الصفحة الرئيسة

2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 21/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (21)/ قال أحمد مدني: سأشرب من دم العرب كالماء.. فأجابه الإمام الخاقاني: سيكون دم العرب كالحجارة التي تَعْلَق في زورك!



كان الزعيم الروحي للعرب الأحوازيين آية الله العظمى الإمام محمد طاهر آل شبير الخاقاني من أوائل الناس في إيران ممن اكتشفوا باكراً جداً انحراف الخميني عن الإسلام، وقد دفعه إيمانُه الشديد بالله وفهمُه العميق للإسلام لأن يكون أوَّل المتصدِّين لهذا الإنحراف وفي طليعة العاملين على إعلاء كلمة الله..


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)




القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (21)
قال أحمد مدني: سأشرب من دم العرب كالماء..
فأجابه الإمام الخاقاني:
سيكون دم العرب كالحجارة التي تَعْلَق في زورك!



حسين احمد صبرا
كان الزعيم الروحي للعرب الأحوازيين آية الله العظمى الإمام محمد طاهر آل شبير الخاقاني من أوائل الناس في إيران ممن اكتشفوا باكراً جداً انحراف الخميني عن الإسلام، وقد دفعه إيمانُه الشديد بالله وفهمُه العميق للإسلام لأن يكون أوَّل المتصدِّين لهذا الإنحراف وفي طليعة العاملين على إعلاء كلمة الله..
لقد سبق وأن أشرنا مراراً إلى أنَّ الإمام الخاقاني كان قد تزعَّم وفداً عربياً أحوازياً توجَّه به إلى طهران في 30 نيسان/ إبريل 1979 حيث قابل الخميني وطالبه بالحكم الذاتي لعرب الأحواز تنفيذاً لوعد الأخير لهم قبل انتصار الثورة بمنحهم حكماً ذاتياً إذا ما ساندوا ثورة الشعوب الإيرانية ضد الشاه وساعدوه (أي الخميني نفسه) في الوصول إلى السلطة..
نكث الخميني بوعده وأوعز إلى حاشيته الفارسية بالتنكيل بعرب الأحواز بصورةٍ أشد عنصرية مما كان يفعله الشاه المخلوع وقد تصاعدت عنصرية الخميني ضد العرب في شهر أيار/ مايو 1979 فور عودة وفد الأحواز من طهران مباشرةً.. فتصدى له الإمام العربي الأحوازي الشيعي البطل آية الله العظمى الخاقاني، الذي جعل من قضية عرب الأحواز قضيته الأولى والمقدَّسة، وباستطاعتنا إدراك أهمية الموقف التاريخي للإمام الخاقاني من خلال العديد من التصريحات التي أدلى به للصحافة العربية والعالمية.. ففي تصريحٍ لصحيفة "الوطن" الكويتية في عددها الصادر في 19/ 5/ 1979 قال الإمام الخاقاني:
"لقد زارني رئيس الحكومة المؤقتة الدكتور مهدي بازركان مع بعض أعضاء وزارته منذ أكثر من شهرين، فقلت لهم إنَّ الشعب العربي كان مضطهداً ومقموعاً أيام محمد رضا بهلوي، كما تعلمون، وأنَّ هذا الضغط لا بد وأن يولِّد إرادات ضده، وأنَّ الضغط هو أكثر من الضغط الموجَّه ضد الفرس، بالرغم من أنَّ الفرس كانوا مقموعين، إلا أنَّ القمع الموجَّه ضد العرب كان أكثر، ومع ذلك فإني هنا لا أطالب بتقديم حقوق العرب على الفرس بل أن تكون متساوية، لا زيادةَ فيها لأحدٍ على الآخر، وأن تكون العلاقة هي علاقة الأخ مع أخيه، ونبَّهتُ يومها أنَّ عدم حل هذه القضايا سيولِّد المتاعب لكم وللمنطقة".
وتصدى الإمام الخاقاني للجنرال الفارسي أحمد مدني، الذي عيَّنه الخميني بعد انتصار الثورة حاكماً عسكرياً للأحواز وكان (أي الخميني) يصفه بأنه "عيني اليمنى".. وفي حديثٍ أدلى به إلى مجلة "الميدل إست" في أواسط أيار/ مايو 1979 (نَشرتْ ترجمتَه صحيفةُ القبس الكويتية في 7/ 9/ 1979 أي بعد أكثر من ثلاثة أشهر) يقول الإمام الخاقاني:
"قال لي الأدميرال أحمد مدني: "إنَّ العرب يثيرون الشغب"... وهدَّد بتوجيه ضربة قاسية لهم، وقال لي: "سأشرب من دمائهم كالماء إذا استمروا في الضغط لتحقيق مطالبهم"... وقلت له إنَّ دم العرب لن يكون كالماء وإنما كالحجارة التي تعلق في زوره... فغادرني وهو غاضب ومصمِّم على الإنتقام".
ولم يُخْفِ الإمام الخاقاني نيَّتَه في مغادرة إيران بعد اكتشافه النهج العنصري الفارسي الذي يتَّبعه الخميني والمناقض كل التناقض للنهج الإسلامي، وقد آثر مغادرة إيران كي لا يكون شاهد زور على نظامٍ فارسي عنصري يدَّعي الإسلام، فنجده يصرِّح لجريدة "الوطن" الكويتية في 17 أيار/ مايو 1979 قائلاً:
"إنَّ مؤاخذتي على الأوضاع نابعة من اللجان الثورية (الحرس الثوري)، التي أتلمَّس الإرتجال في تشكيلها، وبُعد تصرفات البعض عن النهج الإسلامي الشرعي وتصرفات بعض المأمورين الذين يبلبلون الأجواء ويثيرون النعرات بين العرب والعجم... طلب مني آيات الله الخميني وشريعتمداري وكلبيكاني والطالقاني والنبوي وغيرهم من أعلام إيران البقاء (في الأحواز) والمكوث خوفَ الفوضى في هذه المنطقة وانعكاساتها على المناطق الإيرانية الأخرى، فأجبتهم بالتأخير حتى يتسنى للحكومة أن تتوجَّه بكاملها إلى أهداف الإسلام وأهداف القرآن وسنَّة الرسول وأهل بيته... إنني أجد أنَّ أمري بين أمرين: إن تركتُ إيرانَ وهاجرتُ إلى البلاد العربية وَقَعَتْ اضطرابات شديدة بين العرب والفرس، أو يستمر هذا الأمر على هذا المنوال (في حال بقائه) وتستفحل الآثار التي تتركها تصرفات اللجان الثورية، فيكون بقائي هنا شديد الإحراج...".
ويتابع الخاقاني مصمماً على مغادرة إيران، قائلاً: "أمري دائرٌ بين الأهم والمهم، بين اضطرابات المنطقة وبدايات مسلسل دموي وضوضاء وتلوُّث السمعة التطبيقية للشريعة الإسلامية الغراء، التي ستُعْرَض على (العالَم) الشرقي و(العالَم) الغربي عَرْضاً مشوَّهاً لا يرتضيه الإسلام... وحِفْظُ الأهم من وجهة نظري ألاّ أُقِرُّ هذا الوضع وأهاجر من إيران".
والإمام الخاقاني الذي كان هو مَنْ أفتى بتحريم العمل في المنشآت النفطية أثناء الثورة ضد الشاه واستجاب لفتواه عربُ الأحواز (بالإضافة إلى الفرس العاملين في المنشآت النفطية في طهران وأصفهان) ما أدى إلى انهيار نظام الشاه بسرعة أذهلت الجميع، فإنَّ الإمام الخاقاني هو نفسه قد هدَّد مع تفاقم الأوضاع في الأحواز في شهر أيار/ مايو 1979 بدعوة العرب العاملين في صناعة النفط إلى الإضراب في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع النظام الحاكم في طهران بشأن منح الحكم الذاتي للأحواز، ما كان سيؤدي إلى إصابة الإقتصاد الإيراني بالشلل التام.
في الحديث المقبل سنرى ماذا فعل الخميني بالإمام العربي المؤمن آية الله العظمى الخاقاني.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 19 كانون الأول/ ديسمبر  2011، العدد رقم 1522).

الحديث التالي:
الحديث السابق:

***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق