقبين أنَّ الإخوان لن يستطيعوا حكم مصر بشكلٍ مطلق ما لم ينجحوا في أخونة الجيش المصري..
وبالإضافة إلى هذين السببين الجوهريين توجد أسبابٌ أخرى رديفة ساهمت أيضاً مساهمة كبرى في نجاح الخميني في إيران ويفتقدها الإخوان المسلمون في مصر، وأبرزها:
أولاً، أنَّ الخميني رفع كماً هائلاً من الشعارات الزائفة ومن العيار الثقيل أتت أُكلها عند الجماهير الفارسية الطامعة تاريخياً (وبالوراثة) في السيطرة على العرب، من قبيل تصدير الثورة وتحرير فلسطين ومصارعة الشيطان الأكبر (أميركا) والشيطان الأصغر (إسرائيل)..
ثانياً، الحرب مع العراق والتي كان الخميني يصفها بأنها "نعمة" نظراً لأنها مكَّنته من إلهاء الشعوب الإيرانية عن طموحها ببناء دولة عصرية يسود فيها العدل والمساواة بين جميع أعراق هذه الشعوب وقومياتها ومذاهبها الدينية، وبالتالي نجح في أن يُلهي هذه الشعوب عن محاسبته عن تكويشه على السلطة هو وحفنةٌ من أتباعه وقتله للطموحات والآمال التي قامت الثورة على الشاه من أجلها..
ثالثاً، وإذا ما كانت بريطانيا قد بذلت جهدها منذ مطلع القرن العشرين لتوسيع رقعة ما يسمى اليوم بـ"إيران" لإعطائها عوامل القوة لغرض إعاقة أي نهضة عربية، بدءاً من جعلها تحتل الأحواز، مروراً بضم أذربيجان الشرقية وكردستان الشرقية، وانتهاءً بتقسيم بلوشستان بينها وبين باكستان لتصبح إيران مطلة على كامل الساحل الشرقي للخليج العربي، فإنَّ أميركا ما تزال (وستبقى) حريصة كل الحرص على وحدة الأراضي الإيرانية وعدم التحريض على أي نزعة إنفصالية تودي بإيران إلى مجاهل التاريخ (على عكس ما فعلته في العراق تماماً)..
ويبقى الفارق في أنَّ أميركا أرادت للخميني (ولخامنئي من بعده) أن يحكم  إيران وهي (أي إيران) في أقصى قوتها.. وتريد للإخوان المسلمين أن يحكموا مصر وهي في أقصى ضعفها.


(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 13 أيار/ مايو 2013، العدد رقم 1595).


***************************************************************
***************************************************************
***************************************************************
***************************************************************
*****************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق