دِلُّونا على إبنٍ واحد من أبناء قادة حركة حماس مستعدٍّ لأن يحرق نفسه احتجاجاً على الفقر والبطالة، اللذين تتسبَّب بهما في أوطاننا العربية أنظمةُ النهب والنَهَم والفساد والدكتاتورية، كما فعل الشاب محمد البوعزيزي في تونس في 17 كانون الأول/ ديسمبر عام 2010 مفجِّراً ثورات الربيع العربي، وكما فعل مؤخراً الشاب الفلسطيني إيهاب أبو الندى في 29 آب/ أغسطس 2012 في قطاع غزة القابع تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين، تلك الجماعة التي تسرق ثورات الربيع العربي الآن..
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا
بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي
المليونير إسماعيل هنية..
وأفلام حماس الإباحية!
حسين احمد صبرا
دِلُّونا على إبنٍ واحد من أبناء قادة حركة حماس مستعدٍّ
لأن يحرق نفسه احتجاجاً على الفقر والبطالة، اللذين تتسبَّب بهما في أوطاننا
العربية أنظمةُ النهب والنَهَم والفساد والدكتاتورية، كما فعل الشاب محمد
البوعزيزي في تونس في 17 كانون الأول/ ديسمبر عام 2010 مفجِّراً ثورات الربيع
العربي، وكما فعل مؤخراً الشاب الفلسطيني إيهاب أبو الندى في 29 آب/ أغسطس 2012 في
قطاع غزة القابع تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين، تلك الجماعة التي تسرق ثورات الربيع
العربي الآن..
وما الداعي أصلاً لأن يقوم أحدُ أبناء قادة حماس بإحراق
نفسه، فهل سمعتم قبلاً أنَّ أحداً من قادة حماس هؤلاء (بعد امتهانهم مهنة المقاومة
والممانعة) يعاني من الفقر كيما يعاني أبناؤه من البطالة؟!
لاحظوا المأساة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في
غزة تحت سيطرة حركة حماس، وهو القطاع الخاضع لأول تجربة حكمٍ للإخوان المسلمين:
ففي أول أيلول/ سبتمبر 2012 بدأت حكومة حماس المقالة بتطبيق قرارها بحجب المواقع
الإباحية ومواقع المخدرات من على شبكة الإنترنت بهدف حماية الشباب الفلسطيني من
الإسقاط والوقوع في الرذيلة وخاصةً الأطفال والمراهقين منهم... وفي اليوم التالي
(2/9/2012) توفي الشاب إيهاب أبو الندى (إبن السبعة عشر ربيعاً) متأثراً بحروقه،
وكان قبلها بأربعة أيامٍ قد أحرق نفسه احتجاجاً على ما بات يعانيه من بطالة بعدما
ضيَّقت عليه شرطة حماس ومنعته من ممارسة عمله كبائعٍ جوَّال لأكياس بطاطا
"الشِبْسي"في شوارع غزة عَقِبَ اضطراره إلى ترك عمله في أحد المطاعم
بسبب الإرهاق حيث كان يمضي 13 ساعة يومياً وهو يجلي الصحون مقابل 30 شيكلاً
(7,5دولار)!
نريد أن نسأل: هل أنَّ الشباب والمراهقين والأطفال
الفلسطينين "عندهم حيْل" أصلاً (من الحَوْل والحُؤُل، أي القدرة على
التحرُّك، فما بالك بالقدرة على الإستمناء!) كيما يشاهدوا الأفلام الإباحية على
شاشة الإنترنت وهم الذين يعيشون في شبه مجاعة ويعانون من نقصٍ في التغذية بسبب
الحصار الذي تسبَّبت به إباحية حماس؟! فسكان قطاع غزة البالغ عددهم 1,5 مليون
نسمة، يعيش 25% منهم تحت خط الفقر، كما أنَّ 75% من الغزَّاويين معرَّضون للموت
جوعاً لولا ما تقدِّمه لهم هيئات الإغاثة الإنسانية من مساعدات بالكاد تَسُدُّ
رَمَقَهم، وكلُّ ذلك نتيجة مقاولات حماس في بازار المقاومة والممانعة كرافعةٍ
أوصلتها إلى السلطة وأوقعت بالتالي قطاع غزة تحت جحيم الدمار والحصار والذل
والهوان ! بيد أنَّ السؤال الأهم الذي علينا أن نسأله: هل أنَّ روح العصر قد بلغت
مداها في قطاع غزة كيما تصل خدمات الإنترنت إلى الخيم التي ما يزال يعيش فيها إلى
الآن نحو ربع مليون بني آدم من سكان غزة المشرَّدين بلا مأوى، أولئك الذين دُمِّرت
بيوتهم (أكثر من 20 ألف وحدة سكنية) بعدما استدرجَت حركةُ حماس إسرائيلَ لشن
عدوانٍ في أواخر عام 2008 والمسمى إسرائيلياً بعملية "الرصاص المصبوب"،
في وقتٍ تقوم حماس بتوزيع شققٍ سكنية جديدة على أتباعها فحسب! وسؤالٌ يجرُّ
سؤالاً: من ذا الذي بإمكانه استعمال الإنترنت (إن استطاع مادياً) وقطاعُ غزة كلُّه
غارقٌ في ظلامٍ دامس نتيجة الحصار المفروض عليه، اللهم ما عدا الأحياء التي يقطنها
مسؤولو حماس؟!
الخليفة
أبو العبد.. زعيم الهَلُمَّة!
وحدَه رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية (وباقي
هَلُمَّة حماس) "عنده حيل" لممارسة الإباحية ضد شعب غزة المسكين.. فأبو
العبد (كما ينادونه إخوانجية حماس) أو الخليفة المحاصَر (كما يلقِّبه إخوانجية
مصر) أو "زعيم الأمة" (كما يطلق عليه أنصاره المقرَّبون في معرض ترشيحهم
له كرئيسٍ للدولة الفلسطينية) "عنده حيل" للزواج للمرة الثانية..
وانطلاقاً من هذه النقطة سنقدِّم إليكم، وبسرعة، أفلام "حكومة أبو العبد
إخوان" الإباحية:
فحينما أراد إسماعيل هنية الزواج للمرة الأولى قبل 32
عاماً (عام 1980)، وكان حينها في السابعة عشر من العمر (مواليد 1963)، لم يكن
"عنده حيل" مادياً للزواج، وهذا ليس كلام إشاعات أو محض تأويلات، وإنما
هو كلام زوجه الأولى الحاجَّة آمال محمد هنية، التي هي في الوقت عينه إبنة عمه،
حينما أدلت لأول مرة بحديثٍ صحافي للصحافية الفلسطينية خضرة حمدان، مع الإشارة إلى
أنَّ هذه المقابلة قد تمَّت في أواخر كانون الثاني/ يناير 2009، أي عقب انتهاء
عملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على غزة.. ويهمُّنا أن نركز على ما
كشفته آمال هنية (أُم عبد السلام) في تلك المقابلة من أنَّ إسماعيل هنية وكنتيجةٍ
لوفاة والده وهو صغير، لم يكن باستطاعته الإقدام على الزواج أو إكمال تعليمه الجامعي،
وأنَّ والدها (العامل في مجال صيد السمك) هو الذي زوَّجه بها واشترى جهازها وابتاع
لها المصاغ وأثَّث لهما منزل الزوجية (أي قدَّمها له على طبقٍ من ذهب، كده
بَلُّوشي) وتكفَّل بتمويل دراسته الجامعية حتى نال درجة البكالوريوس في اللغة
العربية بدرجة جيد جداً.. ثمَّ تروي أم العبد حادثة أخرى لا تقل دلالةً على مدى
الفقر الذي كان يعاني منه بعلها، إذ تقول إنَّ أبو العبد تساءل في الكلمة التي
ألقاها في حفل التخرُّج الجامعي عن مورد الرزق لمئات الخرِّيجين الجامعيين، وكيف
أنَّ إثنين من الحضور (رئيس معهد الأزهر الديني محمد عواد ورئيس الجامعة الإسلامية
محمد صيام) طمأناه فور انتهاء الحفل بأنهما سيعيِّنانه مدرِّساً في الجامعة
الإسلامية.. وبالفعل، تسلَّم إسماعيل هنية وظيفته في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1987،
وكانت الفرحة الكبرى، كما تتابع زوجُه، عندما تسلَّم أول راتب له من عرق جبينه
وكان يومها أقل من 900 شيكل (تعادل حالياً 225 دولاراً) وجاء به إلى المنزل وقال
لها: "آه يا أم العبد، بشو بتحلَمي وشو حابَّة تشتري؟".
إذاً، كان إسماعيل
هنية -كما معظم شباب غزة- فقيراً معدماً، أو كما نقول بالعامية اللبنانية:
"مَشْحُوت مَنْتُوف".. لا بل أكبر دليل على أنَّ إسماعيل هنية هو نتاج
بيئة فقيرة، أو بعبارةٍ أكثر دقة: عقليَّتُه عقليةُ بيئةٍ فقيرة، هو أنه أنجب 13
ولداً!! وانتبهوا، فنحن هنا لا نُعيب على أبو العبد أنه نتاج بيئة فقيرة (مخيَّم
الشاطىء الواقع غرب مدينة غزة وهو أكثر مخيمات غزة فقراً وبؤساً)، فمَنْ منا ليس
نتاج بيئة فقيرة! ولكن ما نريد الإضاءة عليه هو أنَّ عقليَّته هي عقليةُ بيئةٍ أمية
فقيرة، ذلك أنك في الثلاثين سنة الأخيرة ستجد العديد من الفقراء في مجتمعاتنا
(وخاصةً المتعلمين منهم) يعمدون إلى تحديد النسل لإعتباراتٍ عديدة أولها ضيق الحال
وليس آخرها إمتلاكهم نظرةً متقدِّمة للحياة.. بيد أنَّ إسماعيل هنية، كنتاجٍ
لعقلية البيئة الأمية الفقيرة، لم يكترث (وهو الخرِّيج الجامعي) لإستعمال وسائل
تحديد النسل ولا توقَّف ليسأل نفسه من أين لي أن أنفق على 13 ولداً طعاماً وكساءً
وطبابةً وتعليماً وتزوُّجاً، ولا حَسَبَها بالورقة والقلم أنَّ من الأفضل بكثير أن
أُنفق ما أملكه على ولدين أو ثلاثة من أن أوزِّعه على ثلاثة عشر، مع ما يترتَّب
على ذلك من معاناة الأولاد من الحرمان وما يولِّده في نفوسهم من عقد الفقر والنقص
والدونية ويجعلهم مؤهَّلين لأن يمارسوا العدوان على خلق الله في الكِبَر حينما
يُقْبِلون على الحياة بعدوانية المحروم وبتطرُّف الناقم وبشَبَق العين الفارغة
وبنفسية الفجعان الذي لم ير شيئاً في حياته! تلك هي العقلية الإباحية (أو
الإستباحية) موضوع حديثنا.. ولنبدأ بالتالي (وفق معلومات يعرفها سكان غزة عن بكرة
أبيهم وتُسرِّبها مصادر حماس نفسها قبل غيرها من المصادر):
ففي مطلع تشرين الأول/
أكتوبر 2008 (أي قبل ثلاثة أشهر من استدراج حماس للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة
ضمن عملية الرصاص المصبوب) علمت غزة عن بكرة أبيها أنَّ إسماعيل هنية تزوَّج للمرة
الثانية من مراهقة عمرها 17 عاماً وأسكنها في شقة جديدة إشتراها لها في أفخم منطقة
في مدينة غزة (منطقة برج هنادي) ، وهذه المراهقة هي أرملة أحد مقاتلي حماس ويدعى
بلال الغول (قُتل أثناء انقلاب حماس الدموي على السلطة الفلسطينية في حزيران/
يونيو عام 2006).. والمسألة هنا ليست في قيام شخصٍ ما بالزواج ثانيةً بمراهقة في
السابعة عشر، فهذا حلم كل الرجال.. ولا المسألة (مؤقتاً) في أن نسأل إسماعيل هنية:
من أين لك هذا؟.. بل المسألة الآن في أنَّ إسماعيل هنية هو رئيس حكومة قامت
بإنقلابٍ دموي عام 2006 على السلطة الوطنية الفلسطينية بحجة محاربة الفساد، ثم ما
لبثت عام 2007 أن أوقعت قطاع غزة بالكامل (وإلى الآن) تحت وطأة الحصار الإسرائيلي
بحجة المقاومة والممانعة وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر والإسلام هو الحل.. أي
أنَّ المسألة هي في شعاراتٍ فارغة (عند رافعيها أنفسهم)، رَفَعَها وتاجر بها
شلَّةٌ من الفقراء المعدمين، ولدوا ونشأوا في مخيَّمات اللاجئين في قطاع غزة وفي
أحيائه العشوائية، وهمُّهم الأساسي الوصول إلى السلطة للتنعُّم بمغانمها وليس لأي
شيءٍ آخر! إنَّ عام 2008، العام الذي تزوَّج فيه أبو العبد من مراهقة
"لظلوظة"، هو من أقسى أعوام الحصار وطأةً على الشعب الفلسطيني في غزة
حيث أصبح أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر بفعل الإرتفاع الهائل في معدلات البطالة
وخاصةً بين الشباب العازب وتضرُّر القطاعين الزراعي والصناعي ناهيك عن تدني مستوى
الخدمات الطبية والتعليمية والإنقطاع الدائم للمياه والكهرباء.. ثم يأتي إسماعيل
هنية ليتزوَّج ثانيةً وبكل إباحية ليشفي غليله تعويضاً عن سنوات الفقر والحرمان!
وهل كان بإمكانه أن يفعل ذلك أصلاً لولا الشعارات الزائفة التي يرفعها هو وأشباهه وكانت
السبب في وصولهم إلى السلطة وتسبَّبت أول ما تسبَّبت بحرمان الشباب الفلسطيني من
الزواج؟!
الحصار الذهبي
لقد اتَّضح للقاصي
والداني أنَّ أبو العبد وباقي هَلُمَّة حماس كانوا وما يزالون المستفيدين الوحيدين
وبامتياز من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ العام 2007 وحتى لحظة
كتابة هذه السطور، وهو الحصار الذي تسبَّبت به حماس نفسها.. لقد كشف الرئيس
الفلسطيني محمود عباس في 9 أيلول/ سبتمبر 2012 لصحيفة "روز اليوسف"
المصرية عن وجود 800 مليونير في قطاع غزة أفرزتهم تجارة الأنفاق غير الشرعية،
واصفاً هذه الأنفاق بالدجاجة التي تبيض ذهباً لحماس وتموِّل حكمَها للقطاع، الأمر
الذي لم تنفه حماس واعترفت به ضمناً حينما صرَّح أكثر من مسؤول فيها ومن بينهم أحد
مستشاري أبو العبد بأن الرقم (800 مليونير) هو "مبالغة سياسية"، حتى
أنَّ القيادي أحمد يوسف قال: "ربما أُثري البعضُ منها، لكنَّ ما ذُكر من رقم
فيه مبالغة كبيرة"!
ومع ذلك دَعْكَ من
الأنفاق ومن تجارة المخدرات التي تتم عبرها وتغزو الأسواق المصرية، وهي أصلاً وكما
يعلم الجميع آتية من حزب الله في لبنان إلى إسرائيل إلى غزة وصولاً إلى مصر.. ودعك
من الإختلاسات المالية بملايين الدولارات والتي يرتكبها قادة وأطر حماس وإبناؤهم
ويتم التداول بأسمائهم وبالأرقام التي ينهبونها بالتفصيل الممل.. ودعك من فضيحة اختفاء
الأموال التي جمعتها حماس من الشعب الفلسطيني بحجة إنشاء البنك الوطني الإسلامي.. ودعك
من السؤال أن كيف اختفت الأموال والسيارات التي جلبها إلى غزة قبل عدة أعوام
النائب البريطاني الغوغائي جورج غالاوي.. ودعك من أنَّ عدد الموظفين الحكوميين في
قطاع غزة كان يبلغ قبل إنقلاب حماس وسيطرتها على الحكم عام 2007 حوالى 13 ألف
موظف، أما الآن فعددهم 34 ألفاً معظمهم من حماس وأتباعها ومناصريها دون غيرهم من
أبناء الشعب الفلسطيني في غزة!! ودعك من أنَّ حماس ومنذ انقلابها قد سدَّت جميع
منافذ الترفيه والتسلية أمام الشباب الفلسطيني في القطاع فمنعت الحفلات الموسيقية
الراقصة ومنعت حفلات الدبكة وهي تراث شعبي يمتد عبر مئات السنين، ومنعت الشاب من
أن يمسك يد خطيبته في الشارع، وفرضت على أي حفلٍ ثقافي يراد تنظيمه أن يحصل على
ترخيص من قِبَلها بعد تقييمه وفق معاييرها "الدينية"
و"الأخلاقية".. ودعك من جرائم الإغتصاب والدعارة التي يرتكبها قادة وأطر
وعناصر حماس وخاصةً مع نساء متزوجات وتُنشر وقائعها بالأماكن والأسماء والتواريخ..
ودعك من أنَّ حماس قد منعت عام 2010 عرضَ فيلمٍ سينمائي قصير أخرجه المخرج
الفلسطيني خليل المزيِّن بعنوان "ماشو ماتوك" (شيء حلو) سبق وأن شارك في
مهرجان كان السينمائي ويرصد التفاعل بين جنودٍ إسرائيليين وأطفالٍ فلسطينيين
يلعبون كرة القدم في قطاع غزة حين كان محتلاً وتدور أحداثه في سبعينيات القرن
العشرين، وأنَّ سبب المنع هو مشهدٌ مدَّتُه 4 ثوانٍ يتابع خلاله جنودٌ إسرائيليون
بإعجابٍ إمرأةً فلسطينية جميلة تمر من أمامهم وهي سافرة الرأس (غير محجَّبة)، ومن
أنَّ وكيل مساعد وزارة الثقافة الفلسطينية في حكومة حماس مصطفى الصوَّاف قد برَّر
هذا المنع بقوله: "الفتاة كانت تتمايل وتضحك للجنود الإسرائيليين، وهذا غير
لائق. النساء الفلسطينيات لا يفعلن ذلك".. ثم يتابع قائلاً: "ما يخالف
القيم يجب أن يكون لنا موقفٌ منه لأننا نريد أن نحافظ على موروث المجتمع"..
دعونا من محاضرات حماس
في العفَّة ودعونا من أنَّ الفلسطينيين قد باتوا يشبِّهون أنفسَهم تحت حكمها
بالهنود الحمر.. فقط ندعوكم لتنظروا إلى قيام أبو العبد مطلع عام 2010 بشراء قطعة
أرض في غزة بقيمة 4ملايين من الدولارات وقيامه بتسجيلها بإسم إبنه الأكبر عبد
السلام، وتقع الأرض تحديداً في منطقة الرمل في شارع عمر المختار مقابل محل
"كاظم" للبوظة (أي الجيلاتي)! ولعلكم تذكرون عبد السلام هنية هذا (الإبن
الأكبر لإسماعيل هنية)، وقد تمَّ ضبطه قبل عدة أعوامٍ على معبر رفح قادماً من
الخارج وبحوزته مبلغ كبير من المال قُدِّر بملايين متلتلة من الدولارات برَّرها هو
بأنها مساعدات للشعب الفلسطيني قام بجمعها من الدول العربية والإسلامية.. والسؤال
الآن: من أين لإسماعيل هنية أن يشتري شقة جديدة في برج هنادي لعروسه المراهقة؟!
ومن أين له أن يشتري البيوت المحيطة بمنزله في مخيم الشاطىء؟! ومن أين له أن يشتري
قطعة الأرض السالفة الذكر بـ4 ملايين من الدولارات ويسجلها بإسم إبنه لا بإسم
حماس؟! ومن أين لإبنه عبد السلام أن يشتري مخبزاً ضخماً في مخيم الشاطىء بمبلغٍ
قُدِّر بمئات الآلاف من الدولارات؟!
وليت الأمر يقتصر على المال، بل يتعدَّاه إلى علاقاتٍ
غاية في الودية مع العدو الصهيوني.. ففي 7/ 8/ 2012 ذكرت صحيفة "يديعوت
أحرنوت" أنَّ شقيقة إسماعيل هنية (سهيلة عبد السلام أحمد هنية) دخلت إسرائيل
بصحبة بعلها، الذي تلقى علاجاً عاجلاً في مستشفى بيلنسون في مدينة بتاح تكيفا قبل
أربعة أشهر بعد معاناته من مشاكل خطيرة في القلب تعذَّر علاجها في أي مستشفى في
قطاع غزة، وقد دخلا إسرائيل عبر معبر إيرتز ومكثا فيها نحو أسبوع.. وقد لفت
انتباهنا أنَّ هذا الخبر السري قد تمَّ نشره في تلك الصحيفة الإسرائيلية (مسرَّباً
من قبل الموساد طبعاً) عقب التصريح الذي أدلى به إسماعيل هنية والذي اتهم فيه
إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم الذي شنَّه إرهابيون على نقاطٍ أمنية مصرية في سيناء
وأسفر عن مقتل 16 من الجنود والضباط المصريين.. (أي كما لو أنَّ الإسرائيليين يقولون لإسماعيل
هنية: إخرس يا أبو العبد واقعد ساكت، إحنا دافنينه سوا)..
بين أبو العبد وإيهاب أبو الندى
إنَّ قيام المراهق
الفلسطيني إيهاب أبو الندى بإحراق نفسه في 29 آب/ أغسطس 2012 إحتجاجاً على البطالة
قد أثار أمامنا جملة مفارقات بالغة في دلالاتها وصارخة في معانيها:
المفارقة الأولى، أنَّ
كلاً من إسماعيل هنية وإيهاب أبو الندى هو من مخيم الشاطىء.. وكلٌّ منهما ولد
وترعرع فيه فقيراً.. وكلٌّ منهما وجد نفسه في سن المراهقة مسؤولاً عن إعالة ثمانية
أفراد: ثماني شقيقات لأبو العبد وستة أشقاء وشقيقات لإيهاب بالإضافة إلى والديه..
المفارقة الثانية،
أنَّ إسماعيل هنية وإيهاب أبو الندى حينما بلغ كلٌّ منهما سن السابعة عشرة لم يكن
باستطاعتهما إكمال تعليمهما المدرسي أو الجامعي بسبب الفقر، وبالتالي لم يكن
باستطاعتهما الإقدام على الزواج..
المفارقة الثالثة، وهي
مخيفة جداً، أنَّ أبو العبد (مع بلوغه سن السابعة عشرة) قد وجد من يُعِينه، ألا
وهو عمُّه شقيقُ والده، الذي زوَّجه بإبنته ووفَّر له بيتاً وتكفَّل بمصاريف
تعليمه المدرسي ثم الجامعي، ثمَّ وجد من يؤمِّن له الوظيفة لاحقاً فور تخرُّجه،
وكل ذلك حصل في ظل الإحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.. أما إيهاب أبو الندى فإنَّ كل
مأساته قد حصلت في ظل وجود أبو العبد نفسه في الحكم وبسبب وجود أبو العبد نفسه في
الحكم!!
المفارقة الرابعة، أن
أبو العبد وهو في الحكم بات يملك القدرة على الزواج ثانية ويملك العديد من المنازل
في مخيم الشاطىء وخارجه ويملك 4 ملايين من الدولارات ليشتري بها أرضاً، ويتبجَّح
بالقول: "بصفتي رئيساً للوزراء أتشرَّف بالعيش في مخيم الشاطىء للاجئين"..
أما المنزل الذي يعيش فيه إيهاب أبو الندى مع أسرته فلا يوجد فيه ثلاجة ولا غسالة
وسقفه من ألواح الإسبست (الشبيهة بألواح الزنك)، لا بل لا يوجد مع إيهاب هاتف
محمول، فهو عندما قرَّر الإنتحار إتصل بوالدته من الهاتف المحمول الذي تملكه
جارتهم وقال لوالدته: "بدّي أودعك يا أمي، أنا راحل من الدنيا، دوَّرت على
شغل وما لقيت"..
المفارقة الخامسة ، أنَّ
إسماعيل هنية (عندما كان مراهقاً في السابعة عشرة) كانت فرص العمل في إسرائيل
متاحة أمام سكان غزة.. أما الآن فإنَّ حماس وفي ظل الحصار الذي تسبَّبت فيه، تمنع
مراهقاً في سن إيهاب من العمل كبائعٍ جوال في شوارع غزة نفسها! والأنكى أنَّ زمرة
أبو العبد قد روَّجت إشاعات بأنَّ شجاراً نشب بين إيهاب ووالده ما دفعه لحرق
نفسه!!
المفارقة السادسة،
أنَّ إيهاب أبو الندى قد أحرق نفسه أمام مستشفى الشفاء بالقرب من ثلاجات الموتى..
إنَّ هذا المستشفى (مستشفى الشفاء) هو نفسه المستشفى الذي اختبأ فيه إسماعيل هنية
وباقي قادة حماس مع عوائلهم نساءً وأولاداً وأطفالاً أثناء عملية الرصاص المصبوب،
تاركين الطفل إيهاب أبو الندى (الذي كان يبلغ من العمر حينها 13 عاماً) وباقي
أطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة في العراء تحت نيران القصف والإبادة!!
تلك مجرَّد عيِّنة من
أفلام حماس الإباحية.. نسخة طبق الأصل عن أفلام البورنو الإسلامجية.. السنِّية
والشيعية!
الحديث التالي:
الحديث السابق:
(نُشر هذا الموضوع في
مجلة "الشراع" اللبنانية في 24 أيلول/ سبتمبر 2012، العدد رقم 1562).
شاهد في الأسفل صور الجميلة إيما ماي (Emma Mae)
شاهد في الأسفل صور الجميلة إيما ماي (Emma Mae)
ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي..
أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
فهرس دراسة في اللغة
والموسيقى:
"لهذه الأسباب
اللهجة المصرية محبوبة"
(قيد
الطبع)
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من
على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق