الصفحة الرئيسة

2013/01/18

كتاب "بعد الإستئذان.. حديث عن الجنس والإنسان"/ معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه (1 من 3)- حول قانون "لا النافية للسكس" في مجلس النواب اللبناني!

يتهيأ لمن يسمع عن "إغتصاب" البعل لزوجه وكأنَّ الأمر يدور حول قيام البعل فجأةً بالتهجَّم على زوجه وطَرْحِها أرضاً لينال وَطْرَه منها عنوةً، فيما هي تصرخ وتستنجد: "إلحقوني يا ناس، سبعي بيغتصبني!".. الأمر الذي سيثير الدهشة لدى الناس جميعاً انطلاقاً من أنَّها (أي الزوج) هي أصلاً حلالُ بعلها وزلاله، فكيف يُصنَّف الجنسُ بينهما على أنه إغتصاب؟!


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً





كتاب
تأليف: حسين احمد صبرا







معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه (1 من 3)
حول قانون "لا النافية للسكس"
في مجلس النواب اللبناني!






حسين احمد صبرا
قبل حوالى عشرين عاماً، أي منذ أواسط تسعينيات القرن العشرين، قرأنا كبقية خلق الله عن الجدل الواسع الذي دار في الكونغرس الأميركي حول قانونٍ تمَّ طرحُهُ آنذاك وتناول مسألةَ إيقاع العقوبة بالبعل الذي يغتصب زوجَه، في سابقةٍ هي الأولى من نوعها في تاريخ البشرية..
للوهلة الأولى، يتهيأ لمن يسمع عن "إغتصاب" البعل لزوجه وكأنَّ الأمر يدور حول قيام البعل فجأةً بالتهجَّم على زوجه وطَرْحِها أرضاً لينال وَطْرَه منها عنوةً، فيما هي تصرخ وتستنجد: "إلحقوني يا ناس، سبعي بيغتصبني!".. الأمر الذي سيثير الدهشة لدى الناس جميعاً انطلاقاً من أنَّها (أي الزوج) هي أصلاً حلالُ بعلها وزلاله، فكيف يُصنَّف الجنسُ بينهما على أنه إغتصاب؟!
عموماً، فإنَّ المسألة تخطَّت ذلك داخل أروقة الكونجرس الأميركي فانكشفت لنا الغاية من وراء ذلك حينما راح الجدل يدور في أدق تفاصيل الفراش الزوجي، وهنا مربط الفرس.. لقد وصل الأمر إلى الحد التالي: إذا ما كان البعل يمارس الجنس مع زوجه (أي أثناء ما المِرْوَدُ في المُكْحُلة) ثم طلبت منه فجأةً التوقُّفَ لأنها لم تعد راغبةً في المزيد، فإن لم يمتثل البعلُ وأبقى الرِشاءَ في البئر فإنَّ ذلك يُعتبر إغتصاباً!
هل تدركون معنى هذا الكلام والغرض منه؟!
هذا ليس له سوى معنى واحد: أنَّ الجنس بين الزوجين سيصبح بِرَهْن رغبة المرأة فحسب، أما الرجل فأعلى ما في خيله يركبه! وكلُّ ذلك بالقانون، وأيُّ قانون!
مناسبة كلامنا حول هذا الموضوع نابعة من سببين: الأول أنَّنا نرى في مثل هكذا قانون شبهةَ العداء الصريح للجنس وتغليبٍ لسلطة المرأة على سلطة الرجل في الحياة الزوجية.. والثاني أنَّ ما دار في أروقة الكونغرس قبل عشرين عاماً يدور حالياً في لبنان وحول القانون نفسه الذي أطلَّ برأسه فجأةً في "الكونغرس" اللبناني قبل أشهر (مطلع عام 2012) وتمَّ رفضه من قبل اللجان النيابية المختصة.. وبالتالي نريد انتهاز الفرصة لمناقشة مخاطر هكذا قانون من منطلق جنسي وإجتماعي، وهنا ينتصب سؤالٌ بسيط: متى ترغب المرأة في الجنس؟
سنحاول أن نكون دقيقين بقدر الإمكان ونقدِّم لكم وباختصارٍ شديد فهمَنا المتواضع لرغبة المرأة الجنسية، وسنقسِّم هذه الرغبة إلى أربعة مستويات، ودائماً ضمن الظروف والحالات الطبيعية والصحية الجيدة (جسدياً ونفسياً)، وذلك عند الغالبية الساحقة من النساء، سواء أكانت بجمال سعاد حسني أم بجمال نعيمة الصغير، وخاصةً قبل انقطاع الحيض الذي هو عادةً في أواسط الأربعينيات من العمر:

الإغتصاب الهادىء

المستوى الأول، رغبة جنسية شديدة وملحَّة.. إذ ترغب المرأة في الجنس بشدة وبإلحاح مرتين إثنتين في الشهر فقط (ضمن دورتها الشهرية التي هي عند غالبية النساء 28 يوماً، مع التذكير بأنَّ كل دورة تبدأ مع نزول دم الحيض)، أي بمعنى أنها هي من تطلب من شريكها وبإلحاحٍ ممارسة الجنس معها، ويحدث ذلك مرة كل أسبوعين تقريباً.. أول مرة عند منتصف الدورة وتحديداً عند خروج البويضة من المبيض وجهوزيَّتها للتلقيح.. وثاني مرة في أواخر أيام الدورة وتحديداً قبل بدء الحيض التالي بعدة أيام.. أما سرُّ ذلك فيعود إلى إرتفاع نسبة هرموناتها الجنسية عند منتصف الدورة فتطلب المرأةُ الجنسَ بإلحاح (وخاصةً ارتفاع هرمون الأنوثة الإستروجين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، مصحوباً بإرتفاعٍ أقل في مستوى هرمون الذكورة البروجسترون).. ثم لا يلبث هرمون الأنوثة أن يبدأ بالإنخفاض التدريجي يوماً بعد يوم (في ظل تواصل الإرتفاع التدريجي للبروجسترون)، ثمَّ فجأةً وقبيل بدء الحيض بعدة أيام يعود الإستروجين للإرتفاع  مجدداً (وإن بمستوى أقل من مستواه عند منتصف الدورة، مصحوباً بإرتفاع أقل في مستوى هرمون الذكورة البروجسترون)، فتعاود المرأة طلب الجنس بإلحاح.. ثمَّ فجأةً تنخفض الهرمونات الجنسية (الإستروجين والبروجسترون معاً) إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق وكأنها صفرٌ تقريباً، وبعدها بيوم أو يومين أو ثلاثة يبدأ الحيض..
ولمزيدٍ من التوضيح سنفترض أنَّ امرأةً ما قد تمَّ إرغامها على الزواج من رجلٍ لا تحبه ولا تطيقه وتنفر منه، ولنفترض أنه كان ضعيف الشخصية واستطاعت السيطرة عليه، فإنها في ما يتعلَّق بالعلاقة الجنسية بينهما فإنها لن تسمح له (في معظم الأحوال) بمجامعتها إلا في هذين اليومين اللذين أشرنا إليهما.. ونلفت انتباهكم إلى أنَّ آلية تحفيز الجنس عند المرأة والتي هي من سمات تكوين المرأة أساساً والمتمثِّلة في حاجتها لأن يُسمعها شريكُها كلماتِ الإطراء والغزل أو أن يهديها وردة أو أن يعاملها برقة، فإنَّ أسطوانة "أريد حباً وحناناً" هذه لا لزوم لها في هذين اليومين على الإطلاق، ذلك أنَّ المرأة تكون في هذين اليومين جاهزةً للجنس بدون مقدمات بسبب هرمون الأنوثة.. وكونوا على يقين من أنَّ معظم عمليات ما نرغب في تسميته بـ "الإغتصاب الهادىء" إنما تتم في هذين اليومين، أي عندما تكون الهرمونات الجنسية في أعلى مستوياتها، وذلك حينما تستسلم الأنثى بسرعة مذهلة ودون أدنى مقاومة لمن يغتصبها، سواء أكان غريباً عنها تُصادِفُهُ لأول مرة، أو اعتاد على التحرُّش بها وتصدُّه في كل مرة (حبيباً كان أو قريباً أو رب عمل أو بابا عبده، إلى آخره).. ونقولها للرجال كده على بلاطة: لو أنَّ لدى الرجل القدرة على أن يعرف بأنَّ الأنثى الفلانية أو العلّانية (أياً تكن) قد ارتفعت هرموناتها الجنسية في هذه اللحظة بالذات بالغةً أعلى مستوياتها، وتهيَّأت له الظروف للتحرش بها بعيداً عن الأعين، فإنها لن تأخذ في يديه غَلوة، حتى ولو كانت خضرا الشريفة ذات نفسها!! ونزيد على ذلك فنقول: لو أنَّ شهوة المرأة في كل أيام دورتها كشهوتها عند منتصف الدورة لكانت الدنيا غير الدنيا، ولكانت أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وبنات جيراننا وبنات العالم كله و"الحلوة اللي في بالي" مشاعاً لمن هبَّ ودبَّ من الرجال (ومشاعاً لمن هبَّ ودبَّ من النساء أيضاً).. حينها لن يكون هناك لزومٌ لشيءٍ إسمه زواج ولا داعٍ لمفهومٍ إسمُهُ عِرضٌ أو شرف أو بطيخ.. ولكان حال الدنيا كُلُّه على كُلُّه، لمَّا تشوفُه قول لُه!

بدون إلحاح

المستوى الثاني، رغبة جنسية ولكن بدون إلحاح.. ويحدث ذلك خلال عدة أيامٍ متفرِّقة خلال الدورة ولا تزيد عادةً عن ثلاثة أو أربعة أيام في الأغلب.. فمثلاً، ترغب المرأة عادةً في الجنس في اليوم الثالث أو الرابع من أيام الحيض (أي قبل أن تنقطع إفرازات الحيض كلياً)، والسبب هو بدء الإرتفاع التدريجي للهرمونات الجنسية وإن بمستوى طفيف، إضافةً إلى معافاتها نفسياً وجسدياً من آثار الحيض وآلامه.. كما وترغب في الجنس مرةً قبل منتصف الدورة بعدة أيام ومرةً بعدها بعدة أيام.. وتذكَّروا دائماً بأننا نتحدَّث عن رغبة جنسية تلقائية تتكرَّر في أيام ثابتة ومحدَّدة أثناء كل دورة شهرية، وذلك في الحالات الطبيعية وفي ظروف صحية ونفسية جيدة.. وبذا، فإنَّ هذين المستويين اللذين تحدَّثنا عنهما حتى الآن، أي يومين من الرغبة الجنسية الملحة ويومين أو ثلاثة أو أربعة من الرغبة الجنسية بدون إلحاح، كفيلان بأن يجعلا المرأة بشكلٍ عام قابلة لأن تكتفي بممارسة الجنس مرة واحدة كلَّ أسبوع في أدنى الحالات، أو مرة واحدة كلَّ خمسة أيام في أقصى الحالات، وذلك عند الغالبية العظمى من النساء..

على مقعد الإحتياط

المستوى الثالث، إنعدام الرغبة الجنسية لدى المرأة ولكن لا مانع لديها في الوقت نفسه من ممارسة الجنس، ونضع تحت عبارة "لا مانع لديها" أكثر من خط.. وسبب انعدام الرغبة هو تدني مستوى هرمون الأنوثة الإستروجين نوعاً ما، أما السبب في أن لا مانع لديها من ممارسة الجنس فهو ارتفاع هرمون الذكورة البروجسترون بمستويات متفاوتة.. وهذه الحالة تنطبق على معظم أيام الدورة الشهرية عند المرأة وقد تصل إلى حوالى عشرين يوماً! فإذاً، هي في تلك الأيام لن تكون لديها الرغبة، ولكن إن هي مارست الجنس خلال كل هذه الأيام فإنها ستشعر بالإستمتاع في معظم المرات، وأحياناً يكون استمتاعها شديداً، مع أنها وقبل البدء بممارسة الجنس لا تكون لديها رغبة أصلاً، وسبب إستمتاعها رغم عدم وجود رغبة مسبقة إنما هو ناجم عن تحفيز الرغبة لديها عن طريق الإحتكاك (الهرمون المسبِّب للإحساس الجنسي عند الإحتكاك هو هرمون الذكورة البروجسترون).. ونستطيع أن نشبِّه المرأةَ هنا بلاعب كرة القدم الذي يجلس أثناء المباراة على مقعد الإحتياط، بمعنى أنه جاهز للمشاركة غُبَّ الطلب..

الخروج مؤقتاً من الأنوثة

المستوى الرابع، إنعدام الرغبة الجنسية كلياً ليومٍ أو يومين وأحياناً ثلاثة، وذلك في آخر دورتها الشهرية أي قبل بدء الحيض مباشرةً، وأيضاً في اليوم الأول والثاني (وأحياناً الثالث) من الحيض.. أي بمعنى أنَّ المرأة تمر بمرحلة متَّصلة تمتد من ثلاثة إلى ستة أيام (قبيل الحيض وأثناءه) تنعدم عندها أي رغبة في الجنس وغالباً ما تكون مصحوبة بأوجاعٍ في منطقة الحوض، لا بل أنَّ المرأة في الأيام القليلة التي تسبق بدء الحيض تشعر بالنفور الشديد والقرف من الجنس نتيجةً لحالة الإكتئاب الشديد التي تصيبها بسبب الإنخفاض الحاد في مستويات هرموناتها الجنسية، مع التنبيه إلى أنَّ المرأة العصبية في تلك الفترة تفتعل المشاكل مع بعلها لأتفه الأسباب وغالباً بدون أسباب، الأمر الذي قد يدفع كليهما إلى التفكير جدياً في الطلاق..

لا عفَّة ولا نيلة!

خلاصة القول أنَّ المرأة في الحالات الطبيعية تطلب الجنس بإلحاحٍ شديد مرتين فقط كل 28 يوماً، أما باقي الأيام فتبقى الإستجابة للجنس برهن إرادتها هي وحدها، سواء أكان شريكها حسين فهمي أم عبد الفتاح القصري، وهي إرادة غير نابعة من رغبة في الجنس بل نابعة من إرادة شخصية وفق حسابات المصلحة الذاتية قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأمد، وكل ذلك كما ذكرنا ناجم عن الإنخفاض في مستويات الهرمونات الجنسية المحفِّزة للجنس عند المرأة في مقابل الإرتفاع الحاد في رغبة الرجل الجنسية على مدار كل أيام السنة تقريباً كنتيجة للإرتفاع الهائل والدائم في هرموناته الجنسية (وبالأخص هرمون الذكورة التِسْتُسْتِرون) والتي تنخفض ببطءٍ شديد جداً مع التقدُّم في السن.. وهذا ما يدفعنا للقول بأنَّ ما نراه من قدرة المرأة على المحافظة على ما يسمَّى بشرفها وعرضها وعفَّتها ليس فيها شطارة من معشر النساء ولا فيها عفَّة ولا نيلة، وإنما فيها إنخفاضٌ في إفراز الهرمونات الجنسية (وبالأخص هرمون الأنوثة الإستروجين) في معظم أيام دورتها الشهرية، مما يجعلها غير راغبة في الجنس أصلاً، أو يجعلها قادرة على لجم شهوتها وكبتها حينما ترتفع ليومٍ أو يومين (للحظاتٍ أو ساعات)، وهو ما يفسر معنى المقولة الرائجة بأنَّ الرجل لا يستطيع الحصول على مبتغاه الجنسي من المرأة إلا بإرادتها.. وهو ما يفسر أيضاً سر استغراب النساء (العازبات منهنَّ والمتزوجات على حدٍّ سواء) واستنكارهنَّ وشكواهنَّ الدائمة من أنَّ كل تفكير الرجل في علاقته مع المرأة ينصب على الجنس وحده وأنَّ الرجل لا يهمه من المرأة إلا الجنس وحده.. وهذا ما ينبِّهنا إلى كيف أنَّ المرأة في علاقتها مع الرجل تقايض الجنسَ بالمال، وهو أمرٌ لا تفسير له سوى أنَّ الجنس حاجة ملحة دائماً بالنسبة إلى الرجل فيما هي حاجة نادرة جداً بالنسبة إلى المرأة، وبالتالي فإنَّ ذلك هو ما يجعل حصول الرجل على الجنس من المرأة مكلفاً مالياً (نذكِّركم بتكاليف الزواج وكيف أنه في حقيقة الأمر هو بيعٌ وشراء، كما نذكِّركم بالتكاليف التي تُنفَق على العشيقة)، ويجعل المرأة لا تعطي الجنس إلا مقابل المال (زوجاً كانت أم حبيبة أم عشيقة أم إنتهازية أم بائعة هوى)، وينبِّهنا أيضاً إلى كيف أنَّ المرأة في علاقتها مع الرجل تقايض الجنسَ بالشهرة والأضواء، وتقايض الجنسَ بالوصول إلى أعلى، وتقايض الجنس بتحقيق مبتغاها صعب المنال، وتقايض الجنس بالأمان الذي توفِّره الحياة الزوجية... هذا المستوى المتدني في الرغبة الجنسية عند المرأة مقابل الإرتفاع الهائل للرغبة عند الرجل هو الذي يجعل من الأخير الساعي إلى المرأة فيما هي تتمنَّع.. وهذا برأينا أيضاً السبب الأوحد الذي يجعل من المرأة وسيلة متعة بالنسبة إلى الرجل، فالأمر كذلك مهما رُحنا ومهما جئنا،  وهذا رأيُنا الذي نستعد لأن نناقش فيه حتى آخر نفس! وهو ليس إهانةً منا للنساء بل على العكس، فلو أنَّ الوضع معكوسٌ أي بمعنى لو أنَّ الشهوة هي منخفضة عند الرجال ومرتفعة عند النساء، لكان الرجل هو نفسه وسيلة متعة للمرأة ولكان الرجل هو الذي يطلب المال منها مقابل الجنس، أما لو تخيَّلنا بأنَّ الشهوة الجنسية عند كل النساء مساوية لشهوة الرجال لكان كلا الطرفين وسيلة متعة للآخر.. أما والحال كذلك فإننا ندعوكم لأن تلاحظوا معنا كيف أنَّ ارتفاع شهوة الرجل الجنسية يقابلها عند المرأة ارتفاع شهوتها الإغرائية، أي إغراء جنسي بدون رغبة في ممارسة الجنس، وانتبهوا جيداً، فالمرأة التي ترونها تسير في الشارع أو عبر وسائل الإعلام وهي ترتدي الملابس المغرية وتبدي الكثير من مفاتنها فإنَّ ذلك لا يعني أنها في هذه اللحظات تشتهي الفراش باستماتة، كلا على الإطلاق، بل قد يكون الأمر على العكس تماماً، كما لا يعني هذا الإغراء الصارخ بتاتاً أنها "لَهْلوبة" في الجنس عملياً! أما مع تلاشي شهوة الإغراء، كنتيجة للتقدم في السن مثلاً أو الهَوَس بالتديُّن أو الإصابة بالإكتئاب أواليأس أوالإحباط، فإنَّ ارتفاع الرغبة الجنسية عند الرجال سيقابله هنا إرتفاع "شهوة" الإحتشام عند المرأة! أي بمعنى أنَّ المرأة في كلتا الحالتين تغيظ الرجال (كنتيجة لتدني مستوى الرغبة الجنسية لديها): ففي الحالة الأولى تغيظ الرجالَ بشهوتها الإغرائية حينما ترفع شعاراً بأنها هي رمز الجنس الذي تدرك أنه حاجة ملحة للرجال طوال الوقت، وفي الوقت ذاته يُشبعها هذا الإغراء نفسياً ويعزِّز إحساسَها بأنوثتها وبأنها مرغوبة جنسياً وبأنها تقدِّم للرجال عرضاً "نظرياً" لممارسة الجنس معها.. وفي الحالة الثانية تكرِّر غيظها للرجال حينما ترفع شعاراً مناقضاً وإنما هدفه واحد بأنها ليست رمزاً للجنس الذي تدرك (كما قلنا) بأنه حاجة ملحة للرجال طوال الوقت، ويُشبعها هذا الإحتشام نفسياً ويعزِّز إحساسَها بأنوثتها وبأنها مرغوبة جنسياً حينما تَحْجُبُ أنوثتَها عن أنظار الرجال وتتمنَّع أمامهم عن تقديم عرضٍ نظري لممارسة الجنس معها (مهما كان شكلها قبيحاً ومقزِّزاً)، أي كما لو أنها هنا تُدير أسطوانةً طوال الوقت تكرِّر فيها الجملة التالية: أنا أَحْجُبُ عنك مفاتني.. أنا أَحْجُبُ عنك مفاتني.. أنا أَحْجُبُ عنك مفاتني!

هنا بيت القصيد

الآن نصل إلى بيت القصيد لنبحث في مسألة الجنس عند المتزوجين، وهنا يتبادر إلى ذهننا السؤال التالي: إذا كانت رغبة المرأة الجنسية منخفضة إلى هذا الحد المتدني جداً ولا ترغب في الجنس بإلحاح إلا مرة كل أسبوعين مقارنةً بالإرتفاع الشديد في الرغبة عند الرجل ورغبته في الجنس بإلحاح يومياً، إذاً ماذا يتبقى لعباد الله من الرجال إن هم أقدموا على الزواج، وبمعنى أوضح: ما هو القدر الذي سيحصل عليه الرجلُ من الجنس أثناء الزواج في حال قرَّرت إمرأتُه (لأسباب أكثر من أن تُحصى) الإكتفاء بقبول ممارسة الجنس معه حين ارتفاع رغبتها الملحة فحسب، والإمتناع في الأيام التي لا ترغب خلالها في الجنس؟!
بدايةً، يهمُّنا أن نوضح أنه وفي السنوات العدة الأولى من بدء العلاقة الجنسية بين أي شريكين يكون السبب في إستجابة المرأة الجنسية لرغبات الرجل هو الحب، أو التقبُّل، أو إستكشاف الجنس، أو إستكشاف الشريك.. لاحقاً، وبعدما يفتر الحب لا محالة و تصبح العلاقة رتيبة، تصبح المصلحة هي الدافع الأبرز والأغلب عند المرأة في إستجابتها لرغبات بعلها الجنسية، ونحن هنا نتحدَّث عن مصلحتها هي.. هذه المصلحة تحدِّدها جملة مخاوف تعتري المرأة في كل بلاد العالم وعلى مر تاريخ البشرية: فهي مثلاً تخاف من الطلاق (سُمْعَتُها بين الناس، حرمانها من الأولاد، حرمانها من السكن، حرمانها من المال، صعوبة توافر فرصة أخرى للزواج، الشعور بالوحدة بفقدان البعل بعدما اعتادت عليه).. وهي تخاف من أن يمنع عنها العطايا.. وهي تريد أن تكسب ودَّه بما يشبه الإنتهازية ولكن بأوجهها الإيجابية أو البنَّاءة مخافة أن يعاملها بسوء إن هي تمنَّعت، أو لتبقيه على استعداد دائم لتحقيق ما قد تطلبه من أمور حياتية مختلفة.. وهي تريد أن تكافئه لأنه يلبي لها طلباتها دائماً أو في معظم الأحيان.. أو هي لا مانعَ نفسياً لديها (مؤقتاً أو مرحلياً) من تلبية رغبات بعلها تلك... وغيرها من الأسباب والمخاوف.. أي أنَّ استجابة المرأة هنا تصبح عبارة عن سياسة جنسية.. إنها هنا تمارس العمل السياسي بكل ما للكلمة من معنى، وما إستجابتها لرغبات بعلها في معظم الأحيان إلا لأنها لا تملك الكثير من الأوراق بيدها، ذلك أنَّ أغلب أوراق "السلطة" في المجتمع العربي بشكلٍ عام هي بيد بعلها، فليس بيدها أوراق كثيرة لتتمرَّد وتستغل إنعدام رغبتها الجنسية للسيطرة على بعلها وفرض إرادتها عليه أو للإنتقام منه..
كما ويهمُّنا أن ننبِّه بشدة إلى أنَّ الزواج هو في حقيقة أمره عبارة عن حلبة مصارعة يتهيَّأ مسرحُها -منذ اللحظة الأولى للتعارف بين الذكر والأنثى- بسلسلة الشروط والشروط المقابلة التي يشترطها كلُّ طرفٍ على الآخر، وما أن يبدأ الزواج حتى تبدأ معه فعلياً عملية الصراع على السلطة حتى آخر العمر: مَنْ يسيطر على مَنْ؟ ومن تكون له الغلبة في إدارة دفة الحياة الزوجية؟ ونشدِّد هنا على أنَّ من منطق الأمور وأسلمها وأعقلها وأكثرها انسجاماً مع طبيعة كلٍّ من الذكر والأنثى في حياة البشر أجمعين أن تكون السلطة في الزواج بيد الرجل كاملةً شرط أن يعطي امرأتَه صلاحياتٍ واسعة في مجال إدارة شؤون الحياة الزوجية المختلفة ولكن تحت إشرافه ومراقبته الدائمة، أي أن يكون الأمر برضاه وموافقته ولو على مضض بعض الأحيان.. إلا أنَّ ما تفعله كل أنثى (إنطلاقاً من فطرتها قبل ذكائها، حتى عند اللواتي هنَّ ضعيفات الشخصية أو يتَّسِمْنَ بالغباء) هي أنها لا تلبث أن تدخل في عملية صراعٍ مستميت مع بعلها "للتكويش" على السلطة، وقد تخوض المرأة عملية الصراع على السلطة تلك بشكلٍ تصادمي عنيف وخاصةً حينما تكون شخصية المرأة قوية أو ذات طباعٍ حادة أو عصبية، أو تخوضها بشكل حربٍ باردة وبنفسٍ طويل وخاصةً إذا ما كانت شخصيتها هادئة أو ضعيفة.. ومن خلال ما نراه من النساء تكوَّنت لدينا قناعة ثابتة بأنَّ المرأة في إطار الزواج هي كالهواء يملأ أيَّ فراغ ينشأ، كيف؟! هذا ما سنبني عليه وجهة نظرنا في غمار تحذيرنا من مخاطر القوانين التي تمس الحياة الزوجية ومنها قانون تجريم إغتصاب البعل للزوج.. فإلى تكملة حديثنا في الصفحة التالية.


معنى تجريم إغتصاب البعل لزوجه:

1-حول قانون لا النافية لـ"السكس" في مجلس النواب اللبناني!

شاهد في الأسفل صور العارضة الروسية الجميلة إيرينا شيخ الإسلام (Irina Shayk) (أكثر من 500 صورة)

ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
فهرس دراسة في اللغة والموسيقى:
"لهذه الأسباب اللهجة المصرية محبوبة"
(قيد الطبع)
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:


www.alshiraa.com

























































































































































































































































































































































































































































































































































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق