الصفحة الرئيسة

2016/04/14

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 11/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (11)/ إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز فإنَّ الفرسَ سيعيشون على ضوء الشموع!



لقد بذلنا بعض الجهد في حساب إجمالي كمية الطاقة الكهربائية التي ينتجها نظام الخميني إنْ عبر المعامل الحرارية أو السدود في الأنهار  أو الطاقة الشمسية أو الرياح أو ما شابه، فوجدنا أنَّ إيران تنتج حالياً حوالى 31 ألف ميجاوات.. ثم قمنا بحساب كمية الطاقة الكهربائية التي تنتجها الأحواز وحدها في وقتنا الراهن (ومعظمها من السدود على الأنهار) فوجدنا أنها تبلغ حوالى 9 آلاف ميجاوات.. فماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أنَّ الأحواز (هذه الأرض العربية التي يغتصبها الفرس منذ 86 عاماً، تماماً كما يغتصب اليهودُ أرضَ فلسطين منذ 63 عاماً) تُنتج ما يعادل تقريباً ثلثَ الطاقة الكهربائية المنتَجة في إيران كلها...



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)




القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (11)

إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز


حسين احمد صبرا
لقد بذلنا بعض الجهد في حساب إجمالي كمية الطاقة الكهربائية التي ينتجها نظام الخميني إنْ عبر المعامل الحرارية أو السدود في الأنهار  أو الطاقة الشمسية أو الرياح أو ما شابه، فوجدنا أنَّ إيران تنتج حالياً حوالى 31 ألف ميجاوات.. ثم قمنا بحساب كمية الطاقة الكهربائية التي تنتجها الأحواز وحدها في وقتنا الراهن (ومعظمها من السدود على الأنهار) فوجدنا أنها تبلغ حوالى 9 آلاف ميجاوات.. فماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أنَّ الأحواز (هذه الأرض العربية التي يغتصبها الفرس منذ 86 عاماً، تماماً كما يغتصب اليهودُ أرضَ فلسطين منذ 63 عاماً) تُنتج ما يعادل تقريباً ثلثَ الطاقة الكهربائية المنتَجة في إيران كلها.. ولو حَسَبْنا كمية الطاقة الكهربائية من السدود الـتي هي قيد الإنشاء في أنهار الأحواز (ومنها ما سيبدأ العمل فيه في العام الجاري 2011) فإن الأحواز ستضيف إلى كمية الطاقة الكهربائية الإيرانية في المستقبل القريب ما لا يقل عن 6 آلاف ميجاوات، ليصبح مقدار إنتاج الأحواز من الكهرباء في السنوات القليلة المقبلة حوالى نصف الطاقة الكهربائية المنتَجة في كل إيران.. هذا ناهيك عن أنَّ محطة الطاقة النووية الإيرانية الأشهر من أن تُعَرَّف ألا وهي محطة بوشهر النووية (الواقعة في محافظة بوشهر، وهي أرضٌ أحوازية)،كان من المتوقع لها أن تُنتج هذا العام (أي 2011) 3,360 ألف ميجاوات لولا العقوبات الدَولية المفروضة على إيران..
دعونا من كل هذا وتعالوا نحسب كمية الطاقة الكهربائية الـتي تنتجها إيران حرارياً بواسطة النفط والغاز الطبيعي: فمن أصل 31 ألف ميجاوات هي المجموع الكلي لكمية الطاقة الكهربائية التي تنتجها إيران حالياً (كما ذكرنا قبل قليل) فإنَّ من ضمنها ما يزيد عن 20 ألف ميجاوات يتم إنتاجها بواسطة النفط والغاز الطبيعي (أي ما يعادل ثلثي الطاقة المنتَجة في إيران).. وبما أننا ذكرنا سابقاً بأن ما لا يقل عن 90% من ثروة إيران النفطية (نفط وغاز طبيعي) هو ثروة عربية أحوازية منهوبة، فهذا معناه أن الغالبية الساحقة والماحقة من كمية الطاقة الكهربائية المنتَجة في إيران حالياً (وماضياً ومستقبلاً) إنما يتم إنتاجها بفضل الأحواز، إما بفضل السدود المُقامة في أنهارها وإما بفضل النفط المنهوب منها.. وهذا يعـني بصريح العبارة أنه وفي حال حرَّر العربُ أرضَ الأحواز فإنَّ الفرسَ سيُمْضُون بقية حياتهم وهم يعيشون على ضوء الشموع!
هذا في ما يتعلَّق بالطاقة الكهربائية، عماد الحياة في عصرنا الحالي.. أما في ما يتعلق بالثروة المائية فإنَّ الأمر مشابهٌ تماماً، ذلك أنَّ أكـثر من نصف الأنهار الإيرانية الرئيسة هي أنهار عربية أحوازية.. فمن أصل 9 أنهار رئيسة في إيران هناك 5 أنهار عربية أحوازية، ألا وهي: قارون، الكرخة، شط العرب، مالح كوده، ومهران.. زد على ذلك أنَّ أطول الأنهار الإيرانية هو النهر العربي الأحوازي "مهران" الواقع في محافظة هرمزكان (طوله 1289 كلم).. وأنَّ أكثر الأنهار الإيرانية غزارةً في تدفُّق المياه وأكثرها أهمية على الإطلاق هو النهر العربي الأحوازي "قارون" الواقع في محافظة خوزستان، والذي ينبع من سلسلة جبال زاغروس (تحديداً من الجبل الأصفر/ زردكوه) ثم يصب في شط العرب مشكلاً دلتا جزيرة عَبَدان، ويبلغ معدل تصريفه السنوي 20 مليار مـتر مكعَّب، وهو من أكـثر الأنهار التي أقامت عليها إيران سدوداً لتخزين المياه ولتوليد الطاقة الكهربائية.
ولم يقف الأمر مع الفرس في نهب مياه نهر قارون عند هذا الحد، ذلك أنَّ واحداً من أهم أنهار إيران الداخلية وهو نهر زاينده (النهر الولود) العابر لمدينة أصفهان، لم يعد يكفي لسد حاجة محافظة أصفهان من المياه وبدأ منسوبه بالتناقص (مع الإشارة إلى أنَّ الغالبية العظـمى من سكان هذه المحافظة هم من العرق الفارسي)، ما دفع بنظام الخميني لأن يزيد من نَهْبِهِ نَهْباً فحفر قناةً في الجبل الأصفر وحوَّل جزءً من منابع نهر قارون العربي الأحوازي لزيادة مياه هذا النهر الفارسي.
ومن سخرية القدر أنَّ نظام الخميني بدأ (ومنذ عام 1991) يعرض على بعض دول الخليج العربي أن يبيعهم جزءً من مياه نهر قارون العربي الأحوازي، وقد أطلق على هذا المشروع إسم "مياه الإيمان"، وهو عبارة عن مجموعة أولى من الأنابيب بطول 1800 كلم تبدأ من نهر قارون وتمتد بمحاذاة الساحل الشرقي للخليج العربي ثم تنعطف لتمر من تحت مياه الخليج لتصل إلى قطر، وتبلغ كلفتها 15 مليار دولار.. ومجموعة أخرى بطول عدة مئات من الكلمـترات وتمتد من نهر قارون وصولاً إلى الكويت مروراً بمياه الخليج وتبلغ كلفتها 1,5 مليار دولار.. ورغم أنَّ هذا المشروع ما يزال قائماً إلى الآن كفكرة، إلا أنَّ عوامل كثـيرة تَحُول دون تحقيقه وأبرزها عدم إعطاء نظام الخميـني فرصة للتحكم المائي بدول الخليج العربي وبالتالي للتحكم السياسي بها.
إذاً، وكما سبق وقلنا، فإنَّه وفي حال حرَّر العربُ أرضَ الأحواز فإنَّ الفرسَ سيمضون بقية حياتهم على ضوء الشموع.. والآن نقول أنه وفي حال حرَّر العربُ أرضَ الأحواز فإنَّ الفرسَ سيموتون عطشاً.. وفي الحديث المقبل سنرى كيف أنَّ الفرسَ في حال حرَّر العربُ أرضَ الأحواز سيتضوَّرون جوعاً!

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 26 أيلول/ سبتمبر 2011، العدد رقم 1511).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق