الصفحة الرئيسة

2011/04/21

كتاب "على هامش ثورة شباب مصر" (1): "أرابسك".. المسلسل الذي تنبأ فيه أسامة أنور عكاشة بثورة شباب مصر


     في المشهد الأخير من الحلقة الأخيرة من مسلسل "أرابسك" للأديب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة (المكتوب عام 1994 والمعروض عام 1995)، نستمع إلى صوت المخرج جمال عبد الحميد وهو يسأل طفلةً تقف أمام ورشة "المحروسة" لمشغولات الأرابسك وأعمال النحاس، وقد أعاد حسن أرابسك (صلاح السعدني) أمجاده، ليدور بينهما هذا الحوار الصامت:
 


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

                    
                                         




 
                                         كتاب
      على هامش ثورة شباب مصر
                                                      تأليف: حسين احمد صبرا



                المقدِّمة

                                         "أرابسك".. المسلسل الذي تنبّأ فيه
                                      أسامة أنور عكاشة بثورة شباب مصر

       حسن طالع..
       حسن راجع..
       حسن جاي!


مشهد من "أرابسك" (صورة من تصميم هذا الموقع)
    



      حسين احمد صبرا

        في المشهد الأخـير من الحلقة الأخـيرة من مسلسل "أرابسك" للأديب الكبـير الراحل أسامة أنور عكاشة (المكتوب عام 1994 والمعروض عام 1995)، نستمع إلى صوت المخرج جمال عبد الحميد وهو يسأل طفلةً تقف أمام ورشة "المحروسة" لمشغولات الأرابسك وأعمال النحاس، وقد أعاد حسن أرابسك(صلاح السعدني) أمجاده، ليدور بينهما هذا الحوار الصامت:
      الصوت: الله! إنتِ بنت مين يا شاطرة؟!
      الطفلة: أنا دنيا.
      الصوت: إنتِ اللي بنت مين يا شاطرة؟
      الطفلة: أنا بنت حسن أرابسك (صلاح السعدني) وماما توحيدة (هالة صدقي).
      الصوت: بسم الله الرحمان الرحيم! وانتِ اتولدتِّ إمتى؟!
      الطفلة: سنة 94.
      الصوت: سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم! أنا ساعتي مؤخّرة ولاّ إيه؟ هوّ احنا دي الوقت سنة كام؟
     الطفلة: 2002.. إنت نايم!!
 
               

أسامة أنور عكاشة
      وكان أديبنا الكبـير عكاشة قد كتب مسلسل "أرابسك" هذا بمناسبة الزلزال الذي هزَّ مصر في 12 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1992..  وواضحٌ بالنسبة لنا أن التهديد الجدّي الذي شكله هذا الزلزال لآثار مصر المشيّدة فيها عـبر العصور (وهي التي تمثِّل الشاهد الأكبر على أول حضارة في تاريخ البشرية وعلى مكانة مصر الحضارية الشامخة عـبر التاريخ)، كان الدافع الأكـبر للعبقري أسامة أنور عكاشة لأن يستغلها درامياً في "أرابسك" لينطلق منها بكل هدوء ووضوح وجرأة إلى طرحٍ سياسي بامتياز، ألا وهو: مسألة الهوية السياسية-الحضارية لمصر..
     لقد انطلق عكاشة من الهويات المختلفة والمتنوعة للبنيان الحضاري التاريخي المصري الضخم والمـتراكم عـبر العصور، نحو مناقشة الهوية السياسية والحضارية الـتي على المصريين الآن (أي في أواخر القرن العشرين) أن يرسوا عليها ويعتمدوها إذا ما قرروا شحذ عزيمتهم للنهوض بمصر حضارياً من جديد، طارحاً مسألةً شديدة الجرأة تمثَّلت بالتالي: ليس لدينا وقت للـترميم والترقيع، وإنما علينا هدم البنيان الذي لدينا كلياً وإعادة البناء من جديد، ولكن: بعد أن نحدِّد مَن نحن.. وماذا نريد..
                  مِن بطل أكتوبر.. إلى حشّاش!!
     لقد وضع أسامة أنور عكاشة إصبعه على الجرح حينما جسَّد جيل الشباب المصري صاحب البطولات في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 في شخص "حسن أرابسك" (صلاح السعدني)، وهو الذي تحوَّل بعد هذه الحرب من إنسانٍ مبدع وخلاّق وبطلٍ إلى إنسانٍ خامل وعاجز وتائه وغائب عن الوعي..

حسن أرابسك في غرزة حشيش!
      إن حسن أرابسك، الذي يرمز إلى جيل الشباب في عصر عبد الناصر، قد ورث ورشة المحروسة لمشغولات الأرابسك (والـتي ترمز إلى مصر) عن أبيه وأجداده الذين أفنوا عمرهم فيها خَلْقاً وإبداعاً.. على أن حسن، هذا الإنسان المصري الشهم الأصيل والحاصل على وسام نجمة سيناء تقديراً لبطولاته في حرب أكتوبر، قد أصابه ما أصاب المجتمع المصري بأكمله في المرحلة الـتي تلت حرب أكتوبر، حيث لم يعد للإبداع مكان وباتت الأمور في مصر المحروسة "سداحاً" في "مداح"، فأُصيب بالخمول والكسل وبات من روّاد غُرَز الحشيش، حيث الغياب عن الوعي والتسطيل والعقم في الإبداع..

المعلم حسن والأسطى عمارة
      وفجأةً، جاءته فرصة عمره ليُعيد إحياء إبداعه الذي انقطع.. إن عالِم الذرّة المصري الدكتور برهان (كرم مطاوع)، العائد من الولايات المتحدة الأميركية إلى مصر رغبةً منه في أن يفيد وطنَه بعلمه، والمطارَد بالتالي من قبل الموساد الإسرائيلي الساعي إلى قتله منعاً لمصر من أي استفادة من عبقرية أبنائها العلماء والنوابغ، أراد – أي الدكتور برهان- أن يضيف إلى "فيلَّتِهِ" في القاهرة قاعةً تحتوي على مشغولات الأرابسك لتكون رمزاً للحضارة العربية ولتُضاف إلى ما سبق أن أنشأه فيها من قاعات على الطراز الفرعوني والإغريقي والروماني والقبطي والأوروبي... وقد أراد (أي كرم مطاوع) أن تحتوي هذه الفيلّا على كل الحضارات التي شهدتها مصر عـبر العصور.. أما أسامة أنور عكاشة فقد أراد أن يرمز بهذه الفيلّا إلى البنيان السياسي والإجتماعي والثقافي والحضاري المُرتقَب أن تكون عليه مصر في حال قرَّر أبناؤها تشييده..
     لم يكن الأمر سهلاً على حسن أرابسك.. فالمسألة كانت صعبة وشاقة لأنها أشبه بالترقيع، فليس ذاك ما يريده هذا الفنان المبدع، الذي صحا فجأةً من كبوته واعتـبر عملية الفيلّا هذه بمثابة "فَتْح انطلاقة" ليحقق فيها حلم حياته وليكتب التاريخ إسمه بعدها بحروفٍ من ذهب.. فراح – مضطراً- يهدّ أعمدةً فيها بغية التوسُّع في أعمال الأرابسك.. إلى أن حصل الزلزال فصمدت، لكنها لم تصمد أمام توابعه فانهارت..
     لقد غرق حسن أرابسك بالضحك حينما علِمَ من الشرطة (الـتي جاءت لتُلقي القبض عليه) بأن الفيلّا انهارت.. فقد كان يتمـنى في قرارة نفسه أن تنهار.. ذلك أن كلام الأستاذ وفائي (حسن حسني) ما يزال يرنّ في أذنيه، وهو المثقف المصري الحكيم الذي سبق أن سجنه السادات بعد انقلابه على عصر عبد الناصر في 15 أيار/ مايو عام 1971.. لقد قال الأستاذ وفائي لحسن أرابسك بعد الزلزال أن ليس لدينا وقت للـترميم والتنكيس، فالحل الأمثل هو أن نهدّ البيت القديم لنُعيد بناءه من جديد وفق ما نريده نحن، ولكن أولاً علينا أن نعرف ماذا نريد، ولن نعرف ماذا نريد إلا إذا عرفنا مَن نحن بالضبط..
     هذا هو جوهر مسلسل "أرابسك"، وهو رسالة وجّهها العبقري الراحل أسامة أنور عكاشة قبل أكـثر من 15 عاماً إلى جيل الشباب المصري القادم والراغب بإعادة المجد الحضاري إلى مصر المحروسة، وهي بلا أدنى شك رسالة موجهة الآن من قِبل هذا الراحل الكبـير إلى شباب ثورة مصر.. ومن الضرورة بمكان أن نعيد على شباب ثورة مصر هذا الحوار الهام جداً والذي دار في الحلقة الأخـيرة من المسلسل بـين الدكتور برهان (كرم مطاوع) وحسن أرابسك (صلاح السعدني) في ردهات السجن:

الدكتور برهان محاوراً
حسن أرابسك في السجن
      برهان:- أنا مش باحقَّق معاك يا حسن، ولا باكلّمك من موقع صاحب الفيلّا اللي انت هَدَمتها.. أنا بس عاوز أفهم!
     حسن:- عاوز تفهم إيه يا دكتور؟
     برهان:- إنت كنت قاصد فعلاً تهّد الفيلّا ولاّ المسألة مجرَّد توسُّع ما تْحَسَبْش كويس وأوَّل ما حصل تابع من توابع الزلزال الفيلّا هوبّ راحت واقعة؟
     حسن:- وِدي تفرق معاك يا دكتور؟
     برهان:- آه.. الله.. ما انت أصلك لو متعمّد تهدّ الفيلّا يا حسن يبقى لازم تفهّمـني السبب.. لازم أفهم! إنت أصلك مش شرير يا حسن، وما انتاش مجنون.. إذاً لازم فيه في دماغك حاجة..
     حسن:- حاجة واحدة؟! حاجات يا دكتور..حاجات كتـير قوي، بس مش قادر اعتقها.. عارف يا دكتور، هيَّ عاملة كده – عدم المؤاخذة- زي الطِيف، آه، اللي بيـبرق قدامك بسرعة وما تلحقْش تتأكد منّه.. يا ريت، يا ريت إنت تفهّمني يا دكتور..
     برهان:- يظهَر إن إحنا الإتنـين عايزين نفهم وكل واحد مِتّكل على التاني علشان يفهّمه.. شوف يا حسن، أنا راجل عِلم، يعني بافهم في الفيزيا وفي الطبيعة النووية وفي الإنشطار النووي، ويمكن أكون بافهم في بعض المواد اللي لـيـها علاقة بتخصصي، وتقدَر تقول إني كمان بافهم في الثقافة والفنون، إنما كمتذوّق بس، يعـني من بعيد لبعيد.. ما دخلتش قوي جوّه حكاية الفن دي.. وانت كمان تلاقيك لا مثقف ولا نيلة، بس بالفطرة ملامس لجوهر الموضوع، علشان كده ممكن تبقى مفيد أكـتر، لأن المثقفـين في الغالب عُقَدهُم بِتغـمّي عيونهم.. ده طبعاً مش كلهم.. أنا عارف عندكم واحد ممتاز جداً ، أظنّ جارك ده اللي إسمه وفائي (حسن حسني)... آه يا حسن، كان نفسي أندمج أكتر في خان دوادار.. كان نفسي أدوب في ناسه..
     حسن:- وإيه اللي حايشك يا دكتور؟
     برهان:- برضه فيه مسافة بِتُفْصُل يا حسن.. فقر ودَرْوَشة وتخَلّف!
     حسن (هازئاً):- أيوه يا دكتور، صح! بس متهيّأ لي بقى إنه سعادتك واللي زيَّك السبب في اللي حاصل ده لأنكم واقفـين بتتفرَّجوا عليها من برَّه مع إنها بلدكم وإدَّتكم: إدَّتكم اللي علّمكم وفهّمكم وخلاّكم بقيتوا علماء.. وده على حساب مـين ؟ على حساب الفقراء والجهلة والمتدروشين اللي سعادتك بتتكلّم عليهم، وانتم عدم المؤاخذة واسمح لي يعني، ما ادّيتوهاش حاجة..
     برهان:- حَنِدّي إيه يا حسن؟ نِدّي إيه! حندفع فلوس ولاّ نجمَّع الناس في خان دوادار ونعلّمهم النظرية النسبيّة بتاعة آينشتاين!
     حسن:- لا يا دكتور، مش ده قصدي.. أنا قصدي تنوَّروهم زي ما انتم تنوَّرتم، إزاي بقى أنا ما اعرفش..عليكم انتم إن شاء الله تدوَّروا.. والغاوي ينقَّط بطاقيّته..
     برهان:- إحنا مـين يا حسن؟ إستنّى استنّى استنّى، حتقول لي العلماء؟! برضه العلماء دول مـين؟! مصريين؟! طب مـين المصريين؟! ما احنا لازم نِعْرَف.. وعشان نِعْرَف، لازم نِعْمَل كوبري..
     حسن:- كوبري؟! كوبري إيه يا بروفْ؟!
     برهان:- الكوبري اللي حنْعَدّي عليه ونتقابل في النُصّ: اللي فِهْموها  بالعِلم واللي فِهْموها بالفطرة..
     حسن:- أنا فاكر مرة الأستاذ وفائي (حسن حسني) قال لي ما فيش وقت نضيَّعه يا حسن، لسّه حـنرمِّم الجدران وننكّس البيت!! لا لا لأ.. أحسن حاجة نعملها، أحسن حاجة، إن احنا نِهِدّ البيت القديم ده خالص ونبـني من أوَّل وجديد اللي احنا عايزينه.. بس لازم نِعْرَف اللي احنا عايزينه.. ومش حنِعْرَف اللي عايزينه غـير لمّا الأوِّل نِعْرَف إحنا مين بالضبط..
     برهان:- آه.. رُحْت إنتَ ما كذّبتش خبر وطبَّقت نظرية الأستاذ وفائي على الفيلّا بتاعتي! دي الوقت أنا فهمت.. جايز تكون صح..
                          حسن طالع.. أم نازل؟!    
     واستكمالاً لهذا الحوار السياسي- الفكري- الحضاري يدور حديث آخر مشابه ومتمَّم، يُلقيه حسن أرابسك على مسامع زملائه المساجين ليطرح السؤال الصعب عن الهوية المصرية..

حسن أرابسك/ صلاح السعدني
      حسن:- سواءً كان أنا ولاّ الزلزال ولاّ التوابع.. لأنه الترقيع ما ينفعش، السَلَطة ما تنفعش، الـبزرميط ما ينفعش.. وبعدين الفن يا اخوانّا، الفن الفن اللي بجدّ، ما هوّاش طبيخ، صح؟! دي الوقت راجل (الدكتور برهان) جه وقال: عايزين تحفة.. طب التحفة دي تتعمل ازاي؟! هوَّ قال: عايزين نعمل تحفة ترمز لتاريخ مصر كله.. بس تاريخ مصر ده كبـير قوي وطويل قوي.. يبقى احنا نعمل إيه؟! هل نِدِّي له فرعوني، على قبطي، على روماني، على يوناني، على عربي؟! ما ينفعش طبعاً، لأنه الذوق غـير الذوق، والطعم غـير الطعم، واللون غـير اللون.. يبقى احنا ممكن نعمل إيه؟! ما دام تاريخ مصر طويل قوي كده يبقى لازم نعرَف تاريخنا الأوِّل.. لمّا نعرَف تاريخنا ولما نعرَف مصر إمـتى كانت مصر بذات نفسها، مصر بحق وحقيق، حنعرَف إحنا مـين.. ولما نعرَف إحنا مـين حنعرَف إحنا عايزين إيه.. واحد بقى تقول له: مصر دي إيه؟ يقول لك: مصر دي فرعوني.. والتاني يقول: لأ، مصر دي قبطي.. غيره يقول: لأ، مصر دي بتبصّ عالبحر.. ييجي غـيره يقول: مصر دي عربي، أرابسك... لما الراجل (الدكتور برهان) جه هوَّ ومراته قالوا: عايزين نعمل بقى حاجة تدلّ على تاريخ مصر كله على بعضه، بس الله يخليك إتوصّى شوية بالأرابسك.. أنا فكَّرت فيها لقيت ما ينفعش، كله على بعضه ده ما ينفعش.. إحنا لازم نعرَف إحنا إيه ونحدّد إحنا عايزين إيه، علشان نعرَف مصر اللي بجدّ هيَّ مـين..وما دام ما فيش حاجة بجدّ، عجَنْت ده كله في بعضه وطَلَّعْت فن نقدر نقول عليه هوَّ ده الفن المصراوي اللي بجدّ، الفن المصري اللي بحق وحقيق، يبقى نعمل اللي احنا عارفينه، وانا لعبـتي إيه بقى، واللي انا عارفه إيه: الأرابسك.. يبقى نتّكل على الله ويلاّ! بس لأ.. فيه واحد تاني متعلِّم يقول لك: لأ، مصر دي طول عمرها عالبحر، وزي أوروبا ما عملت إحنا نعمل: إغريق، طليان، فرنساوي، أسبان، خَدوا فنِّنا وهضموا وتعلّموا وتطوّروا وطلعوا لقدّام، نبصّ لهم ونعمل كده، ناخد ونطوَّر بعد ما نِهْضِم ونعمل لقدّام.. ماشي، ما باقولش لأ ما دام فاهم وبيحب مصر.. إنما المهم، المهم قوي، نعرَف إحنا مـين وأصلنا إيه.. ساعة ما نعرَف إحنا مـين حنعرَف إحنا عايزين إيه ونبدأ ونتكل على الله.. ولأنه حصل آهو وجه الزلزال إتهزِّت الفيلّا، وجت التوابع الأساس فَيَّص ووقعت الفيلّا.. لكن نرجع نقول: الحمد لله، علشان نبتدي مع مصر من أول وجديد ونبتدي على ميّه بيضا إن شاء الله..

أم حسن بين حسني وحسن
      هذا الكلام الجدّي والخطـير إنما هو موجَّه من قبل أسامة أنور عكاشة إلى شباب ثورة مصر الآن، وهم الذين ثاروا على النظام الحاكم وأسقطوه بغية إحداث تغيـير كامل وشامل يعيد لمصر دورها الريادي والحضاري.. ولكن بدايةً على شباب ثورة مصر في هذه اللحظة التاريخية أن يحدّدوا هويّتهم الحضارية كي يعرفوا مَن هم وليعرفوا بالتالي ماذا يريدون: هل مصر فرعونية أم قبطية أم عربية أم أفريقية أم أوروبية أم ماذا.. والمسألة تزداد إلحاحاً الآن أكـثر من أي وقت مضى نظراً لأن الأخوان المسلمين، وبدعم واضح وصريح من الولايات المتحدة الأميركية، قد حسموا هوية مصر منذ أمدٍ بعيد ألا وهو أن مصر دولة إسلامجية..
     إننا نرى المُغْرَبي المجذوب، وفيما حسن أرابسك ما يزال قابعاً في السجن، يطوف في شوارع القاهرة وهو يهتف بأعلى صوته مبشِّراً: حسن طالع، حسن راجع، حسن جاي..
     فحذارِ، يا شباب ثورة مصر، أن تضيِّعوا الوقت فتضيِّعوا الفرصة التاريخية.. عليكم أن تحسموا أمركم بسرعة وإلاّ تحوَّلت مصر إلى دولة إسلامجية ستُغرق وطنكم في بحر من الدماء ويتهاوى فيها كلُّ بناء.. وحينها، لا قدَّر الله، سنرى المُغربي المجذوب يطوف في شوارع المحروسة وهو يهتف بأعلى صوته ناعياً: حسن صايع، حسن ضايع، حسن نازل على ما فيش!!
        وماذا عن تحديد النسل يا شباب ثورة مصر؟!

    (نٌشر هذا الموضوع  في مجلة "الشراع" اللبنانية في 25 نيسان/ ابريل 2011،  العدد 1490)
***************************************************************************
                                                  فهرس كتاب
                  "على هامش ثورة شباب مصر"
***************************************************************************
                               فهرس كتاب
                  "حوار مع صديقي الإسلامجي"
***************************************************************************
                  إقرأ قصيدة "مشايخ.. ومشايخ"
                                   (شعر: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
                             فهرس الكتب
***************************************************************************
                        إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية على موقعها الإلكتروني التالي:
                             www.alshiraa.com      ***************************************************************************************************************





Moussalsal "ARABISK"- 1995 Slideshow: Husseinahmadsabra.blogspot.com’s trip from Beirut, Lebanon to 2 cities Cairo and Cairo was created by TripAdvisor. See another United States slideshow. Create a free slideshow with music from your travel photos.


****** إضغط هنا لتشاهد أيضاً عرضاً بالصور للمتحف المصري والقاهرة القديمة والبازار (من إعداد Egypt Excursions Online):





Day Tour to Egyptian Museum , Old Cairo & Bazar Slideshow: Egypt’s trip to Cairo, Egypt was created by TripAdvisor. See another Cairo slideshow. Create a free slideshow with music from your travel photos.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق