الصفحة الرئيسة

2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 17/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (17)/ عرب الأحواز هم الذين ساعدوا الخميني في الوصول إلى السلطة بعدما وعدهم بإعطائهم حقوقهم!



لولا عرب الأحواز لما استطاعت ثورة الشعوب الإيرانية أن تطيح بالشاه عام 1979  بالسهولة التي جرت، والفضل في ذلك يعود إلى أنَّ النفط العربي المنهوب من الأحواز كان وما يزال العمادَ الأساسي والوحيد للإقتصاد الإيراني.. لقد قرَّر عرب الأحواز أن يثوروا (ترافقاً مع ثورة الشعوب الإيرانية) فسيطروا على المنشآت الإقتصادية الكبرى على مختلف أنواعها، تلك الموجودة في أرضهم السليبة الأحواز، وعلى رأسها آبار النفط ومصانع التكرير ولا سيما تلك التي في عَبَدان والمحمَّرة (خورمشهر)، وأقفلوا كل الموانىء الأحوازية التي يتم تصدير النفط العربي المنهوب منها.. وبذا حَرَمَ عربُ الأحواز نظامَ الشاه من مصدر التمويل الوحيد الذي كان يتموَّل منه، وهذا ما أدَّى إلى انهياره بسرعة.


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (17)
عرب الأحواز هم الذين ساعدوا الخميني
في الوصول إلى السلطة
بعدما وعدهم بإعطائهم حقوقهم!


حسين احمد صبرا
لولا عرب الأحواز لما استطاعت ثورة الشعوب الإيرانية أن تطيح بالشاه عام 1979 بالسهولة التي جرت، والفضل في ذلك يعود إلى أنَّ النفط العربي المنهوب من الأحواز كان وما يزال العمادَ الأساسي والوحيد للإقتصاد الإيراني.. لقد قرَّر عرب الأحواز أن يثوروا (ترافقاً مع ثورة الشعوب الإيرانية) فسيطروا على المنشآت الإقتصادية الكبرى على مختلف أنواعها، تلك الموجودة في أرضهم السليبة الأحواز، وعلى رأسها آبار النفط ومصانع التكرير ولا سيما تلك التي في عَبَدان والمحمَّرة (خورمشهر)، وأقفلوا كل الموانىء الأحوازية التي يتم تصدير النفط العربي المنهوب منها.. وبذا حَرَمَ عربُ الأحواز نظامَ الشاه من مصدر التمويل الوحيد الذي كان يتموَّل منه، وهذا ما أدَّى إلى انهياره بسرعة.
الآن انتصرت الثورة (9 شباط/ فبراير 1979) وذهبت الشاهنشاهية أدراج الرياح.. وفجأةً، جاء الخميني وسطا على هذه الثورة "على بارد المستريح"، وكان عربُ الأحواز المعينَ الأساسي له في ذلك.. كيف؟!
في الأسابيع الأولى التي أعقبت انتصار الثورة استبشرَ عربُ الأحواز خيراً بالنظام الجديد وظنُّوا واهمين بأنها فرصتهم للتحرر، وخاصةً أنَّ الخميني هذا– حينما كان ما يزال لاجئاً في العراق –كان قد أقنع عربَ الأحواز مع اندلاع الثورة ضد الشاه عام 1977 بضرورة المشاركة فيها وذلك بأن وعدهم بأنه وفي حال نجحت الثورة في الإطاحة بالشاه ووقفوا إلى جانبه في وصوله إلى السلطة فسوف يرفع الظلم عنهم ويعيد إليهم حقوقَهم المغتصَبة.. وبناءً على هذا الوعد ناصَرَ عربُ الأحواز الخمينيَّ وساهموا مع الشعوب الإيرانية المساهمة الأكبر والأهم في إسقاط حكم الشاه وفي فتح الطريق أمام الخميني للوصول إلى السلطة، وقام زعيمهم الروحي آية الله العظمى الإمام شُبَيْر الخاقاني (محمد طاهر آل شبير الخاقاني، وهو أحد أساتذة الخميني في الحوزات الدينية) بإصدار فتوى في بدايات الثورة ضد الشاه بتحريم العمل في مصافي النفط، ما أدى إلى انهيار نظام الشاه بسرعة أذهلت الجميع.. والآن وقد انتصرت الثورة وبات الخميني على رأس السلطة ويَعِدُ في غير مناسَبةٍ كلَّ القوميات غير الفارسية بإعطائها حقوقها القومية والوطنية والمذهبية، قام عربُ الأحواز باستغلال الفرصة فأنشاؤا مؤسسات المجتمع المدني الضرورية وفي طليعتها إنشاء العديد من المراكز الثقافية في مختلف المدن الأحوازية: في مدينة الأحواز (العاصمة) وفي عَبَدان والمحمَّرة والفلاحية والخفاجية ومعشور وغيرها من المدن والقرى العربية.. وتشكَّل وفدٌ عربي أحوازي تألَّف من 30 عضواً (ضمَّ سياسيين ومثقفين وأعياناً ورجالَ دين) قام بمقابلة الخميني في 30 نيسان/ إبريل عام 1979 (أي بعد أقل من ثلاثة أشهر على انتصار الثورة) طارحاً أمامه مطالب الشعب العربي الأحوازي، وفحواها ما يلي:
محو بعض آثار العنصرية الفارسية والظلم الفادح الذي تعرضوا له على يد النظام البهلوي البائد على مدى 54عاماً من الإستعمار (حتى تاريخه) وذلك بأن يُصار إلى الإعتراف بالعرب الأحوازيين كقومية من ضمن باقي القوميات التي تتشكَّل منها إيران، وبأنَّ من حقِّهم بالتالي الحصول على حكمٍ ذاتي ليتولُّوا بأنفسهم إدارة شؤونهم الداخلية بما لا يتعارض مع سياسة النظام الجديد الداخلية منها أو الخارجية أو العسكرية، على أمل أن يتسنَّى لهم من خلال الحكم الذاتي إعادة الإعتبار في المقام الأول إلى لغتهم العربية بجعلها اللغة الرسمية في إقليمهم والمساهمة في نشرها عن طريق تدريسها إلزامياً للمواطنين العرب في المدارس الأحوازية (إلى جانب اللغة الفارسية)، وبإنشاء جامعة عربية في الأحواز تتيح للعرب إكمال دراساتهم العليا في إقليمهم، وبإعادة الأسماء العربية التاريخية للمدن والقرى والأحياء والشوارع الأحوازية عِوَضَ الأسماء الفارسية التي فرضها النظام البهلوي البائد، وبحرية النشر وإنشاء الصحف والوسائل الإعلامية باللغة العربية، وبأحقيَّة عرب الأحواز في الحصول على الوظائف الحكومية في إقليمهم أسوةً بالمستوطنين الفرس وبحقهم في الدخول في القوات المسلحة الإيرانية وفي قوات الشرطة المحلية، وبحقهم في إنشاء محاكم عربية تَحْكُم وفق القوانين التي يقرُّها النظام الإسلامي الجديد، وبإعادة الأراضي إلى الفلاحين العرب (تلك التي سلبها الشاه وأعطاها للفرس)، وتخصيص جزءٍ من الموارد النفطية (التي هي أحوازية أصلاً) لإعادة إعمار الأحواز.
الوفد العربي الأحوازي الذي ترأسه الزعيمُ الروحي للعرب الأحوازيين آية الله العظمى الإمام محمد طاهر آل شبير الخاقاني، بالإضافة إلى زعيمهم السياسي البطل المظلوم شُبَيْل الطَرْفي، لم ينسَ أن يذكِّر الخميني بوعده لهم (حينما كان ما يزال لاجئاً في العراق عام 1977)بتحقيق مطالبهم إذا ما شاركوا في الثورة ووقفوا إلى جانبه إذا ما وصل إلى السلطة.. كما لم ينسَ وفدُ عرب الأحواز أن يشكو إلى الخميني من تجاوزات اللجان الثورية(الفارسية) ضد العرب والتي جعلتهم يترحَّمون على زمن الشاه المخلوع.
الوفد، الذي صرَّح أحد أعضائه في أعقاب اللقاء مع الخميني، بأنَّه "لقي استقبالاً جيداً"، باعَهُ الخميني من بضاعته بأن راح هو أيضاً يشكو من تجاوزات اللجان الثورية في عموم إيران.. مع التذكير بأنَّ هذه اللجان الثورية، التي لم تكن سوى عبارة عن عصابات من عتاة المجرمين والعنصريين الفرس والتي تحوَّلت لاحقاً إلى ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني، هي التي اعتمد عليها الخميني اعتماداً كلياً في إرساء دعائم نظامه وفي البطش والتنكيل بمعارضيه وبإبادتهم ومَسْحِهِم من الوجود.
وفي الحديث المقبل سنرى كيف "أوفى" الخميني بوعده الذي سبق وأن قطعه أمام عرب الأحواز قبل وصوله إلى السلطة بتحقيق مطالبهم المشروعة!!

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر  2011، العدد رقم 1518).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق