الصفحة الرئيسة

2012/12/30

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي- وقفة مع تربية الإخوان المسلمين!

ما أن وصل الرئيس الإخواني محمد مرسي إلى سدة رئاسة الجمهورية في مصر في 30 حزيران/ يونيو 2012 حتى راح الإخوان المسلمون يفاخرون بكل الشخصيات الإخوانية التي تسنَّمت مناصب متنوعة في الحكم، فيقولون: فلان الفلاني أو علّان العلّاني هو نتاج تربية الإخوان المسلمين، قاصدين بذلك طبعاً أنَّ تنظيم الإخوان يربّي قياداته وأطره وعناصره تربيةً صالحة وأنَّ ذلك سينعكس إيجاباً بطبيعة الحال على أسلوب إدارتهم للبلاد.. فماذا عن تربية الإخوان الصالحة تلك؟!

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا


بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي
وقفة مع تربية الإخوان المسلمين!

المتحدِّث الإعلامي بإسم الإخوان المسلمين محمود غزلان



حسين احمد صبرا
ما أن وصل الرئيس الإخواني محمد مرسي إلى سدة رئاسة الجمهورية في مصر في 30 حزيران/ يونيو 2012 حتى راح الإخوان المسلمون يفاخرون بكل الشخصيات الإخوانية التي تسنَّمت مناصب متنوعة في الحكم، فيقولون: فلان الفلاني أو علّان العلّاني هو نتاج تربية الإخوان المسلمين، قاصدين بذلك طبعاً أنَّ تنظيم الإخوان يربّي قياداته وأطره وعناصره تربيةً صالحة وأنَّ ذلك سينعكس إيجاباً بطبيعة الحال على أسلوب إدارتهم للبلاد.. فماذا عن تربية الإخوان الصالحة تلك؟!
بدايةً، إليكم محمود غزلان، الذي هو حالياً عضو مكتب الإرشاد التابع لجماعة الإخوان (وبمعنى آخر عضو المكتب السياسي)، والمتحدِّث الإعلامي بإسم الجماعة، وهو صهر نائب المرشد خيرت الشاطر (بعل شقيقته)، وسبق أن شغل منصب الأمين العام للجماعة أواخر تسعينيات القرن الماضي.. وهو دكتور، وقد حصل على شهادة الدكترة في الزراعة، ويعمل أستاذاً في كلية الزراعة في جامعة الزقازيق.. حسناً، ولكن ما الذي يعنينا من أمر محمود غزلان هذا؟!
في أواخر كانون الثاني/ يناير 2012 أدلى محمود غزلان بحديثٍ إلى وكالة الأنباء الألمانية قال فيه: "لو دخل مسلمٌ بيتَ مسلمٍ ووجد عنده زجاجة خمرٍ وكسرها فهذا أمرٌ جيد. أما لو دخل مسلمٌ بيتَ مسيحي ووجد عنده زجاجة خمرٍ وكسرها فالمفروض أن يعاقَب وأن يعوِّضه عن ثمنها فوراً".. أي أنَّ فضيلتَه مُفْتٍ! فبماذا يفتي دكتور الزراعة هذا؟!
إنه يفتي بانتهاك حرمة البيوت وبالتعدّي على ممتلكات الآخرين في عقر دارهم وبإيقاع الفتنة والعداوة والبغضاء بين الناس وبالأخص بين الأهل والأقارب والأصحاب والجيران والمجتمع المصري برمَّته.. ولاحظوا أنَّ هذه الفتوى ملطَّفة ومهذَّبة، ذلك أنها موجَّهة لمخاطبة الرأي العام الغربي، فالحديث هو من ناحية أولى مع وكالة الأنباء الألمانية وهي وكالة أوروبية حصراً وليست ذات طابع عالمي، على عكس حال بعض الوكالات الغربية ذات الصيت الذائع عالمياً، تلك التي تستقي الصحافة العربية اليومية معظم الأخبار منها.. ومن ناحية ثانية، فإنَّ في هذه الفتوى دَرْءُ شُبهةٍ عن الإخوان في ما يتعلَّق بعلاقتهم مع الأقباط بعد وصولهم إلى الحكم في مصر، حيث أنَّ القيادي الإخواني محمود غزلان يريد أن يوصل رسالةً إلى العالم الغربي مفادها أنَّ الإخوان هم على درجة من الإعتدال والتسامح إلى درجة أنهم لن يمارسوا الإرهاب الديني مع أقباط مصر بدليل هذه الفتوى "المتسامحة" معهم والتي تحرِّم كسر زجاجات الخمر الموجودة في بيوتهم، وبمعنى آخر تحريم انتهاك حرمة بيوت المسيحيين المصريين..
عظيم جداً.. فتحريم انتهاك حرمة بيوت المسيحيين أمر في غاية الأهمية، ولكن ماذا عن تحليل انتهاك حرمة بيوت المسلمين؟! فإذا كان الإخوان المسلمون يريدون تلميع صورتهم أمام الرأي العام الغربي وإظهار أنفسهم بأنهم معتدلون ومتسامحون وليسوا متطرفين ولا إرهابيين، إذ بهم يحرِّمون انتهاك حرمة بيوت المسيحيين وفي الوقت نفسه يحلِّلون انتهاك حرمة بيوت المسلمين! أي أنَّ محمود غزلان جاء ليكحِّلها فعماها، مبدياً في الوقت عينه قمة التطرف وقمة الإستخفاف بالمجتمع الذي يعيش فيه والذي يحكمه الآن، مع التذكير بأنَّ غزلان هذا هو متحدِّث إعلامي بإسم الحزب الحاكم! ولنناقش هذا الأمر ببساطة:
أولاً، إذا ما المسلمُ دخلَ بيتَ المسلم ضيفاً فإذا ما وجد زجاجة خمرٍ كسرها، فإنَّ حزب الإخوان المسلمين الحاكم سيعتبر ذلك أمراً جيداً، أي يشجِّع على ذلك، وسيمنع معاقبة الضيف المعتدي بل وسيدافع عنه، وفي الوقت ذاته سيشهِّر بالمسلم المضيف ويعتبره هو المدان!
ثانياً، فتوى القيادي الإخواني تشمل الخمر، ولكن ماذا لو دخل المسلمُ بيتَ المسلم ضيفاً فوجد فيه حشيشةً أو أيَّ نوعٍ من أنواع المخدرات؟! أوليست جماعة الإخوان المسلمين الآن هي الحزب الحاكم في مصر؟! أولم يسمع الحكام الجدد هؤلاء بأنَّ آفة المجتمع المصري الذي باتوا يحكمونه الآن هي الحشيشة والمخدرات ومنذ عقودٍ طويلة من الزمن وليست الخمرة؟! فماذا هم فاعلون تجاه هذه الآفة غير الصمت المطبق والتجاهل التام والتعامي عنها وكأنَّا بهم يحلِّلونها وهي التي تفتك بالمجتمع المصري فتكاً وتقضُّ مضاجعه وتزلزل بنيانه وليست الخمرة؟!
ثالثاً، ها أنَّ حزب الإخوان الحاكم في مصر الآن يفتح المجال واسعاً أمام انتهاك حرمة بيوت المسلمين وفرض الرأي على الآخرين بالقوة والقهر والقمع والإرهاب قد تصل عواقبها والنتائج المترتبة عليها إلى حد سفك الدماء! فإذا ما كان مسلمٌ ما، يرى أنَّ الخمر حرامٌ، ودخل ضيفاً بيتَ مسلمٍ آخر فوجد زجاجة خمرٍ فكسرها، فماذا لو أنَّ مسلماً ما، يرى أنَّ الموسيقى حرامٌ ونعيقَ الغربان حلالٌ، دخل ضيفاً بيتَ مسلمٍ آخر فوجد شريط كاسيت لأغاني أم كلثوم أو عبد الوهاب أو عبد الحليم أو فريد الأطرش أو ميريام فارس أو عمرو دياب أو شاكيرا أو الليدي غاغا فكسره؟! وماذا لو وجد لوحةً زيتية لإمرأةٍ عارية فمزَّقها؟! وماذا لو رأى زوجَ المضيف أو بناتَه سافراتٍ بدون حجابٍ فنتف شعرهنَّ وراح يضربهنَّ ويشتمهنَّ ويقول لهنَّ: يا سافرات، يا فاجرات، يا فاسقات؟! والأمثلة لا تنتهي...
لقد علَّمنا الله في الإسلام، كما في كلِّ أديانه السماوية، كيفية احترام حرمة بيوت الآخرين، قائلاً في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا لا تَدخلوا بيوتاً غيرَ بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلِّموا على أهلها، ذلكم خيرٌ لكم لعلَّكم تَذَكَّرون* فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يُؤذَنَ لكم، وإن قيل لكُمُ ارجِعوا فارجِعوا، هو أزكى لكم، والله بما تعملون عليم* (سورة النور، الآيتان 27 و28).. تلك هي تربية الإسلام، أما تربية الإخوان المسلمين وباقي الإسلامجية السنَّة والشيعة فلا علاقة لها بالإسلام لا من قريبٍ ولا من بعيد.. فكيف لإنسانٍ مسلمٍ إذا ما أراد دخول بيتٍ غير بيته أن يستأنس (أي يقرع الباب أو ينده على مَنْ في الداخل ليعرف ما إذا كان من إنسانٍ داخل البيت)، ثم يلقي التحية على أصحاب البيت، ثم لا يدخل إلا بإذنٍ منهم، كيف له بعدها أن يقوم بانتهاك حرمة هذا البيت وبأبشع الصور وأحقرها؟!! ونِعْمَ التربية!!
وبالمناسبة، فإنَّ الشعب المصري، وخاصةً منذ الخامس من كانون الأول/ ديسمبر 2012، قد رأى بأمِّ العين ولمسَ لمسَ اليد نموذجاً من تربية الإخوان المسلمين، وهو ما سنتحدَّث عنه لاحقاً..

الحديث التالي:
الحديث السابق:



ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
فهرس دراسة في اللغة والموسيقى:
"لهذه الأسباب اللهجة المصرية محبوبة"
(قيد الطبع)
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق