الصفحة الرئيسة

2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 15/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (15)/ المقاومة العربية الأحوازية ضد الإستعمار العنصري الفارسي



لقد تمكَّن شاه إيران رضا بهلوي (والد الشاه المخلوع محمد بهلوي) من احتلال أرض الأحواز العربية في 20 نيسان/ إبريل عام 1925 بعد كمينٍ نصبه البريطانيون لحاكم الأحواز الشيخ خزعل الكعـبي حينما أوهموه بنيَّتهم عقد مصالحة بينه وبين شاه إيران في عرض الخليج العربي على متن يختٍ يملكه الشيخ خزعل في وقتْ كان شاه إيران آنذاك يمارس سياسة القضم التدريجي للمناطق الأحوازية ويضمها إلى بلاد الفرس..

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (15)
المقاومة العربية الأحوازية
ضد الإستعمار العنصري الفارسي



حسين احمد صبرا
لقد تمكَّن شاه إيران رضا بهلوي (والد الشاه المخلوع محمد بهلوي) من احتلال أرض الأحواز العربية في 20 نيسان/ إبريل عام 1925 بعد كمينٍ نصبه البريطانيون لحاكم الأحواز الشيخ خزعل الكعـبي حينما أوهموه بنيَّتهم عقد مصالحة بينه وبين شاه إيران في عرض الخليج العربي على متن يختٍ يملكه الشيخ خزعل في وقتْ كان شاه إيران آنذاك يمارس سياسة القضم التدريجي للمناطق الأحوازية ويضمها إلى بلاد الفرس.. لقد سهَّل البريطانيون لشاه إيران اعتقال الشيخ خزعل من على متن هذا اليخت، وقد اقتاده الشاه إلى طهران حيث قام بسجنه (إلى أن توفي مسموماً عام 1936).. وعقب هذا الإعتقال قام رضا بهلوي بغزوٍ كامل لأرض الأحواز العربية ليضمَّها إلى بلاد فارس.
والشيخ خزعل بن جابر الكعبي هو من قبيلة بني كعب بن عامر بن صعصة من قيس عيلان العدنانية، وقد كان في ذلك الحين من أقوى الحكام العرب، وقد سبق له أن اتَّفق عام 1909 مع أمـير الكويت الشيخ مبارك الصباح ووالي البصرة طالب النقيب على التحضير لتشكيل كيان سياسي فدرالي موحَّد بين العراق والكويت والأحواز، إلا أنَّ اندلاع الحرب العالمية الأولى وما أسفرت عنه من سيطرة بريطانية مطلقة على منطقة الخليج برمَّته وتقسيمها قد حالت دون ذلك.. ولو قدِّر لهذا المشروع الوحدوي أن يرى النور لكان هذا الكيان العربي الفدرالي (العراق والكويت والأحواز) أقوى وأهم وأغـنى دولة عربية وشرق أوسطية على الإطلاق ومن أهم الدول الإستراتيجية في العالم.
لم تكد تمضي ثلاثة أشهر على اعتقال الشيخ خزعل الكعـبي واحتلال الأحواز حتى اندلعت الثورة الأحوازية الأولى في 22 تموز/ يوليو عام 1925والتي سمِّيت بإسم "ثورة الغلمان"، حيث قام جنود الشيخ خزعل الكعبي وحرسه الخاص بثورة مسلَّحة رداً على أسر حاكم الأحواز وأميرها، وقد سيطر الثوار على مدينة المحمَّرة (خورمشهر) لعدة أيام ودمروا الثكنات العسكرية الفارسية فيها، وفر معظم الجنود الفرس إلى الكويت، لكن الشاه رضا بهلوي سرعان ما قضى على هذه الثورة.. لكن وفي العام نفسه عاد الثوار وتجمَّعوا في جزيرة "شلحة" في شط العرب بهدف الهجوم على الأحواز وتحريرها من الغاصب الفارسي، إلا أنَّ القوات البريطانية هاجمت هذا التجمُّع وقضت عليه بطلب من شاه إيران.. وما هي إلا أشهر حتى قامت إنتفاضة شعبية مسلَّحة في مدينة المحمَّرة بقيادة الشيخ عبد المحسن الخاقاني ما لبثت أن توسَّعت لتشمل مدن الأحواز الأخرى مطالبةً بإرجاع الشيخ خزعل.. إلا أنَّ عدم التكافؤ في القوة العسكرية أدى إلى إخمادها من قبل جيوش الفرس.
وفي عام 1928 اندلعت ثورة في الحويزة (دشت ميشان) بقيادة محيي الدين الزئبق (رئيس عشائر الشرفة) وقد نجح في تشكيل حكومة في الحويزة دامت لـ 6 أشهر.. لكن جيش الفرس حاصر المدينة ونجح في اقتحامها.
وفي عام 1936 حدثت الإنتفاضة لبني طرف (من قبيلة طي العربية) في مدينة الخفاجية (سوسنكرد)، فَقَمَعَها المستعمرُ الفارسي بوحشية وتمَّ أسر العديد من الرموز الوطنية وأَعدم 16 من قادتهم وذلك بأنْ قام بدفنهم وهم أحياء على مرأى من المواطنين العرب.
وفي عام 1940 قامت انتفاضة شعبية عارمة تصدَّرتها عشيرة كعب الدبيس بزعامة الشيخ حيدر بن طلال الكعبي في منطقة "الميناو" على ضفاف نهر الدبيس، وقد نجح المنتفضون في طرد الجنود الفرس من ثكناتهم العسكرية في تلك المنطقة والسيطرة عليها، إلى أن تمكَّن الفرس من القضاء على الثوار العرب وقد قاموا بإعدام قادتهم في قلعة "سهر الشهداء".
وفي عام 1943 اندلعت "إنتفاضة الغجرية" بزعامة الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل الكعبي، الذي اتفق مع بعض رؤساء العشائر الأحوازية على إعلان الإنتفاضة المسلَّحة الشاملة، وقد نجح الثوار العرب في قتل العديد من الجنود والضباط الفرس.. إلا أنَّ الشاه تمكَّن من إخماد انتفاضتهم بسبب عدم وفاء بعض والعشائر بوعدها بالمشاركة في هذه الإنتفاضة.
وفي عام 1944 اتفق الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل الكعبي مع العشائر العربية على القيام بإنتفاضة مسلَّحة أخرى وقد بدأها فعلاً في منطقة "الغيلية"، إلا أنَّ هذه الإنتفاضة لم يُكتب لها النجاح بسبب قلة الخبرة التنظيمة من ناحية، ونجاح الفرس في تجنيد العديد من العملاء الذين اندسوا في صفوف المنتفضين.
في الحديث المقبل نتابع مع ثورات وانتفاضات عرب الأحواز ضد الإستعمار الفارسي زمن الشاهنشاهية.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، العدد رقم 1516).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق